الآدابالحياة والمجتمع

قاعدة الخمس ثوان

قاعدة الخمس ثوان : سنتكلم عن كيفية الإنجاز، حتى لو لم تتوفر الحالة المزاجية المناسبة للعمل، كتابنا اليوم اسمه قاعدة الخمس ثوان the 5 second rule، مؤلفة الكتاب ميل روبنز.

كتاب اليوم يتحدث عن تكنيك أو خدع نفسية بسيطة، المؤلفة سمتها قاعدة الخمس ثوان، المؤلفة اكتشفت هذه القاعدة، وهي في مرحلة سيئة من حياتها.

مرحلة انحدار بعد نجاح سابق، والتكنيك كان من الأشياء التي ساعدتها بالعودة مجدداً، لتحقيق نجاح أكبر من نجاحها السابق.

انتشار قاعدة الخمس ثوان في tedx

انتشار قاعدة الخمس ثوان في tedx

المؤلفة كانت عرضت فكرة قاعدة الخمس ثوان، في أحد مؤتمرات tedx والفكرة انتشرت بشكل كبير.

والكثير من البشر  جرب هذا التكنيك البسيط هذا، وساعدهم فعلاً أن يغيروا من نفسهم بشكل كبير.

وبعد الانتشار وقصص النجاح كلها، المؤلفة قررت أن تكتب عن هذا موضوع قاعدة الخمس ثوان، ولكن لأن الموضوع بسيط ولا يستأهل كتاب كامل.

فالمؤلفة اضطرت أن تحشي الكتاب بالكثير من القصص، مع بعض الأفكار من كتب أخرى.

ولإثبات فعالية قاعدة الخمس ثوان، لذلك سنركز على المواضيع المهمة فقط من هذا الكتاب.

الإنجاز والمزاج

سيطرة مشاعر التوتر والاحراج والمزاج

الذي يحدث معنا كلنا، أننا في أوقات كثيرة أنه يوجد عمل أو فعل معين.

في مصلحتنا أن نفعله، لكن لا يكون لدينا رغبة أو مزاج، أو هناك مشاعر سلبية مثل التوتر والاحراج أو حتى الملل.

تشكل حاجزاً بيننا وبين الفعل، وينتهي بنا الحال، بأننا لا نقوم بالفعل، رغم معرفتنا بأنه في مصلحتنا.

فكرة أن تربط الفعل بالحالة المزاجية، هو شيء خطر جداً، وغالباً سيحرمك من الإنجاز في حياتك، لو تريد أن تنجز في حياتك وتحقق أهداف تستحق.

ستحتاج أن تفعل أشياء صعبة ومملة، أو فيها مخاطرة، ومزاجك لن يجعلك تفعل هذه الأشياء، دائماً مشاعر الضيق والملل، أو الخوف ستوقفك

وإذا استسلمت لهذه المشاعر، لن تفعل شيئاً، البعض من الممكن أن يقول أن الحل في التحفيز، أن تلجأ إلى شخص يحفزك، لكي تقوم بالأفعال المملة أو الصعبة أو المخيفة.

لكن الحقيقة هذا الحل غير عملي، مؤلفة الكتاب لها رأي متطرف قليلاً في التحفيز، ليس متطرفاً بمعنى شكل كامل.

المؤلفة كانت تكرر دائماً عبارة التحفيز عديم القيمة motivation is garbage، أي ليس له فائدة.

المشكلة مع هذه العبارة أنها لا تفرق بين أنواع التحفيز، فالكاتبة غالباً تتحدث عن التحفيز العاطفي.

فيديوهات التحفيز

مثل كلام المدربين، والفيديوهات التي تشحنك بالحديث الحماسي العاطفي، يختفي أثره بعد فترة قصيرة.

يقولون لك أنت تملك قدرة جبارة، ولكن أنت لا تعلم، وتستطيع أن تحقق المستحيل، مع موسيقى حماسية، ومقاطع مصورة، مثل تسلق الجبال وإلى آخره.

مشكلة هذا النوع من التحفيز أنه غير صادق، فالذي يتحدث لا يعرفك، ولا يعرف ظروفك وقدراتك.

لذلك حتى لو شعرت عند مشاهدتها بالقوة قليلاً، وأقنعتك أنك ستستطيع أن تحقق المستحيل.

فهذا الوهم سيختفي بمجرد مواجهة الواقع، ولكن مع ذلك، حتى هذا النوع لن نقول عنه أنه عديم القيمة تماماً.

من الممكن أن هذا النوع من التحفيز، أن يدفع لتأخذ أول خطوة، وهذا مفيد أيضاً، لكن الأكيد أنه لن يكمل معك في باقي الخطوات.

الفيديو الذي رأيته أنت وقد حفزك في الأمس، لن يحفزك بنفس القدر اليوم، ويمكن أن يكون غداً أن لا يكون لديه أي تأثر عليك.

لذلك نحن لن نعتمد على النوع العاطفي من التحفيز.

فأنت من الممكن أن تحفز لأنك اكتسبت معرفة وأفكار وأساليب جديدة، تساعدك على تحقيق أهدافك أو حل مشاكلك.

تحفيز مبني على المعرفة والمنطق والدليل، ليس على العاطفة.

وانتبه أن معظم الأمور المهمة في حياتك، تحتاج أن تداوم على الفعل لفترة طويلة، وبالتالي التحفيز المؤقت هذا، ليس استراتيجية ناجحة أبداً.

هذا غير أن هناك أمور ليس من المنطقي أن تستخدم معها هذا النوع من التحفيز لكي تفعلها، مثل أنك تريد أن تغسل أسنانك يومياً ولكن قد تشعر بالكسل.

فهل من المنطقي أنك كل يوم تشاهد فيديو تحفيزي، لشخص يحمل الحديد، أو يتسلق الجبل مع صوت يقول لك أنك تستطيع أن تصنع المستحيل.

كل هذا لكي يحفزك أن تغسل أسنانك؟

طالما التحفيز العاطفي هذا ليس استراتيجية فاعلة، ما هو الحل؟

الحل التحفيزي الصحيح

الحل هو أنك تتعلم تقوم بالفعل بغض النظر عن حالتك المزاجية، بغض النظر عن مشاعرك، تتعلم أنك تخالف هواك ومزاجك.

الذي ورد في الأثر أن عمر بن عبد العزيز، أرسل إلى الحسن البصري قائلاً:

إذا وصلك كتابي هذا، فاكتب لي موعظة وأوجز، أي انصحني بنصيحة مختصرة, فرد عليه الحسن البصري وقال له: أما بعد، فاعصِ هواك، والسلام.

هذا هو الحل، لا تجعل مصيرك تحت رحمة مزاجك ومشاعرك المتقلبة، مثل أنك تجاهد النفس في أمور الدين والطاعة، سينفعك في الآخرة، فهو أيضاً سينفعك جداً في أمور الدنيا.

لو استطعت أن تكتسب القدرة هذه، فلن تنجز كل شيء وتحقق كل تغيير تحب أن تفعله في حياتك فقط، بل ستكتسب ثقة في النفس، صعب تكتسبها بأي أسلوب آخر.

أن تشعر أن لديك سيطرة على نفسك، هذا بحد ذاته يعطيك شعوراً بالقوة.

ابتعد عن المزاجية

وهنا يوجد نقطتين تخص المزاج والمشاعر السلبية، الأولى المشاعر تتبع الفعل وليس العكس، لا تنتظر مزاجك أو مشاعرك أن تتغير لكي تقوم بالفعل.

ابدأ الفعل ومشاعرك ستتغير لاحقاً، لا تنتظر أن تشعر بالشجاعة لكي تفعل شيئاً أنت خائف أن تفعله، افعلها رغم خوفك.

وبعد فترة هذا الخوف سيختفي، وسيحل مكانه شعور الشجاعة.

أكيد حدث معك في إحدى المرات، أنه لم يكن لك مزاج لعمل معين، عمل أو دراسة أو ممارسة رياضة مثلاً، لكنك بدأت على أي حال.

وبعد أن بدأت سرعان ما تغيرت مشاعرك، وبعد أن انتهيت شعرت بالسعادة والرضى عن النفس، أنك أنجزت ولم تؤجل، وهذا يقودنا للنقطة الثانية

المشاعر السلبية التي تمنعك من الفعل مثل الضيق أو الملل أو التوتر، عادة يكون مبالغ فيها، وأكبر من حجمها الحقيقي.

كم مرة حدث معك أنك شعرت بالكسل، وأجلت العمل حتى ضاق عليك الوقت.

وبدأت العمل متأخراً خوفاً من العواقب، وبعد أن أحرزت تقدماً في العمل، شعرت بالندم أنك لم تبدأ باكراً، هل تعلم لماذا تشعر بالندم؟

لأنك تكتشف أن العمل لم يكن بهذه الصعوبة التي كنت تشعر بها، وجعلتك تسوف وترجل، وأنك لو كنت بدأت باكراً، كنت رحمة نفسك من الضغط العصبي.

تكتشف أن المشاعر التي كانت معك من العمل، كان فيها مبالغة وغير حقيقية، وأن استسلامك لها، كان خطأ ومن المفروض تجاهلها، وتبدأ بالعمل على أي حال.

كيف تكتسب عادة مخالفة المزاج

بعد الاستعانة بالله والعجز الكسل، هناك حلان، الأول طويل المدى، وشيء يجب أن تعمل عليه وتطورها مع الزمن، وهي قوة الإرادة.

قاعدة الخمس ثوان

الحل الثاني هو حل سريع من الممكن أن تحصد منه نتائج فورية في أغلب الأحيان، وهي قاعدة الخمس ثوان.

المؤلفة كانت تمر بحالة من الإحباط والفشل، بعد أن تركت عملها ولم تعرف تبدأ عمل جديد، وعمل زوجها توقف، وأصبحوا مديونين، وزواجهم مهدد بالفشل، مع وجود أطفال.

كانت فترة سيئة لدرجة أنها لم تكن تستطيع أن تستيقظ صباحاً، كنوع من الهروب من الواقع السيء، وكان هذا الهروب يجعل الأمور تزداد سوءً مع الوقت.

فقررت تغيير هذا الواقع السيء، يجب على الأقل أن تستيقظ صباحاً لتتحمل مسؤولياتها، فألهمها مشهد العد العكسي لانطلاق صاروخ رأته على التلفاز.

وقررت بعده أنه بمجرد أن يرن المنبه، ستبدأ بالعد بالعكسي، من خمس إلى واحد، وبعدها تنطلق من سريرها مثل الصاروخ عندما انطلق من منصة الاطلاق.

وبالفعل فعلت ذلك، وبدأت بالعد العكسي، 5..4..3..2..1 وقامت من سريرها.

وتقول أنها كانت أول مرة منذ أشهر أنها نجحت بمجرد أن رن المنبه، واستمر الموضوع بنجاح بعدها.

قاعدة الخمس ثوان خدعة نفسية

السر هنا أن فكرة العد العكسي، هي خدعة نفسية تستخدمها لكي تمنع مخك بأن يسترسل في الأفكار التي تجعلك متردد، وتمنعك من الفعل.

لأنك كلما أعطيت مخك أن يختلق الأعذار، سينجح بأن يعطيك أعذار تمنعك من الفعل، أو يأخرك عنها بشكل يضرك.

بدأت المؤلفة تستخدم هذه قاعدة خمس ثوان في أمور أخرى في حياتها، مثلا هي المفروض أن تحدث شخص من معارفها وتسألهم عن فرصة عمل متاحة لها.

ولكن كانت مشاعر الإحراج والتوتر، تمنعها من الاتصال، فبدأت بمجرد أن تفكر في اسم شخص من الممكن أن يساعدها، وقبل أن يسترسل المخ في الأفكار والمشاعر.

كانت تعد بالعكس 5..4..3..2..1 انطلق، وتتصل فوراً.

وبغض النظر عن كون المكالمة بالإيجاب أو السلب، المهم أنها استطاعت أن تجري المكالمة، بعد أن كانت تعجز عنها لشهور طويلة.

المؤلفة مع الوقت تحسنت ظروفها، واستعادة النجاح في حياتها بالتدريج، وبدأت تشارك هذه الفكرة البسيطة مع غيرها من الناس.

وتسمع منهم ردود ايجابية عن نجاح قاعدة الخمس ثوان معهم، وبعد فترة قررت أن تكتب الكتاب عن الموضوع.

هذا أسلوب الخمس ثوان، من الممكن أن ينجح مع أشخاص كثر فعلاً، حتى لو لم ينجح في كل الأمور.

فمن الممكن أن ينجح في عدة أمور مهمة، وهذا يكفي خاصة أنه أسلوب بسيط ولا يحتاج إلى مجهود.

وهناك نصيحتين قد يزيدوا من نجاح فكرة الخمس ثوان معك:

العد العكسي من 3، ليس من الرقم 5

صحيح هذا سيغير اسم القاعدة تماماً، ولكن ليست مشكلة، فنرى أن الخمس ثوان هي فترة أطول من اللازم.

تكفي من الرقم 3..2..1 وقل أي كلمة تستفزك للحركة، مثل انطلق، هيا، أي شيء.

من مصلحتك أن هذا الأسلوب البسيط أن ينجح معك

لأنه سيساعدك على الإنجاز والتغيير، فساعد نفسك على النجاح.

لو أحببت أن تبحث عن عذر، وتقول جربت ولم أستفد، لكي تبرر الاستمرار على وضعك، فأنت الخاسر.

المؤلفة باعت الكتاب وحققت الأرباح بالفعل، لا أقول لك أن تضحك على نفسك، بل جرب وأنت لديك الرغبة في نجاح الأسلوب، ليس الرغبة في إثبات الفشل.

لأنه في النهاية ليس هناك مستفيد أو خاسر غيرك.

ونؤكد أنك تستخدم قاعدة الخمس ثوان، عندما تعلم أن الفعل الذي من المفروض تفعله، في مصلحتك، ومفيد لك.

أي تكون في حالة اختيار، بين أن تفعل شيء في مصلحتك، وبين أنك لا تفعله، ولكن لو محتار بين الفعلين.

ولا تعرف من منهم الذي في مصلحتك، فهذه القاعدة لن تساعدك، ولا تناسب الموقف.

هناك ثلاث أنواع من الأفعال التي من الممكن قاعدة الخمس ثوان، تساعدك في انجازها:

قاعدة الخمس ثوان ومواجهة الكسل

مثل الاستيقاظ من النوم، أو ممارسة الرياضة، لو كنت تخطط أن تفعل تمارين معينة، أو أن تمارس رياضة الجري، وعند التنفيذ شعرت بالكسل وعدم الرغبة، وبدأ المخ يختلق الأعذار.

اقطع عليه الطريق فوراً، واستخدم قاعدة الخمس ثوان 3..2..1 انطلق، وافعل أي شيء ولو مجرد أنك تقوم من مكانك، البس ملابس وحذاء الجري مثلاً.

لا زال هناك كسل 3..2..1 وأخرج من المنزل، وهكذا.

مواجهة التسويف والمماطلة

وأنا أحضر هذه الحلقة، كانت نفسي تقول لي، يكفي ما كتبته اليوم، اذهب إلى النوم وأكمل غداً، ولكن كنت أعلم أنه من مصلحتي أن أكمل الحلقة، لكي تسير في ميقاتها.

فكنت أستخدم قاعدة الخمس ثوان، 3..2..1 انطلق، وهذا الذي أستخدمه بالعمل وأبدأ جلست عمل جديدة لمدة ربع ساعة.

أنت أيضاً أن تفعل ذلك، عندما تجد نفسك متردد أو ليس لك مزاج إلى العمل، رغم أن معرفتك أن مصلحتك أن تعمل حالاً، لا تعطي مخك فرصة لاختلاق الأعذار.

حدد مدة زمنية لمدة ربع ساعة مثلاً، وأنجز عملاً بهذه المدة، وقرر بعد ذلك، لا تستسلم لمشاعرك من أول مرة.

وبخصوص العمل بالذات، بما في ذلك الدراسة وعمل المنزل، لو لم يكن هناك مانع يمنعك من العمل خلال اليوم، سواء حالتك المزاجية فقط، فتأكد أنه من أفضل الأيام المناسبة للعمل.

لا تضحك على نفسك وتقول أن غداً أفضل، فغداً غير مضمون، فمن الممكن أن تحدث معك ظروف مرضية أو سفر، أو أي شيء آخر يمنعك من العمل.

وتتحسر على اليوم الفائت، الذي كانت فيه فرصة العمل متاحة، لكنك استسلمت لمشاعرك السلبية.

مواجهة التردد وضعف الثقة بالنفس

كأن تكون جالساً في اجتماع مثلاً، ولديك فكرة جيدة، لكنك تسكت لأنك متردد وخائف أن الفكرة لن تعجبهم.

لا تسمح لمشاعرك أن تسيطر عليك، بسرعة استخدم قاعدة الخمس ثوان، 3..2..1 وتحدث، ستندم أكثر لو شخص آخر سبقك بالكلام، واقترح نفس الفكرة أو فكرة شبيهة.

لو هناك مكالمة مهمة يجب أن تفعلها، لكن الموضوع ثقيل على نفسك، أو أنك محرج منها، 3..2..1 واتصل.

تذكر أن المشاعر السلبية التي نشعر بها قبل الفعل، عادة يكون مبالغ فيها بدون داعي، طالما العقل يقول أن الفعل هذا هو في مصلحتك، تجاهل مشاعرك.

مشاعرك ستتغير عندما تبدأ في العمل، معظم البشر عندما يسترجعون الماضي بندم، غالباً يندمون على أشياء لم يفعلوها، أكثر من ندمهم على أشياء فعلوها.

خاصة عندما يكتشفوا أنه لم يكن هناك مانع حقيقي منعهم من الفعل وقتها، وأن الفعل كان حينها في نطاق قدراتهم.

لكنهم استسلموا لمشاعرهم السلبية، وحرموا نفسهم من انجاز ما يستحق في الحياة.


المصادر

يوتيوب

شاهد أيضاً

ملخص كتاب أربعون لأحمد الشقيري


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى