فكرة مشروع خاص بك : سوف نعرف الإجابة عن هذا السؤال بالتفصيل من خلال هذا الموضوع الذي يحمل عنوان ( حتمية بناء مشروعك الخاص )
قبل أن أبدأ الحديث عن الموضوع هناك فيلم أجنبي يلخص كل ما سأقوله ضمن الموضوع، الفيلم أسمه ( Up in the air ) .
يحكي الفيلم عن شخص عمله الأساسي أن يقوم برفض الناس، تقوم الشركات بالأصل بتوظيفه من أجل أن يقوم برفض الناس.
وخلال مشهد عبقري جداً هذا الرجل يجلس مع شخص كبير في السن بحيث يقول أن المفروض أنك سوف ترفض من العمل الذي تعمل به.
فيبدأ الرجل يفقد أعصابه ويبدأ يحكي كلام يبرز كمية الوجع النفسي بداخله، ثم يقول له جورج كلوني بطل الفيلم:
لقد قمت بقراءة الملف الخاص بك ووجدت أنك تمتلك موهبة الطبخ، فلماذا لم تترك العمل هذا وتعمل كـ طباخ بما يناسب الشغف الحقيقي الخاص بك! وكان من الممكن أن تنجح بعملك كـ طباخ وأصبح لديك سلسلة مطاعم.
هذا المشهد عبقري جداً و يضعنا أمام سؤالين :
الأول: هل ما كان يقوله له كلام حقيقي أو أنه مجرد كلام كي يعدل من الموضوع على الموظف المطرود!
الثاني: لو أن هذا الكلام فعلاً حقيقي فـ كيف أطبقه على نفسي!
ليس هدفي من الموضوع أن تترك عملك الأساسي أبداً لأنه من الممكن أن يكون عمل جيد، ولكن أيضاً من الممكن أن تقوم بعمل آخر مع عملك الحالي.
أي أن يكون لديك فكرة عمل مشروعك الخاص بك، أي أن فكرة يجب أن يكون لديك رأس مال كبير كي تبدأ مشروعك الخاص فهذه فكرة أصبحت فكرة قديمة، لأن جميع المشاريع حالياً تأخذ رأس مال قليل ووقت أقل وسوف نتكلم عنها.
كيف تبني فكرة مشروع خاص بك
الآن سنتكلم عن فكرة أن ليس تكتفي بوظيفتك فقط، وأنه لا ترتبط بوظيفتك كـ وظيفة نهائية مدى حياتك فقط، والكلام سيقال هنا سيجعلك تبدأ مشروعك الخاص اعتماداً على ثلاثة كتب، هذه الكتب هي:
- الكتاب الأول ( Rework ) إعادة صياغة العمل
- الكتاب الثاني ( Remote ) البعيد
- الكتاب الثالث ( Why we work ) لماذا نعمل
لو أنك بعد ما قرأت هذه المقدمة التي ذكرتها قمت بكره وظيفتك التي تعمل بها فاعلم أنك إما بوظيفة خاطئة أو هذه الوظيفة لا تناسبك.
في هذا الموضوع توجد عشرة أسباب لبدء مشروعك الخاص حتى لو كانت إمكانياتك قليلة جداً، وسنبدأ الآن بذكر الأسباب مباشرة.
مهارات غير مستخدمة ضمن الوظيفة
أي شركة أو أي وظيفة أنت تعمل بها تحاول أن توصل لك أنها بحاجة مهارة معينة لهم، ومن دون هذه المهارات المطلوبة، فأنت لا تملك مهارات.
- مثال ..
لو كنت تعمل ضمن شركة هدفها الرئيسي البيع، فمن المفروض أن يكون لديك مهارة البيع، ولو أنك لا تملك هذه المهارة فإنهم سيقولون لك يجب عليك أن تمتلك مهارة البيع.
لكي إنسان ناجح ولكي نرقيك ولكي نعطيك راتب أعلى، فالبتالي يجب أن تكون المهارات التي تشكلت في دماغك من المفروض أن تكون مهارات البيع فقط.
ولو أنك بعد فترة بدأت تتسأل! لماذا أنا لا أملك مهارات! أو أنني غير ملائم لهذا العمل!
فلو أنك أقنعت نفسك بأنك لا تملك مهارات فذلك لأنك صورت نفسك في هذه الوظيفة كـ عالمك الذي تعيش فيه فقط، وكون أنك لا تستطيع التأقلم مع هذه الوظيفة فكأن العالم انتهى، وهذا خطأ لأنه سيشعرك بالنقص دائماً وهذا أيضاً سيعطيك شعور بأنك أقل من باقي الموظفين.
ولو أنك كنت مهارات غير مستغلة ضمن الوظيفة التي تعمل بها، فإنك ستشعر دائماً بعد الاكتفاء، أي أنك تشعر أن هذا المكان الذي تعمل به لا يساعدك على إظهار مهاراتك.
سقف الطموح
أن أي وظيفة مهما كبرت بها ومهما أخذت أموال أكثر ومهما حصلت على ترقية بها، بالنهاية لك سقف ضمنها.
ولكن عندما تقوم بعملك الخاص بك فإنه لا يوجد سقف لطموحك، كأن تعمل بعمل صغير ثم تقوم بتوسيعه حتى لدرجة تصل لأكبر من أي شركة عملت بها.
وأيضاً لا تجد أحدهم قام من نومه في الصباح فوجد أنه يمتلك قصراً وسيارة فاخرة هكذا بدون طموح وجهد وعمل، كلا هذه الأمور يجب أن تصل لها عن طريق عملك الخاص بك عن طريق جهدك وعملك.
استعادة السيطرة
يجب عليك السيطرة على حياتك، ضع لوائح للعمل، مواعيد رسمية لعملك، زي رسمي للعمل، طريقة معينة تتكلم بها مع مدرائك، إجازات قليلة في العمل، اجتماعات أسبوعية اجتماعات شهرية اجتماعات مفاجئة.
كل هذا يفقدك السيطرة على حياتك ويجعلك تشعر بعد فترة بأنك إنسان مروض، إنسان يشعر أن هناك من يحركه، وليس فقط كـ شعور بأن شخص يحركك بل شعور أن هناك منظومة كاملة تقوم بتحريكك.
بالتالي أن تقوم بعملك الخاص بك أو مشروعك الخاص، أو أنك تقوم بإعادة السيطرة والتوازن على عملك، كأن تحدد متى تقوم إلى عملك ومتى تبدأ إجازاتك الخاصة وكم مدة عملك بهذه الطريقة تستطيع إعادة السيطرة على عملك من جديد.
تجارب محدودة وتعليم محدود
أنت لديك وظيفة محددة ولها معايير معينة، هذه الوظيفة عندما تؤديها بشكل جيد فأنت إنسان جيد، وعندما لا تؤديها بشكل جيد فأنت موظف فاشل، ولو أنك حاولت أن تقوم بعمل ما من ابداعك سيقال لك هذا ليس من اختصاصك، كأن شخص ما يعمل في التسويق أن يعمل في قسم الموارد البشرية.
بالتالي أنت تبقى تعمل ذات الوظيفة التي تعمل بها، فهذا سيولد نفس التجارب ونفس التعليم ونحن كـ بشر لدينا رغبة أن نتعلم وأن نعمل أشياء جديدة، بالتالي ستجد نفسك بعد فترة لو أنك حاولت أن تتعلم شيء جديد ستجد من يقول لك لماذا وما حاجتك لها فهذه ليست لها علاقة بعملك!
روتين المنطق
قال أينشتاين جملة شهيرة ( المنطق من الممكن أن ينقلنا من النقطة A إلى النقطة B ) أي أن الخيال من الممكن ينقلك من أي مكان لأي مكان لأن الخيال غير محدود، والإبداع غير محدود.
فأي شركة أو أي وظيفة فإن لديك مهام منطقية، هذه المهام لو أنك قمت بها بصورة جيدة ستوصلك لنتائج جيدة من الشركة التي انت موجود بها، مهام منطقية ومهام منطقية.
لو أنك عملت عملك بصورة غير مرجوة أو صورة غير مميزة فإنك لن تصل للنتائج التي أنت ترغب أن تصل لها، أو الشركة تريد الوصول لها، فالبتالي أن حبست نفسك ضمن دائرة، فيجيب أن تفعل أشياء معينة لكي تصل لأشياء معينة، كأنك حافظ ولكن بدون فهم، فهذه النتائج التي يجب اتباعها كي تصل.
ولذلك ظهر بما يسمى Kpi – Key Performance Indicator الأشياء التي تضعها الشركات لكي تصل لأشياء معينة أي معايير خاصة.
وهذا حقهم ولكن هنا أصبحت شخص لا يملك الابداع شخص مخنوق بداخل روتين المنطق، أي أنه يجب تفعل كذا لينتج كذا وهذا كل روتين عملك.
بالتالي بعد فترة يصبح عقلك يقلل من ابداعه حتى يصل لعقل غير مبدع، لأنك أصلاً لا تستخدم المخيلة الخاصة بك.
النجاح الزائف
لا يوجد أحد لا يرغب أن يكون إنسان ناجح، فإن أي شخص يعمل شيء ما يرغب أن يكون ناجح ضمن عمله هذا وهكذا ..
وكذلك أي شركة أنت تعمل بها يكون لديهم أفكار معينة عن النجاح، فتجد أن الشركة ترسم لك صورة معينة عن النجاح بما يتلائم مع صورة النجاح التي ترغب هي بها.
فيقولون لك لكي تكون ناجح يجب أن تحقق نسبة 100% من معايير النجاح الخاصة بهم، ثم يقولون لك لكي تكون ناجح أكثر وتترقى يجب أن تفعل واحد واثنين وثلاثة من متطلباتهم، رسموا لك طريق للنجاح من الممكن أنت لم تكن تفكر به، رسموا طريق معين وقالوا لك هذا هو طريق النجاح الخاص بشركتنا.
بالتالي أنت تمضي وراء ترقيات مزيفة ونجاح مزيف وحتى بعد فترة طويلة أو عندما تصل لمنصب كبير تفكر بينك وبين نفسك لماذا وصلت أنا!
هل هذا هو النجاح الذي كنت أمل بالوصول إليه!
بالتالي فكرة أنك تجري وراء هذا النجاح هي فكرة أنك من الممكن أنك تجري وراء نجاح زائف.
وجود البصمة
أي أحد في العالم يرغب أن يترك بصمته الشخصية في الحياة، أنت من الممكن أن تترك بصمة في الشركة التي أنت موجود بها، ولكن تتساءل بعد فترة ماذا فعلت للعالم، أين البصمة التي تركتها للعالم!
قم بسؤال نفسك هذا السؤال: تترك بصمتك للعالم أو تتركها للشركة فقط؟
البحث عن الشغف
كما ذكرت في أول الموضوع عن الفيلم الذي يحكي عن شخص يعمل في شركة ولكن شغفه الحقيقي هو الطبخ، وهذا يحصل مع الجميع، كأن نكون نعمل في مجال معين وشغفنا يكون في مجال آخر.
لماذا لا يكون الشغف الخاص بي يجمع ما بين عملي الفعلي وشغفي في ذات الوقت، هذا سيجعل من عملي ممتع للغاية؟
كم منا لا يتملل من عمله، كأن يقول حسنا غداً أول يوم عمل، عملي سخيف جداً.
كل هذا بسبب أن عملك شيء وشغفك شيء آخر مختلف، لو أنك لا تملك مشروعك الخاص بك، فإنك بعد فترة ستجد أن لديك شغف خاص وهذا الشغف غير مستغل، وأصبحت حياتك مجردة من الشغف، روتين ممل تقوم به بدون رغبة ومن ثم ترجع بيتك لكي ترتاح منه.
تغيير شخصيتك
أن وجودك في أي عمل لا ترغب به سيجعلك تتعلم مفاهيم خاطئة، سيجعلك شخصية غير متعود عليها، ستحولك للأسوء.
مثال: هناك الكثير من الناس تغيرت شخصياتهم بسبب عملهم وأصبحوا شخصيات انتهازية، يحتاجون أي فرصة لإثبات نفسهم بها حتى لو على حساب الآخرين، وأصبحت الشركات تفسر هذه الظاهرة بفكرة المنافسة The competition كأن يقولوا هذه ظاهرة صحية للعمل لدينا.
كلا هذه ظاهرة صحية فقط لمصالح الشركة وليس لصالح الموظفين.
المخاطرة بالمستقبل
أي أن يكون مصيرك مرتبط بأحد آخر، كأن يأتي المدير ويقول لك لم نعد بحاجة لك، ستدخل بحالة صدمة لا توصف كل هذا بسبب أنك تعمل ضمن الشركة والوظيفة التي تعمل بها وأنت لا ترغب أن تفعل نقلة في عملك أو تنتقل وتعمل مشروعك الخاص بك.
لدرجة أنك تجد بعض الناس يجدون شركتهم تنهار وهم مصممين على أن لا يتركوا شركتهم ويذهبون للعمل في شركة أخرى.
الهدف الرئيسي من الموضوع هذا ليس إكراهك على عملك، ولكن كانت الفكرة هي أنه يجب أن يكون لديك مشروعك الخاص بغض النظر عن وجود عمل ثابت لك أو لا.
الوظيفة شيء أساسي في الحياة، لكن لا تجعلها هي المحور الرئيسي، يجب أن تخلق مشروع خاص بك بجانب عملك الأساسي.
الفكرة + M-V-P
المصدر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com