مارفل : هل تتذكرون مجلات القصص المصورة التي كنا نقرأها ونحن صغاراً، تخيل أن مجلة واحدة من تلك المجلات، بيعت في عام 2014 في مزاد علني، بأكثر من 3 مليون دولار.
القصة المصورة في التسعينيات، كانت أشبه في حالة البيت كوين في الوقت المعاصر، حيث أن الناس كانوا يشترون القصص المصورة، لأن ثمنها في المستقبل قد يزيد.
وكان البعض قد يشتري من العدد الواحد أربع أو خمس نسخ، والشركات كانت تساعد على هذا، حيث أنه كان يتم طباعة عدة أعداد من المجلة الواحدة، بأكثر من غلاف مختلف وأشكال فاتنة.
وتلك الشركات كانت تتفنن في صناعة الأغلفة، فقد تكون من الورق اللامع أو المعدن، وذلك حتى يشعر المشتري أن العدد الذي يحتويه، سيصبح ثمنه مرتفعاً في المستقبل.
ولكن النهاية كانت مدمرة ومأساوية، لصناعة كاملة مثل المجلات والقصص المصورة، وشركات أشهرت إفلاسها بعد ذلك مثل مارفل.
سوبرمان و شركة مارفل
في عام 1938 ظهرت شخصية Superman لأول مرة في الكتب المصورة، وتم طباعة 200 ألف نسخة حينها.
وللعلم أن Superman في البداية لم يكن يطير بل كان يقفز، ولكن الرسامين وجدوا أن الطيران أسهل بالنسبة إلى رسم الشخصية.
جاءت الحرب العالمية، وكان جميع المواطنين يساعدون الجيش بأي شيء لديهم، حتى الأوراق التي لا لزوم لها،.
ولهذا فإن نسخ تلك المجلات المائتي ألف، أصبح منهم فقط خمسون نسخة، وأصبح شيء نادر أن يكون لديك الطبعة الأولى من Superman .
وهذا الذي جعل ثمنها في المزاد عام 2014 وصل إلى 3.2 مليون دولار، والآن قيمتها 6 مليون دولار، وفي عام 1939 ظهرت شخصية Batman.
وفي نفس العام ظهر عملاق الكتب المصورة والأفلام السينمائية Marvel، وكان اسم الشركة Timely Comics، وبسبب الحس الوطني والحروب، ظهرت شخصية Captain America.
وكل شركة كان لديها الشخصيات الخاصة بها، مثل شركة DC بشخصيات مثل Superman و Batman و Wonderwoman و Aquaman.
و شركة مارفل لديها Captain America و Ironman و Hulk و Doctor Strange.
مبيعات مارفل ودي سي من القصص المصورة
لو تابعنا المبيعات في كل شركة من الكتب المصورة، نرى أن DC قد حصلت على أفضل المبيعات من شخصية Superman بمقدار 600 مليون نسخة و Batman باعت 460 مليون نسخة،
ومارفل لديها Spiderman التي باعت 360 مليون نسخة، و X men باعت 270 مليون و Captain America باعت 270 مليون.
بعد الحرب العالمية، كانت تلك الكتب تباع في أكشاك لبيع الجرائد والصحف، ولكن في السبعينات أصبح هناك متاجر متخصصة، لجمع وشراء الأعداد الأولى والنادرة من الكتب المصورة.
وكان ثمن الكتب المصورة بين مائتين وثلاثة آلاف دولار، مما جعل الكثيرين يشترون من كل عدد كميات كبيرة، وذلك حسب تخيلهم أنه من الممكن بعد زمن طويل، بيعهم بثمن عالٍ جداً.
وهكذا اشترى الكثير من الناس أعداداً هائلة من نسخ الكتب المصورة بغرض تخزينها، وبالتالي فإن الفائدة الربحية كانت لشركتين مثل Marvel و DC Comics.
مما أدى إلى طباعة أعداد أكثر من تلك النسخ.
إفلاس شركة مارفل
وكما بدأت تلك الفقاعة بظهور Superman إنتهت أيضاً بموته، عندما أعلنت DC عن العدد الذي سيموت به Superman في عام 1992.
وهذا ما جعل الناس يقبلون بقوة على شراء الأعداد الهائلة من نسخ المجلات المصورة بغرض تخزينها ولكنهم توقفوا عن الشراء.
وفي نفس الوقت بقيت الشركات تطبع نفس الكميات، التي كانت قد تعودت عليها، ولكن بعد إكتفاء المتابعين بموضوع شراء المجلات، توقفوا عن ذلك، وقلت المبيعات تدريجياً، وهنا كان إنهيار صناعة كاملة.
أعلنت شركة مارفل إفلاسها في عام 1996، وسرحت أكثر من ثلث عمالها، وهبطت أسهمها من 35 إلى 2 دولار، مع ديون تقدر ب 581 مليون دولار.
إلى درجة أنه في عام 2003 كانت مارفل على وشك بيع شخصية Captain America، إلى شركة وورنر براذرز.
ولكن المنتج ديفيد استطاع إقناع شركة مارفل، بإستغلال تلك الشخصيات، وترويجها عن طريقها الأفلام السينمائية.
الأفلام السينمائية بدل القصة المصورة
استطاع ديفيد تأمين قرض بمبلغ 525 مليون دولار في عام 2005، وبالفعل تم إنتاج Ironman في عام 2008، بقيمة إنتاجية وصلت إلى 186 مليون دولار مع أرباح 585.
وفي نفس العام تم إنتاج فيلم The Incredible Hulk وصلت إلى 265 مليون دولار، وفي النهاية توالت الأفلام السينمائية والأرباح القياسية، من عام 2008 إلى 2018.
وظهر نمو الإيرادات الذي وصل في فيلم The Avengers Infinity War إلى إثنا مليون دولار.
وحسب الإحصائيات فإن الأرباح تجاوزت أكثر من 17 مليار دولار، في آخر عشر سنوات فقط، وبعد أن كانت مارفل تعاني من الإفلاس، فهي الآن تتربع على عرش الإيرادات.
وفي إحصائية لمعرفة تفضيلات الجماهير في الولايات المتحدة الأميركية، لمعرفة أي من الشركتين أفضل، مارفل أم DC.
كان هناك 47% يفضلون أفلام مارفل، و 11% فقط يفضلون أفلام ديسي كوميك، وللعلم شركة ديزني في عام 2009، اشترت شركة مارفل بثمن 4 مليار دولار.
المصدر يوتيوب اقتصاد الكوكب