الآدابالحياة والمجتمع

كيف نوقف الدماغ عن التفكير السلبي


يقول شكسبير: ليست هناك أشياء جيدة، وليست هناك أشياء سيئة، ولكن العقل يجعل من بعض الأشياء جيدة، ومن بعض الأشياء سيئة التفكير .

الدماغ والعقل  والتفكير

المدرسة المعرفية في علم النفس، تقول: أن كل السلوكيات التي نفعلها، ومعظم الاضطرابات النفسية، التي نعاني منها.

مصدرها هو الفكرة، والفكرة موجودة داخل الدماغ، فلو تحكمنا في أفكارنا، نستطيع أن نتحكم في السلوكيات، والنتائج في الحياة.

ما هو مصدر التفكير

في هذه الايام الحالية، وفي وسط الضغوط، والالتزامات الكثيرة، لكل شخص، تجد أن الدماغ في ضجة كبيرة، فلا يتوقف عن التفكير.

ولدينا مصدرين من مصادر التفكير:

المصادر الخارجية

أي شيء تراه وتسمعه أو تلمسه، أو تشمه أو تذوقه، هذا يثير القدرات الذهنية لديك، ويثير مراكز التفكير داخل الدماغ.

فأول شيء إن مصادر التفكير، هي الأشياء التي نحسها، فلو أردنا أن نهدئ من التفكير، فيجب التقليل من تحسس كل هذه الأشياء.

فكلما كانت هذه الأشياء سلبية، كلما كان التفكير سلبياً، والعكس، وكلما كانت الأشياء إيجابية، سيكون التفكير سلبياً.

المصادر الداخلية

وهي أشياء تجعلك تفكر، مثل الذكريات، والأشياء التي حصلت لنا منذ زمن، أو الرغبات والأحلام، أو بعض الالتزامات التي تفكر أن تفعلها، فكل هذه الأشياء تنشط لدينا عملية التفكير.

ما معنى التفكير فعلياً

لكي نكتشف ما هو التفكير، سنفعل شيء مهم، نأتي بجميع الأفكار، التي نفكر بها، ونضعها على ورقة، ستجد في النهاية كلمات.

وهذه الكلمات مصاغة في شكل جمل، أو أسئلة، وهذه الأسئلة هي من أقوى الأدوات، التي تعرف فيها التحكم في مشاعرك وحياتك.

فلو كانت الأسئلة صحيحة، فستكون الإجابة صحيحة، وبالعكس، ولدينا نوعين من أنواع الأسئلة، التي تتحكم في حياتنا.

السؤال السببي

وهذا السؤال الذي يستخدمه معظم الناس، وهو سؤال لم؟

 لم يحصل معي هذا؟

لماذا يتصرف الناس معي هكذا؟

لماذا أنا حزين؟

لماذا أنا فقير؟

هذه الأسئلة السببية، تضعنا في إطار اسمه إطار المشكلة، بحيث تغرز نفسك داخل المشكلة، وهي من الممكن أن تكون جيدة عند العلماء، لأنهم سيجدون الحل.

ولكن بالنسبة لنا، فالمشكلة أننا نسأل فقط عن الأسباب، فيجعلنا ذلك ننغمس داخل الحالة السلبية نفسها، وتتداخل كل الذكريات السلبية في بعضها البعض.

وهذه الأسئلة، تجعلنا نبحث عن الأشياء، التي تدعم فكرة السؤال السلبي لدينا، وتقوم بعملية حذف، أسباب السعادة، التي من حولك.

والذي يجب أن نفعله، أن نتجنب الأسئلة السببية، فهي ليست مهمة، وهذا ليس الأساس، فالذي نريد أن نصل له هي الأسئلة الكيفية.

الأسئلة الكيفية

وهي إطار النتيجة، مثل أن تسأل نفسك ماذا تريد أنت؟ ما هي النتيجة التي تريد أن تحصل عليها؟

والسؤال العبقري الذي لا يستخدمه الكثير من الناس هو سؤال كيف؟ كيف أصل إلى السعادة؟ ما الذي موجود لدي ويوصلني إلى السعادة؟ كيف أصل لكي أصبح غنياً؟

فلو كنت تفكر في هذا السؤال، فهو يقوم بعمل تغيير اتجاه التفكير داخل الدماغ، من الماضي إلى المستقبل.

من مشكلة الحزن، إلى الحل، كيف سأكون سعيداً مثلاً، أو غني، وكيف سأتطور، وبذلك ننقل التفكير من المشكلة إلى الحل.

من الأفكار إلى الفعل، ونغير اتجاه التفكير التركيزي، من الإمكانيات المحدودة، في فكرة الحزن والسلبية.

إلى سعة من الإمكانيات والقدرات، التي تجعلنا نرجع في الذاكرة، إلى الخبرات التي من الممكن أن تساعدنا، على عمل شيء مختلف في الحياة.

وهذه من أقوى الأدوات، وهي الاستخدام الجيد للأسئلة، فالعالم والسياسي، والناجح في عمله، يعرف كيف يستخدم السؤال الصحيح.

وهي أداة قوية وجدية جداً، ونستطيع أن نستخدمها، لكي نسيطر على عقلنا وتفكيرنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى