لماذا نبرد وحرارة الجسم تبقى مرتفعة ؟! قد تسأل نفسك لماذا عندما تحصل لديك حرارة عالية تحس أن جسمك بارد برغم ان حرارتك تكون اصلا عالية ومتى الحمى من هذا النوع متى تكون مؤشر جيد او مؤشر خطورة
العقل والمنطق يقولون انه عندما تكون حرارة الجسم منخفضة نبرد وعندما تكون حرارة الجسم تكون مرتفعة نشعر بالحر لكن الحقيقية المنطق البسيط هذا لا يسري على كل شيء وخصوصا لو كان هذا الشيء هو جسم الانسان
فجسم الانسان له ديناميكية خاصة يتعامل معها بأي شيء يطرأ عليه ويستطيع التعامل مع الامور بطريقة مختلفة ومميزة ليحافظ على نفسه، لنفهم اولا لماذا يسخن الجسم وترتفع حرارته عن معدلها الطبيعي الذي هو 37 درجة مئوية
حرارة الجسم المرتفعة عادتا تكون عبارة عن رد فعل طبيعي للجسم عندما يتم مهاجمته من قبل أي مسبب مرضي لان معظم الفيروسات والبكتيريا تواجه صعوبة بالغة بالبقاء على قيد الحياة
عندما تكون درجة حرارة الجسم اعلى من درجة حرارة جسم الانسان الطبيعة لذا الجهاز المناعي يستغل هذه النقطة بشكل جيد ويبدأ بالرفع من درجة حرارة الجسم مجرد ما يحس بأسي اعتداء او هجوم من بكتيريا او فايروس يبدأ يرفع درجة الحرارة ليصعب المهمة عليهم ويبدأ بقتل المخلوقات الدقيقة التي كانت سبب في الهجوم من الاساس
وارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة او درجتين ممكن ان يظهر لنا كشيء بسيط الا انهم في عالم المخلوقات الدقيقة ممكن ان يكونو سبب للقضاء على انواع كثيرة جدا منهم وعلى مر الزمن،
الحمى والسخونة من اهم الوسائل الدفاعية التي يلجأ الجسم لها كي يدافع بها عن نفسه وبهذا فالعطل الغريب الذي يحدث في جسمنا وهو ان ترتفع درجة حرارتنا مما هو الا علامة الى ان الجسم يعمل بكل طاقته ويحارب كي يحافظ عليك
نحن نسخن وترتفع حرارتنا كنوع من انواع المقاومة، لكن ما الذي يجعل السجم الذي حرارته مرتفعة يشعرنا بالبرودة؟
هذه البرودة تكون ناتجة عن المسار الذي يسلكه الجسم كي يصل للحرارة المطلوبة والتي عندها يستطيع مقاومة المسبب المرضي وهذا الكلام يعني ان الجسم كي يعطي الامر بزيادة درجة الحرارة
في البداية يكون عند الجهاز المناعي الذي يفرز مجموعة جزيئات يطلق عليها اسم مولدات الحمى وتبدأ هذه الجزيئات بالتفاعل بشكل مباشر مع منطقة الغدة النخامية التي تعتبر المنظم الرئيسي لدرجة حرارة الجسم
واول ما تفعله هو اعاقة او قتل الخلايا العصبية الحساسة للحرارة كي لا تتأثر بالارتفاع الكبير الذي سيحدث في درجة الحرارة ومن ثم تعطي امر لباقي الجسم ان يبدأ العمل ككيان واحد في محاولة منه لتوليد حرارة إضافية
وكنتيجة لهذه الاشارات الجسم يبدأ بفعل شيء غريب فالخلايا العصبية الحساسة للبرودة تبدأ تتحفز ويبدأ الجسم يولد طاقة عن طريق الارتجاف او الرعشة
وأيضا يحصل زيادة في انقباضات الاوعية الدموية القريبة من سطح الجلد وانقباض في العضلات وهذه الاسباب مجتمعة هي التي تجعل الشخص المريض يشعر بالبرودة ويريد ان يلبس ملابس ثقيلة ويضع عليه عدد كبير من الأغطية
في حين الذي حدث مجرد نشاط ارتجافي مؤقت يشجع على رفع درجة حرارة الجسم ومن الجدير بالذكر انه برغم كون ارتفاع درجة الحرارة مؤشر جيد على ان الجسم يبذل جهده في محاربة المرض
الا انه للأسف برغم ذلك لا يوجد حرب ليس لها خسائر فالتغيير في حرارة الجسم شيء غير سهل أبدا وينتج عنها أعراض كثيرة من ضمنها انخفاض نسبة الماء في الجسم التي بالفعل يفقدها المريض عن طريق التعرق الزائد
في هذا الوقت بالإضافة لأن البروتينات التي في الجسم تبدأ تتحلل اسرع من المعتاد وهذا يؤدي الى زيادة افراز المنتجات النيتروجينية في البول الى انه مع ذلك هذه الاعراض تختفي وتعود كل الاشياء لطبيعتها مع بداية انخفاض درجة حرارة الجسم من جديد وحتى الارتعاش و الارتجاف التي كان يحس بهم المريض يبدأوا التحول لدفء ورطوبة
ماذا لو الحرارة بقيت مرتفعة الى متى ستبقى رعشة الجسم مستمرة؟
الحقيقة ان مدة الحمى والرعشة المصاحبة لارتفاع درجة الحرارة تعتمد بالدرجة الأولى على سبب الحمى فلو كان السبب فيروس ضعيف ممكن تستمر الحمى ليوم واحد فقط
لكن ببعض الحالات ممكن ان تستمر الحمى لأسابيع وأشهر وأهم ما قد يفعله المريض عندما يبدأ بالشعور بالحرارة هو أن يبدأ بلعب دور المحقق ويحاول قدر الامكان ان يحدد مصدر ارتفاع درجة الحرارة والحمى لها كثير من الاسباب واشهرها:
العدوى البكتيرية او ببعض الاحيان حالات الاكتئاب كالتهاب المفاصل الروماتيدي او التهاب بطانة المفاصل او لا قدر الله الاورام الخبيثة هذا غير انه هنالك بعض الادوية ممكن ان تكون سببا في الحمى
على سبيل المثال بعض المضادات الحيوية وبعض الادوية المستخدمة لحالات ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية يصاحبهم ارتفاع في درجة الحرارة
وكثير من انواع اللقاح يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة فلو تناولت احد الادوية ومن بعدها ارتفعت درجة حرارتك فهذا الدواء ممكن ان يكون هو المسبب في هذا الارتفاع والاهم من كل ما ذكرنا الفيروسات التي هي اول المسببات الرئيسية للحمى
متى تكون الحمى مؤشر خطر ويجب اللجوء الى الطبيب؟
ما يؤكده الأطباء ان لكل مرحلة عمرية درجة حرارة حرجة لا يجب تخطيها فلو وصل لها المريض يجيب ان يتم عرضه فورا على الطبيب المختص ففي حالة الرضع الذين يكون عمرهم اقل من ثلاث شهور عندما ترتفع لديهم درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية يجب ان يزوروا الطبيب على الفور
اما بالنسبة للذين اعمارهم من 3-6 اشهر يجب الذهاب للطبيب لو وصلت درجة الحرارة 38,9،
وفي حالة الاطفال والمراهقين التي اعمارهم تتراوح من 2-17 سنة أيضا من 38,9 نبدأ الذهاب للطبيب
وأخيرا في حالة البالغين لو الحارة كانت ما بين 37,7 و حتى 37,9 ولم يكن هناك أي اعراض أخرى ففي غضون أيام ومع بعض الادوية الخافضة للحرارة ستختفي الحمى تلقائيا هي والرعشة المصاحبة لها،
وكل ما يحتاج المصاب لفعله هو الراحة وشرب قدر من السوائل كي يتجنب الاصابة بالجفاف وبرغم ان مريض الحمى يشعر بالبرد بشدة الا انه من النصائح التي يقدمها الأطباء ان لا يضع عليه عدة أغطية بل يتدفأ بقدر معقول وكل هذا في حالة ان درجة الجسم لم تتجاوز ال 37,9
اما لو الحرارة وصلت لدرجة عالية جدا ك 39,9 وصاحب الحرارة اعراض اخرى كالارتباك والصداع وتصلب بالرقبة او ظهور بقع حمراء وبنفسجية على الجلد او انخفاض في ضغط الدم وزيادة في سرعة ضربات القلب فالحالات هذه يجب فيها توجه الشخص على الفور الى الطبيب لأنه في هذه المرحلة لا تكون السخونة بسيطة ولا تذهب من تلقاء نفسها.
اقرأ أيضاً… علاج الصداع النصفي | علاج الشقيقة | وما علاقة الزنجبيل والزعتر؟
اقرأ أيضاً… علاج الزكام ونزلات البرد والأنفلونزا بأفضل الطرق والأعشاب