الفيروسات الكامنة ليست حية في الحقيقة أصلاً، بل هي أجزاء شديدة الغموض من المادة الوراثية، ملفوفة في غلاف، تغزو الجسم حتى تدخل إلى الخلايا، وتعلق في نظام الخلايا والحمض النووي في أغلب الأحيان.
تبدأ الفيروسات بإستخدام طاقة الجسم كي تتكاثر، لهذا لا يمكن قتل الفيروسات، لأنها شيء غير حي فعلياً، ولكن عند الإصابة بالفيروس والمرض، وعندما ينتهي الجسم من التغلب عليهما.
فلن يضطر إلى التعامل مع الفيروس مرة أخرى، لأنه ليس نشطاً، بل سيكون في حالة خمول وسكون، وفي هذه الحالة يسمى فيروس كامن.
كيف نقضي على الفيروسات الكامنة في الجسم؟
لا شك أن الكثير منكم قد أصيبوا بعدوى فيروسية في يوم ما، وبقي هذا الفيروس في الجسم، لهذا فهو يظهر في شكل الهربس أو القرحة في الفم، أو قرحة البرد.
ويصيب الفيروس الكامن في داخل الجسم إلتهاب الهربس أو القرحة من النوع الأول، الفم واللسان، أما النوع الثاني، فيصيب الأعضاء التناسلية وعادة ما يصيب الأعصاب.
وعندما تصاب في بداية الأمر بعدوى الفيروسات الكامنة، فإن الجهاز المناعي يحاربها، فتدخل في حالة خمول، وتسكن وتنتظر وتظل منتظرة في الجسم لوقت معين.
حين يصيبك الإنهاك والتعب والمرض ونقص العناصر الغذائية، فإن الفيروسات الكامنة، تنشط وتعود للظهور من جديد.
فيروس المراهقة إبشتاين بار
هناك فيروس يدعى إبشتاين بار من الفيروسات الكامنة، وهو يصيب الكثير من الأشخاص في مرحلة المراهقة.
وهذا الفيروس يستعيد نشاطه بسبب الإجهاد، وقد لا يصاب الناس في هذا الفيروس بالأصل، ولكنه يصيب الجسم بالتعب، والعلاج الكيماوي قد ينشط فيروس إبشتاين بار، وكذلك التعرض للأشعة.
فيروس الورم الحليمي البشري
فيروس الورم الحليمي البشري هو أيضاً من الفيروسات الكامنة، وموجود بنسبة 90% من جسم السكان في العالم، وقد ينشط بسبب الإجهاد في الجسم، أقصد بذلك الإجهاد الذهني أو الإجهاد العصبي.
فيروس تضخيم الخلايا
هناك الفيروس المضخم للخلايا من الفيروسات الكامنة أيضاً، الذي يمكن أن ينشط بعد الخمول بسبب الإلتهابات، فإذا كنت مصاباً بإلتهاب القولون، فيمكن لهذا الفيروس أن ينشط.
وتكمن خطورة هذا الفيروس، في أنه قد يسبب الإصابة بمرض سرطان عنق الرحم، وقد ينشط الفيروس جدري الماء، في شكل قرحة الحزام الناري، حيث أن معظم الفيروسات الكامنة في الجسم كما قلنا، تسبب مشاكل صحية خطيرة.
كيف نتجنب تنشيط الفيروسات الكامنة؟
سنكون على ما يرام إذا تجنبنا الإجهاد العصبي المتكرر في الحياة اليومية، أو نقص العناصر الغذائية المفيدة للجسم، والتي تعطي الجسم المناعة الكافية لعدم تنشيط الفيروسات الكامنة.
وهناك ثلاثة عناصر غذائية مهمة، تساعد على إخماد نشاط الفيروسات الكامنة، وهي أقوى العناصر الغذائية المضادة للفيروسات على الإطلاق.
فيتامين د
تتبع الميكروبات في بكتيريا التدرن الرئوي، وفيروس إبشتاين بار، وفيروس العوز المناعي البشري، خطة واستراتيجية تتضمن تقليل مستقبلات فيتامين د.
فمثلاً إذا كان فتيامين د موجوداً في الجسم، فإن الميكروبات تحجب المنطقة المتضررة في الجسم، وتحجب فيتامين د من الدخول إليها.
ولهذا يصاب الإنسان في نقص فيتامين د، بينما تنجو الفيروسات الكامنة، وهذه هي الآلية التي تنجح بها الفيروسات الكامنة، على زيادة نشاطها وتسبب الأمراض المختلفة.
وإذا كنت مصاباً بعدوى مثل هذه، فمن المهم أن تحصل على الكثير من فيتامين د، ولكن من الصعب الحصول على فيتامين د من الطعام، أو من التعرض إلى أشعة الشمس في فصل الشتاء مثلاً.
لذا عليك أن تتأكد من الحصول على الكمية الكافية منه، عن طريق المكملات الدوائية، حيث أن فيتامين د يقلل من خطر الإصابة بمرض سرطان عنق الرحم، الذي تحدثنا عنه سابقاً.
وهذا لأن فيتامين د يساعد على إخماد الفيروس، الذي يحفز السرطان، وهو يقلل من خطر الإصابة بمرض الإنفلونزا وفيروس البرد.
فيتامين د، يقلل أيضاً من عدوى الجهاز التنفسي سارس، وبالتالي فهو يحمي من فيروس كورونا المنتشر اليوم، لأنه يساعد على الحماية والمقاومة ضد عدوى الجهاز التنفسي.
الزنك
الزنك هو ثاني عنصر من حيث الأهمية، فيما يتعلق بالفيروسات الكامنة، حيث أن الزنك يقلل من وتيرة إعادة نشاط الفيروسات الكامنة، ومدة نشاطها، وهو يقلل من حدة أعراض الأمراض بشكل عام.
ولاسيما مرض فيروسات الهربس العادي والنطاقي، الذي يصيب جذور الأعصاب، فإن كنت مصاباً بالهربس النطاقي، فمن المهم أن تستخدم أكسيد الزنك بشكل موضعي على الأماكن المصابة من أجل علاج تلك المشكلة وتخفيف الألم.
السيلينيوم
العنصر الثالث هو السيلينيوم، وهو مهم للغاية، فإن كنت تعاني من نقص السيلينيوم في الجسم، فمن الممكن أن يعيد هذا نشاط الفيروسات الكامنة بكثرة، وهذا عكس ما إذا كان الزنك يتواجد في الجسم بكمية كافية.
المصدر https://www.webmd.com/cold-and-flu/qa/what-is-the-definition-of-virus
https://www.healthline.com/health/viral-diseases
الدكتور بيرج