الإعصار والعاصفة الشديدة من الكوارث الطبيعية والتي ولله الحمد نادرة أو عديمة الحدوث في عالمنا العربي، لكن هناك مناطق أخرى من العالم تعاني من ضربات العواصف الشديدة والأعاصير المدمرة.
تتكون وتتشكل الأعاصير في العالم في مناطق شرق وغرب وجنوب المحيط الهادي، منطقة المحيط الهندي، وأخيراً منطقة المحيط الأطلسي. أما منطقة جنوب المحيط الأطلسي فمن النادر حدوث أعاصير فيها.
الإعصار يمكن أن يسبب دماراً هائلاً، ويحصد أرواح عشرات الآلاف من الضحايا، وتسبب خسائر بمليارات الدولارات.
أقوى الأعاصير في العصر الحديث
على سبيل المثال أقوى إعصار مسجل في التاريخ هو الإعصار العظيم الذي ضرب منطقة أمريكا الوسطى عام 1780 وتسبب في مقتل ما بين 22 إلى 27 ألف شخص.
ويحتل إعصار ميتش المركز الثاني لأقوى إعصار مدمر في التاريخ، وهو الإعصار الذي ضرب دولاً عديدة في أمريكا الوسطى، وأجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 .
ونتجت عنه فيضانات عارمة وانهيارات أرضية، وتسبب في مقتل أكثر من 11374 شخصاً، ونتجت عنه خسائر تقدر بأكثر من 6 مليار دولار.
وأقرب مثال على القوى المدمرة للأعاصير حصل من فترة قريبة نسبياً، وهو إعصار كاترينا الذي سمعنا عنه والذي ضرب منطقة الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة عام 2005 .
والذي بلغت سرعة الرياح فيه 280 كم/سا، وتسبب في مقتل 1836 شخصاً، وخسائر قدرت ب 125 مليار دولار.
ماذا يحدث داخل الإعصار
إن جميع ما قلناه هو التأثير المدمر للإعصار عند ضربه مناطق معينة، لكن ما الذي يحدث داخل الإعصار ؟
مثلاً لو أن شخصاً عادياً، ولسبب من الأسباب، لم يتمكن من الهرب من الإعصار في الوقت المناسب، وقام الإعصار بشفطه بداخله، ما الذي سيحدث لهذا الشخص؟
كي نستطيع تخيل هذا الأمر يمكننا النظر في الخلاط الموجود في المطبخ في معظم البيوت. فما يحدث في الخلاط قريب جداً مما سيحدث للشخص الذي سيبتلعه الإعصار.
لكن على مقياس أضخم بشكل كبير جداً، وبطريقة أشد فتكاً وخطورة.
مثلاً يمكن أن يتعرض الشخص أولاً إلى الانخفاض الشديد في الضغط الجوي داخل الإعصار عن الضغط الجوي الخارجي.
الضغط الجوي داخل الإعصار
يمكن أن يبلغ الضغط الجوي 194 ميلي بار فقط، بينما الضغط الجوي العادي الذي يستطيع الإنسان التنفس فيه بشكل طبيعي يبلغ 1013 ميلي بار.
وبناءً على ذلك فإن رئتي هذا الشخص لن تستطيعا استخلاص كمية مناسبة من الأوكسجين داخل الإعصار، وسيتنفس بصعوبة شديدة جداً، وخلال دقائق معدودة سيصاب بالإغماء، ثم سيختنق ويموت.
الوضع مشابه جداً لما يحصل لو قمنا بالوقوف على قمة جبل إيفرست دون خزان أوكسجين، لأن في الارتفاعات الكبيرة الضغط الجوي يقل جداً وتقل معه كمية الأوكسيجين.
ولو افترضنا بمعجزة ما، أن الشخص كان يحمل معه خزان أوكسجين، واستطاع التنفس داخل الإعصار، ونجا من انخفاض الضغط الجوي.
فسيجد نفسه معرضاً للإصطدام بأشياء عديدة أخرى، شفطها الإعصار بداخله. وهذه الأشياء تتحرك بسرعة تتجاوز 500 كم/سا.
ويمكن أن تتضمن سيارات وأشجار وأسقف منازل ومنازل كاملة وأعمدة كهربائية وحيوانات وأدوات حادة وأحجار.
مثل الإعصار الذي ضرب ولاية تكساس في أمريكا عام 2012 ، وقد رفع مقطورة وزنها 5.5 طن في الهواء لعشرات الأمتار وكأنها لعبة أطفال.
ومن العادي جداً أن يحتوي الإعصار كل هذه الأشياء بداخله، لأن عرضه من الداخل يتراوح ما بين 1500 متر إلى 4.2 كم .
سرعة الأعاصير
تخيلوا لو اصطدم هذا الشخص بأي شيء من تلك الأشياء التي قلناها بسرعة 500 كم/سا ، يعني بسرعة تفوق أسرع سيارة في العالم.
وهي السيارة السويدية Koenigsegg Agera RS ، والتي تبلغ سرعتها 444.5 كم/سا .
ولو حدثت معجزة أخرى، واستطاع هذا الشخص تفادي مئات القطع والأشياء الخطرة التي تتحرك بسرعة هائلة، ونجا منها، ففي النهائية الإعصار سينتهي.
وهنا إن أقل إرتفاع مسجل لإعصار هو 610 متر، بينما أقصى ارتفاع وصل إلى 19 كيلومتر فوق سطح الأرض.
أي بمجرد انتهاء الإعصار، فالشخص سيسقط من ارتفاع هائل مع كل الأشياء الأخرى التي شاركته هذه الرحلة الشنيعة داخل الإعصار.