علوم الفلك والأرض

ما الفرق بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي

عندما نسمع جملة القطب الشمالي أو القطب الجنوبي تأتي في مخيلتنا صورة نمطية، أرض وجبال بيضاء والسماء بيضاء بسبب السحب.

الجليد والثلج في كل مكان ودرجة الحرارة تحت الصفر، أي في النهاية القطبين ليسا مختلفين عن بعض فكلاهما يحويان الثلج.

لكن يا ترى هل هذا الكلام صحيح أم لا؟

القطب الشمالي والجنوبي والاختلاف بينهما

القطب الشمالي والجنوبي والاختلاف بينهما

بداية القطب الشمالي والقطب الجنوبي مختلفان تماماً ولو أنهما يحويان على الثلوج والجليد فبينهما عشرات ومئات الاختلافات، على سبيل المثال:

  • أحدهما عبارة عن بحر ضخم والآخر عبارة عن كتلة كبيرة من اليابسة.
  • أحدهما يحوي حياة بشرية وحيوانية والآخر يفتقر تماماً لكل صور الحياة.
  • منطقة ثقب الأوزون موجودة في قطب منهما وليست موجودة في الآخر.
  • درجة الحرارة مختلفة بين القطبين فأحدهما أبرد من الثاني.

تاريخ الحملات الاستكشافية إلى القطب الشمالي

تاريخ الحملات الاستكشافية إلى القطب الشمالي

أول محاولة استكشافية للقطب الشمالي كانت في القرن التاسع عشر وكانت رحلة الاستكشاف بقيادة البريطاني ويليام باري في عام 1827.

ومن بعده ظل أمر الاستكشاف في حالة ركود حتى تكررت المحاولة ثانية في ستينات القرن الماضي بقيادة الأمريكي إيرل فيبليستد.

والذي وصل هناك باستخدام عربات الثلوج عام 1968، وبعدها بسنة وصلت بعثة ثانية بقيادة المستكشف البريطاني والي هربرت.

أما بالنسبة للقطب الجنوبي تأخر الموضوع قليلاً فالمستكشفون الأوروبيون والأمريكيون حاولوا عدة مرات أن يصلوا إلى القطب الجنوبي.

ابتداً من رحلة النرويجي روالد أمنيون وانتهاءاً بالنقيب البريطاني روبرت فالكون سكوت الذي استطاع مع مجموعته الاقتراب بمسافة 600 كيلومتر.

لكنهم لم يكملوا بسبب حالة الطقس ونفاذ الإمدادات التي كانت معهم، ومع ذلك لم يتراجع سكوت وقرر أن يعيدها ثانية.

وبعد عدة محاولات استطاع سكوت أن يصل القطب الجنوبي عام 1911. وأثناء رحلة العودة برفقة فريقه مات لنقص الغذاء والإمدادات.

وكل المحاولات السابقة كانت السبب معرفتنا أكثر عن القطبين الشمالي والجنوبي، وكم هما مختلفان والأمر ليس عبارة عن بعض الثلج.

الاختلافات بين القطبين

بداية لنذكر اختلافاً طريفاً بين القطبين فيما يخص الحياة البرية:

الحياة البرية في القطب الشمالي

فلو حاولنا ذكر حيوانين يعيشان في القطبين فوراً ستقول الدب القطبي والبطريق.

الكثير من الناس يظنون أن الدب القطبي والبطريق يعيشان معاً ويتغذيان على الأسماك ويعيشان في انسجام.

في الواقع الأمر ليس كذلك مطلقاً فالدببة القطبية والبطريق لم يتقابلا أصلاً خلال حياتهما، فكل منهما يعيش في مكان مختلف.

فكل واحد منهما يعيش في قارة، البطاريق تعيش في القطب الجنوبي والدببة القطبية تعيش في القطب الشمالي.

الطبيعية الجغرافية

أسهل طريقة لتميز بها بين القطبين هي بمعرفة التضاريس التي تحيط بكل منهما، بالإضافة لطبيعة أرض كل قطب.

فلو نظرنا للقطب الشمالي سنجد أنه لا يوجد أي يابسة إطلاقاً، فهو عبارة عن محيط ضخم متجمد بالكامل تحيط به اليابسة من كل اتجاه.

أما في الجزء المقابل في القطب الجنوبي فهو عبارة عن منطقة ضخمة من اليابسة تحيط بها المياه من كل اتجاه.

لذلك يوصف القطب الجنوبي بأنه إحدى القارات السبعة، ويطلق عليه إسم القارة القطبية الجنوبية.

أما بالنسبة للقطب الشمالي فسبب عدم تضمينه كقارة أنه لا يوجد يابسة إطلاقاً.

المناخ في القطب الشمالي

كما قلنا القطبان فيهما جليد لكن هذا لا يمنع أن هناك تفاوتاً في درجات الحرارة بين المنطقتين بعشرات الدرجات.

فالقطب الجنوبي أبرد بكثير من القطب الشمالي بسبب ارتفاع منسوب سطح القطب الجنوبي مقارنة بسطح البحر.

معظم أجزاء القارة تقع على ارتفاعات تتعدى 3000 متر فوق سطح البحر وكلما زاد الارتفاع تنخفض درجة الحرارة.

كما أنه يحتوي طبقة جليد بسماكة تقدر بمئات الأمتار ويحتوي على سلاسل جبلية عملاقة على سطحه.

أما بالنسبة للقطب الشمالي فلا يوجد جبال ولا طبقة جليدية سميكة ومنسوب سطح القطب مساو تقريباً لمنسوب سطح البحر.

وهذا يجعل درجة حرارة القطب الجنوبي تصل 89 تحت الصفر وعندما يصبح الجو دافئاً، تصبح الحرارة 12 درجة تحت الصفر.

بينما بالقطب الشمالي الحرارة فيه تكون 40 درجة تحت الصفر وعندما يصبح الجو دافئاً تكون الحرارة 5 درجات تحت الصفر.

عدا عن أن الثلوج تسقط في القطب الجنوبي بغزارة والقطب الشمالي نادراً ما يتساقط فيه الجليد.

وهذه الأسباب كلها هي السبب الرئيسي لانتشار الحياة في القطب الشمالي بشكل أكبر بكثير من القطب الجنوبي.

ففي القطب الشمالي يوجد بشر من قبائل الأسكيمو متعايشون بشكل طبيعي مع محيطهم، كما يحوي أشجاراً ونباتات وطيور وحيوانات برية.

في حين القطب الجنوبي ليس فيه شيء من هذا القبيل.

تأثير وجود القطبين على المناخ

سؤال يخطر على بال بعض الناس عندما يأتي الحديث عن القطبين، هل يا ترى هذين القطبين مهمين؟

في الحقيقة القطبان يفيدان الأرض بصورة كبيرة، فهما المسؤولان عن استقرار الأجواء لأنهما يعتبران منظماً جوياً مهم جداً.

وهما السبب الرئيسي في تخفيف درجات الحرارة العالية عن الأماكن الحارة وبالتالي يمنحان الكوكب طقساً معتدلاً ومستقراً.

وبسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي طرأت حديثاً بدأ الجليد ينقص في القطبين وأصبح المناخ غير مستقر كما في السابق.

وهذا ما بدأنا نلمسه في عصرنا الحالي.

تأثير وجود القطبين على الاقتصاد

القطبان لهما تأثير اقتصادي بغاية الأهمية فالقطب الشمالي ليس ملكاً لأي دولة فهناك مجموعة من الدول لديها حدود مع القطب.

وهي روسيا وكندا والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية والدنمارك. كل من هذه الدول لها منطقة محددة من القطب قريبة من حدودها.

ولهم حق الانتفاع بها ويحرصون على كل شبر منها، فهي تعود عليهم بالمنفعة ليس من الثلج بل بما هو أسفله.

فالاحصاءات المبدئية تقول أن القطب الشمالي يحتوي أكثر من 62 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وحوالي 10 مليار طن نفط.

وهذان الرقمان هما السبب الرئيسي أن دول كثيرة مهتمة به، فروسيا 11% من دخلها القومي يأتي من القطب الشمالي.

90% من النيكل والكوبالت و 60% من النحاس و96% من البلاتين الذي تستخرجه روسيا يأتي من القطب.

وتقريباً 22% من نسبة الصادرات الروسية كلها منتجات مصدرها القطب الشمالي. ولذلك تدور مشاحنات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

بسبب محاولة روسيا التوسع في التنقيب والسيطرة على مساحة أكبر، لكن هناك معاهدات دولية تمنعها من ذلك.

في النهاية القطبان ليسا مكانين فيهما جليد فقط، بل كل منهما له مواصفات ومقومات تميزه عن نظيره الموجود في النصف الآخر من العالم.

المصادر

قناة أسئلة نص الليل


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى