هل تعرف الأصل الغامض للنفط؟ ولماذا لم ولن ينضب؟احذر فسوف تصدم
عزيزي المشاهد أهلاً ومرحباً بك
دعني ألقي عليك هذا السؤال المريب، هل فعلاً كل البترول الموجود في هذا العالم أصله من الحفريات وجثث الديناصورات؟
هل كل ما تعلمناه في دراستنا مجرد افتراضات وليست حقائق؟ البترول
كم طناً من لحم الديناصورات نحتاج لتكوين 100 مليون برميل من النفط؟
أو لنقل كم طناً من بقايا الأسماك والطحالب نحتاج لإنتاج 65 مليون برميل يومياً؟
هذه الأسئلة الغريبة تدور في ذهن الكثيرين منذ أن أخبرنا أساتذة الجيولوجيا عن أصل النفط.
مم يتكون النفط
التفسير المعتمد حالياً هو أن النفط تكون من البقايا العضوية للكائنات الحية. فحين تموت الحيوانات تهبط بقاياها إلى أعماق البحر أو المستنقعات الضحلة، فتغطيها طبقات جيولوجية أخرى. وكلما ترسبت أكثر كلما زاد فوقها الضغط وتعرضت لحرارة أكبر. وبعد ملايين السنين تتحول البقايا العضوية إلى مادة شمعية تدعى Kerogen.
وعندما تتعرض ال kerogen إلى حرارة أعلى من 100 درجة مئوية تنفصل إلى غاز ونفط. أما عن كيف عرف العلماء أن النفط يعود في أصوله إلى بقايا عضوية ،فهذا بسبب احتوائه على سلاسل كربونية، لا توجد في غير الكائنات الحية. غير أن في هذه الفرضية ثغرات عديدة لا يمكن تجاهلها. فعلى سبيل المثال، معظم الحقول النفطية تفتقر إلى أي متحجرات تشير إلى ظهور الحياة فيها، كما أن البترول في كل منطقة يتميز عن غيره في المناطق الأخرى. بحيث يمكن تمييز نفط السعودية عن فنزويلا، ونفط الصين عن بحر الشمال. وهذا ما يعارض تفرد الأساس العضوي.
وجود نفط لاعضوي
وهناك نوع من النفط النادر يستخرج غالباً من أعماق بعيدة جداً، ولا يضم أي أثر كربوني عضوي، مما يثير التساؤل عن أصله الحقيقي. أضف لذلك توجد مكامن النفط غالباً على شكل خطوط أو أقواس طويلة، مما يدعونا للتساؤل هل تترسب الحيوانات عمداً بهذا الشكل الغريب؟
وهناك بعض الخامات النفطية اكتشفت في النيازك وكواكب المجموعة الشمسية حيث لم تظهر هناك الحياة أصلاً.
ورغم أننا لا نهتم بأصل النفط بقدر اهتمامنا ببقائه، إلا أننا لم نستسغ أبداً فكرة أصله الحيواني. وهذا الموقف ولّد لدينا اهتماماً قديما برصد أي فكرة أو احتمال بديل. البترول
فرضية النفط من مكونات الكوكب الأساسية
من المعروف أن هناك فرضية سابقة تقول أن النفط الخام هو من المكونات الأساسية للكوكب، بمعنى أن النفط مثل الزئبق والحديد والذهب، مادة تشكلت مع تشكل الأرض، ثم صعدت من أعماقها السحيقة. وهذه الفرضية كان يؤيدها علماء أفذاذ مثل مندليف Mandlef واضع الجدول الدوري وهنري دافي Henry Davy عالم المناجم الإنكليزي وجاليليو جاليلي Galileo Galilei الإيطالي متعدد المواهب. ولكن هذه الفرضية تغيرت لاحقاً بعد اكتشاف المركبات الكربونية في النفط و اقتناع معظم العلماء بأصله العضوي.
غير أن هناك عالماً من جامعة كورنيل الأمريكية Cornell university يقود حالياً تياراً بالعودة لتلك الفرضية. فالدكتور توماس غولد Thomas Gold يخالف الرأي السائد ويرى أن وجود أثر عضوي في النفط لا يعني أن النفط ذاته يعود إلى أصل عضوي. فقد أظهرت الاكتشافات الحديثة وجود أنواع من البكتيريا تعيش في أعماق الأرض، وتزدهر في بيئات متطرفة وبالغة القسوة، وهي من وجهة نظر غولد تتكاثر داخل الترسبات النفطية وتلوثها بالمواد الكربونية. والدكتور توماس غولد يقدم في المقابل خمسين ملاحظة جيولوجية لا تتفق مع الأصل العضوي للنفط ويطالب العلماء بالرد عليها.
هل النفط سينضب؟
الطريف في الأمر أن شركات البترول تتمنى أن يثبت الدكتور غولد ادعاءه. فبحسب النظرية الحالية فإن البترول مهدد بالنضوب خلال عقود قليلة، ولا يوجد إلا في مناطق عالمية محدودة. أما إذا صحت فكرة غولد واتضح أن النفط من مكونات الأرض الأولية فهذا يعني أنه لا ينضب، وأن البترول متوفر في أي مكان في العالم.
والآن عزيزي المشاهد، وبعد أن عرفت أن مصدر البترول لا يعتمد على البقايا العضوية للكائنات، وأنه موجود في كل مكان في العالم. فلماذا يتواجد بكثرة في المنطقة العربية وبالتحديد في دول الخليج؟
شكراً على حسن المتابعة، إلى اللقاء.