الآدابمال وأعمال

ما هو سر تخلف العرب وفقرهم

سر تخلف العرب : هناك سؤال قديم خلاصته، لماذا نحن كعرب مسلمين متخلفين سياسياً، وفقراء اقتصادياً، وما هو السبب؟ هل هو سبب جيني؟

لما الدول العربية لا تتقدم، ولم نحن لا نستطيع أن نحقق اقتصاديات، فيها وفرة، باستثناء الدول التي لديها البترول، والاقتصاد والثراء متعلق به.

فإن ذهب أصبحوا مثل الدول العربية فقراء، ويعتمدون على أرباح النفط، ويضعون الأرباح في البنوك الغربية، والشركات الاستثمارية في الدول الغربية.

ما هي أسباب تخلف العرب اقتصادياً

ما هي أسباب تخلف العرب اقتصادياً

أنا كنت من السذاجة لأصدق، أنه بعد عام 2011 المشكلة الأساسية في تخلفنا اقتصادياً، على الأقل سببه اقتصادي.

أي أن هناك علاج اقتصادي للتخلف في الدول العربية، واعتقدت أنني لو أجريت سلسلة كبيرة من اللقاءات، مع اقتصاديين كبار.

يخبرونا عن علاج للخلل الموجود في بنية الاقتصاد العربي، هذا من الممكن أن يكون إسهام جيد كصحفي.

وبدأت أقابل أشخاص من كل مكان في الدول العربية والغربية والآسيوية، لأرى الخلل أين وأين العلاج؟

واكتشفت بعد فترة طويلة من البحث، أن أسباب تخلفنا لا علاقة له بشكل مباشر بالاقتصاد، ولا علاقة لها بأننا نسير اقتصادياً بشكل سيء، أو أننا جهال بالاقتصاد.

وعرفت أن السبب الأساسي لتخلفنا الاقتصادي، مكمنه الأساسي هو السياسة، والحالة المصرية هي مثال.

الاقتصاد والسياسة

في الدول العربية مشكلتنا الأساسية، ليس لدينا حريات سياسية، ولا تداول للسلطة، وبالتالي ليس هناك انتخابات، وهي لا تعني انتخابات رئيس الدولة والحكومة فقط.

بل انتخابات في كافة نواحي المجتمع، حتى على مستوى اتحاد الطلاب والاتحادات العمالية والنقابية، وحتى على مستوى المختار.

فالسمة المميزة للديمقراطيات المستقلة، مثل بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهم، غير موجودة في العالم العربي.

بعض الدول العربية تقريباً، لا يوجد بها انتخابات بشكل مباشر، وبعضها تكون بانتخابات صورية بحتة، وبالتالي لا يوجد حركة للسياسة.

والنتيجة أن الشخص المسؤول دائماً، يشعر بالخوف على موقعه، وأنه مدين بالولاء إلى الحاكم، وبهذا لا أحد يبذل مجهود ويعمل من أجل الشعب.

وبالتالي لا توجد حلول، والفئة الحاكمة في الدول العربية، لا تعمل لصالح الشعب، ولكن تعمل بهدف الإبقاء على المنصب فقط.

فتكون الحكومات طوال الوقت مهزوزة، وتخاف من اتخاذ أي قرار يغضب المسؤول الأعلى منها، وبالتالي يريدون أن تبقي الأوضاع كما هي عليه.

ويحاولون أن يرضون الأشخاص ذوي المصالح الضخمة، التي تدعم السلطة، مع ارضاء الإعلاميين والأحزاب المختلفة.

عدم الاهتمام بمصالح الشعوب

أضف إلى أنه لا يقترب من الأساسيات للشعب، لأن الشعب من الممكن، إذا تم الضغط على موارد رزقه، قد يهيج، لهذا يستخدمون المسكنات، فلا يقتربون من قوت الشعب وخبزه والأمور المعيشية.

وما وصلت إليه من البحث، أن المشكلة ليست عندنا في أن الحكومات لا تعرف الحلول الاقتصادية، وليست بأننا فقراء في الموارد الطبيعية.

ولكن المشكلة بأنه ليس لدينا سياسة وتداول السلطة، وحرية في تداول الأفكار، وعلى عكس الدول الغربية، التي يحاول مسؤوليها أن يجتهدوا في سبيل الشعوب.

الحلول موجودة في تقوية الاقتصاد

والسبب الآخر، أنه نتيجة عدم وجود حيوية في السلطة، وعدم وجود فرز طبيعي عن طريق عملية الانتخاب، يأتي إليك أحياناً أشخاص قليلي المعرفة، وجهلاء.

وقد قال الأستاذ عبد العظيم ليلى، كلمة مهمة جداً وتستحق الاهتمام: أن رؤساء الدول العربية، لا يحتاجون إلى مستشارين، ولكن يحتاجون إلى مترجمين.

المقصود أن الحلول موجودة في كثير من مشاكلنا، ولكن نحتاج إلى نقل كل تلك التجارب، وتطبيقها بتصريف.

لم أصدق الكلام، أن الكثير من المسؤولين، نتيجة الأسباب التي طرحناها، وأن الذين يأتون للسلطة قليلي الكفاءة، وأنهم يحاولون التقرب من السلطة العليا.

والدليل على حديثي، أنني كنت في مقابلة مع شخصية مصرية، شاركت في برنامج الخصخصة لشركات قطاع الأعمال في التسعينات، وقد فشلت تلك التجربة.

حيث قال: أنا أشترك في جريمة، ونحن كنا فاسدين، ولم نكن نعلم كيف تتم الخصخصة، كان هناك وسائل كثيرة نستطيع فيها الحفاظ على ثروة البلد، ولكننا كنا نجهل تلك الوسائل.

وهي نفس القصة في الكثير من الدول العربية، ونقول أن المشكلة الأساسية في تخلفنا نحن العرب، وفي تخلف كثير من الدول الإسلامية، هو فكرة عدم وجود انتخابات، وإذا عادت السياسة إلى الحياة، عادت الحياة إلى الاقتصاد، وهذا ما أعتقده.

 سيد جبيل


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى