ما هو مرض السرطان cancer ؟ يصادف الرابع من شهر فبراير شباط، اليوم العالمي للسرطان، وهذا القاتل الخبيث، الذي تزداد أعداد ضحاياه بشكل كبير، عام بعد الآخر.
لا يميز بين صغير أو كبير، حتى أن كثير من الناس، يخافون من ذكر السرطان، أثناء حديثهم، ويكتفون بقولهم، ذلك الشيء، أو ذلك المرض.
في بريطانيا، شخص واحد من كل شخصين، سيصاب في السرطان، في مرحلة ما من حياته، وذلك وفقاً لدراسة لمجلة بريطانية للسرطان.
ما هو مرض السرطان cancer القاتل الصامت؟
إن أصل تسمية مرض السرطان، يعود إلى الطبيب اليوناني أبقراط، الذي يعتبره كثيرون، أبو الطب الحديث، حيث استخدم أبقراط الكلمة اليونانية carcinos
وهي تعني الكائن البحري، المسمى بالسرطان، في وصف الأورام السرطانية، ومن ثم قام الطبيب الروماني سوسيوس، بترجمة الكلمة إلى اللاتينية، فأصبحت cancer
ومع أن السرطان هو أحد أخطر أمراض هذا العصر، إلا أن أول حالة سجلت لهذا المرض، اكتشفها العلماء، في احدى مومياوات مصر.
الشيء الذي يدل، على أن مرض السرطان، كان متواجداً منذ القدم، ولكن بنسبة نادرة جداً.
ما هي أكثر البلدان إصابة بمرض السرطان؟
حوالي واحد من كل ستة حالات وفاة، على كوكب الأرض، سببها مرض السرطان، ما يجعل هذا المرض الخبيث، يحتل المرتبة الثانية لأسباب الوفاة في العالم، بعد أمراض القلب، والأوعية الدموية.
إلا أن الدول التي تحتل الصدارة، في نسبة المصابين بهذا المرض، هي الدول المتقدمة اقتصادياً، والتي يكون فيها متوسط أعمار القاطنين فيها مرتفعاً.
الشيء الذي يعزز فرضية، أن التقدم في العمر،هو أحد العوامل الرئيسية، للاصابة بالسرطان، ويظهر ذلك واضحاً، إذا ما ألقينا نظرة على ترتيب عشر دول، ذات أعلى نسبة لحالات الإصابة بالسرطان، لعام 2018 والتي جاءت كالتالي:
- هولندا
- النرويج
- الدانمارك
- فرنسا
- بلجيكا
- الولايات المتحدة الأمريكية
- هنغاريا
- جمهورية ايرلندا
- نيوزيلندا
- واستراليا جاءت في المرتبة الأولى
كيف يحدث مرض السرطان في جسم الإنسان؟
لنتعرف باختصار، كيف ينشأ السرطان، وكيف ينتشر في الجسم، إن جسم الإنسان، يتكون من أكثر من 60 مليار خلية، وهذه الخلايا، تتجمع كأنسجة، لتكون أعضاء الجسم، مثل الكبد والقلب والرئتين وغيرها، من باقي الأعضاء.
عندما يحتاج الجسم لمزيد من الخلايا، تقوم كل خلية بالانقسام إلى خليتين، لتعويض الخلايا الميتة أو المتضررة، وهذه العملية، تسمح لأنسجة الجسم بالحفاظ على شكلها الطبيعي، وكذلك الحفاظ على وظائفها.
كل خلية مبرمجة بشكل دقيق ومعقد، لتتكاثر بشكل مضبوط، وتموت بعد انتهاء مدة صلاحيتها، وهذا النظام المعقد، يتم التحكم فيه من طرف الحمض النووي، أو ما يعرف dna المتواجد في جينات الخلية.
تشكل الورم السرطاني
وفي بعض الأحيان، وبسبب عوامل متعددة، يحدث تغيير يؤثر على وظيفة جينات الخلية، مما يجعلها غير طبيعية.
فتبدأ بإرسال أوامر إلى الخلية، حتى تتكاثر بشكل عداءي، مما يؤدي إلى تكاثر الخلايا المصابة، بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، وبالتالي التجمع الذي تكونه هذه الخلايا المصابة، يسمى الورم.
وهذه العملية، وبالغرم من بساطتها، إلا أن المدة المستغرقة بين ظهور أول خلية مصابة، حتى تصبح ورم بحجم 1 سنتيمتر مكعب، قد تستغرق من عشرة إلى ثلاثين عاماً.
وكمثال على ذلك سرطان القولون، حيث يبدأ في بطانة الأمعاء، وتبدأ خلية واحدة حدثت عليها طفرة، بالانقسام والتكاثر، بطريقة لا يمكن للجسم التحكم بها.
تتجمع بعد ذلك كمية كبيرة من الخلايا المصابة، وتبدأ باختراق جدار الأمعاء، والخروج إلى السطح، ثم تقوم بعد ذلك بمهاجمة الأعضاء، والأنسجة القريبة منها، والانتشار في الجسم.
وعادة هذه هي المرحلة التي تبدأ تظهر فيها لدى الإنسان، بعض أعراض مرض السرطان، وأخطر عملية يقوم بها مرض السرطان، هي أن يصبح مرض ثانوي.
بمعنى أن يقوم بالانتشار إلى أعضاء أخرى، وتدميرها، ولكي يعيش هذا الورم ويتكاثر، يقوم باستخدام الشعيرات الدموية، التي تقوم بتزويده بالأوكسجين، والمواد المغذية، ما يسمح له بالعيش والنمو أكثر.
لا يصبح الورم خطيراً جداً، إلا عندما تبدأ الخلايا السرطانية، باختراق العقد اللمفاوية والشعيرات الدموية، والاختلاط بمجرى الدم، ما يسمح للخلايا السرطانية، بالانتقال إلى أعضاء الجسم الأخرى.
خاصة الأعضاء والأنسجة المحيطة بالورم، وبالتالي تتحكم بعض من هذه الخلايا المسرطنة، بالانتقال إلى أعضاء أخرى، بعيدة في الجسم، وتقوم بالتكاثر، وتكوين أورام أخرى.
إذا انتشر السرطان في جسم الإنسان، يصبح من الصعب جداً القضاء عليه، لذلك الكشف المبكر للسرطان، يلعب دوراً هاماً في علاج هذا المرض، الخبيث القاتل الصامت.
وهناك ما يزيد على 200 نوع من أنواع الأمراض السرطانية، التي تختلف باختلاف النسيج، ما يعني أن جميع أعضاء الجسم، كلها عرضة للإصابة بالسرطان دون استثناء، وهذا يشمل العظام، والجلد والكبد، والرئتين والثدي وغيرها.
ما هي أكثر أنواع السرطان انتشاراً؟
أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الجنسين، هي كما يلي عند الذكور والاناث:
السرطان عند الذكور
في المرتبة الأولى، سرطان الرئة، وبعده يأتي سرطان البروستات، وبعده سرطان القولون، بنسبة 11% من مجموع الحالات.
السرطان عن الإناث
سرطان الثدي، وبعده يأتي سرطان القولون، وسرطان الرئة في المرتبة الثالثة.
ما هي الأعراض التي تظهر على مرضى السرطان؟
هناك أعراض مشتركة بين المصابين، وأعراض خاصة لكل مصاب على حدى، ومن الأعراض المشتركة هي:
- الحمى
- الألم
- الشعور بالتعب والإرهاق
- نقص في الوزن
- ظهور كتلة تحت الجلد
- تغير لون الجلد
- جروح لا تلتئم
- سعال مستمر
- بحة في الصوت
- صعوبة في البلع
- عسر في الهضم
- تغير عادة التبرز والإخراج
- تكرر العدوى من الأمراض
إلا أنه يجب الانتباه، أن ظهور بعض هذه الأعراض، لا يعني بالضرورة وجود مرض السرطان، فهذه الأعراض، قد تصاحب أي مرض آخر.
لذا لا يمكن تشخيص المرض، إلى بعد الفحص الطبي الشامل، واجراء الفحوصات الطبية اللازمة، أما ما يخص أعراض الإصابة الخاصة:
- السعال
- خروج الدم مع البلغم
- بحة في الصوت
- ضيق في التنفس
بالنسبة إلى سرطان القولون، تكون أعراضه زيادة الإمساك أو الإسهال، ونقص الوزن وخروج الدم مع البراز.
وسرطان البروستات لدى الذكور، أعراضه تكون صعوبة في التبول، وكثرة التبول خصوصاً في الليل، خروج الدم مع البول، وضعف القدرة على الانتصاب.
أما بعض أعراض سرطان الثدي، وهي تكون بوجود كتلة غريبة في الثدي، وخروج سائل من الحلمة، تغير شكل أو حجم الثدي، وشكل وحجم الحلمة.
يستخدم الأطباء نظاماً رقمياً لتحديد مرحلة انتشار السرطان في جسم المريض، فمعظم أنواع السرطان، لها أربع مراحل، وسنعرض ملخص عن هذه المراحل.
المرحلة الأولى
عادة يكون السرطان صغيراً نسبياً، ومحصوراً ضمن نطاق العضو، الذي بدأ فيه المرض.
المرحلة الثانية
وتعني أن الورم أصبح أكبر، من المرحلة الأولى، لكن السرطان لم يبدأ في الانتشار، في الأنسجة المحيطة، من العضو المصاب.
المرحلة الثالثة
عادة ما تعني أن السرطان، أصبح أكبر بكثير، وربما بدأت الخلايا السرطانية، تنتشر في الأنسجة المحيطة، وهناك خلايا سرطانية، في العقد اللمفاوية في المنطقة المصابة.
المرحلة الرابعة
وهذه هي أخطر المراحل، وتعني أن السرطان، انتشر من العضو المصاب، وانتقل إلى عضو آخر، أو إلى أعضاء أخرى في الجسم، ويسمى بالسرطان الثانوي.
ما هي العوامل المسببة للاصابة بالسرطان؟
إن السبب الحقيقي وراء السرطان، لا يزال مدار بحث بين العلماء، لكنهم توصلوا إلى عوامل كثيرة، ثبت طبياً ارتباطها بمرض السرطان، وأشهرها:
التدخين
حيث توجد علاقة قوية، بين التدخين وبين الإصابة بستة عشر نوعاً من السرطان، وهي سرطانات الرئة، والفم والحلق، والأنف والجيوب الأنفية.
والمريء والمثانة، والكلى والحالب، والبنكرياس والكبد، المعدة والأمعاء، عنق الرحم والمبيض، واللوكيميا النخاعية.
حتى إذا كنت لا تدخن، فإن التعرض للدخان السلبي، قد يعرضك للإصابة بسرطان الرئة.
تناول المشروبات الكحولية
هناك علاقة وثقة بين تناول المشروبات الكحولية، وبين سبعة أنواع من السرطان، وهي سرطان الأمعاء والثدي، الحنجرة والكبد، الفم والمريء والبلعوم.
التعرض المباشر لأشعة الشمس
خصوصاً أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، دون ارتداء الملابس الواقية، أو استخدام كريم واق، فتؤدي جميعها للإصابة بسرطان الجلد.
النظام الغذائي السيء
وذلك عادة بالإكثار من تناول الوجبات السريعة، الغنية بالدهون، وتجنب الأغذية الصحية المتوازنة، الغنية بالفاكهة والخضروات.
ونضيف عدم ممارسة الرياضة، والسمنة، والزيادة المفرطة في الوزن، كلها عوامل ترفع من احتمال الإصابة بالسرطان.
الإصابة بالفيروسات
الإصابة بالفيروسات المحددة، تسبب السرطان، مثل فيروس نقص المناعة المكسبة.
التعرض للمواد السامة
التعرض للمواد السامة، والمركبات الكيميائية والإشعاعات.
الوراثة
بعض حالات الإصابة بمرض السرطان، قد تكون عن طريق الوراثة، وهناك كذلك عوامل أخرى كثيرة، تؤدي للإصابة بمرض السرطان، لكن يصعب حصرها جميعها.
ما هي طرق علاج السرطان؟
الهدف من العلاج، هو إما محاولة القضاء على الورم واستئصاله، وذلك في حالات الكشف المبكر للمرض، أو عبر احتواء المرض، ومنعه من النمو وانتشاره في الجسم.
وهناك عدة طرق لمحاولة علاج السرطان، ولكن توجد ثلاث طرق رئيسية، تفيد في التعامل مع مرض السرطان.
التدخل الجراحي
وذلك بإزالة الورم، بشكل كامل أو جزء منه.
العلاج الكيميائي
أو ما يعرف باسم chemotherapy العلاج الكيميائي، هو عبارة عن دواء، يمكن للمريض أن يأخذه، بطرق مختلفة، أشهرها عن طريق الحقن في الوريد.
العلاج في الأشعة
ويعرف باسم radiotherapy وذلك بتعريض الورم، إلى الأشعة، حيث تمنع الخلايا السرطانية من التكاثر، وبالتالي القضاء عليها.
ويجدر بالذكر، أن العلاج الكيميائي، والعلاج بالأشعة، لا يميز بين الخلايا السليمة والخلايا السرطانية، فهذا النوع من العلاج، يقوم بالقضاء على جميع الخلايا.
سواء كانت مسرطنة أو سليمة، على حد سواء، الشيء الذي يفسر حدوث الأعراض الجانبية الحادة للمريض، أثناء العلاج، وبعد ذلك تقوم الخلايا السليمة، بالتكاثر مرة أخرى.
حقائق وأوهام حول السرطان
سنذكر بعض المعتقدات الشائعة، حول مرض السرطان، التي قد تكون صادمة للجميع.
هل استخدام المايكرويف يسبب السرطان؟
هذا غير صحيح، فهذه واحدة من أكثر المعلومات الخاطئة شيوعاً، حيث لا يوجد أي دليل علمي إلى حد الساعة، يؤكد ارتباط استخدام المايكرويف، بالإصابة بمرض السرطان.
هل حفظ الماء في قنينة بلاستيكية يسبب السرطان؟
لا يوجد أي دليل علمي، على العلاقة بين السرطان، وبين استخدام عبوة المياه البلاستيكية.
هل مواد التجميل والحلاقة ومزيلات العرق تسبب السرطان؟
لم يثبت وجود أي صلة تربط، بين السرطان والمواد الكيميائية، المستخدمة في مستحضرات التجميل، بما في ذلك المركبات والشامبو، ومعاجين الأسنان، ومضادات التعرق.
هل حمالة الصدر النسائية تسبب السرطان؟
هذا خطأ، لا علاقة لحمالة الصدر النسائية، بمرض السرطان على الاطلاق.
هل الأطعمة العضوية تحمي من السرطان؟
لا يوجد حالياً أي دليل قوي، يدعم فكرة أن الأطعمة العضوية، توفر حماية ضد السرطان، مقارنة بالمنتجات المزروعة، بشكل تقليدي.
هل الإرهاق النفسي والعصبي يسببان السرطان؟
نسمع كثيراً أن الإرهاق النفسي والعصبي، من مسببات السرطان، ولكن لم يثبت علمياً، أي دليل يؤكد ذلك.
هل استخدام الهاتف الجوال يسبب السرطان؟
كم مرة سمعنا، أن الهواتف النقالة، تسبب السرطان، يجب أن نعرف، أن السرطان يحدث بسبب طفرات، تحدث على الجينات الوراثية، داخل الخلية، في حين تطلق الهواتف الخلوية، نوعاً من الطاقة، منخفضة التردد، لا تضر بالجينات على الإطلاق.
هل السرطان يصيب الحيوانات والنباتات؟
نعم هذا صحيح، الحيوانات والنباتات مثل الإنسان، هي معرضة للإصابة لأنواع من السرطان.
هل تقليل السكر يساعد في القضاء على السرطان؟
لم تثبت الأبحاث العلمية إلى حد الآن، أن تناول السكر، سيجعل السرطان أسوأ، أو أن المصاب بالسرطان، إذا توقف عن تناول السكر، يختفي السرطان من جسمه.
هل السرطان مرض معد؟
هذا غير صحيح، السرطان ليس مرض معدي، ينتشر بسهولة من شخص إلى آخر.
هل يوجد علاج نباتي للشفاء من السرطان؟
لم يثبت ذلك إلى حد الآن.
هل أصباغ الشعر تزيد من احتمالية الاصابة بالسرطان؟
لا يوجد دليل علمي مقنع، بأن الاستخدام الشخصي لأصباغ الشعر، تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وفي نفس الوقت، تشير بعض الدراسات، إلى أن مصففي الشعر والحلاقين.
الذين يتعرضون بشكل منتظم، لكميات كبيرة من أصباغ الشعر، والمنتجات الكيميائية الأخرى، قد يكون لديهم، خطر متزايد لسرطان المثانة.
هل السرطان لا يصيب الأشخاص الطيبين؟
كان ينظر في العصور القديمة إلى المرض، أنه عقاب على الأفعال السيئة، أو الأفكار السيئة، ولكن إذا كان هذا صحيحاً، فكيف نبرر، إصابة أطفال حديثي الولادة، بمرض السرطان.
هل حبوب منع الحمل تزيد من احتمال الاصابة بالسرطان؟
أكدت الأبحاث، أن الاستمرار في استخدام حبوب منع الحمل، المكونة من هرموني الأستروجين والبروستيرون، تزيد من مخاطر الاصابة بسرطان عنق الرحم.
إن تناول حبوب منع الحمل، لفترة قصيرة، قد لا يؤدي إلى أي تأثير ملحوظ، ولكن النساء الذين يستخدمون، حبوب منع الحمل لمدة خمس سنوات متواصلة.
لديهن ضعف خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، مقارنة بالنساء اللاتي لا يستخدمن حبوب منع الحمل، لفترة قصيرة.
هل الخبز الأسمر والرز البني يقللان من الإصابة بمرض السرطان؟
هذا صحيح، لقد وجدت تقارير طبية، أن تناول ما لا يقل عن 90 غراماً، من الحبوب الكاملة يومياً، من الأطعمة، مثل الخبز الكامل، أو الخبز الأسمر، والرز البني، تقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، بنسبة 17%.
مرض السرطان cancer
