هناك من يسوق لعملة Pi Network ويقول أنه خلال بضعة أشهر ستكون أفضل من البيتكوين وسيكون سعرها خمسمائة دولار للوحدة.
ما عليك سوى أن تحمل التطبيق المخصص على هاتفك ويبدأ عداد النقود يعد وستكون في ثراء فاحش خلال فترة قصيرة.
اليوم سنتحدث بشكل مبسط عن عملة Pi Network التي تنتشر أخبارها أخيراً مع أنها ليست بعملة جديدة.
لكن هذه الفترة بدأنا نرى ازدياد الحديث عن الأمر ونريد أن نعرف ما الفرق بينها وبين البيتكوين وكيف ستحل مشاكلها.
ما هي Pi Network
بكل بساطة هي مجرد فكرة مشروع أو المرحلة الأولى من مشروع عملة رقمية تنافس البيتكوين وتحل مشاكلها.
لكن ما هي مشاكل البيتكوين؟
مشكلة تعدين البيتكوين
عملة البيتكوين عددها 21 مليون وحدة، وكميتها المحدودة هذه بعضها بين أيدي البشر والبعض الآخر ما زالت تحتاج لإخراجها بالتعدين.
تم تعدين 18 مليون وحدة من البيتكوين لحد الآن ويبقى 3 مليون وحدة. ولكي نستخرجهم سنحتاج إلى 120 سنة تقريباً.
ظهرت البيتكوين للوجود عام 2009 وخلال هذه السنوات الماضية تم تعدين 18 مليون وحدة.
إذن لماذا العملة المتبقية تحتاج إلى كل هذه السنوات لتخرج للتداول؟
هناك نقطة وهي أن نظام تعدين البيتكوين مبني أنه مع مرور الوقت يصبح استخراج العملة أصعب بالتدريج. ويصبح أكثر صعوبة كلما زاد عدد الناس الذين يقومون بالتعدين.
فعدد المهتمين بالبيتكوين عام 2010 كان قليلاً جداً فكل من قام بالتعدين كان يحصل على وحدات أكثر.
بينما الآن ومع الأجهزة القوية جداً الموجودة حالياً أصبح التعدين ينتج أجزاءاً من العملة ليس أكثر.
ما هي أدوات التعدين
هي مجرد أداة واحدة، الكمبيوتر، الذي يجب أن يكون قوياً بشكل خارق ويحتاج إلى كرت شاشة قوي جداً ليبدأ بالتعدين.
وهذه الأجهزة غالية الثمن وتستهلك كهرباء بشكل كبير جداً. ومن يقوم بالتعدين يجب أن يجهز مكاناً لتبريد الأجهزة.
ما الذي يختلف في Pi Network
مشروع Pi Network مثل من سبقه يعرض أنه سيحل مشكلة التعدين بالكامل وسيجعل الناس يقومون بالتعدين عن طريق الموبايل.
ليوفروا الأجهزة القوية والكهرباء المستهلكة والتجهيزات والتبريد وغير ذلك. وسيبدأ العمل على الموبايل ولن يشعر صاحبه بمشاكل التعدين.
لكن الخبراء يستنكرون أن يتم التعدين عبر الموبايل، فكيف سيتم ذلك دون أن يعطي أصحاب المشروع أي معلومات عن الطريقة؟
ففي موقع Pi Network لا توجد أي معلومات توضيحية حيث يقولون أنهم في المرحلة الأولى فقط.
وبدون معلومات واضحة لا يمنحنا القدرة على تقييم العملة أو كيف العمل عليها. وهذا على حد تعبير أصحاب الفكرة أنفسهم.
فأصحاب الفكرة يقولون أنهم بعد المرحلة الأولى التجريبية وعندما ينجحون سيدخلون في المراحل التالية وسيكون هناك هيكل واضح لعملة رقمية.
لكن عندما تدقق في كلامهم ستجد أنهم لا يضمنون نجاحاً ويمكن أن يفشل المشروع وهذا وارد جداً.
ففي النهاية لن تحصل على أي شيء بل كل ما تحصل عليه ضياع الوقت والمجهود والأهم ضياع بياناتك الخاصة.
لا يستخف أحد ببياناته ويظن أنها ليست مهمة بل البيانات أخطر بكثير مما تتخيل، وأكبر من موضوع Pi Network كله.
فالمعطيات الموجودة أمامنا حالياً أنه مجرد تطبيق لتجميع البيانات وهذا حصل بحذافيره عام 2008 و 2013.
أهمية البيانات الشخصية
ألكسندر كوجان أستاذ بجامعة كامبردج في بريطانيا صنع تطبيقاً من نوعية تطبيقات أجب عن الأسئلة التالية أخبرك مقدار ذكائك ونحوها.
وكان الناس يجيبون عن هذه الأسئلة، وعندما يدخلون يسمحون لهذا التطبيق بالحصول على بياناتهم ولو بمقدار قليل.
لكن عندما حصلوا على هذه البيانات صنعوا خوارزميات تدرس هذه البيانات واستطاعوا توقع معلومات أنت نفسك لا تعرفها عن نفسك.
واستطاعوا أن يفهموا عنك وعن عائلتك وأصحابك واستخدموا هذه المعلومات في التأثير على الناخبين الأمريكيين.
وأصبح الأمر معروفاً بفضيحة كامبردج أناليتيكا.
تخيل أنه ببعض البيانات من تطبيق على Facebook قام بكل هذا، فما بالك بتطبيق على الموبايل معه تصريح أن يدخل إلى معظم بياناتك من صور ورسائل؟
فما الذي يمكنهم أن يصنعوا بها وكم سيبيعونها ولمن وما غرض المشتري من هذه البيانات؟
لا تظن أن الأمر تافه وأن التطبيق سيحتاج إلى موافقتك لدخول بياناتك وأنك يمكنك الرفض، لكن الأمر فيه مخاطرة كبيرة.
والشخص الذي يسوق لهذا الأمر سيخبرك أن الأمر آمن وأن أصحاب المشروع ليسوا مجهولين بل دكاترة في جامعة ستانفورد.
لكن ذلك لا يعني أنهم ملائكة بل أغلب المحتالين في العالم يتخرجون من أعرق الجامعات وهذا ليس معيار للأمانة أبداً.
دليل ذلك الأشخاص الذين سرقوا بيانات مستخدمي الفيسبوك كانوا جميعهم من جامعة كامبردج والتطبيق تحت غطاء جامعي رسمي.
البيتكوين والعملات الأخرى
بالمقارنة بين فكرة Pi Network والبيتكوين يظهر أن هناك فرق كبير، فالبيتكوين تختلف عن جميع العملات الرقمية الأخرى.
ما يجعلني أقول هذا هو أن نظام البيتكوين مبني في نظام مختلف وفكرته فريدة من نوعها.
فهناك آلاف العملات قبل Pi Network ويقول أصحابها أن عملاتهم ستحل مشاكل البيتكوين لكن في النهاية غالبية هذه العملات فشلت.
لا يعني هذا الكلام أنه لا يوجد أي عملات رقمية جيدة عدا البيتكوين بل يوجد، لكنهم لا يتعدون أصابع اليد.
وهذه العملات خرجت بأفكار أخرى جديدة مختلفة عن البيتكوين أو لاستخدامات أخرى وهم قلائل.
خاتمة
في النهاية، حلم الثراء السريع من يمكن أن يكون حلماً جماعياً، فليس كل الناس سيصبحون أغنياء في ليلة واحدة.
الأمر ليس كذلك، لكن يمكن أن نرى حلم ثراء سريع لشخص واحد أو مجموعة من الأشخاص يشتركون في مشروع ما.
وهناك أمثلة كثيرة على نجاح مجموعة من الأشخاص في مشروع نفذوه وأصبح لديهم المليارات، لكن لم نرى ثراء سريعاً لكل الناس إلا في أوهام ودجل التسويق الشبكي وأمثاله.
رسالة أخيرة لكل الناس، حافظوا على بياناتكم فهي أهم شيء الآن وهي أخطر ما يجب أن تخافوا عليه.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com