مرض باركنسون | أمراض الجهاز العصبي | ما هي علاماته وكيف يبدأ ، ربما سمعتم من قبل عن مرض باركنسون وربما رأيتم شخصا يجمع الاموال لصالح مؤسسة مايكل جي فوكس او ربما سمعتم الملاكم محمد علي كلاي وهو يتحدث عن هذا المرض،
فكلاهما أصيب بالمرض وقد بذلا جهدا كبيرا في جمع الأموال والتوعية بمرض باركنسون، ولكن ما هو مرض باركنسون؟
مرض باركنسون هو مرض عصبي تنكسي تدريجي نسميه بالمرض التدريجي لأنه يتطور ما يعني انه يزداد سوءا مع مرور الوقت أما ما نقصده بالمرض العصبي التنكسي هو ان بعض الخلايا العصبية بالدماغ تتعرض للتلف عند الاصابة بالمرض
فعند الاصابة بمرض باركنسون نلاحظ خسارة في نوع معين من الخلايا العصبية وتسمى هذه الخلايا العصبية خلايا الدوبامين التي تعطي اشارة كيميائية صغيرة من خلال افراز مادة كيميائية تسمى الدوبامين
وهي مهمة لأنها تمكننا من القيام بحركات طبيعة متوازنة والكثير من خلايا الدوبامين العصبية توجد في منطقة من الدماغ تسمى المادة السوداء وهي تستقر في الدماغ فوق الحبل الشوكي في جزء من الدماغ يسمى الدماغ المتوسط
وعند فقدان هذه الخلايا العصبية ينخفض الدوبامين في الدماغ لأن هذه الخلايا العصبية كانت تفرز كثيرا من الدوبامين والأن لم تعد موجودة وهذا هو الجزء المهم فعند انخفاض الدوبامين يبدأ ظهور العلامات الحركية الرئيسية لمرض باركنسون سنتحدث الأن عن هذه العلامات:
العلامة الأولى هي الاهتزاز وهو غالبا ما يكون في شكل رعاش في اليد أو الأصبع
العلامة الثانية هي التصلب ويظهر هذا التصلب عندما يثني الشخص جزءا من جسمه مثل الذراع او الساق او المعصم وعند ثني احد هذه الاجزاء تكون الحركة غير سلسة ويشعر المريض بالتصلب
العلامة الثالثة هي تباطئ الحركات يحدث هذا لأن الشخص يستغرق وقت أطول لإتمام الحركة تخيلوا انفسكم تسبحون في البحر وتحاولون القيام بحركات مثل الشقلبة او الركض في الماء
ستلاحظون ان ذلك يستغرق لقيامه وقت اطول مقارنة بالوضع الطبيعي وهذا يشبه حالة الشخص الذي يعاني من بطئ الحركة فهو قادر على الحركة لكنها تستغرق وقتا اكثر
العلامة الرابعة هي المشاكل في التوازن حيث يشعر المريض بعدم استقرار عند الوقوف او المشي
لا يعاني المصابين بداء باركنسون من كل هذه المشاكل، لكن معظمهم سيصابون بكل هذه الاعراض في مرحلة ما
فيما يخص التوازن ان هذه المشكلة تطرأ في وقت لاحق أي بعد سنوات من الاصابة بهذا المرض
أما العلامات الثلاثة الاولى هي العلامات التي تستخدم لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من داء باركنسون وعلامات الحركة الرئيسية معاً تشكل مجموعة أعراض تسمى متلازمة باركنسون
بالتالي ان مرض باركنسون هو مرض يسبب متلازمة باركينسون وهناك عدد قليل من الامراض العصبية التنكسية الاخرى التي يمكن ان تسبب متلازمة باركينسون لكن مرض باركنسون هو الاكثر شيوعا
ولهذا السبب غالبا ما نسمي متلازمة باركنسون الناجمة عن مرض باركنسون بـمتلازمة باركنسون الأولية ، وتسمى متلازمة باركنسون الناجمة عن الأمراض العصبية التنكسية الأخرى بـمتلازمة باركنسون الثانوية
لا يسبب مرض باركنسون فقط متلازمة باركنسون فهذا المرض مصدره الدماغ وعندما يحدث انهيار لبعض الاجزاء في الدماغ الذي يعتبر مركز التحكم الرئيسي في الجسم فستطرأ عدة أنواع من الاعراض
يمكن للناس الذين يعانون من مرض باركنسون ان يعانوا من مشاكل نفسية كالاكتئاب او مشاكل في الادراك كفقدان الذاكرة او مشاكل في التركيز و كثير من الاعراض الحركية، وقد يشمل ذلك مشاكل في حاسة الشم ومشاكل مع انماط النوم
ان اسباب مرض باركنسون غير معروفة تماما بالنسبة لغالبية الحالات لذا تسمى هذه الحالات بمجهولة السبب ففي الغالبية العظمى من الحالات لا يكون هناك تاريخي عائلي مع المرض
و 15% فقط من المصابين لديهم تاريخ عائلي مع مرض باركنسون ولدى هذه الفئة يبدو ان السبب هو وجود طفرة في واحدة من الجينات المختلفة وبحسب الجين المسؤول يمكن ان تسبب الطفرة إما بمرض باركنسون او ان تزيد من احتمال اصابة الشخص بمرض باركنسون،
إذا كان شخص ما لديه مشكلة لواحد من الجينات التي تسبب المرض فسيصاب بالمرض بالتأكيد أما إذا كانت المشكلة في واحد من الجينات التي قد تزيد من احتمال الحصول على مرض باركينسون فإنه قد يصاب وقد لا يصاب بالمرض،
لكن يكون هذا الشخص أكثر عرضة من غيره للإصابة بالمرض قد تكون الوراثة هي السبب في بعض الاحيان لكن كما ذكرنا في أغلب الحالات يكون سبب مرض باركينسون مجهولا،
توجد بعض عوامل الخطر التي ترتبط بتطور المرض وعامل الخطر هو عنصر يزيد من احتمالية الاصابة بالمرض
يمكن القول إذاً إن وجود طفرة جينية معينة هو عامل خطر رئيسي لمرض باركينسون لكن هناك بعض عوامل الخطر الأخرى غير الوراثية مثل التعرض لأنواع معينة من المبيدات او المنظفات الكيميائية او حتى التقدم في السن إذ يزيد خطر الاصابة بمرض باركنسون بعد تجاوز الستين من العمر،
ويستمر الخطر في الارتفاع مع مرور كل سنة علاوة على ما سبق فإن التعرض المتكرر للارتجاج الدماغي يزيد من احتمالية الاصابة بالمرض ويلعب الجنس كذلك دورا حيث ان النساء اقل عرضة من الرجال للإصابة بالمرض ولكن السبب غير معروف
ثمة عامل يؤدي للمرض وهو استنشاق جزيئات من معادن ثقيلة مثل النحاس والمنغنيز او الرصاص بانتظام ويحدث ذلك لمن يعيشون في المناطق الصناعية حيث تنتشر هذه المعادن في الهواء وهنا يجب التركيز ان هذه عوامل قد تؤدي للإصابة بمرض باركينسون ما يعني أن لها علاقة بزيادة نسبة الاصابة بالمرض
أما عن علاج مرض باركنسون يتضمن عادة دواء للمساعدة في التعامل مع الاعراض الحركية وذلك عن طريق التعويض او الزيادة لمستويات الدوبامين في الدماغ لان الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين تتعرض للتلف خلال المرض
وبالنسبة لبعض المرضى فإن الدواء يعمل بشكل ممتاز وقد يكون هو كل ما يحتاجون اليه للحد من الاعراض لكن بالنسبة لمعظم المرضى ان الادوية تصبح بلا فائدة بعد بضع سنوات من المرض
وعندما يحدث ذلك فإنهم يضطرون للخضوع الى عملية جراحية تساعدهم على التعافي من الاعراض والهدف من الجراحة تعطيل مناطق الدماغ التي تسبب مشاكل في الحركة مثل الاهتزاز او التصلب الذي ذكرناه سابقا
وهذا الامر يقودنا الى توقعات طويلة المدى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض باركينسون، مع الأسف مرض باركنسون هو مرض تدريجي لذا فإن المرض سيستمر بالتطور على مر السنين بعد أن يتم التشخيص ولم يتوصل الأطباء بعد الى أي علاج جذري للمرض
اما الادوية والجراحة يمكن ان تكون مفيدة للسيطرة على الاعراض وتمكين المصابين من عيش حياة كريمة لأطول مدة ممكنة وهنا نذكر للتصحيح فكرة خاطئة لدى الناس بشأن مرض باركنسون حيث يعتقد الكثيرون انه يصيب الكبار في السن فقط
ورغم صحة هذه المعلومة حيث يتراوح متوسط عمر المصابين بين 60 و65 سنة الا ان حوالي 5% الى 10% من المرضى يتم تشخيصهم بالمرض قبل سن الخمسين وغالبا ما يشار الى ذلك بالإصابة المبكرة بداء باركنسون اما بالنسبة للأشخاص الذين يصابون بالمرض بسن مبكر فيبدو ان الطفرات الجينية التي ذكرناها سابقا هي المسؤولة عن المرض
اقرأ أيضاً… التصلب اللويحي المتعدد – أعراض المرض وعلاجه – Multiple sclerosis
اقرأ ايضاً… علاج الصداع النصفي | علاج الشقيقة | وما علاقة الزنجبيل والزعتر؟