مفهوم التضخم : اليوم سنتكلم عن شيء مختلف قليلاً، نحن تعودنا أن نتكلم عن الحشرات والميكروبات ومع الخلايا أو عن القمر والمريخ أو نرى ضمن مسبار ونشاهد تفاعلات كيماوية أو مع الذرة والإلكترون، لكن اليوم سنتكلم عن شيء مختلف.
الإقتصاد
لكن لن نتكلم بلغة المختصين، بل بلغة قريبة للجميع.
الموضوع الاقتصادي هو موضوع مفهوم التضخم، ونستطيع أن نصف التضخم أنه لم يعد موضوع عادي بل أصبح حديث المجتمع والناس، بحيث لم يعد حديث أكاديمي وكتب، كأن تفتح المذياع وتسمع أحدهم يلفظ كلمة inflation بحيث أن مع معظم الحديث عن التضخم.
سنحتاج مدخل بسيط جداً بحيث نقول أن الاقتصاد هو العامود الفقري أي صيغة العرض والطلب، الندرة والوفرة، الندرة هي التي جعلت الذهب غالي وجعلت الصفيح رخيص.
كل ما زادت الوفرة كل ما زاد العرض وقل الطلب ينزل السعر هذا هو القانون البسيط جداً، وهذا ينطبق على كل شيء حتى على العملة.
مثال على التضخم
مثال لو أن الأموال توفرت بكثرة ترخص، وهذا هو وصف التضخم بثلاث كلمات.
وهذا كله مبني على قانون أزلي والسنة الكونية والاقتصاد التي اسمها العرض والطلب، العشرة جنيه أصبحت قيمتها أقل من عشرة ساغ، لماذا ؟
لأن الأموال توفرت بكثرة وبالمقابل لم يحدث زيادة انتاج إنما بقي محدود وقليل، وكانت النتيجة أن كل الكميات الفائضة من الأموال نشتري بها نفس الإنتاج المحدود القليل وبالتالي يحدث غلاء.
نعطي مثال على التضخم واضح جداً كما في الدول المتخلفة التي توقع الدولة ضمن أزمة فتقوم بطبع المزيد من الأموال، وبالتأكيد هذه عملية تزوير وغش حيث تطبع أموال بدون مقابل من الإنتاج.
فيما مضى كان الجنيه له مقابل ذهبي ولكن الآن قيمته ضمن حدود الإنتاج، مثلاً كم لدينا بترول وقطن ومنتجات فهذه هي الثروة الحقيقية، فيكون طبع هذه الأموال بحدود هذه الثروة كي لا تفقد العملة قيمتها.
ولكن في بعض الدول المنهارة يأتي الحاكم فيطبع أموال زائدة عن الحد بحيث لا يوجد انتاج أو سلف أو قروض تغطي القيمة الفعلية وهنا لا يعود للعملة قيمة سوا قيمتها الورقية فتكون هذه دولة منهارة.
الدول البترولية
ولكن هناك أمثلة كثيرة يدخل التضخم كعامل خلالها كالدول البترولية، مثال كحرب عام ١٩٧٣ البترول لعب دوراً كبيراً فيها، البترول قل في السوق كثيراً لدرجة أنه وصل سعره من ٢ دولار سعر للبرميل حتى وصل ٤٢ دولار لسعر البرميل.
بحيث أزمة البترول خلقت صدمة للعالم الغربي وأمريكا، لكنهم لم يصمتوا عن الوضع بل حاربوا بنفس الأسلوب بحيث تحكموا بقانون العرض والطلب.
وبعد الحرب بدأوا يشترون ويسحبون كميات من البترول هائلة ويخزنونها في خزانات ضمن الأرض وتحت الأرض بحيث امتلأت فوائض تكفي سنة وفي ذات الوقت نقبوا عن البترول في كل طاقتهم وبدأوا الحفر في كل مكان وأنشأوا بترول بحر الشمال والذي كلف أمريكا مليارات الدولارات.
وتتدفق البترول وبنوعية جيدة من بحر الشمال بالإضافة إلى فوائض مخزنة، ثم أغرقوا كميات كبيرة من البترول في السوق وهكذا هبط سعر البرميل من ٤٢ دولار إلى ٢٨ دولار.
هبوط أسعار البترول
ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل قامت المملكة المتحدة بتنزيل سعر البرميل إلى ٤ دولار فقط بحيث اتجهت إلى نيجيريا وأيضاً السويد والنرويج كسروا السعر في منظمة الأوبك، بحيث أصبح الوضع شديد الحرج.
وكل هذا يعني أن جميع الدول المعتمدة في الإنتاج على البترول ستعاني من أزمة لأن كل دولة لديها خطة مشاريع السنوات القادمة، بحيث زاد الضغط عليهم فيتقرر عن ذلك زيادة في حجم الضخ أكثر وزيادة في كميات البيع، ولكن تم الضخ أكثر فإن السعر سينخفض أكثر.
لم يقتصر الأمر على ذلك بل ذهبوا بخططهم للاستغناء عن البترول العربي بشكل نهائي، وبل وأيضاً اتجهوا للموارد البديلة عن الطاقة البترولية، بحيث اتجهوا لعصر الفحم الحجري والغاز الطبيعي والطاقة الذرية والطاقة الشمسية.
التضخم والدولار
مثال آخر الدولار حيث ارتفع سعره مقابل العملات الأخرى، لو تساءلنا ما هو الذي يقيم قوة العملة سنجد أن من يرفع من قيمة العملة هو قوة الاقتصاد والإنتاج بالدرجة الأولى، كأن ينفرد بلد ما في سلعة وتكون هذه السلعة بمستوى لا ينافس فتتحول هذه الدولة إلى دكان وحيد لهذه السلعة فتتحكم بالسعر الخاص بها، نضرب مثال على ذلك بين أمريكا واليابان في مجال الكمبيوتر سنجد أن أمريكا متقدمة على اليابان ٣٠ سنة عن اليابان، فإذن جوهر الموضوع هو قوة اقتصاد أي دولة، وهذا كله يعود لقانون العرض والطلب.
إذا وبكل بساطة مسألة التضخم وحلها تتلخص في إنفاق أقل وإنتاج أكثر، والذي يساعد على حلها هو الإدخار وأسهم الإدخار والاستثمار والمشاريع بحيث تتحول هذه إلى إنتاج أكثر.
مفهوم التضخم / صفحة الدكتور مصطفى محمود على فيس بوك
www.faceboock.com/dr.mostafa.mahmoud