إسلامالحياة والمجتمع

هل الذنوب تمنع استجابة الدعاء

هل استجابة الدعاء فورية؟ ربنا مستجيب الدعاء، لكن يمكن أحدهم يدعو لسنين دعوة معينة لا تستجاب حتى الآن، فكيف ذلك؟

سنشرح بعض المفاهيم الأساسية ونجيب على بعض الاستفسارات الفكرية حول موضوع الدعاء.

كيف تتم استجابة الدعاء

كيف تتم استجابة الدعاء

هناك مفهوم عند بعض الناس أن الله سبحانه وتعالى أكبر من أن يهتم بشؤون الخلق وأن يجيب أدعيتهم أصلاً.

وأن الله سبحانه وتعالى وضع قوانين في الأرض وتركها. وهذا مفهوم فكري موجود عند بعض الناس بما فيهم بعض المسلمين.

وأوضح آية تجيب على هذا التساؤل آية: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان*

أحدهم يسأل ويقول: صار لي عشرين سنة أدعو ربنا أن يرزقني مليون ريال وإلى اليوم لم تأت المليون ريال، لماذا؟

وإجابة هذا السؤال في معنى كلمة أجيب، أجاب الدعاء ليس معناه أنه أعطاك تحديداً بالضبط ما سألته.

ولكنه استجاب لدعائك.

بأن أعطاك خيراً أو دفع عنك شراً يساوي أو يزيد دعاءك. فالذي دعا ربه أن ينزل له مليون استجاب لدعائه.

بأن صرف عنه مرض السرطان الذي كان سيصيبه لو لم يدعي هذا الدعاء مثلاً. لكن استجابة الدعاء هذه تقدر بأكثر من مليون ريال.

فأي شخص لديه اليوم سرطان لو تقل له ادفع مليون ريال ويذهب عنك المرض سيدفع أكثر من مليون.

بسبب هذه الدعوة حمى ولدك من حادث كان يمكن أن يصيبه ويقعده طوال حياته.

بسبب هذه الدعوة ربنا أكرمك وأطال في عمر أبيك وأمك وهكذا  لاف الأمور تيسّر لك وآلاف الشرور تصرف عنك.

تساوي ملايين الريالات حصلت بسبب هذه الدعوة دون علمك، وبهذا يكون ربنا استجاب لدعوتك حتى لو لم تعرف أنه استجاب.

الله يعطينا أشياء أهم من المال

يقول أحدهم: أنا لا أريد هذه الأشياء بل المليون ريال لا مشكلة لدي أن أمرض ولا أريد أولاداً أريد المليون.

هنا نقول له ربنا أعلم بك منك، فهو يعرف هذه الأموال إن جاءتك ماذا ستفعل بك.

فإذا كان يعرف بعلمه المسبق هذه الأموال يمكن تجعلك متكبراً أو تصرفها في الحرام وتشغلك عن ذكر الله.

فسبحانه وبلطفه استجاب لدعائك بأن أعطاك أشياء تساوي المليون ريال وأزيد ولم يعطيك المال لأنه يعرف أنه شر لك.

وهذا أول مفهوم في الدعاء هو أن يعطينا الله أشياء قيمتها أكثر من دعوتك لعلمه بحكمته أنها أفضل من دعوتك.

ولدي دعاء أدعوه لربي منذ ثلاثين سنة لم تتحقق، ولكنها استجيبت.

فطلبي بالتحديد لم يحدث إلى الآن ولكني استشعر بكل ذرة من كياني أن كل مرة دعيت ربنا أعطاني شيء.

وخلال الثلاثين سنة دعوت هذه الدعوة مئات الآلاف من المرات في السجود والركوع في الحرم المكي والحرم المدني وفي رمضان.

ورغم أن طلبي بالتحديد لم يحدث لكن لدي إيمان عميق جداً أن كل مرة دعوت بها الله إما أعطاني خيراً أو صرف عني شراً.

تأخير استجابة الدعاء

المفهوم الثاني للدعاء هو أن يعطيك المليون ريال ولكن ليس الآن بل بعد أربعين سنة.

لأنه يعلم بحكمته أن المليون لو جاءتك بعمر العشرين مثلاً ستكون شراً لك، ولو جاءتك في الستين ستكون خيراً لك.

الاستجابة للدعاء في الحال

المفهوم الثالث للدعاء أن يعطيك ما سألت في الوقت الذي سألت وهذا يحصل عندما تتوافق رؤيتك مع حكمة الله.

بعض الناس عندما تصيبهم مشكلة يستحي أن يدعو الله ويقول: أني أيام الرخاء نسيته واليوم سأدعيه كأنها علاقة مصلحة.

لعلمكم أحياناً الله سبحانه وتعالى يرى عبداً من عباده في وقت الرخاء لا يذكر الله وناي ربه فيشتاق الله له.

فيبتليه بمصيبة لعلمه أن هذه المصيبة ستذكره وتعيده إلى الله سبحانه وتعالى وتقربه منه فتصبح المصيبة نعمة.

فلا تدع الشيطان يضحك عليك، ربنا يريدك أن تذكره في السراء وفي الضراء فلو كنت نسيته سنين وذكرته فبابه مفتوح.

لذلك الآية الكريمة تقول: قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله

هذه آية للناس الذين صار لهم عشرات السنين ناسين ربهم وربنا يقول لهم تعالوا.

درجات الدعاء المستجاب

الدعاء له درجات فكيف تقوي دعاءك بحيث أن يزيد أثره واستجابة الله لك؟ هناك شيء واحد خلاصته في هذا الحديث:

عندما الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أن دعوة الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ترفع مظلمته

هذه دعاء لا يرد. فالعامل المشترك بين الصائم والمظلوم أنهما كلاهما في حاجة شديدة إلى شيء الصائم يريد أن يأكل والمظلوم يريد أن يرفع الظلم عنه.

فالقاعدة كلما زادت حاجتك كلما كانت دعوتك بكل كيانك وقلبك وفكرك وجوارحك كلما كانت الدعوة أعمق.

لذلك أقول دائماً ليس المهم في الدعاء ما تختاره من الحروف المهم في الدعاء ما ينتابك من الشعور.

المصادر

قناة أحمد الشقيري و Dejavu


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى