العناية بالذاتصحة

هل النظام النباتي Plant B مفيد للصحة؟


تجربة الدكتور محمد الناظر مع النظام النباتي Plant B

في رمضان هذه السنة قدم الدكتور باسم يوسف برنامجاً جميلاً جداً على اليوتيوب يتكلم فيه على النظام النباتي Plant B ويشرح للناس مميزاته ويدعو الناس أن يتبعوه.

وهذه فرصة لنا لنناقش الموضوع وأحكي لكم تجربتي الشخصية مع النظام.

ما هو النظام النباتي Plant B

في البداية دعونا نتساءل ما هو النظام النباتي Plant B وما له وما عليه.

وجدت بعض الأبحاث ارتباطاً بين ما نأكله من أطعمة معينة بكميات كبيرة بانتظام بمجموعة من الأمراض كالسكر والضغط وأمراض القلب والسمنة وبعض الأمراض المناعية وبعض أنواع السرطان.

وعلى رأس هذه المأكولات الأطعمة عالية السكر والمنتجات الحيوانية والمأكولات المصنعة، وأيضاً النشويات المصنعة كالحلويات المصنوعة بالدقيق الأبيض، كالخبز والمخبوزات والنودلز والباستا ونحوها.

وكثير من الناس الذين يعانون من تلك الأمراض، بمجرد أن يتبعون حمية ويبتعدون عن هذه المأكولات، يتحسنون وبعضهم شفي تماماً.

وعلى سبيل المثال في مجال تخصصي والذي هو الأمراض الجلدية، بعض المرضى لديهم أمراض كالصدفية عندما اتبعوا حمية ابتعدوا فيها عن بعض المأكولات المذكورة اختفت أعراض الصدفية.

ليس ذلك فقط، فإن عملية تربية الحيوانات وإعدادها لإنتاج الغذاء، لها مشاكل عديدة ولها تكاليف كثيرة، عدا عن سوء معاملة الحيوانات نفسها.

فبدأ مجموعة من الناس يدعون الآخرين للابتعاد تماماً عن المأكولات التي تحتوي منتجات حيوانية، والمأكولات التي تحتوي سكر بنسبة كبيرة.

وبعضهم زاد في الأمر ليبتعدوا أيضاً عن النشويات المصنعة كالمعكرونة والباستا والخبز الأبيض، ويكتفون بالأطعمة النباتية كمصدر غذائي.

وكالفاكهة التي تحوي سكر أصلاً، والتي يجب أن تؤكل ثمارها كما هي، فالألياف الموجودة فيها تجعل عملية امتصاص السكر أقل بكثير مما لو تم تناول السكر بشكل مباشر.

وبالتالي يكون صحياً أكثر ويعطي ما يحتاجه الجسم وبطعم جيد.

دليل النباتيين عن صحة النظام النباتي Plant B

أكبر حجة لديهم أنك لن تقدر أن تقلل من تناول المنتجات الحيوانية، لأنها مثل التدخين لا يمكنك أن تقول أنك ستقلل كمية السجائر لكن لن أقلع عنها.

عملياً لا يقدر أحد أن يفعل ذلك، إما يدخن أو لا، ذات الكلام ينطبق على اللحوم أو المنتجات الحيوانية فلا يقدر أحدهم أن يقلل منها، إما يأكلها أو لا يأكلها، فالأسلم أن يقلع عن هذه الأطعمة تماماً.

لكن إذا امتنعنا تماماً عن تناولها، فإنه سينقص الجسم بعض العناصر الغذائية والتي لا يمكن إيجادها في النباتات، إلا في النادر جداً ويمكن أن يكون طعمها سيئاً.

أو سنضطر لتعويضها بمكملات غذائية وفيتامينات وأدوية، لكن لماذا أعيش كل حياتي أتناول أشياء طعمها سيء، حتى أصل لحاجة معينة تنقصني ولا أقدر أن أحصل عليها من نباتات أخرى؟

أو لماذا أبقى طوال عمري معتمداً على مكملات غذائية، يمكن أن تنقصني في وقت من الأوقات ولا أقدر أن أصل إليها؟

آكلي اللحوم carnivores

رغم أن عدداً كبيراً من الناس الذين ابتعدوا عن اللحوم وأصبحوا نباتيين، قد تحسنت صحتهم، لكن على المقلب الآخر هناك مجموعة أخرى من الناس عندما قللوا تناول الطعام النباتي تحسنت صحتهم أيضاً.

وحتى أطلقوا على أنفسهم لقب الكارنيفورز carnivores أو آكلي اللحوم، ويعتمدون في طعامهم بنسبة كبيرة جداً على اللحوم والطعام الحيواني.

وعندما قاموا بذلك، ساعدهم ذلك على الهضم وجعل صحتهم وحيويتهم أحسن.

هذا عدا عن مجموعة أخرى من الناس الذين يعتمدون على حمية كيتو Ketogenic Diet والتي تعتمد بالأساس على تناول البروتينات والدهون.

والناس الذين اتبعوا نظام Ketogenic  تحسنت صحتهم بشكل كبير وبدأ وزنهم ينخفض بشكل ملحوظ، ولم يحتاجوا لعمليات التنحيف وما شابه.

أيهما أحسن النظام النباتي Plant B أم الحيواني أو Ketogenic  ؟

في رأيي الشخصي، لو نظرنا للموضوع بحيادية، لا يوجد شيء اسمه نظام صحي شامل. نحن كبشر رغم أن الكثير من الأشياء تجمعنا في أنظمة جسمنا، لكننا مختلفون بنسب كبيرة.

كل شخص حسب صفاته الوراثية وطريقة معيشته وأسلوبه في الحياة، والأشياء التي يقوم بها روتينه اليومي تحدد ما الذي يحتاجه وما الذي يمكن أن يضره.

لكن المشكلة أن الناس تتعامل مع هذه المواضيع بطريقة قبلية أو بنظام الفريق ينافس الفريق الثاني كالأهلي والزمالك، وبرشلونة وريال مدريد.

عندما أجد أن هذا النظام جيد لي حينما أطبقه وجعلني أفضل، فأكون أنا على صواب والآخرين على خطأ.

ملاحظاتي على البرنامج

ومن الأشياء التي لم تعجبني في برنامج الدكتور باسم يوسف، أنه ابتدأ بالتركيز على أمثلة من الرياضيين الذين حققوا بطولات كبيرة جداً وهم يتبعون النظام النباتي Plant B.

وكأن هذا النظام هو الذي جعلهم يحققون تلك البطولات.

ومن ضمن الأمثلة تكلم عن لاعبة التنس فينس ويليامز Venus Williams التي ابتدأت باتباع نظام الحمية النباتي متأخرة بعد أن تم تشخيص مرضها بداء تشوجرنز Sjögren`s Syndrome.

وهي بالفعل أغلب بطولاتها التي حققتها قد حققتها من دون هذا النظام، وكان أمكننا أن نقول أن هذا النظام لا يمنع الإنسان من أن يحقق بطولات وليس النظام بحد ذاته هو الذي جعلها تحققهم.

لأنه وبكل بساطة، أختها سيرينا ويليامز Serena Williams التي حققت بطولات أكثر منها، لا تتبع هذا النظام وتأكل اللحوم.

وأيضاً اللاعبين الآخرين المنافسين في WTA أغلبهم لا يتبع النظام النباتي Plant B حسب ما نسمع إلاVenus  التي تتبع هذا النظام الغذائي.

فإذن ليس النظام الغذائي Plant B هو الذي يجعل الشخص يحقق أي بطولة، وهي بنفسها تقول للناس: أنا لا أدعو الناس أن يتبعوا النظام النباتي بل أدعوهم أن يستمتعوا بأي شيء يأكلوه.

لذا فإني أحب أن أكرر قولي أنه لا يوجد نظام واحد صحيح وأن نظاماً آخر هو خطأ. بل سأتحدث هنا عن تجربتي الشخصية.

تجربتي الشخصية

عندما اتبعت الحمية النباتية لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، أتناول خضاراً وفواكه بكميات كبيرة وأشرب الماء ولا أشرب مشروبات تحوي سكريات.

حتى العصائر لم أكن أتناولها لأنك بمجرد أن تعصر الفاكهة ستكون قد خسرت أليافها التي ستساعدك على عملية امتصاص السكر، فتعتبر كأنك تشرب عصيراً يحوي سكر بالضبط.

ولم أكن أتناول الأطعمة التي تحوي نشويات مصنعة كالمعكرونة النودلز والخبز الأبيض ومثلها، لأن كما قلت سابقاً هذه المأكولات مرتبطة بمجموعة من الأمراض.

وعندما اتبعت هذا النظام الغذائي أحسست فعلاً أني أفضل في جوانب كثيرة صحياً. شعرت أني أخف وبدون تثاقل وبدون شعور بالتخمة، نشط أكثر وأتحرك.

لكن حصلت لي مشكلة غريبة وهي انخفاض قوي في الشهوة الجنسية والانتصاب. وذلك ببساطة لأن في نظام حياتي نشاط زائد فإن كمية السعرات الحرارية التي أتناولها من الأغذية لم تكن تكفيني.

وأعراض الانخفاض الشديد في الشهوة الجنسية حدثت لي مرتين، مرة عندما اتبعت هذا النظام ومرة أخرى عندما جربت صيام الماء.

وهو أن تظل عدة أيام لا تتناول شيئاً سوى الماء، وذات الشيء حصل لأنني لا أتناول كمية سعرات حرارية كافية فأدى إلى انخفاض أو انعدام الشهوة الجنسية خلال تلك الفترة.

وبمجرد أنني عدت لتناول الأطعمة التي كنت ممتنعاً عنها، عاد وضعي إلى حاله الطبيعي.

ما النظام الغذائي الصحي المناسب؟

أعود وأكرر أني لا أعني بكلامي أنني أقول للناس ألا يتبعوا هذا النظام، وإلا سيحصل لهم ذلك. أنا فقط أقول أن كل إنسان يوجد نظام معين يناسبه. ولا يوجد نظام واحد يفيد كل الناس.

لكننا نتكلم عن قواعد عامة، وبشكل عام المفروض في الإنسان الطبيعي أن تكون نسبة النباتات التي يأكلها أعلى بكثير من اللحوم ومنتجات الحيوانات.

وبالذات الابتعاد تماماً عن اللحوم المصنعة كاللانشون والسلامي ، لأنها أكثر الأطعمة المرتبطة بأمراض كثيرة.

ويفضل أيضاً سواء كان الطعام نباتياً أو حيوانياً أن أنوع المصادر بشكل مستمر. ولا أتناول شيئاً واحداً في كل مرة.

وأما السكريات فيجب التقليل منها ونتناول الكمية التي تكفي النشاط اليومي.

الحمية الغذائية من منظور ديني

ولو نظرنا للموضوع بشكل عام، ولو من منظور ديني، نجد أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقضي شهراً أو اثنين أو ثلاثة لا يتناول لحوم بتاتاً.

كان يمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا توقد في بيته نار. بمعنى أنه لا يوجد ما يطبخ أي لا يوجد لحوم، ولا أحد يأكل اللحوم نيئةً.

على صعيد آخر، في الديانة المسيحية فإنهم في صيامهم يبقون لفترات طويلة لا يأكلون منتجات حيوانية إطلاقاً.

وسواءً اتبع الناس هذا أو ذاك، فإن الناس تعيش بشكل جيد. وعندما ننظر للقرآن نجد أن الله تعالى أمرنا أن نأكل من كل الطيبات ولا نسرف.

أي نأخذ من كل نوع الكمية التي نحتاجها، وليس الذي يعجبنا طعمه.

وخلاصة كلامي أن أقول أنك لو تعرف كيف تأخذ كفايتك من المأكولات التي تحتاجها من كل أنواع الأطعمة، أكيد سيكون ذلك أفضل نظام غذائي لك.

أما لو أنك ستفتح شهيتك وأخذت تأكل كل ما تشتهيه وبكميات كبيرة، فسيكون بلا شك اتباعك لنظام غذائي نباتي مثل النظام النباتي Plant B أفضل لصحتك.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى