كورونا : هل يمكن أن يتسبب فيروس كورونا الجديد في أزمة اقتصادية عالمية، الإجابة على هذا السؤال تتطلب منا أن نعرف معلومات أساسية عن فيروس كورونا الجديد.
المعلومات الأساسية كلها مستقاة من أساتذة متخصصين في الأمراض الصدرية، ومسؤولين في منظمة الصحة العالمية ومصادر أخرى كثيرة.
ما هو فيروس كورونا الجديد؟
سمي فيروس كورونا بالجديد لأنه يعني أن هناك فيروس كورونا قديم، وبالفعل هو من عائلة كورونا التي شهد منها العالم وبائين قبل ذلك سارس في عام 2002، ومتلازمة الشرق الأوسط في 2012.
ما هي أعراض فيروس كورونا؟
وفقاً لأول دراسة أجراها العلماء الصينيون على أول 41 حالة دخلت المستشفيات في ووهان الصينية، ونشرت هذه الدراسة في موقع ذا ناست الطبي المعروف.
يقول العلماء أن الأعراض المشتركة هي الالتهاب الرئوي لكل من أصيب بالفيروس، ثم الحمى والسعال وصعوبة التنفس، لمعظم من أصيب بفيروس كورونا.
ويقولون ان هذه الأعراض تتشابه مع من أصيب بفيروس سارس في عام 2002، ولكن مرضى كورونا [1] الجديد يختلفون في أنهم لم تظهر عليهم آثار الرشح ولا العطس ولا الإحتقان في الحلق.
ما هو معدل انتشار فيروس كورونا الجديد؟
فيروس كورونا مرض معدي ومعدل انتشاره هو محل خلاف بين العلماء حتى الآن، ليس هناك معلومات كافية فهم يقدرون من الأرقام المذكورة أن معدل انتشاره هو 2.6 من 10
هذا يعني أن كل شخص أصيب بالفيروس هو قادر على نقله من 2 إلى 3 أشخاص، وهناك تقديرات أخرى تعتقد على أن المرض قادر أكثر على الإنتشار وقد يكون المعدل من 5 إلى 6 أشخاص.
هل لهذا الفيروس علاج؟
حتى هذه اللحظة لا يوجد تطعيم أو مضاد فيروس لهذا الوباء الجديد، وتطوير علاج له يحتاج إلى فترة طويلة من أشهر إلى عدة سنوات.
هذا لا يعني أن كل من يصاب بفيروس كورونا يموت، بل هو مثل أمراض كثيرة جداً، بحيث يمكن للجهاز المناعي للإنسان أن يتكفل بها، وإذا كان ضعيفاً قد يفشل وبهذا يموت الإنسان.
في عام 2002 مرض سارس أصاب 8096 شخص، وعدد من توفى من هذا المرض كانوا 774 شخص، أي إن معدل الوفاة كان 9.5 من 10.
متلازمة الشرق الأوسط أصابت شخص 2494 توفي منهم 858 شخص، أي كان معدل الوفاة حينها أكثر بكثير من سارس حيث كان 34.5 من 10.
وحتى هذه اللحظة ووفقاً للسلطات الصينية، إن عدد من أصيب بالمرض 14380 شخصاً وعدد من توفي 304 شخص أي المعدل إلى الآن هي أقل من 2.5 في المائة.
ما هي الدول التي أصيب بفيروس كورونا؟
الصين هي معقل مرض فيروس كورونا وتحديداً مدينة ووهان والمدن التي حولها، والتي يحاصرها الجيش الصيني بحجر صحي كبير على مستوى التاريخ، لحوالي 57 مليون مواطن.
هناك حوالي 18 دولة أخرى أعلنت وجود حالات إصابات مؤكدة، مثل الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وروسيا وتايلاند.
من أي جاء فيروس كورونا؟
التأكيد على مصدر فيروس كورونا لازال محل للخلاف، ولكن إلى الآن يعتقد العلماء أن الفيروس انتقل من الخفاش، ومن الخفاش إلى الثعبان ومنه إلى الإنسان، أو إلى أحد الحيوانات ومن ثم إلى الإنسان.
وهذا الترجيح بني على أن مرض فيروس كورونا ظهر في سوق للمأكولات البحرية ومن حيوانات برية، وكل من أصيب بالمرض في البداية كان على صلة بهذا السوق إما مشترياً أو عاملاً.
وبالتالي ارتبط المرض بهذا السوق في مدينة ووهان، ورجح الكثير أن السوق كان يحتوي على الثعابين والخفافيش وانتقل بالتسلسل إلى الإنسان.
والترجيح الثاني أن سارس ومتلازمة الشرق الأوسط، انتقلوا من الخفافيش أيضاً، ولكن كان هناك جسم وسيط يتحور فيه المرض قبل أن ينتقل إلى البشر.
في حالة سارس انتقل المرض من الخفافيش إلى نوع من القطط البرية الذي يربيه الصينيون ويأكلونه، وبهذا انتقل عن طريق القط البري.
وفي حالة متلازمة الشرق الأوسط العلماء قالوا أنه انتقل من الخفافيش إلى الجمال ومنه إلى الإنسان، أما فيروس كورونا الجديد، فالبعض يرجح أنه انتقل من الخفافيش إلى الثعابين إلى الإنسان.
وسبب عدم اليقين بهذه النظرية هي أن العلماء الموجودين في دول كثيرة في الشرق والغرب، ليس لديهم حتى الآن معلومات مؤكدة من السلطات الصينية، التي أحاطت الفيروس بقدر كبير من السرية، وبالتالي المعلومات المتاحة لا تكفي لإصدار الأحكام النهائية.
هل هذا الفيروس هو طبيعي أم مخلّق؟
هذا السؤال مرتبط بجزء من نظريات المؤامرة الكثيرة التي أحاطت بفيروس كورونا، وكان مصدره الأساسي ضابط عسكري اسرائيلي، قال أن لديه قناعة أن هذا الفيروس ليس طبيعياً، ولكن تم تخليقه في معمل للحروب البيولوجية.
وبنيت هذه القناعة على أن هناك معمل لتطوير الأسلحة البيولوجية موجود في ووهان على بعد عشرين ميلاً من سوق المأكولات البحرية، ويعتقد أن العلماء الصينيين كانوا يجربون المرض وحقنوا به أحد الحيوانات.
وهذه الروايات انتشرت بشكل كبير، لأن جريدة واشنطن تايمز الأمريكية استقبلت هذا المسؤول العسكري الإسرائيلي وأخذ شعبية كبيرة.
ولكن القصة لا يمكن إثباتها، والجهة الوحيدة التي لديها معلومات مؤكدة هي الصين، ولكنها أنكرت هذه الرواية وهاجمت المسؤول الإسرائيلي.
هل يمكن احتواء مرض فيروس كورونا؟
لحسن الحظ حتى الآن انتقل المرض من الصين إلى دول متقدمة، ولديها قدرات كبيرة لمواجهة الأمراض مثل ألمانيا وأمريكا وتايلند.
انتشار المرض إلى وباء كبير من عدمه، يتوقف على اعتبارات كثيرة منها، أن تنجح جهود الصين بتخصيص مائة وسبعين مليار دولار لمواجهة الفيروس.
وحاصرت بالجيش منطقة المدن التي حول مدينة ووهان، وتستعين بخبرات أجنبية ولكن النجاح يحتاج إلى وقت.
وانتشار المرض مرتبط أيضاً بتسربه إلى دول فقيرة مثل قارة أفريقيا، التي لا تملك الاستعدادات الكافية والإمكانيات التي يستطيعون بها احتواء المرض.
ويتوقف الأمر كذلك على تطور فيروس كورونا نفسه، فهل هو ينتقل في أثناء فترة الحضانة أم يتنقل بعد أن يكتمل في جسم المصاب.
فلو كان ينتقل أثناء فترة الحضانة يكون أكثر خطورة وأكثر انتشاراً وفقاً للعلماء، من كونه ينتقل بعد ظهور الأعراض على المصاب.
وهناك بعض الفيروسات تنتشر بشكل سريع ثم تختفي تماماً لاعتبارات كثيرة، مثل فيروس سارس التي أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 2003 أنه وباء عالمي وفي نفس العام اختفى تماماً، وهناك أمراض تكون أكثر عنفاً وخطراً.
الوقاية من فيروس كورونا
الوقاية من فيروس كورونا هي نفس الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا، مثل الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وارتداء واقي الفم، وغسل اليدين جيداً، وعدم التعرض إلى السعال من الآخرين.
وهي نفس الإجراءات التي نأخذها لنقي أنفسنا من الرشح والبرد العادي، مع ملاحظة أن من يصاب بمرض كورونا يقدم الأطباء لهم علاج لأعراض المرض فقط، أي يتم تخفيض درجة الحرارة، وعلاج الالتهاب الرئوي، وعلاج السعال، والجهاز المناعي يتكفل بالباقي.
المصدر: يوتيوب