الحياة والمجتمعحول العالممال وأعمال

42 شخصاً امتلكوا نصف ثروات العالم

ثروات العالم بيد 42 شخص : هناك مثال شائع، بأن هناك أشخاص يكسبون ولا يتعبون، وأشخاص يتعبون ولا يكسبون، ومضمون هذا المثل، يعبر عن ظاهرة التفاوت الكبير في الأجور.

وهي محل اهتمام كبير، من هيئات دولية كبيرة، ومن مراكز الاقتصاد، ومراكز الأبحاث الاقتصادية، في كل دول العالم، خصوصا منذ عام 2008، هذه السنة التي شهدت اندلاع الأزمة المالية العالمية.

حجم التضخم المالي في ثروات العالم

سنتحدث عن مجموعة من الأرقام، تكشف حجم الكارثة التي يعيش بها العالم، متمثلة في فجوة كبير بين الأغنياء والفقراء.

هناك تقرير credit Suisse البنك السويسري، وهو تقرير سنوي، يرصد به اتجاهات الثروة في العالم.

وآخر تقرير يرصد أحوال 2017، قال أن اجمالي الثروة العالمية هو 280 تريليون دولار، وهذه الأموال مقسمة على حوالي 7 مليار، على وجه الأرض.

طبقاً للتقرير، يقولون أن هناك أكثر من 70% من الناس، مدخرات كل شخص فيهم أقل من 10 آلاف دولار، أي حوالي 180 ألف جنيه مصري.

وهؤلاء ال70% نصيبهم من إجمالي 80 ترليون دولار، 3% في المقابل، هناك 8.6 من 10 فقط ، من كل هؤلاء البشر، لديهم أكثر من 85% من 280 تريليون دولار.

هناك 42 شخص فقط، يملكون نصف ما تملكه الكرة الأرضية، وهؤلاء الأشخاص، لديهم أكثر من 1.5 تريليون دولار أمريكي.

و1.5 تريليون دولار، هو إجمالي ما يملكه نصف الكرة الأرضية الفقير، الذي عدده 3.7 من عشر مليار إنسان.

لا يوجد عدالة في توزيع الثروات

الثروة ليست متوزعة لا جغرافياً ولا اجتماعياً، بأي نوع من التساوي، مثلاً العالم الغربي، في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وكندا.

فيهم 70% من ثروات العالم ، وحتى هذا ليس مقسماً بشكل عادل، لأن 43% من مليارات العالم، يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه مجرد أرقام صغيرة، تكشف حجم التفاوت الجغرافي والاجتماعي، في توزيع الثروة، وحتى أنه يوجد على مستوى المؤسسات والشركات.

إذا كان أي شخص من أصحاب الثروات الضخمة جداً، مثل بيل غيتس أو وورن بافيت وغيرهم، لديهم مليارات ضخمة، فما الذي يضير الناس إذا كان هؤلاء أغنياء؟

ما الضرر عند وجود الأغنياء في العالم؟

الاجابة أن الثروات الضخمة في العادة، لا تأتي بشكل سيء، ولكن هذه الثروات تصنع عن طريق نظام اقتصادي، يسمح بقواعده، أن يقوم بالمنافسة المفتوحة.

بغض النظر عن حماية الضعفاء، وفي النظام الاقتصادي الليبرالي الجديد، فإن القواعد التي وضعت به، لا توفر للفقراء والشرائح الضعيفة، ما يكفي من الحماية.

كيف صنعت ثروات العالم

كيف صنعت ثروات العالم

عن طريق الجهد في الصناعة والتجارة، والخدمات والزراعة، يصنع للناس ثروات جيدة، ومن الممكن أن تحصل على الملايين.

ولكن لا يمكن أن تتحول هذه الملايين في غمضة عين، إلى مليارات، من خلال الأنشطة الانتاجية المعتادة.

كل الأشخاص الذي صنعوا هذه المليارات، صنعوها من الاستثمارات المالية والمضاربات في البورصة، والتي تعود عليهم بمئات الملايين، ولا تعود على المجتمع بنفع كبير.

وتم تلخيص هذه الأمور بكسب المال، في كتاب للكاتب Andrew sayer اسمه why we can’t afford the rich لم لا نستطيع أن نتحمل وجود الأثرياء في حياتنا؟

يشرح فيه الوسائل المختلفة، التي صنع بها هؤلاء الأغنياء ثرواتهم البالغة الفحش، والقاسم المشترك في كل هذه الوسائل.

أنها لم تصنع نتيجة أن شخص لديه مزرعة مثلاً، يخرج منها المنتجات إلى الناس، وهو يأخذ الربح أو إذا كان مدير مصنع مثلاً.

الحقيقة كلها أنشطة مالية ورقية، تعود عليه بالربح، ولا تعود على الناس بالنفع، أو بسبب نمط النشاط الاستثماري والمضاربات.

هناك ظاهرة رصدها توماس بيكيتي، مؤلف كتاب الرأسمالية في القرن الواحد والعشرين، يقول أن الخلل ببساطة هو.

أن العائد على رؤوس الأموال والثروة، أكبر بكثير من العائد على العمل، والنتيجة ان الأغنياء يزدادون ثراءً، والفقراء يخسرون، نتيجة التضخم وارتفاع الأسعار.

ما هو العلاج؟

نحن الغالبية العظمى من البشر، والتي لا تتجاوز ثرواتها 10 آلاف دولار، فإن الحلول المطروحة، حتى نخرج من هذا الكابوس ويتعدل الوضع.

هي في معظمها في يد الحكومات، وجزء صغير من هذه الحلول في يد البشر العاديين مثلنا، وهي بشرح بسيط.

فرض الضرائب على الأغنياء

أن القرار الذي في يد الحكومات، في أنها تستطيع أن تقوم بتعديلات وتفرض حماية أكثر، على أصحاب الدخل المحدود.

وهذه الحماية، تتمثل في عملية توزيع الثروة، من خلال الضرائب، فمثلاً الضرائب التي تكون محدودة في الدول اليمينية المحافظة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

مقارنة مع بعض الدول الأوروبية، مثل النرويج والسويد، فهي دول عادلة أكثر، وتفرض ضرائب أكثر على الأغنياء.

عندما تفرض الحكومات الضرائب التصاعدية، على أصحاب الدخل الأعلى، فأنت تأخذ من الغني وتعطي الفقير.

عندما تفرض الضرائب على إجمالي الثروة المحققة، فأنت تفعل كذلك أيضاً، وتراعي سياسات ضريبية للصرف، على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.

في العالم العربي، النظام الضريبي لدينا فاشل، هناك في دول الخليج، لديهم نظام ضريبي متواضع.

فالدولة تأخذ من الأرض البترول، وتعطي الناس الأرباح، والضرائب محدودة، وحتى في الدول التي ليس لديها الكثير من الثروات، مثل المغرب والسودان ومصر.

يوجد بها نظام ضريبي متواضع جداً، ونسبة حصيلة الضرائب، التي من المفروض أن تكون 25% من الدخل القومي، عادة يكون التهرب الضريبي منها عالي جداً.

الزواج والتعليم

الحل الثاني، حتى يخرج الناس من دائرة الفقر، إلى دائرة الأغنياء أو جمع الأموال، هو الاهتمام بالتعليم والزواج.

عندما تكون رجلاً أو فتاة، وتتزوج من شخص غني، هذا ينقلهم من طبقة الفقراء إلى طبقة الأغنياء، وبالتالي حتى الأولاد ينتقلون إلى طبقة أخرى.

أو عن طريق التعليم، الذي يتيح للأولاد أن ينتقلون من الفئات الفقيرة جداً، عن طريق وظيفة أكثر دخلاً، وأكثر عائدات، فتخفف من حالات الفقر.

ولكن التعليم الجيد جداً، غير متاح للفقراء، بل متاح للأغنياء فقط، لأنهم هم من يستطيعون أن ينفقون على أبنائهم، ويدخلوهم أفضل المدارس والجامعات.

وبما أن الحكومات يصعب عليها أن تتحرك، وتتخذ القرارات المناسبة للحد من الفرق الاجتماعي، ولأن أصحاب التأثير الكبير، هم أصحاب الثروات.

الذين لديهم القدرة على التأثير في البرلمان، وفي المناصب العليا، وفي الاقتصاد وغيرهم، ليس من مصلحتهم أن يتغير الوضع القائم.

والنظام الاقتصادي العالمي بطبيعته، يحد من قدرة الحكومة، على التدخل، ويسمح النظام للشركات الدولية وللأثرياء، بتقوية قدرتهم على الحركة بأموالهم، من دولة إلى أخرى بسهولة.

وهم يكونون أصحاب القرار الأساسي، وبالتالي فإن قدرة الحكومة، بأن تتحكم في رؤوس الأموال العابرة للقارات محدود.

فإن المساحة المسموحة لنا كبشر، محدودة جداً، لأن الإنسان إذا أراد أن يخرج من دائرة الفقر، قدر ما يستطيع، هو في الاستثمار في التعليم، بقدر ما تسمح به إمكانياته.

وكلما بذل الإنسان جهداً على تحسين مؤهلاته وأولاده، بقدر استطاعته، ستكون له فرصة أكبر، في أن يخرج من دائرة الفقر.

كيف تمكن 42 شخصاً من امتلاك نصف ثروات العالم 

قناة نعرف / سيد جبيل

جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى