ما الفرق بين الكساد والركود ؟ هل الكساد هو نفسه الركود أم هما مصطلحان اقتصاديان مختلفان؟
موضوع اليوم سيكون عن الفرق بين هذين المصطلحين.
معنى مصطلحي الكساد والركود الاقتصادي
أكثر الناس لا يفرقون بين المصطلحين الاقتصاديين الكساد والركود، وذلك نظراً لتشابههما في المعنى كثيراً وتأثيرهما على الاقتصاد العام للدولة.
الركود الاقتصادي Recession
يعني مرور الدولة بربعين متتاليين أي ستة أشهر يكون فيها النمو الاقتصادي أو الناتج المحلي الإجمالي سلبي أقل من صفر.
ولا تدخل الدولة بالمرحلة السلبية من الناتج الإجمالي المحلي إلا بعد أن تظهر عليها بوادر الضعف الاقتصادي لمدة أشهر سابقة.
ويمكن القول بأن الركود هو تراجع قوي في النشاط الاقتصادي للدولة يستمر لعدة أشهر يتراوح بين 6 و 18 شهراً.
أي أن الدولة يكون لديها بوادر ضعف وتعرف أنها دخلت مرحلة الركود من قراءات الناتج الإجمالي المحلي.
النمو الاقتصادي لأي دولة يعتمد على التوازن بين إنتاج واستهلاك السلع والخدمات، فكلما نما الاقتصاد يرتفع حجم الدخل والإنفاق الاستهلاكي.
ومرحلة الركود تبدأ عندما يحصل خلل في ذلك النمو الاقتصادي.
بمعنى آخر الركود هو ضعف عام في الأسواق عند الخوف مثلاً من سقوط سوق الأسهم أو الفوائد المرتفعة.
فالناس يحاولون الحفاظ على أموالهم فلا يشترون سوى الأساسيات، ما يؤثر على الشركات والمصانع التي تبيع المنتجات في السوق.
وهذا التأثير على الشركات سيضطرها إلى تقليل كمية الإنتاج وتسريح بعض الموظفين. فهي سلسلة مرتبطة ببعض.
الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال مرّت ب33 فترة ركود وكان متوسط الركود حوالي 10 أشهر منذ عام 1854.
استمرت أقصر فترة ركود لمدة 6 أشهر من يناير 1980 إلى يوليو 1980.
بينما استمرت أطول فترتي ركود 16 شهراً من نوفمبر 1973 إلى مارس 1975 ثم من يوليو 1981 إلى نوفمبر 1982.
والأزمة العالمية في عام 2008 كان سببها أزمة الرهون العقارية. فالناس اشتروا منازلهم عن طريق البنك.
فلما حصل ركود اقتصادي وانخفضت أسعار المنازل بقوة، أقيل الناس من العمل ومستثمرو قطاع العقارات تضرروا من انخفاض أسعار العقارات.
بالتالي لم يقدروا على تسدد أقساط البنوك، فأخذت البنوك المنازل وعرضتها للبيع لكنها كانت فقدت سعرها ولا يوجد مشترين.
فأثر ذلك على قطاع البنوك بشكل خاص وعلى جميع القطاعات التي تدخل بعملية بناء العقارات إلى بيعها بشكل عام.
الكساد الاقتصادي Depression
أما الكساد الاقتصادي فهو عبارة عن كارثة اقتصادية، حيث ينخفض فيه الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد حوالي 10 نقاط بالمئة.
وقد تستمر آثاره لسنتين أو أكثر وقد يصل إلى قرن، ويعتبر أكثر ضرراً من الركود على الاقتصاد بوجه عام.
ويحدث الكساد أيضاً عندما يتخطى الانتاج مستويات الاستهلاك أو الطلب أيضاً، ولكن يكون الفارق بينهما كبير جداً.
بدوره يخلق حالة من الهلع والذعر من المستثمرين والشركات، يؤدي إلى انخفاض انفاق الشركات بشكل حاد.
ينتج عن الكساد تباطؤ الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير مع تراجع حاد في الأجور، بالتالي تراجع القوة الشرائية للمستهلكين.
فنلندا على سبيل المثال مرّت بمرحلة كساد بين الأعوام 1990 و 1993 بسبب سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان شريكها التجاري.
وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي عاشت فترة عشر سنوات بين أعوام 1929 و 1939 سُميت هذه الأزمة الكساد الكبير.
بمعنى أدق يعتبر الكساد مرحلة متقدمة من الركود، فإذا لم تتخذ الدولة إجراءات فعالة للحد من الركود فقد ينتهي بها المطاف بمرحلة الكساد.
خاتمة
مع آثار الكساد والركود السلبية، فإنهما يؤديان إلى تدهور النشاط الاقتصاد وتراجع الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع مستويات المعروض بشكل كبير.
بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة وتراجع معدلات التوظيف والأجور وإغلاق الكثير من الشركات بعد إفلاسها وانخفاض معدلات الإنفاق الاستهلاكي.
وأخيراً تراجع أسعار الأسهم بشكل كبير وتراجع أرباح الشركات، وقد تتراجع قيمة الأصول و الأسهم والممتلكات بسبب تراجع أرباح الشركات.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com