كيف انتشرت أفكار الشواذ جنسيا

ميلشيا الشواذ جنسيا : في 28 يونيو 1969 هاجمت الشرطة الأمريكية النادي الليلي ستونوول الذي يعتبر من أهم معاقل الشواذ في ولاية نيويورك .

حيث كانت السلطات الأمريكية تتعقب كل نشاط عام لأصحاب الميول المثلية ، وعلى خلاف العادة قرر رواد النادي المقاومة .

فرفضوا الاستجابة لأوامر الشرطة و تصدوا لعمليات الاعتقال ، فعجزت عناصر الشرطة الأمريكية عن السيطرة بسبب تأخر وصول القوات المساندة .

فتضخمت حشود الشواذ في مقابل عناصر الشرطة حيث تقدر أعدادهم بنحو 300 شاذ ، مما اضطر الشرطة أن تتحصن داخل النادي منتظرة مجيء مدد من الشرطة المساندة .

واستمرت أعمال الشغب والعنف حتى الليلة التالية وازدادت أعداد المصابين من كلا الفريقين فكانت هذه الحادثة لحظة تاريخية فاصلة في مسيرة الشذوذ .

نشوء لوبي الشواذ جنسيا في أمريكا

بعد أن اندلعت المظاهرات لثلاثة أيام متواصلة أحس الشاذون بالقوة وقرروا أن تكون هذه الحادثة هي لحظة انطلاق حركة تحرير الشواذ والانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم .

فعملوا على إنشاء لوبي خاص لمناصرة قضايا أصحاب الميول الشاذة وتعزيز وجودهم في الواقع .

فاتخذوا من تاريخ حادثة نادي ستونوول عيداً سنوياً تسير فيه المسيرات الحاشدة لإظهار قوتهم العددية والتعبير عن فخرهم بردتهم عن الفطرة السوية .

وبجانب ذلك انطلقوا إلى محاولة السيطرة على أهم مراكز التأثير في المجتمع مثل الهيئات العلمية و وسائل الإعلام و مراكز التعليم .

فأسسوا جمعيات تعنى بالمطالبة بحقوق الشواذ و عملوا على دعم كوادر من الناشطين والسياسيين من ذوي الميول المثلية للوصول إلى مراكز حساسة .

فيقاتلون من خلالهم على تشريع قوانين تخدم طائفة المنتكسين عن الفطرة ، و تساهم في تعزيز قوتهم .

دور الشواذ جنسيا في السياسة

من أبرز الشخصيات السياسية المعلنة عن ميولها الشاذة عضو مجلس النواب الأمريكي بارني فرانك . و كذلك السياسية تامي بالدوين التي تعد أول امرأة مثلية تنتخب لعضوية مجلس الكونغرس الأمريكي .

وهذه الاستراتيجية ليست متبعة عند شواذ أمريكا فقط ، فعند التقاط الصورة الجماعية لزوجات رؤساء قمة الناتو في بروكسل تفاجأ المتابعون للقمة عن وجود رجل يتوسط السيدات في الصورة .

تبين فيما بعد أن هذا الرجل هو زوج رئيس وزراء لوكسمبورج .

وما زالت جماعات ضغط الشواذ تتصاعد قوتها المادية والمعنوية وأصبح لزاماً على أصحاب الطموح السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية الإعلان عن موقفهم المؤيد لحركة الشذوذ .

لكسب أصوات شريحة الشواذ جنسياً و إرضاء اللوبي الخاص بهم الذي أصبح ورقة ضاغطة في لعبة الانتخابات الأمريكية .

ويعتبر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من أشهر مستغلي قضية الشذوذ في حملته الانتخابية حيث أعلن في مقابلة مع شبكة ABC عن دعمه الكامل لحق الزواج من المتماثلين في الجنس .

ولا ننسى سعادته البالغة بحكم المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يقضي بمنح المثليين حق الزواج في كافة أرجاء الدولة .

حيث كان تعليقه : إن هذا القرار انتصار للحب وانتصار لأمريكا .

واعترافاً بهذا المعروف الذي أسداه للمثليين أعلنت مجلة OUT المثلية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو الحليف العام للمثليين والمتحولين جنسياً وذوي الميول الجنسية الثنائية .

فاستحق بذلك العار أن يكون أول رئيس أمريكي تنشر صورته على غلاف مجلة خاصة بمجتمع الشواذ .

وبطبيعة الحال لم تكن هذه الاستراتيجية لتفوت على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .

فقد أطلقت إدارته مؤخراً حملة عالمية لوقف تجريم المثلية يترأسها سفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل المثلي العلني الأرفع منصباً في الإدارة الأمريكية .

دور الشواذ جنسيا في الإعلام

بجانب قوة التأثير السياسي امتلك الشواذ قوة إعلامية كاسحة فمن أضخم الأذرع الإعلامية المروجة للشذوذ هي منصة Netflix المنصة العالمية الأولى لعرض المسلسلات والأفلام بأغلب لغات العالم .

شبكة نتفليكس

اشتهرت هذه المنصة بإقحام الشذوذ في غالب المسلسلات والأفلام التي تنتجها ، بهدف تحقيق الألفة بين المشاهد السويّ مع النماذج المنحرفة .

فيضطر لكثرة ما يشاهد من الشخصيات الشاذة في المسلسلات والأفلام إلى تقبل وجود هذا النمط من السلوك في الواقع وعدم الاعتراض على المواقف المعلنة المعبرة عن الميول المنحرفة .

ومن مسالكهم في تعزيز تطبيع المشاهدين مع الشذوذ الدعم المالي المقدم للمسلسلات والأفلام المشهورة لانتاج أجزاء جديدة تقحم فيها بعض الشخصيات الجديدة من أصحاب الميول المثلية المنحرفة .

ولما اعترض أحد متابعي هذه المنصة العالمية على المبالغة في إقحام شخصيات من الشواذ جنسياً في جميع الأفلام والمسلسلات كانت إجابتهم من خلال الحساب الرسمي للمنصة باللغة الإنجليزية :

إن من المؤسف أنك لم تعرف حتى الآن أن كل مثلي إنسان مهم جداً .

وقد بلغ فيهم الطغيان في استفزاز مشاعر مشتركي المنصة وحتى غير المشتركين فيها حينما أنتجوا فيلماً برازيلياً مسيئاً لنبي الله عيسى عليه السلام .

حيث يصوره الفيلم باعتباره مثلي جنسيا ويصور أمه مريم عليها السلام بصورة المرأة الممارسة للفاحشة والمدمنة للحشيش .

اعترض أكثر من مليوني برازيلي على هذا الفيلم وقدموا عريضة إلكترونية تطالب نتفليكس بحذفه كما دعي إلى مقاطعة المنصة وإلغاء الاشتراك .

ولكن المنصة لم تلتفت إلى تلك المطالبات بسحب الفيلم ، و استمرت في عرضه غير عابئة بمشاعر الجماهير .

ويذكر موقع digitalspy البريطاني أن نتفليكس تمتلك بالتأكيد الدعم المالي لتمويل سرد قصص المثلية الجنسية دون خوف من أي نوع من المقاطعة أو الصدمات .

حيث أصبح من السهل جداً على الشبكة سد الثغرات المحتملة في السوق وجذب الجمهور مباشرة من خلال تلك القصص .

شركة والت ديزني

وكذلك التحقت بموكب التمرد على الفطرة شركة والت ديزني الشركة الأمريكية المعروفة في مجال الرسوم المتحركة و الأفلام المخصصة للأطفال ، والتي يعتبرها بعض الأمريكيين شبكة آمنة وصديقة للعائلة .

فوجئ المتابعون بإعلانها عن فيلم موجه للأطفال تدور أحداث هذا الفيلم حول شخصية إنسان شاذ وقصة حبه مع حبيبه المماثل له في الجنس .

دور التوجيه التربوي

ما زال طوفان الترويج للشذوذ يتصاعد يوماً بعد يوم وأعداد الشركات والمؤسسات والهيئات المساهمة في التطبيع مع الشذوذ أصبحت متزايدة بشكل مخيف .

لذلك يتوجب على المصلحين و المربين و أولياء الأمور العمل على وقاية الأجيال الناشئة من هذا الانحراف الذي تسانده منظمات وهيئات عالمية .

لأن احتمالية التعرض لرسائل التطبيع مع الشذوذ كبيرة جداً ، فمن لم يشاهدها في فيلم أو مسلسل شاهدها عند متابعة مباراة الفريق الذي يشجعه أو أثناء اللعب في لعبته الإلكترونية المحببة .

وهنا إشارة مهمة إلى دور الأسرة في تكوين الهوية الجنسية عند الطفل ، فبعض النظريات التربوية ترجع الشذوذ الجنسي عند الذكور والإناث إلى ضعف دور الأسرة في مرحلة الطفولة .

فتسيء بعض الأسر التصرف بمعاملة الذكور باعتبارهم إناثاً أو بمعاملة الإناث باعتبارهم ذكوراً .

وذلك كمخاطبة البنت باسم ذكوري أو الثناء على تصرفاتها المشابهة لتصرفات الذكور ، إو إلباسها ملابس الصبيان ودمجها في مجتمعات الأطفال الذكورية .

وكذلك بالنسبة للذكور كأن توضع له بعض مساحيق التجميل ويلبس ملابس الفتيات ويسمح له باللعب بالعرائس وألعاب البنات من باب العبث.

فهذه التصرفات تجعل من الأبناء تربة خصبة لبذور الانحراف والشذوذ بعد سن البلوغ .

ومن معززات وقاية الأبناء العناية بالتربية الإيمانية من خلال تذكيرهم بتقوى الله سبحانه وتعالى وتلقينهم الآداب الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

مثل تحريم النظر إلى عورات الذكور وعورات النساء ، وكذلك التفريق بين الأولاد في المضاجع لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول :

مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع .

وكذلك تحذيرهم من خطر تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال .

وفي ذلك جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال .

والحمد لله رب العالمين .