نجم مغناطيسي: ولادة نجم مغناطيسي جديد، انظر إلى ما شاهده العلماء! حدث ذلك منذ زمن بعيد جدا عن كوكبنا، في الجزء الأخر من الكون كانت رشقة قوية من اشعة غاما نصف ثانية فقط لكنها اطلقت كمية هائلة من الطاقة النووية فاقت الطاقة التي تنتجها الشمس في 10 مليارات سنة
أنار هذا الوميض الخاطف السماء بأكملها ويعد ذلك حل مكانه وميض أقل شدة دام لوقت أطول لاحظ علماء الفلك في كوكب الأرض إبان مشاهدة هذا الضوء المتلاشي اشارة غريبة من الاشعة تحت الحمراء وكانت واضحة بالعين المجردة وامكن تمييزها كطاقة حرارية وبعد فحص الطائرة بالأشعة السينية والموجات الراديوية والصور المرئية والاشعة تحت الحمراء
توصل فريق علماء الفلك الى استنتاج صادم ويبدو ان البشر شهدوا اخيرا ولادة نجم مغناطيسي لأول مرة على الإطلاق، نشأ هذا النجم المغناطيسي على الأرجح عقب اندماج نجمين نيترونين ونتج عن ذلك كيلونوفا او مستعر ماكرو احد المع الانفجارات النجمية واكبرها وصل الضوء اخيرا الى كوكبنا في 22 مايو سنة 2020، لكن لا تستبق الاحداث فلنتعرف اولا على المستعرات والنجوم المغناطيسية والنجوم النيوترونية
تخيل نجما عملاقا يفوق وزن الشمس بخمس مرات على الاقل تشارف حياته على الانتهاء، قد يكون السبب نفاذ وقوده النووي إن حدث ذلك يبدأ النجم في تبريد نفسه وينخفض الضغط بداخله بينما تبدأ الجاذبية في اعتصاره من كل جانب ومن ثم ينهار وزن يفوق وزن كوكبنا بملايين المرات في خمس عشرة ثانية،
يحدث الامر بسرعة كبيرة لدرجة ان موجة تصادمية هائلة تتسبب في انفجار الجزء الداخلي من النجم وينتج عن ذلك رشقة ضوئية تعمي الأبصار، يسمى هذا الانفجار الهائل بسوبر نوفا او المستعر الأعظم، ما يخلفه هذا الانفجار هو نواة عملاقة مع سحابة ضخمة من الغازات الساخنة تسمى سديم تتمدد حوله، ان كان النجم كبير بما يكفي أي اكبر بعشر مرات على الاقل من الشمس فيحتمل انه سيتحول الى ثقب أسود
عندما ينفذ الوقود النووي من نجم بحجم الشمس يتحول الى قزم أبيض وينفث معظم مادته الداخلية ولا تظل سوى النواة الساخنة للنجم سليمة
عادة ما تصل حرارة مثل هذه النواة الى مئة الف درجة، القزم الابيض اكبر قليلا من كوكبنا لكنه بنصف وزن الشمس بعبارة أخرى هذه النجوم من أكثر الأجسام كثافة في الكون، يمكن أن يكون القزم الأبيض أكثر كثافة من الأرض بمئتي ألف مرة،
يستغرق القزم الأبيض عادة أكثر من مليار سنة في تبريد نفسه وفي ظل ظروف معينة يمكن ان ينفجر مثل هذا النجم ويسمى هذا الحدث نوفا او مستعر، يكون اقل سطوعا من المستعر الاعظم سوبر نوفا والكيلو نوفا اللذان يحدثان حينما يندمج نجمان نيوترنيان او نجم نيوتروني مع ثقب اسود
لنعد للمستعر الاعظم، ان كان النجم كبيرا لكنه لا يتمتع بوزن كاف ليتحول الى ثقب أسود سيصبح نجما نيوترونيا وهو بالأساس نواة عملاقة، الجزء المركزي من الذرة تتكون هذه النجوم في الاغلب من النيوترونات ونادرا ما يتجاوز قطرا 38 كيلو متر للمقارنة يصل قطر الشمس تقريبا الى 1.4 مليون كيلو متر
أي ما يعادل مئة وتسع نسخ من كوكب الارض موضوعة جنب الى جنب لكن لا تدع هذا الحجم الصغير نسبيا يخدعك فالنجم النيوتروني اثقل من الشمس بمرة ونصف على الاقل ويتمتع بحقل مغناطيسي قوي، ان أخذت ملعقة شاي مما يوجد داخل النجم ستزن هذه المادة أكثر من مليار طن لذلك فهو شديد الكثافة مما يجعل النجم النيوتروني أكثر الاجسام غرابة عرفها الانسان الى حد هذه اللحظة ومحطتنا التالية هي الثقب الاسود في حد ذاته
عندما يندمج نجمان نيوترونيان يكونان في الغالب نجم جديد اثقل بكثير وفي غضون اجزاء من الثانية او حتى أقل ينهار هذا النجم ليتحول إلى ثقب أسود لكن علماء الفلك اللذين فحصو شعاع الضوء الذي سجل في مارس يعتقدون ان سبب تكونه مختلف تماما وهم متيقنون تقريبا من انهم رأوا شيئا لم يرصد من قبل
ولادة نجم مغناطيسي، هذا شكل عجيب من النجم النيوتروني لديه حقل مغناطيسي هائل وقوي وهو اقوى بألف تريليون مرة من حقلنا المغناطيسي وهذا الحقل أيضا شديد القوة لدرجة أنه يسخن سطح النجم الى عشرة مليون درجة مئوية
النجوم النيترونية مخيفة وغريبة فعلا فأجزائها الداخلية عبارة عن جزيئات تتراقص على الدوام في ظل ظروف قاسية وينتج عن ذلك هياكل غير متوقعة و غريبة، فمثلا تشكل المئات من النيوترونات بقع بالقرب من السطح وهي شبيهة نوعا ما بمعكرونة في الفضاء، كلما تعمقت أكثر وجدتها تتخذ شكل سلاسل طويلة، هذا لا يعني اننا قريبون من استكشاف نجم نيوتروني فعليا،
تبدو هذه السلاسل طويلة كطبقات من السباجيتي وتحتها ثمة منطقة من مستويات اعلى حتى من الضغط وهنا تتحول السباجيتي الى طبقات لازانيا، واخيرا تحت كل هذه الطبقات تفقد اللازانيا شكلها وتصبح معكرونة عديمة الشكل، لكن حتى داخل هذه الكتلة ثمة بعض الغازات في شكل أنانبيب،
امر مثير اخر عن النجوم النيوترونية تدور هذه النجوم بلا انقطاع وهذا الدوران سريع جدا يفوق مئات المرات في الثانية الواحدة ويسجل أسرع نجم نيوتروني دوار أكثر من 700 دورة في الثانية، أي حوالي 42 ألف مرة في الدقيقة، للنجوم النيوترونية أيضا حقول مغناطيسية قوية جدا
لهذا السبب إن كانت هناك حياة على سطح نجم نيوتروني ستكون ثنائية الأبعاد وجاذبية النجم قوية جدا لدرجة انها تجعل كل شيء مستوي على سطحها وان كان لمثل هذا النجم غلاف جوي فلن يمتد لأكثر من 30 سنتيمتر او نحو ذلك من السطح لكن ان كانت النجوم النيترونية تبدو غريبة فالنجوم المغناطيسية لا تقل عنها غرابة او ربما تتخطاها حتى،
بفضل قوة السحب المغناطيسي المدهشة ستفوز هذه النجوم في مسابقة اقوى حقل مغناطيسي فوزا ساحقا ببسيط العبارة النجوم المغناطيسية اقوى انواع المغناطيس في الكون، يمكن لحقولها المغناطيسية العبث بكل ما يجاورها من اجرام سماوية، الذرات المنحوسة والتي تتواجد بالقرب من هذه النجوم ستتمدد في شكل خطوط بسمك القلم،
ان وجدت نفسك بطريقة ما على بعد مئات الكيلومترات من نجم مغناطيسي فاعلم ان الامور لن تنتهي على الخير، سيخل الحقل المغناطيسي اولا بالتيار الكهربائي البيولوجي لجسمك وهذا يعني ان نبضاتك العصبية لن تعمل بعد الأن لكن ليس هذا فحسب فحتى الجزيئات في جسمك ستتغير تحت تأثير حقل النجم وفي النهاية قد تتلاشى انت بالكامل،
اذا حلّق النجم المغناطيسي على بعد مئة وستين الف كيلو متر من كوكبنا فسيمسح البيانات من جميع البطاقات المصرفية في العالم، شاهد علماء الفلك النجوم المغناطيسية من قبل لكنهم لم يهدوا قط ولادة احدها، بعد رصد الضوء لأول مرة فهم العلماء شيئا صعب تفسيره وقارنوا مختلف انواع الاشياء التي رصدوها وتبين ان الضوء الذي رصده تليسكوب هابل الفضائي اكثر سطوعا بعشر مرات من المتوقع
جعلت هذه المعلومة العلماء يفكرون خارج الصندوق، ادركوا ان ظواهر جديدة بالكامل تحدث هناك، خطرت للفريق الكثير من الأفكار التي قد تفسر السطوع الغريب لكن الاحتمال الأكثر ترجيحا كان اكثر الاحتمالات تطرفا، قبل ذلك اعتقد العلماء ان النجوم المغناطيسية لا تظهر سوى بعد انفجار نجوم عملاقة تترك خلفها نجوم نيوترونية شديدة المغناطيسية
لكنهم يفترضون اليوم ان عدد صغير من النجوم المغناطيسية قد تظهر في الحقيقة بطريقة مسالمة اكثر، بعدد اندماج نجمين نيوترونين، لا يعرف العلماء اكثر من عشر نجوم مغناطيسية في مجرتنا الام درب التبانة وليسوا متيقنين بعد مما يجعل هذه النجوم تحظى بمثل هذه المستويات العالية من المغناطيسية،
أي كان السبب لا يبدو ان النجوم النيوترونية تدوم طويلا بعد عشرة الاف سنة او نحو ذلك تعود الى حالة شبيهة اكثر بالنجم النيوتروني تظل شديدة المغناطيسية وعالية الكثافة لكن ليس بنفس الدرجة
اقرب نجم مغناطيسي عرفه البشر يبعد عن الارض 9 الاف سنة ضوئية في كوكبة القاعدة يعتقد علماء الفلك ان النجم الأصلي كان يفوق حجم الشمس بثلاثين الى اربعين مرة، أي أنه كان كبيرا جدا
يبعد نجم مغناطيسي اخر عن كوكبنا حوالي 18000 سنة ضوئية وبدأ فجأة في الانفجار عام 2002 سجلنا حوالي 80 انفجار في غضون 4 ساعات وبعد ذلك لم يعد المغناطيسي نشطاً، تحمس الباحثون كثيرا لرؤية كيلونوفا او مستعر ماكرو ويقال انه ظهر حينما اندمج نجمان نيوترونيان والمستعر ماكرو اكثر سطوع بألف مرة من المستعر العادي
وقبل ذلك لم يشاهد علماء الفلك سوى حدث واحد مثبت من هذا النوع، لكن مستعر ماكرو الذي سجل في مارس الماضي من 2020 بدا مختلفاً وقد يسمح ذلك للعلماء باكتشاف انواع جديدة لم يعرفوا عنها شيئاً من قبل.
اقرأ أيضاً… ماذا سيحدث لك عند دخولك إلى ثقب أسود؟
اقرأ أيضاً… وكالة ناسا الأمريكية تكتشف النجم الطارق الذي ذكره الله بالقرآن وتنشر صوراً له!!