ارتفاع الاسعار
منذ حوالى الشهرين اشتريت قلم رصاص بجنيه واحد، ذهبت لشراء قلم مثله البارحة وجدت ان سعره قد اصبح جنيه ونصف أي أن سعره قد ازداد 50% في أقل من 60 يوم تقريبا
هذه الزيادة كان لها أسباب عديدة ومن ضمنها أن سائقي النقل الثقيل في أمريكا والبحارة في المحيط الهندي في المحيط الهندي والأطلسي
ليس فقط قلم الرصاص هو الشيء الوحيد الذي ارتفع سعره إنما معظم المنتجات والخدمات في كل دول العالم قد ارتفعت أسعارها من تذكرة الطيران إلى ورق المرحاض، هذا إضافة إلى ان الكثير من المنتجات قد فقدت من الأسواق
إنما هذه الأسعار ستستمر بالارتفاع الى متى؟ وهل ستنزل أصلا او لا يوجد رجوع؟
هذا السؤال صعب جدا لأن فجوة كبيرة بين ما يجب ان يحدث والذي يحصل اصلا
علم الاقتصاد يقول، إنه أزمات الاسعار في الاسواق الحرة عمرها قصير لأن السعر عندما يرتفع المستهلك يحجم عن الشراء وبالتالي ينخفض الطلب وفي ذات الوقت يزداد العرض لأن المنتجين يزيدون من انتاجهم من اجل الاستفادة من هذه الاسعار المرتفعة
وهكذا يحدث توازن بين العرض والطلب وتعود الاسعار الى مستوياتها الطبيعية بسرعة، هذا الكلام هو الذي يفترض ان يحصل وهو الذي تعلمناه في الكتب لكن عندما ننظر الى ما يحدث حاليا في الاسواق سنجد وضع غريب جدا
الأسعار ترتفع والطلب يزداد والمعروض يقل لأول مرة هذه الثلاث اشياء تجتمع مع بعضها على مستوى الاسواق، العالم حاليا يعيش أزمة غريبة من نوعها
ما الذي يحدث بالضبط في السوق؟
ولماذا ارتفعت الاسعار بهذا الشكل؟
وهل سترتفع في 2022 او ستنخفض؟
ولو ستنخفض متى ستنخفض؟
ولماذا ارتفعت اسعار الشحن 5 الى 6 اضعاف خلال العدة اسابيع الاخيرة؟
وكيف لسلوك المواطن في امريكا ان يؤثر على الاسعار في الدول العربية ؟
هذا ما سنخبركم به في هذا المقال
ما هو أهم اختراع اخترعه الانسان على مر التاريخ؟
لو تم سؤالك هذا السؤال سيأتي في تفكيرك اجوبة مثل الكهربا، المحرك السيارات، المطبعة، الهاتف، الانترنت
لكن لن يخطر على بالك احد الحاويات التي يتم بها شحن البضائع عبر السفن في البحر
Anna Nagurney عالمة الرياضيات الامريكية تقول ان الحاوية تعتبر من اهم اختراعات البشرية على الاطلاق لأنه بدون هذا الصندوق المعدني لن يكون لدينا سلاسل امداد او تجارة عالمية
وفي الحقيقة لو فكرت في كلام هذه السيدة ستجد انه كلامها صحيح فلو لا يوجد حاويات لن تجد حتى القميص الذي ترتديه، حتى لو كان صناعة محلية لكن الالات المصنعة هي ألات مستوردة وتم شحنها بواسطة حاويات عن طريق البحر
ان 90% من البضائع في العالم يتم نقلها عن طريق السفن في البحر وأغلب البضائع تكون موضوعة في حاويات على السفن،
فلو لأي سبب ما لم يعد يوجد حاويات او نقص عددها سيحدث عجز في العالم، وهذا هو الخيط الاول في أزمة الاسعار العالمية، حاليا هناك ازمة كبيرة في سوق النقل البحري
باختصار لا يوجد حاويات تكفي لنقل البضائع من بلد للاخر وهذا ما رفع اسعار الشحن وتسبب في نقص كثير من المنتجات و أدى إلى حالة شلل في سلاسل الامداد العالمية التي وضعها سيء في الاساس منذ بداية ازمة كورونا
هنا يخطر في بالك تساؤل منطقي، اين اختفت الحاويات؟
قبل ان نجيبك سنخبرك ن معنى سلاسل الامداد لأن هذه الكلمة ستسمعها كثيرا خلال الأيام القادمة فمن الضروري ان تكون تعرف معناها
سلسلة الامداد عبارة عن شبكة تضم جميع الاطراف التي اي ركة في العالم تتعامل معها بشكل مباشر او غير مباشر من اجل ان تصنع المنتج وتصلك به كمستهلك وهذه العملية تضم ثلاثة اجزاء رئيسية:
- تأمين المواد اللازمة لتصنيع المنتج
- عملية التصنيع
- التوريد
سنضرب لكم مثال هاتف ايفون، سلسلة التوريد الخاصة به كالتالي
الهاتف يتم تصميمه في امريكا وهذا التصميم فيه مئات المكونات المختلفة، كل مكون من هذه المكونات تصنعه الشركة في بلد مختلفة
تشتري شركة ابل مكونات الايفون من شركات موجودة في 43 دولة في 6 قارات ثم ترسل هذه المكونات من اجل ان تتجمع في الصين
ومن هناك تبدأ شركات الشحن بنقل المنتج النهائي الى جميع انحاء العالم ولو حدث اضطراب او خلل في أي جزء من السلسة الأيفون
إما سيصلك بسعر غالي او لن يصل لك اصلا لأنه في سلاسل الامداد كل شيء مبني على بعضه ولذلك تدعى بسلاسل الامداد
اما عن جواب السؤال، في مارس 2020 عندما بدأ فايروس كورونا بالخروج عن نطاق السيطرة معظم الاقتصادات الاسيوية بمقدمتها الصين بدأت بفرض حالات اغلاق موسعة
ومن الاقتصاد الامريكي والاقتصادات الاوروبية ايضا اغلقت في حينها تعرضت حركة التجارة العالمية للشل فلم يكن هناك اي دولة تصدر او تستورد عمليا الا الضروريات فقط وهذا كان يلحق الضرر باالكثيرين من ضمنهم اصحاب شركات الشحن الذين قوت يومهم يقوم على حركة التجارة بين الدول
قبل ان تفرض الصين حركة الاغلاق كان هناك سفن قد خرجت من موانئها وابحرت محملة بضائع ذهبت بها الى دول من ضمنها امريكا والاتحاد الاوروبي والقائمين على شركة الشحن لكي يقللوا من خسائرهم قدر الامكان جعلوا السفن عندما تصل الى أي ميناء تفرغ الحمولة وتترك الحاويات هناك وتعود فارغة وهذه الحركة قد قاموا بها لسببين:
أولا كانوا يريدون التقليل من عدد اسلفن التي تسير في البحر لأنها تقوم بحرق وقود بدون هدف بينما الاسواق قد توقفت
ثانيا لو أخذوا هذه الحاويات وعادوا بها الى الصين لن يتم تحميل بضائع عليها لأن الصينين قد قاموا بقفل بضائعهم ومن هنا بدأت هذه الحاويات الفارغة بالتراكم بكميات كبيرة جدا في الموانئ الغريبة وخاصة الموانئ الأمريكية الي تعتبر اكبر مستورد في العالم من الصين
تراكم الحاويات في امريكا يعني انخفاض الحاويات المتاحة في الصين وفي اي مكان في العالم شهر وراء الاخر بدأت الصين بإعادة فتح اقتصادها بدأ من يونيو 2020 بمجرد ان المصانع عادت للعمل عادت حركة التصدير
حينها الصينين استخدموا الحاويات التي تبقت لديهم والتي عددها قليل في الاساس لتصدير البضائع لامريكا والاتحاد الاوربي والحاويات كانت تذهب الى هناك ولا يعود منها الا عدد قليل لان حركة التصدير في الناحية الاخرى لا تعمل وشركات الشحن لن تحمل الحاويات فارغة على حسابها وتعود بها للصين
عندما أفاقت الصين من أزمة كورونا كانت قد أرسلت سفن حاويات كبيرة تحمل مستلزمات الوقاية من الفيروس لدول في أفريقيا وجنوب شرق أسيا
هذه الحاويات موجودة هناك فارغة لحد يومنا هذا على أرصفة الموانئ لأن هذه الدول لا تملك ما تصدره الى الصين في هذه الحاويات،
فأصبح سوق الحاويات يعاني من وضع الشيء في غير مكانه misplacing باختصار الحاويات موجودة لكنها في المكان الخطأ
عندما ننظر للحاويات في امريكا الشمالية سنجد انه من ضمن كل 100 حاوية تدخل هذه الموانئ 40 حاوية فقط تعود والباقي يبقى هناك،
اي ان 60% منن الحاويات يدخل ولا يخرج وهذه نسبة مخيفة جدا وخاصة عندما تعلم ان حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة يقارب 900 الف حاوية شهريا في المتوسط
لكن أين توضع هذه الحاويات يا ترى؟
في شهر سبتمبر الفائت استورد الأمريكيون من الصين بضائع بحوالى 57.5 مليار دولار، هذا الطلب الضخم مصدره ارتفاع حجم الانفاق الاستهلاكي لدى الامريكيين، من اين أتت كل هذه الأموال في ظل وضع العالم المزري الذي يحاول النهوض بعد أزمة كورونا
باختصار، الحكومة الأمريكية لكي تخفف الأعباء على الامريكيين بسبب ازمة كورون قدمت لهم مساعدات بمئات المليارات في اطار خطة الانقاذ الأمريكية المعروفة باسم American risk plan
الحكومة الامريكية قررت صرف حوالي 160 مليون شيك للمواطنين بقيمة اجمالية تقترب من 1.9 تريليون دولار، الامريكيون أخذوا هذه الأموال من الحكومة ووضعوها على مدخراتهم التي كونوها خلال فترة اغلاق الاقتصاد وبدأوا يشترون بها كل ما يخطر على بالهم من الطعام الى الالكترونيات
لذلك جيسون فورمان الاستاذ في جامعة هارفورد والمستشار لدى الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما يقول ان السبب الرئيسي في المشكلة الحالية التي تعاني منها سلاسل التوريد هو الترف او الرفاهية التي عند الامريكيين
باختصار المشكلة ان الامريكين ازدادت الاموال بين يديهم فاصبحوا ينفقون الكثير على انفاقهم الاستهلاكي وهذا طبعا زاد من الواردات ورفع معدل التضخم
والمشكلة ان تصرفات الامريكيين جاءت على رأس العالم بأسره فارتفاع الطلب الامريكي على السلع الاجنية وخاصة الصينية جعل الموانئ الأمريكية الوجهة لمعظم سفن الحاويات في العالم
وهذا في حد ذاته ليس بمشكلة بل المشكلة ان الموانئ الامريكية اصبحت كالثقب الاسود الذي يبتلع الحاويات فلو ألقينا نظرة على ميناء لوس انجلوس وميناء بيتش الموجودين في ولاية كاليفورنيا الامريكية
سنجد انهم يعانون من تكدس رهيب في الحاويات لدرجة انهم منذ اسبوعين وتحديدا في يوم الاحد في السابع عشر من اكتوبر كان هناك 80 سفينة حاويا متوقفة امام سواحل لوس انجلوس لونغ بيتش
تحمل بضائع قيمتها تتجاوز 25 مليار دولار ولا تستطيع تفريغها لانه لا يوجد مكان في اي ميناء من الاثنين وهذا جعل بعض السفن تبقى في الميناء ما يقارب اسبوعين كي تفرغ حمولتها بعدما كانت تفرغ وتحمل خلال اربعة ايام تقريبا
الرئيس الامريكي جو بايدن في محاولة يائسة لحل هذه الازمة أمر في 13 اكتوبر الماضي ميناء لوس انجلوس ان يعمل 24 ساعة في اليوم وسبعة ايام في الاسبوع، وتكدس الحاويات بهذا الشكل في الموانئ الامريكية له عدة اسباب:
- البيروقراطية: التخليص الجمركي للحاويات في امريكا يأخذ وقت طويل نسبيا
- لتخرج الحاويات من الميناء يجب ان تتحمل على شاحنات النقل الثقيل وامريكا لديها عجز في سائقي النقل يقترب من 80 الف سائق
- شركات الشحن تقوم برمي الحاويات في موانئ امريكا وتعود الى الصين من جديد ولا تنتظر ان تدخل هذه الحاويات الى امريكا تتفرغ وتتحمل ببضائع امريكية لأن في ظل زحمة الموانئ هذه العملية ممكن ان تأخذ اسابيع وتعطلها وفي نفس الوقت فكرة الرجوع بالحاويات غير مجدية ماديا معها
خطوط الشحن الاكثر ربحا في هذا الوقت هي الخطوط التي تبدأ من الصين، لأن الصين بسبب انقطاع الشحن لديها استعداد ان تقوم برفع الاسعار كي تصدر منتجاتها وتخرجها من موانئها
فالحاوية التي حجمها 40 قدم التي كان شحنها من شنغهاي الى لوس انجلوس يكلف ما يقارب ال2000 دولار من سنتين اصبح سعر شحن هذه الحاوية الان يتجاوز 20 الف دولار باختصار اسعار الشحن في العالم كله ارتفعت خلال الاسابيع الاخيرة
وفي يومنا هذا ما يقارب 70% من شركات الشحن اصبحت ترفض الدخول في عقود طويلة مع اي طرف واصبحت تأجر سفنها بطريقة المزاد و بالاسعار الفورية اي الذي سيدفع اكثر سنقوم بتحميل بضاعته
اي شيء يتم استيراده حاليا من الصين او غيرها من الدول عبر البحر ستجد ان جزء كبير من تكلفته عبارة عن مصاريف شحن اضافة الى ذلك هناك مأساة صامتة في قطاع الشحن البحري لا احد يعلم بأمرها رغم انها احد الاسباب الرئيسية في الازمة التي يعاني منها القطاع اليوم وهذه الازمة تخص البحارة الذين يعملون على سفن الشحن
معظم دول العالم حاليا ترفض السماح للبحارة الذين يعملون على سفن الشحن بالنزول من على متن هذه السفن مهما كان السبب بسبب خوفهم من حملهم لفيروس كورونا والنتيجة ان هناك عشرات الالاف من البحارة محاصرون في البحر يتحركون من بلد الى اخر وينقلون البضائع منذ اكثر من سنة ولا يستطيعون النزول على الارض
جزء كبير من هؤلاء البحارة لم يقم بأخذ اي لقاحات لانهم من بلدان فقيرة مثل الهند وبنغلادش والفلبين
Guy platen الامين العام لغرفة الشحن الدولية مؤخرا تكلم عن قبطان سفينة حاويات توفي على السفينة لأسباب طبيعية جدا ليس لها علاقة بكورونا،
تخيل ان 12 دولة في العالم رفضت ان تنزل جثة هذا الرجل الى اراضيها كي تشحن الى بلده لانها خائفة ان يكون قد توفي بالكورونا
في النهاية لم يكن هناك حل من البحارة سوى ان يتركو جثة قبطانهم في ثلاجة الطعام الموجودة على متن السفينة لمدة خمسة اشهر كاملة وفي وسط كل هذه الظروف انهارت معنويات البحارة والذي كان يذهب منهم في اجازة لم يعد من جديد
وهذا ما زاد الضغط على شركات الشحن التي اصبحت تعاني من نقص في العمالة والتي حاولت حل هذه الازمة من خلال تزويدها لحمولة السفن مما ادى الى وقوع عدد من هذه الحاويات في البحر
في ديسمبر2020 ويناير 2021 هناك اكثر من 2675 حاوية قد وقعت في البحر محصلة كل هذا هو ان 77% من الموانئ في العالم تعاني اليوم في بطئ في حركة التحميل والتفريغ
اي في 7 اكتوبر 2021 كان هناك 497 سفينة حاويات تقف امام الموانئ في امريكا الشمالية واوروبا واسيا تنتظر دورها لكي تدخل على الرصيف وتتفرغ
كل هذا حصل في جزء واحد من اجزاء سلسلة الامداد العالمية وهو الشحن ويوجد مشاكل في أجزاء السلسة المتبقية
أولا: الصين التي تعتبر مصنع العالم بأسره لديها أزمة طاقة طاحنة وفيها نقص في الفحم المسؤول عن ما يقارب من 70 بالمئة من الكهرباء المنتجة في الصين،
هذا النقص في الطاقة كان له اثار سلبية كبيرة على الصين لدرجة انه جعلها تقوم بإغلاق عدد كبير من مصانعها، فجأة المصانع في الصين أصبحت تواجه اسعار شحن أعلى ونقص في امدادات الطاقة واسعار اعلى للمواد الخام
في شهر سبتمبر من عام 2021 اسعار تسليم المنتجات على ارض المصنع في الصين ازدادت بنسبة 10.7% وهذا أسرع معدل نمو للأسعار في الصين ال25 عام الماضيين وتحديدا من عام 1996
ثانيا: الازمة الكبيرة في سوق الغاز الطبيعي العالمي الذي ازداد سعره لأكثر من الضعف منذ بداية السنة
ثالثا: النقص الكبير في المكون الحيوي في سوق الرقائق الالكترونية الذي عطل شركات السيارات والالكترونيات على مستوى العالم، على سبيل المثال أبل ستقلل انتاج ايفون13 بواقع 10 ملايين هاتف لهذا العام بسبب عدم توفر رقائق الكترونية
ومن هنا ننتقل للسؤال الاهم، الاسعار الى اين تتجه في الايام القادمة؟
للاسف من غير المتوقع هبوط الاسعار في الايام القادمة، في افضل الاحوال ممكن ان تبدأ الانفراجات في منتصف عام 2022 وهناك بعض الخبراء يرون ان الامور مستمرة بهذا الوضع حتى بداية 2023
لكن المؤكد ان الاربعة اشهر القادمة هم الشهور الاصعب لأن امريكا والدول الاوروبية داخلين على موسم الاعياد خلال الاسابيع القادمة
وهذه المواسم يتم فيها صرف الاموال بكثرة مما يزيد الطلب على السلع من الصين وغيرها من الدول مما يؤدي الى زيادة الطلب على خدمات الشحن
وفي نهاية هذه الاعياد سندخل على رأس السنة الصينية او ما يسمى بعيد الربيع في الصين في بداية فبراير القادم وفي هذه الفترة معظم الصينين يكونون في إجازة مما يقلل معدل التصنيع
اقرأ أيضاً… اقتصاد اوروبا – ميركل تصف وضع ألمانيا بالمأساوي – أكبر اقتصاد في أوروبا في خطر
اقرأ أيضاً… كنوز الارض – كيف استطاعت الصين السيطرة على اخطر الكنوز من الامريكيين؟
اقرأ أيضاً… علامات الثراء | 7 علامات تدل على أنك ستصبح ثريًا أو حراً ماليًا
ارتفاع الاسعار – ارتفاع الاسعار – ارتفاع الاسعار – ارتفاع الاسعار – ارتفاع الاسعار – ارتفاع الاسعار – ارتفاع الاسعار