في عام 1997 اثنان من الشباب قاما بتأليف خوارزميات لمحرك بحث وعرضاه على شركة ياهو Yahoo حتى يبيعوا هذه الخوارزميات مقابل مبلغ مليون دولار.
لكن شركة ياهو وجدت أن الأمر لا يستحق مليون دولاراً ولا حاجة له، أو يمكن أن نقول أنهم خافوا من هذا الأمر.
المهم أن هذان الشابان لاري بيج وسيرجي برين ومؤسسي شركة جوجل التي قيمتتا السوقية الآن تتخطى 750 مليار دولار.
أهلاً بكم في حلقة جديدة في اقتصاد الكوكب معكم مصطفى الصعيدي واليوم إن شاء الله سنتحدث عن ستة فرص ضاعت من شركة ياهو Yahoo وأدت في النهاية إلى انهيار الشركة.
هذه الفرص كان يمكن أن تغير شكل التكنولوجيا أو الاقتصاد على هذا الكوكب.
بداية شركة ياهو Yahoo
البداية كانت عام 1994 على يد اثنان من الطلبة من جامعة ستانفورد وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ استطاعا أن يقوما بشيء جديد في عالم الإنترنت مثل فهرس للمجالات الموجودة على الإنترنت.
لأن في ذلك الوقت لم تكن هناك مواقع للبحث، بل أنت تعرف عنوان الموقع تدخل عليه أما أن تبحث عنه الموضوع كان صعباً جداً في تلك الفترة.
وبالفعل بدأ يصبح للموقع خانة للأفلام والألعاب والاقتصاد والأخبار، وكانت فكرة تستحق الدهشة، تقريباً مثل اندهاشك عند رؤيتك لموبايل 6600 Nokia تماماً نفس الفكرة في ذلك التوقيت.
اللافتات الإعلانية Banners
وهنا ياهو خرجت بفكرة أول شركة تستخدمها في مجال الإنترنت وهي اللافتات الإعلانية، وهي مساحة تستأجرها من ياهو وتدفع مقابلها 10 آلاف دولار في الشهر.
وتطور الموضوع وبدأت الناس يدفعون حسب الظهور، أي كلما ظهر إعلانك على الموقع تدفع مالاً أكثر لشركة ياهو Yahoo مالاً أكثر.
وبدأت الأرباح تنهال على ياهو بشكل كبير جداًت وهذا ما دفع شركة ياهو أن تطرح في البورصة سنة 1998، بشعر 24 دولار للسهم الواحد.
وكانت المفاجأة الكبيرة لها أن في اليوم الأول وصل سعر السهم الواحد إلى حدود 43 دولار تقريباً. وأصبحت قيمتها السوقية 848 مليون دولار.
لكن هناك مشكلة كبيرة جداً حيث أن الربح من اللافتات الإعلانية أصبحت تتعارض مع فكرة الموقع نفسه، بمعنى أن الموقع تم إنشاؤه ليكون بوابة لمواقع أخرى.
وبالتالي الناس لن تبقى في موقع ياهو كثيراً، أي لن ترى الإعلانات بشكل كبير، وياهو تأتي أرباحها من بقاء الناس على موقعها ورؤيتهم للإعلانات بشكل أكبر.
وبالتالي تحصل على أرباح أكثر وهنا كانت ياهو يجب أن تقوم بعمل شيء جديد، شيء يجعل الناس يبقون على موقعهم أكبر فترة ممكنة.
خلق المحتوى
وبما أن معها كل تلك الأموال وصلت إلى فكرة خلق المحتوى للمجالات الموجودة في بوابتها.
كي لا يضطر الناس للخروج من موقع ياهو فمن يريد الأخبار سيجدها في ياهو Yahoo ومن يريد ألعاباً وأفلاماً سيجدها في ياهو ومن يريد بورصة ومؤشرات سيجدها على ياهو.
وبدأت ياهو Yahoo تصرف وتشتري شركات كثيرة لتستطيع أن تخلق المحتوى، وبالفعل استطاعت أن تنجح لدرجة أن ياهو كانت تمثل الإنترنت لأناس كثيرين جداً في 1998 و 2000.
لماذا لم تشتري شركة ياهو خوارزميات مؤسسي جوجل
لأن هذه الخوارزميات كانت لمحرك بحث ياهو في أن يجعله أحسن وأسرع بالتالي الناس ستبحث عن المواقع التي تحتاجها بشكل أسرع.
وبالتالي فرصة أن يروا إعلانات ياهو Yahoo ستكون أقل وسيكون الربح أقل.
المهم بعد رفض ياهو شراء خوارزميات مؤسسي جوجل تم تأسيس جوجل عام 1998 وبعد خمس سنوات فقط تعود ياهو تعرض على جوجل أن تشتريها وعرضت مبلغ 3 مليار دولار.
فقاعة دوت كوم
في سنة 2000 حدث انهيار للأسهم بسبب انفجار فقاعة الدوت كوم ولنفهم ما هي فقاعة دوت كوم أبسط مثال هو ما حدث مع البيتكوين Bitcoin.
منذ سنتين وصلت البيتكوين من أقل من سنت واحد للوحدة الواحدة إلى أكثر من 19 ألف دولار للوحدة الواحدة.
بدأت الناس بشراء البيتكوين على أمل وتوقع أن يصل إلى 50ألف دولار و100 ألف ومليون دولار للوحدة الواحدة. لكن بعدما الناس اشتروا بدأت في الهبوط ووصل حالياً إلى 3 آلاف دولار.
هي نفس الفكرة في الأسهم، وخاصة مع أسهم شركات التكنولوجيا، فسهم شركة ياهو بعد أن وصل إلى 118 دولار قبل انهيار الفقاعة بعد الانهيار وصل إلى 4 دولار فقط للسهم الواحد.
طبعاً هذا الهبوط حدث مع معظم شركات التكنولوجيا في ذلك الوقت، فمثلاً مايكروسوفت بعد أن وصل سعر السهم 59 نزل إلى حدود 20 دولار وهكذا معظم شركات التكنولوجيا.
وبعدما كانت القيمة السوقية لشركة ياهو Yahoo في ذلك الوقت 125 مليار دولار، نزلت بعد الأزمة إلى 10 مليار دولار فقط.
وبدا الأرباح تقل من لافتات الإعلانات بسبب محركات البحث التي بدأت تظهر والمواقع الكثيرة جداً التي بدأت تعمل في تلك الفترة.
وهنا أدركت شركة ياهو أنها تحتاج إلى مدير تنفيذي جديد وأفكار جديدة، فأحضروا تيري سيمل الذي كان المدير التنفيذي لشركة وارنر بروذرز للسينما.
أي شخص ليس لديه أي خبرة في مجال التكنولوجيا لكنه كان رجلاً عملياً جداً.
رأى أن جوجل هي المتقدمة بسبب محرك البحث، إذن، إما يأن شتريها أو يقوم بإنشاء محرك بحث يشبهه.
وبالفعل كان العرض الثاني لشركة جوجل بقيمة 3 مليار دولار ولكنهم رفضوا وطلبوا 5 مليار دولار. فرفض تيري سيمل.
محرك البحث Inktomi
واشترى محرك البحث Inktomi عام 2002 ب 250 مليون دولار، وسعر 250 مليون دولار لم يكن شيئاً كثيراً في ذلك الوقت لأن سعر Inktomi قبل الفقاعة وصل سعره إلى أكثر من 25 مليار دولار.
اشترى تيري أيضاً منصة البحث goto.com كل ذلك ليستطيع منافسة شركة جوجل.
في سنة 2003 وصلت أرباح شركة جوجل من الإعلانات إلى 2.5 مليار دولار وأرباح شركة ياهو لم تتجاوز 1.2 مليار دولار.
حينها فكرت الشركة بالتنويع ثانية في الاستثمارات في مجالات أخرى، ففي عام 2005 اشترت 40% من Alibaba.com بمليار دولار.
وفي 2006 عرضوا مليار دولار لشراء Facebook لكن مارك زوكربرج رفض.
بعض الأقاويل تقول أن لوكان العرض بقيمة 1.1 مليار دولار كان مجلس الإدارة سيتدخل ويجبر مارك زوكربرج على بيع الشركة لشركة ياهو.
في عام 2008 عرضت Microsoft أن تشتري شركة ياهو بمبلغ 44 مليار دولار، لكنهم رفضوا. ويا ليتهم لم يرفضوا لأنهم لن يصلوا لهذا الرقم بعد ذلك نهائياً.
دخلت ياهو في حالة من التخبط وتعيين عدد كبير جداً من المدراء التنفيذيين أي أربعة مدراء تنفيذيين في خمس سنوات. ووصلت في النهاية ياهو Yahoo إلى أن تباع.
أو لشركة عرفناها جميعاً عندما دخلنا عالم الإنترنت هي التي عرفتنا ماهو الإيميل والمحادثة وياهو ماسنجر.
في 2016 تباع شركة ياهو Yahoo إلى شركة Verizon الأمريكية بمبلغ 4.8 مليار دولار.
ما تم بيعه من شركة ياهو هو أعمالها على الإنترنت ومحرك البحث والإيميل ومحتوى الأخبار والرياضة بالإضافة إلى شركة الدعاية الخاصة بياهو.
وهذا لا يتضمن حصتها في Alibaba ولا شركة ياهو اليابان.
لكن أين حصتها في Alibaba والتي هي 40%، حالياً Alibaba تساوي 400 مليار دولار أو أكثر، لكنهم في عام 2012 باعوا نصف هذه النسبة أي 20% بسبعة مليار دولار بسبب القرارات الحكيمة حينها.
شكل الإنترنت كيف سيكون لو أن شركة ياهو Yahoo اتخذت قرارات حكيمة واشترت مثلاً جوجل بمليون دولار أو زادت قيمة المبلغ الذي قدمته للفيسبوك واشترته.
شكراً
المصادر
https://www.cnet.com/news/yahoo-ipo-closes-at-33-after-43-peak/
https://www.gobankingrates.com/making-money/business/how-much-is-google-worth/
https://en.wikipedia.org/wiki/History_of_Yahoo!