الحياة والمجتمعتكنولوجيا

Meta – الميتافيرس – ولماذا فيسبوك غيرت اسمها؟ هل هناك تغييرات جذرية؟



من عدة أيام خرج علينا مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك بإعلان أن شركة فيسبوك ستكون تابعة لشركة أم سماها meta وتكلم عن المشروع الكبير الذي تعمل عليه meta الان

وهو الميتا فيرس وهو عالم افتراضي تستطيع الدخول اليه والعيش بداخله مجرد ان ترتدي نظارة و ممكن ان تقضي عطلتك في المالديف والكاريبي وجزر هاواي و تتابع مباريات اي دوري في العالم

باختصار مكان تستطيع ان تقوم به بما يخطر على بالك…

كل ما تكلمنا عنه في المقدمة ليس على سبيل الأحلام أو المزاح، الخطوات الأولى لهذا الموضوع بدأت، لكن قبل ان نتكلم عن هذا الموضوع بتفصيل أكثر لنراجع سوية فكرة الواقع الافتراضي أو الفيرتشوال رياليتي الذي يشار له بكلمة VR او الواقع المعزز او الاوغمنتد رياليتي والذي يشار له بالمصطلح AR

اليوتيوب او الفيسبوك او الانترنت كله مجرد عالم افتراضي، هذا العالم كلنا نعيش فيه ونتبادل الخبرات والمعلومات،

تواصلنا مع بعض في هذا العالم عن طريق كتابة النصوص او المحادثات الصوتية او مكالمات الفيديو، على الرغم من الارتباط القوي الذي قامت بعمله التكنولوجيا في العالم إلا أنه الذي يجرب ان يلبس نظارة ال VR  ليلعب لعبة مثلا سيشعر شعور مختلف تماما، سيشعر انه جزء من اللعبة التي يلعبها

 وللذي لا يعلم تقنية VR  فهي مجرد نظارة او نظارة وسماعات عندما ترتديهم تشعر انك جزء من الحدث الذي تشاهده لدرجة ان بعض الناس لا يستطيعون الاستمرار في ارتداء هذه النظارة لفترة طويلة لو كانت اللعبة عبارة عن لعبة فيها رعب وهذا لأنهم يشعرون ان الرعب هذا فعلا يحيط بهم هم ننفسهم في الحقيقة

بالنسبة لمن لم يجربها قبل فالموضوع لا يشرح بشكل قوي يجب ان تجرب النظارة في اي مكان لتفهم ما نقصده، فهي موجودة في المولات او الملاهي.. الخ

جرب ان تعيش حدث وستلاحظ حجم اختلاط الواقع في الحياة في هذه الحالة، لو موقف مرعب ستجد الادرنالين لديك قد اصبح عالي جدا كأنك تتعرض للموقف في الحقيقة،

كل هذا يدعى الواقع الافتراضي او الفيرتشوال رياليتي التي استطاعت ان تصل الى تصميم ادوات تعمل بها دمج ما بين الحقيقة والخيال وهي أدوات ونظارات الواقع المختلط او الواقع المعزز

كما هو مشهور والذي يشار له ب AUGMENTED REALIT ( AR) الواقع المعزز ببساطة الذي نعيش فيه لكنه يوضع معه بعض الاشياء في التكنولوجيا

من اكثر الاشياء التي اعتمدت على تكنولوجيا الواقع المعزز هي اللعبة المشهورة بوكيمون غو، وهي لعبة على الهاتف الجوال المفروض انك تذهب فيها لبعض الاماكن وتصطاد البوكيمونات

وفيها ان تفتح كاميرا الهاتف المحمول وتنظر الى الشارع الذي تقف به فترى الشارع في الكميرا بشكل عادي لكن تجد بوكيمون يقف في المكان تشاهده في كاميرا الهاتف

ملخص الكلام ان تكنولوجيا الغوص في عالم افتراضي بصورة اكبر من مجرد كتابة نص او اجراء مكالمة كما هو الوضع حاليا، بالفعل له تطبيقات في يومنا هذا ويتم استخدامها من قبل الناس

بعد ما اخبرناكم المفروض ان يكون لديكم تصور مبدئي عن موضوع الميتافيرس، فالميتافيرس ببساطة هي تطوير لطرق التواصل على الانترنت في عالم افتراضي كأن نبقى مشاركين في الحدث وليس فقط مشاهدين له

من المهم ان نعرف ان التطوير الذي يحصل حاليا والذي تم الرصد له بمليارات الدولارات من اكبر شركات العالم هو اعمق بكثير مما تكلمنا

الموضوع ليس مجرد نظارة وسماعة كما قلنا، نحن فقط نستعين بهذا المثال لكي نقرب الفكرة قليلا

التطوير الحقيقي سيكون اكثر من هذا بكثير، مبدئيا التطوير سيتم إجرائه على أشياء واقعية وليس ألعاب او افلام،

اي اسمك على فيسبوك بدل ما يكون مجرد حروف في صفحة سيكون عبارة عن أفاتار متحرك، شخصية أنت قمت باختيار شكلها وتتحرك داخل العالم الافتراضي وبدل ما تكتب اي شيء تير بيدك او برأسك وكأنك تعيش داخل فيسبوك

موضوع الميتافيرس هو موضوع قديم نسبيا فشركات كثيرة اخذت قرار دخول عالم الميتافيرس من فترة طويلة،

مايكروسوفت دخلت المجال منذ عام 2015 وهناك ايضا شركات اخرى كثيرة مثل nvidia و EPIC games  وغيرهم الكثير من الشركات الكبيرة

حتى فيسبوك قد بدأت خطواتها الاولى عندما اشترت شركة oculus في عام 2016 اي ان النية في تطوير الانترنت بأسره موجودة من فترة ليست بصغيرة،

وكثير من الشركات العملاقة تعلم أنه على مدار السنين القادمة سيشهد العالم بأسره جيل جديد منن الانترنت وهو الجيل الذي أسماه مارك زوكربيرغ بالانترنت المتجسد

ومارك زوكربيرغ الذي يعتبر عن فيسبوك واوتساب وانستغرام هو منن جعل موضوع الميتافيرس ينتشر بين الناس كانتشار النار في الهشيم، ليس بسبب كون الموضوع جديد وإنما بسبب اهم التطبيقات التي يحبها الناس كفيسبوك وانستغرام وواتساب الذين قد أعلنوا عن دخولهم بقوة خلال السنوات القادمة

في مؤتمر connect السنوي الذي تقوم به شركة facebook فجر مارك زوكربيرغ القنبلة الجديدة عندما اعلن دخول الشركات في مجال الميتافيرس

وأعلن أيضا عن قيامه برصد الملايين لتطوير التكنولوجيا الجديدة هذا إضافة الى انه قام بتعين 10 ألاف موظف للمشاركة في بناء البيئة الرقمية المطلوبة

وليخبر الناس كم هو الموضوع كبير وسيسخر له كل الامكانيات أعلن ان شركة فيسبوك سيتم تغيير اسمها الى اسم شركة meta والتي ستكون شركة ام يندرج تحتها جميع الشركات الاخرى التي تمتلكها المجموعة،

ان اسم meta هو اشارة الى مجتمع الميتافيرس وعلى الهامش كلمة meta هي كلمة يونانية الاصل ترجمتها الحرفية هي الما وراء،

لدينا مثلا علم الطبيعة او علم الفيزياء وهو العلم الذي يرصد ويلمس الظواهر الملموسة في الطبيعة لدينا علم اخر يسمى بالميتافيزياء او الميتافيزيقا

وهو علم ما وراء الطبيعة وهو الذي يقوم بدراسة الظواهر التي لا تستطيع ان تحتويها تحت مصطلح الفيزياء، المقصود من الاسم الجديد ان  meta الماوراء و verse التي هي اختصار universe اي العالم

ومعناها ما وراء العالم الذي نعرفه في يومنا هذا

اما بالنسبة لتغير اسم شركة فيسبوك الى اسم شركة meta فهذه ليست بدعة جديدة من مارك، فشركة غوغل قامت بنفس الامر منذ عدة سنوات عندما اصبحت الشركة الام ALPHABET واصبح تحتها الشركات الفرعية كلها ومن ضمنها يوتيوب،

للناس الذين يتسائلون عن الاسماء الجديدة لهذه التطبيقات وما الذي سيحدث فالاجابة ببساطة لا يوجد أي شيء جديد فيسبوك سيبقى اسمه فيسبوك وواتساب سيبقى اسمه واتساب وجميع التطبيقات المشهورة ستبقى كما هي

ما سيتغير فقط هو ان الشركة الام المنتجة لهذه التطبيقات اسمها هو الذي سيتغير فكما غوغل اصبحت ALPHABET  فيسبوك اصبحت meta

بعض الناس يتكلمون ان هذا سببه هو الانتقادات الكثيرة التي تتعرض لها الشركة في مسألة تغيير الخصوصية ورقابة الناس وهذه الامور التي جميع الناس تعرفها بالاضافة الى المشاكل التي قام بها بعض الموظفين الذين تركوا الشركة، كما اصبح الكثير من الناس يتعاملون مع الفيسبوك على انه أصبح تطبيق قديم نوعا ما

لذا بعض الناس يقولون ان التطويرات التي مارك وعد بها في كلمته في المؤتمر ماهي إلا حيلة دعائية من نوعية انظر للعصفورة

مارك حاول ان يصرف النظر عن مشاكل الشركة ويهدء من الانتقادات ايضا ولتحقيق هذا الهدف ليس هناك افضل من ان يبهر الناس ويعلقهم في امال في المستقبل

وكما بين لجوء مارك الى حيلة تغيير اسم الشركة هي وسيلة الى زيادة المناورة القانونية امام المشاكل الكثيرة التي تتعرض لها تطبيقاته،

هذه الوجهة في النظر معتبرة لكن هذا ايضا ليس معناه ان هذا الموضوع غير حقيقي وكلنا سنصل لها في مرحلة ما

لأن الموضوع كله كفكرة او تقنية ليست فيسبوك فقط هي التي تعمل عليها فشركات كثيرة تعمل على هذا الموضوع ايضا فمن الممكن ان تكون الوعود التي وعد مارك بها اكبر من الذي يستطيعون تحقيقه

لكن في النهاية سيكون هناك تطوير جديد وكبير وليس مجرد تطوير بسيط وهذا التحول الكبير في التقنية سيكون له فوائد على مستوى سوق العمل

الحكاية ليست مجرد إبهار او زيارة اماكن نحلم بها في الافاتار الخاص بنا فقط بل ان الموضوع له فوائد ضخمة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي

ولكي تتخيلوا حجم الاضافة التي ستحصل لنتذكر القفزة التي قدمها الجيل الاول من الانترنت انتشرت شركات اجهزة المودم والراوتر والكابلات والمايكروفونات المستخدمة في الدردشات وكميرات الويب وغيرها من الملحقات التي ولدت مع الانترنت

اما على مستوى السوفت وير فحدث ولا حرج من اول المطورين والمبرمجين ومصممي المواقع لغاية منشئي المحتوى واصحاب القنوات كلها وظائف وفرص عمل جديدة تولدت مع الجيل الاول من الانترنت ومع بناء الميتافيرس سنحتاج الى اضعاف الذي فات

لكن في ذات الوقت جميع عيوب الانترنت الحقيقية ستتضاعف والتباعد الاجتماعي الحقيقي سيزيد الى كثير من الاخطار التي لن يتسع الموضوع للكلام عنها كالأخطار المتعلقة عنها بالاغراق في الوهم والانفصال عن الواقع والموضوع مازال في بدايته ووراءه قصة كبيرة والذي نستطيع ان نؤكده حاليا ان الموضوع سيغير جميع انماط الحياة التي نعرفها

اقرأ أيضاً… الحوسبة الكمومية | معلومات الكم | حساب الكم | خوارزمية الكم

اقرأ أيضاً… الصراع الخفي.. لماذا ضمت أمريكا شركة “شاومي” الصينية للقائمة السوداء؟

اقرأ أيضاً… ما هي الحقائق المخيفة عن شركة جوجل

https://www.youtube.com/watch?v=I3FhMUwYJ9g

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى