محاضرة ألكس جيندلر عن ايزيس وأسطورتها لحماية ابنها من سطوة أخيها بمساعدة العقارب السبعة.
انبثقت امرأة بحلّة رثّة من المستنقع محاطة بسبع عقارب ضخمة. تحمل بين ذراعيها طفلاً، متجّهة إلى قرية قريبة لتتسوّل.
دنت من قصر فخم، لكن ربّة المنزل ألقت نظرة واحدة على ملابسها المتسخة
ورمقت رفاقها المريبين بازدراء وصفعت الباب في وجهها.
فواصلت طريقها حتّى صادفت كوخاً تقطن فيه امرأة حيث أشفقت عليها وقدّمت لها ما تملكه: وجبة خفيفة وسرير من القش.
لم تكن ضيفتها بالمتسوّلة العادية. بل كانت ايزيس، أعظم إلهة في مصر.
هروب ايزيس من أخيها القاتل
كانت ايزيس تختبئ من أخيها سات الذي قتل زوجها ويسعى لقتل ابنها الرضيع، هورس.
كان سات إلهاً ذو قوة جبّارة أيضاً، ويسعى لإيجادهم.
ولكي تتوارى عن الأنظار، اضطرت ايزيس أن تخفي ماهيتها ولم تجازف باستخدام قوتها.
لكنها لم تكن بدون مساعدة. سيركت، إلهة المخلوقات السّامة، قد أرسلت سبعاً من أقوى خدمها لحماية ايزيس وابنها.
عندما استقرّت ايزيس؛ وهورس في مسكنهم المتواضع، ثارت ثائرة العقارب من إهانة المرأة الثريّة لسيّدتهم.
حيث جمعوا كلّ سمّهم وناولوه للعقرب السابعة، تيفن. وفي سكون الليل، تسلّلت تيفن إلى القصر.
عندما حبت من أسفل الباب، وقعت عيناها على ابن المرأة الأصغر الغارق في نومه ولسعته بقوة.
سرعان ما استيقظت ايزيس؛ ومضيفتها على العويل. عندما نظروا مليّاً من مدخل الكوخ، شاهدوا أمّاً تركض في الشارع، تبكي وهي تحتضن ابنها.
عندما تعرّفت ايزيس على المرأة التي طردتها، أدركت ما فعلته عقاربها.
التعويذة
حضنت ايزيس؛ الطفل وباشرت بتلاوة تعويذة قويّة: يا سمّ تيفن، اخرج من جسده واسقط على الأرض.
سمّ بفين، لا تتطوّر، لا تتسرّب أعمق، اخرج من جسده، واسقط على الأرض لأنّني ايزيس؛ الساحرة الأعظم، ناطقة التعويذات.
اسقط على الأرض، يا سمّ مستيت، لا تعجل، سمّ مستيتف لا تعلو، سمّ بتيت وتيتت لا تصعد، سمّ ماتيت.
مع كل اسم استشهدت به، أبطل مفعول سمّ العقرب ودبت في الطفل الروح، وبكت أمّه امتناناً.
وتحسّرت على غلظة قلبها السابقة، وتابت إلى ايزيس بتقديم كامل ثروتها لها.
المرأة التي اعتنت بايزيس كانت تشعر بالرهبة، فلم يكن لها أدنى فكرة من كانت تقطن تحت سقفها.
ومنذ ذلك اليوم، تعلّم البشر الكمادة لعلاج لسعات العقرب، بلفظ تعاويذ سحريّة تماماً كتعاويذ الإلهة.
المصدر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com