ساتحدث اليوم عن حقيقة سن إنقطاع الدورة الشهرية ، فهو ببساطة يعني نفاذ البويضات لدى المرأة، حيث أنه لدى كل إمرأة 400 بويضة تقريباً، وفي كل شهر تخسر المرأة بويضة واحدة.
وعندما تصل المرأة إلى سن 51 عاماً ربما قبل وربما بعد هذا السن بقليل، تنفذ البويضات وينتهي الأمر، فيتوقف الطمث والحمل لدى المرأة.
ما هي الآثار المدمرة عند إنقطاع الدورة الشهرية؟
هناك العديد من الآثار المدمرة التي تشعر بها المرأة عند إنقطاع الدورة الشهرية:
الحرارة المرتفعة
عندما تنفذ البويضات من الرحم تشعر المرأة بالهبات الساخنة أو الحرارة المرتفعة، ومن ثم يحدث جفاف المهبل وضموره.
تقلبات المزاج
تشعر المرأة أيضاً بعد نفاذ البويضات عند إنقطاع الدورة الشهرية بتقلبات المزاج، وزيادة في الوزن، وفقدان الرغبة الجنسية، ومن ثم ضعف العظام وضمورها.
ما الذي يسبب كل هذه الآثار المزعجة؟
الذي يحدث هو تحول في الهرمونات، حيث أنه هناك ثلاث هرمونات مسؤولة عن كل تلك الآثار، وهي الإستروجين والتيستوستورين والبروجيسترون.
ما هو الفرق بين المرحلة قبل إنقطاع الطمث وبعده؟
يحدث الفرق عندما ينخفض هرمون الإستروجين بنسبة تتراوح بين 40 و50% عن مستواه الطبيعي، وينخفض التيستوستورين بنسبة 50%.
والنسبة الأكبر في الإنخفاض هي نسبة البروجيستيرون، التي تتراوح بين 70 إلى 90% عن النسبة الطبيعية في الجسم قبل إنقطاع الدورة الشهرية.
وبهذا يكون البروجيستيرون هو الهرمون ذو النسبة الأكثر تدهوراً، حيث أن البروجيستيرون يقابل الإستروجين ويعزله فهما يكملان بعضهما البعض.
وبغض النظر عن الإنخفاض الهائل في البروجيستيرون مقابل نسبة الإستروجين، هذا يؤدي إلى اختلال في نسبة التوازن، وبالتالي يجعل من الإستروجين الهرمون الرئيسي في الجسم.
لهذا تظهر لدى بعض النساء تلك الأعراض المزعجة بسبب هيمنة الإستروجين، علماً أنه ينخفض في الوضع الطبيعي، ولكن البروجيستيرون يجعل نسبته تبدو أعلى في الجسم.
تأثير الغدة الكظرية عند إنقطاع الدورة الشهرية
بعد تغير كل تلك الهرمونات يحدث في الجسم آلية دعم معينة، تأتي من الغدة الكظرية، حيث أن الغدة الكظرية تفرز كل تلك الهرمونات الثلاث، الإستروجين والبروجيستيرون والتيستوستيرون.
ويفترض بالغدة الكظرية أن تدعم المبيضين، بأن تفرز الكميات المناسبة من هذه الهرمونات جميعها، فبطبيعة الحال لن يحتاج الجسم للكمية نفسها قبل إنقطاع الدورة الشهرية، وذلك بسبب إحتمالية حدوث الحمل.
ولكن الأمر المهم هنا إذا ضعفت الغدة الكظرية عند سن إنقطاع الدورة الشهرية، وأصبحت غير قادرة على دعم المبيضين كما يجب.
فهذا يؤدي إلى حدوث إختلال في هذه الهرمونات بسبب نقصها، ولهذا تشعر المرأة بكل تلك الأعراض، كل الوقت.
في الواقع فإن 70% من النساء بعد إنقطاع الدورة الشهرية، يعانين من الهبات الساخنة أو الحرارة المرتفعة، والحقيقة أن جميع هذه الأعراض ليست طبيعية.
ولكن في حال ضعفت الغدة الكظرية، فعند ذلك تكمن المشاكل الكبرى، ولهذا على النساء دعم الغدة الكظرية قبل إنقطاع الدورة الشهرية، ومحاولة تخفيف الإجهاد قدر الإمكان.
دور دهون الجسم في أعراض إنقطاع الدورة الشهرية
لا ينحصر مصدر الإستروجين عن طريق المبيضين ولا الغدة الكظرية فقط، وإنما من دهون الجسم المتراكمة لهذا فإن الأمر متوقف على الوزن.
وبحسب ذلك تتفاوت نسبة الإستروجين، وبهذا قد ينخفض الإستروجين شيئاً فشيئاً إلى نسبة 30 أو 20%، مما قد يؤدي إلى تفاوت أكبر في النسبة.
وما يحدث هو أن الغدة الكظرية تتوقف عن دعم المبيضين، لهذا يجب دعم الغدة الكظرية بعد إنقطاع الدورة الشهرية، وللتخفيف من كل تلك الأعراض المرافقة لإنقطاع الدورة الشهرية يجب إتباع عدة طرق مهمة:
عدم الإبتعاد عن الدهون والكوليسترول
لا يجب إتباع حمية منخفضة الدهون ولا منخفضة من كمية الكوليسترول في الحمية، والسبب لأن جميع تلك الهرمونات مكونة من الكوليسترول، فهو مادة أولية للهرمونات، فإذا تم إتباع حمية منخفضة الدهون والكوليسترول، فهذا سيؤدي سلباً على هذه الهرمونات.
خفض نسبة الكورتيزول
لا تسمحوا بإرتفاع الكورتيزول، وذلك لأن الغدة الكظرية تدعم المبيضين، وهذا يسبب ارتفاع نسبة الكورتيزول في الجسم.
وينطوي هذا الإرتفاع على آثار مدمرة تتجلى في طرق شتى، أولها أنه يدمر العظام، لهذا فإن النساء بعد سن إنقطاع الدورة الشهرية، قد يعانين من ترقق العظام أو هشاشة العظام.
ومن ثم يحدث الترهل في الجلد، فيظهر مثل السيليوليت ولكنه يكون في الحقيقة تراجع في العضلات، ولهذا يحدث الضمور أو ينحل النسيج العضلي.
فتبدو مثل الدهون ولكنها ليست كذلك، بل هو فقدان للنسيج العضلي وترهله في الجسم، ويعود السبب إلى الكروتيزول الذي يؤثر على دورة النوم.
والذي بدوره يفرز السكر المخزن، الذي يرفع الأنسولين في الدم، ويحول البروتين في الجسم، خاصة الموجود في الفخذين وعضلات الساق وعضلات المؤخرة، إلى الغلوكوز.
وبالتالي الغلوكوز يحفز الإنسولين، ولهذا يصبح الأمر صعباً بعد إنقطاع الدورة الشهرية، إذ إن الكورتيزول يرفع نسبة الأنسولين.
اتباع حمية الكيتو الصحية والصيام المتقطع
يجب ابتاع حمية الكيتو والصيام المتقطع بعد إنقطاع الدورة الشهرية، ولذلك لإبقاء الأنسولين تحت السيطرة، وهذا يكون الرهان على خسارة الوزن وتسريع الإحتراق في الجسم.
استخدام كريم يام البري
من أفضل الطرق هو استخدام كريم يام البري لتعزيز هرمون البروجيستيرون، فهو علاج رائع، وهناك علاجات أخرى متوفرة لرفع نسبة هرمون البروجيستيرون.
وبهذا يرتفع الهرمون وتقل الأعراض المزعجة عند إنقطاع الدورة الشهرية، وذلك لأن نسبة الإستروجين تكون أعلى بقليل، وقد يكون لهذا أثر ضار، إذ أنه لم يتم اعتراضه من البروجيستيرون بشكل فعال.
تناول الخضروات الطازجة
من الأفضل الإستمرار بتناول الخضروات الكرنبية أو الصليبية، مثل القرنبيط والملفوف بأنواعه، وذلك لإبقاء نسبة هرمون الأستروجين تحت السيطرة.
الخضروات الكرنبية وأعشاب البحر ومادة dim المركزة في الخضروات، جميعها تساعد في موازنة الأنماط الثلاث للإستروجين.
وتمنح الجسم هرمون الإستروجين النافع وتقلل من الضار منه، وبذلك تؤمن الحماية ضد سرطان الثدي وغيره من الأمراض الكثيرة.
تناول فيتامين e
تخزن نسبة كبيرة من فيتامين e في الغدة النخامية، التي تسيطر على الغدة الكظرية وعلى المبيضين، حيث أن نسبة فيتامين e تنخفض بشدة بعد الطمث.
وإذا تم تناول الصيغة الصحيحة من فيتامين e، فقد يصبح بمقدور المرأة دعم الغدة الكظرية والمبيضين، والتخفيف من هذه الأعراض المزعجة التي ذكرناها.
صيغة فيتامين e الصحيحة ليست صيغة صناعية بل هي طبيعية، أي هي مزيج التوكوفرينالات، وهذا ما يجعل المزيج الغذائي الذي يدعم الغدة النخامية، ويخفف من أعراض إنقطاع الدورة الشهرية.
المصدر اليوتيوب دكتور بيرج