صحة

البكتيريا والميكروبات Microbes عدو أم صديق ؟


الجراثيم والبكتيريا Germs and bacteria

البكتيريا والميكروبات Microbes هل هي عدو أم صديق للإنسان؟

إعداد المقال : سمير الحوري Samir Al-Houri

في عام 1918 اجتاحت أسبانيا جائحة وبائية أو ما يطلق عليها إسم الإنفلونزا الأسبانية Spanish flu بشكل مرعب، بحيث أدت إلى مقتل الملايين في أسبانيا وجميع أنحاء أوروبا.

وكان سبب هذا الوباء القاتل فيروس إنفلونزا (أ)  Flu A وهو من نوع فيروس H1N1 ، وتميز هذا النوع من الفيروس بالانتشار بسرعة كبيرة.

قدرت الإحصائيات أن عدد من أصيب بهذا الوباء نحو 500 مليون شخص في أوروبا، وقدر عدد الوفيات بهذا الفيروس الخطير بنحو 100 مليون شخص.

مصادر الفقرة:

ويكبيديا

بي بي سي BBC

البكتيريا والميكروبات Microbes من اكتشفها

البكتيريا والميكروبات Microbes من اكتشفها

في عام 1660 كان هناك شخص يدعى أنطون فان ليفنهوك Antonie van Leeuwenhoek وهو تاجر قماش هولندي، وكان يستخدم العدسات المكبرة لفحص القماش بشكل أكبر.

كان لدى أنطون شغف صناعة العدسات المكبرة والنظر من خلالها للأشياء، ويعتبر أنطون أول من اخترع المجهر الضوئي البسيط Optical microscope الذي كان يشاهد من خلاله كائنات حية دقيقة في قطرات الماء.

امتاز أنطون بفضول كبير وشديد لمشاهدة الأشياء تحت المجهر، وفي أحد مشاهداته اكتشف مخلوقات ذات سحابة خضراء متحركة، تتحرك تحت المجهر أطلق عليها إسم Animalcules.

بعد ذلك قام العالمان لويس باستور Louis Pasteur و روبرت كوخ Robert Koch باكتشاف الميكروبات والبكتيريا، بحيث حصلا على الدليل القاطع على وجودها.

مصادر الفقرة:

ويكيبيديا Antonie van Leeuwenhoek

ويكيبيديا لويس باستور

القناة الألمانية DW

الدليل القاطع على وجود البكتيريا والميكروبات Microbes & Bacteria 

الدليل القاطع على وجود البكتيريا

أكد الكثير من العلماء على وجود الميكروبات والبكتيريا، ولكن الدليل الأكثر أهمية جاء من بحث لويس باستور وروبرت كوخ في عام 1860.

أظهر لويس باستور أن الكائنات الحية الدقيقة تنمو في الحساء، ولكن لن يحدث أي نمو للبكتيريا إذا تم غلي الحساء لدرجة الغليان، لأن درجة الغليان تقتل البكتيريا والميكروبات الحية الأخرى.

أما روبرت كوخ فقد أظهر أن وباء الجمرة الخبيثة يحدث بسبب بكتيريا أنثراكس، وقام بوضع معايير أساسية تثبت نظرية الجرثومية والتي تسمى الآن فرضيات كوخ Kochs postulates.

والتي لا تزال تستخدم حتى اليوم لإثبات أن أي عامل معدي يأتي من خلال البكتيريا.

هناك الكثير من الرسومات التفصيلية، والتي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا عن الحيوانات الوحيدة الخلية، وأكبر أنواع البكتيريا، التي اكتشفت على مدى قرنين من الزمن.

العالم مليء بالكائنات الحية الصغيرة، ولكن مؤخراً تم اكتشاف أن البكتيريا يمكن أن تكون العامل الأساسي في التسبب في بعض الأمراض ونقلها من شخص إلى آخر.

مصادر الفقرة:

النظرية الجرثومية Germ theory of disease

موقع science museum

النظرية الجرثومية للأمراض

النظرية الجرثومية للأمراض

لم تكن نظرية الجرثومية للأمراض قد وصلت للتطور بشكل كامل حتى غاية عام 1870 ميلادية، ولكن قبل ثلاثين عاماً من ذلك قام الطبيب إجناز سيملويس Ignaz Semmelweis باكتشاف مهم جداً.

كان يعمل إجناز سيملويس Ignaz Semmelweis في مستشفى التوليد في فيينا Vienna، بحيث كان معدل الوفيات لدى الأمهات والرضع مرتفع جداً بسبب الإصابة بالحمى النفاسية.

إجناز سيملويس انتبه إلى أن القاعة التي تديرها القابلات والممرضات Midwives and nurses معدل الوفيات كان أقل بكثير من القاعة التي يديرها الأطباء.

الأطباء كانوا يذهبون من مريض إلى آخر دون غسل أيديهم، وبالتالي فإن الميكروبات والبكتيريا التي تسبب حمى النفاس Puerperal fever تنتقل بسهولة ضمن القاعة.

اقترح إجناز سيملويس على الأطباء المتواجدين تطهير أيديهم بعد معاينة كل مريض، واقترح عليهم ارتداء لباس نظيف، وملابس مختلفة، مما أدى فعلاً إلى انخفاض عدد الوفيات.

مصادر الفقرة:

ويكيبيديا نظرية الجرثومية

كيف تم اكتشاف البكتيريا والميكروبات Microbes

كيف تم اكتشاف البكتيريا

نظرية الجرثومية للأمراض  أخرجت ملاحظات للطبيب الإنجليزي جون سنو John Snow الذي اقترح نظرية اسمها الميسما MISMA سحابة العدوى.

فسرت هذه النظرية كيفية انتشار وباء الكوليرا في لندن المملكة المتحدة في فترة خمسينيات القرن التاسع عشر، بحيث أنه كان يعتقد بوجود قوة غير مرئية تنتشر في المياه.

كانت النظرية قد حازت على قبول واسع النطاق، بحيث تم إدخال شبكات صرف صحي وشبكات مياه وطرق صحية في المستشفيات خلال أواخر القرن التاسع عشر.

ومن بعدها جاء العالم جوزيف ليستر Joseph Lester ليدخل المعقمات والمطهرات ضمن العمليات، التي كانت أيضاً سبباً كبير بمنع انتشار العدوى الناتجة عن البكتيريا والميكروبات خلال العمليات الجراحية.

مصادر الفقرة:

ويكيبيديا جوزف ليستر

نظرية الجرثومية study 

 البكتيريا والعلم الحديث

 البكتيريا والعلم الحديث

هناك الكثير من العلماء والباحثين الذين درسوا أنواع البكتيريا الفردية باستخدام المجاهر الأكثر دقة، وأيضاً مراقبة الأمراض التي تسببها.

على سبيل المثال:

أظهرت الدراسات الحديثة وجود صلة بين البكتيريا الموجودة ضمن المعدة وبين العديد من الجوانب الصحية السلوكية والعقلية والجسدية وعلى ما يحدث في الجهاز الهضمي وتأثيره على الصحة العامة.

مستخلص البحث أن هناك العديد من أنواع البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء والمعدة، بحيث تقوم هذه البكتيريا على مساعدتنا في هضم الطعام، وتسمى هذه البكتيريا بالميكروبات المعوية Intestinal microbes.

تتواجد هذه البكتيريا في أجسادنا منذ ولادتنا بشكل خفيف وجزئي، وباقي  الميكروبات والبكتيريا تعتمد على نظامنا الغذائي وطريقة نمط الحياة لدينا وتختلف من شخص إلى آخر.

لكن هناك طريق طويل أمام الباحثين والعلماء حول دراسة الميكروبات والبكتيريا، ومدى تأثيرها على الصحة خلال حياتنا، وما هي الأدوار التي تؤديها.

مصدر الفقرة:

القناة الألمانية DW

دراسات ومعلومات عن البكتيريا والميكروبات

دراسات ومعلومات عن البكتيريا والميكروبات

هناك دراسة أمريكية بينت وجود نوع من البكتيريا المفترسة تتميز هذه البكتيريا بحركة سريعة، وأظهرت الدراسة أنه من الممكن استخدام هذه البكتيريا كمضاد حيوي للقضاء على أنواع بكتيريا تسبب الأمراض.

أطلق على هذه البكتيريا اسم البكتيريا الصيادة Bacteria Huntress  أو العولقة، بحيث تقوم بصيد فرائسها عن طريق القوى المتدفقة الناجمة عن حركتها السريعة.

تقوم هذه البكتيريا بالسباحة بسرعة كبيرة بطريقة دائرية، وعند وصولها لفريستها تعلق بجدارها وتتغلغل إلى داخلها ومن ثم تقوم بالتهام أحشائها، وبعد ذلك تنفجر نتيجة تكاثرها أيضاً داخل الفريسة.

وأيضاً تم اكتشاف بكتيريا معوية تساهم بشكل كبير على الوقاية من الحساسية الناتجة عن الأطعمة، وكل ذلك بعد كان علاجها يعد شبه مستحيل.

وأكد الباحثون أنه من الممكن أن يساعد الخضوع للعلاج عن طريق البكتيريا الحية أو البروبيوتيك Probiotics إلى التصدي لحساسية الطعام.

مصادر الفقرة:

القناة الألمانية DW

الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم

المضادات الحيوية والبكتيريا

المضادات الحيوية والبكتيريا

لقد أنقذت المضادات الحيوية الكثير من البشر، على سبيل المثال البنسلين Penicillin والتي قام باكتشافها مثل إلسكندر فليمينغ Alexander Fleming و هوارد فلوري Howard Florey و إرنست تشين Ernest Chen منذ أربعينيات القرن الماضي.

لكن يبقى الكثير من أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، رغم أن العلماء والباحثين لم يتوصلوا للتسلسل الجيني للكثير من أنواع الميكروبات والبكتيريا.

ولكنهم وصلوا إلى كيفية طرق تفاعلها مع خلايا الجسم والأنسجة التي تؤدي للإصابة بالأمراض المعدية وغير ذلك.

خاتمة 

البكتيريا والميكروبات Microbes تتواجد في كل شيء محيط بنا، في التربة والمياه والهواء والنفايات والنباتات وحتى في القطبين الشمالي والجنوبي والغلاف الجوي وأعماق المحيطات.

بل وخلص الباحثون والعلماء إلى أن البكتيريا موجودة في كل شيء تقريباً،  وفي الأماكن التي يقوم الإنسان بتعقيمها بالمواد المطهرة، وحتى ضمن المواد الكيمائية السامة.

حتى جسد الإنسان الذي يتألف من 30 ترليون خلية، يوجد ضمنه 40 ترليون خلية ميكروب، ولكن غالبية هذه الميكروبات لا تسبب أمراض أبداً.

تتداخل هذه الميكروبات ضمن منظومة معقدة داخل أجسادنا، بحيث تقوم بمد الجسد بعشرة مليون جين The human gene وهناك ترابط قوي بين هذه الخلايا.

يوجد دور كبير ومهم جداً لتواجد هذه الميكروبات داخل أجسادنا، بحيث تقوم هذه الميكروبات بتعليم خلايا الجسم على ضبط المقياس المناعي لدينا.

الميكروبات موجودة حتى قبل وجود الإنسان، وهي المولد الأساسي للطاقة ولها دورها الإيجابي الكبير ضمن منظومة الحياة التي خلقها الله لنا.

أتمنى أن ينال المقال اعجابكم  / البكتيريا والميكروبات Microbes عدو أم صديق ؟

سمير الحوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى