رواندا ذات السمعة السيئة :
اعترض أشخاص كثر على قيامي بحلقة رواندا، وهم لا يعرفون ما هي، سأريكم في هذه الحلقة لكي تغيروا رأيكم عنها.
هذا البلد يجب أن يكون مثالاً وقدوة لنا، كي نعرف كيف ساروا ونسير مثلهم.
رواندا القصة من البداية
في عام 1994 من أبريل نيسان وحتى يوليو تموز، قتل 800 ألف إنسان في إبادة جماعية.
الأغلبية في رواندا هم الهوتو. قاموا بإبادة جماعية ضد قبيلة صغيرة تدعى التوتسي وهم الأقلية.
بحيث أن الجيران قتلوا بعضهم، الرجل قتل إمرأته لأنها من التوتسي وهو من الهوتو، في مقتلة كبيرة.
وفي النهاية النتيجة في أقل من مائة يوم قتل 800 ألف إنسان. عدا عن المفقودين والسيدات المغتصبات في تلك الفترة.
لكن منذ أغسطس آب عام 1994، تغير كل شيء. خلال الخمسة والعشرين سنة الفائتة، تغير كل شيء.
لنتكلم عن هذا البلد كيف أصبحت، وتفاصيل التغيير عما حصل سابقاً.
رحلة عفيفي إلى رواندا
دار عفيفي أفريقيا من أسفلها صعوداً حتى يصل مصر، وعندما ذهب إلى رواندا سألته ما هو الذي لفت نظرك هناك؟
عفيفي: أكثر شيء شد انتباهنا هو النظافة والتطور اللذين ستراهما بمجرد دخولك البلد.
البلد منظمة بشكل رائع بحيث لا تجد حتى بائعين متجولين، ومواصلاتها منظمة وكل شيء يسير بنظام.
وتشعر أنك لم تكن لتتوقع أن ترى ذلك في هذا الجزء من العالم.
هاجس النظافة
العاصمة كيغالي مصنفة أجمل مدينة في أفريقيا، ولديهم هاجس أن البلد يجب أن تكون نظيفة. اعتبر أن لديهم وسواس النظافة.
لكن ذلك غير مهم، المهم أن يكون الشارع نظيفاً. حيث الناس ينزلون إلى الشارع ليوم في الشهر لتنظيف شارعهم.
وعادة يكون السبت الرابع من كل شهر.ولديهم في المدينة ممنوع تماماً التجارة بالأكياس أو استخدامها أو بيعها،
أو أي شيء له علاقة بالأكياس، وهذا لأجل البيئة، إنه موضوع جاد بالنسبة لهم.
ومن يتاجر بالأكياس إما يقبض عليه ويسجن أو يدفع غرامة. فإذا ذهبت إلى هناك سائحاً، سينبهونك بمجرد وصولك ألا تستخدم الأكياس.
الأمن والحرية في رواندا
معدل الجريمة منخفض جداً في رواندا. والأمن عالي جداً وشرطتهم محترمة.
عفيفي: أول ما شد انتباهي، هو شعار الشرطة لديهم، وهو عبارة عن حمامة سلام. يشعرك ذلك بالتفاؤل وانشراح الصدر.
خلال فيديو تصوير عفيفي، نلاحظ أنه لا يوجد هناك أي صوت لأبواق السيارات أيضاً.
اتخذت رواندا من سنغافورة مثالاً لها فراقبوها وساروا على خطواتها، حتى يطوروا من بلدهم ويجعلوها أفضل بكثير.
الشوارع مليئة بالرسوم الجدارية Graffiti، وستصدم عندما تعرف أنه مدعوم من الدولة، وأنه مثال على حرية التعبير.
رواندا وجهة سياحية
فمثلاً العاصمة كيغالي خلال السنوات القادمة ستكون من المدن التي ستكون وجهة سياحية لكل زائر؛ فعليك أن تسارع بزيارتها.
في رواندا يتكلمون اللغتين الإنجليزية والفرنسية وهما اللغتان الرسميتان. ومعهما لغة محلية تدعى كينيرواندا وهي ليست لغة رسمية.
رواندا بلد حديثة لا تطل على بحر لكنها منبع نهر النيل. ولديهم بعض التلال الرائعة. وهي مشهورة ببلد الألف تل .
لديهم بعض المناظر الخلابة عدا عن الحياة البرية، ولديهم نوع من أنواع الغوريلا تدعى الغوريلا الجبلية، وهي نادرة جداً.
طبيعة الشعب الرواندي
الشعب الرواندي ودودون ويرحبون بالغريب.
عفيفي: الناس هنا طبعهم هادئ وطيبي النفس، وتشعر أنهم لا يحبون المشاكل.
فعندما أتيت لم أتخيل هذه البلد قد حصل فيها مجزرة وحرب سابقاً، لأنك حين تقابلهم تشعر أنهم طيبون وقلوبهم صافية.
وأكثر شيء شد انتباهي هو أن الشعب لديه إرادة عالية للتغيير، لن تجد أحدهم متضايق بل يعمل عدد ساعات إضافية.
وذلك كي يقدم خدمة ومجهود حتى يساعد بلده في التغيير. غير أنهم بشوشون ضاحكون ويدخلون القلب فوراً.
والناس هنا أنيقون ويجب أن تكون متأنقاً كي تكون مثلهم.
الاقتصاد في رواندا
اقتصادها جيد جداً ويتطور ويصعد إلى الأعلى، ورواندا هي المكان الأنسب لأن تفتح شركة فيها.
عفيفي: أنا الآن أمام Rwanda development world، رواندا اهتمت بالاستثمار لدرجة جعلت أسهل شيء تفعله في دولتهم هو افتتاح شركة.
ففي هذا البناء يوجد فيه مكتب الضرائب ومكتب الجوازات، وكل ما يتعلق بشركتك لدرجة تستطيع أن تؤسس شركتك في أقل من ست ساعات.
أنا مبهور جداً وقد صورت هذا المقطع أمام المبنى، والأمن موجود بكثافة، ولم يتكلم معي أحد. لأنهم يقدّرون الإنسان.
ويقدرون قيمة الكاميرا وقيمة الترويج لبلدهم. لقد كنت واقفاً خائفاً من الرهبة وأصور لكن الناس متعودين جداً.
اقتصاد رواندا قائم على ثلاث أمور:
الزراعة كزراعة قصب السكر والشاي والبن والموز والتبغ، استخراج المعادن، تربية المواشي.
الاقتصاد القوي مع الصحة والتعليم وتمكين المرأة، أمور صعبة على الدول النامية أن تصل له.
السياحة في رواندا رائعة، فعاصمتها كيغالي تشد السياح الذين يحبون السفاري ويحبون الغوريلا.
البلد نظيفة ومليئة بالمولات والمقاهي، والمطاعم الجميلة والطعام النظيف والأسواق الشعبية.
يجب أن تدور في كيغالي لترى كيف أصبحت هذه البلد نظيفة، وترى سكانها ماذا يعملون في يومهم.
عفيفي: رواندا تعتبر من أكثر دول أفريقيا التي يمكن أن تزورها أمناً، حيث تستطيع السير في أي وقت من النهار أو الليل دون أن يضايقك أحد.
رحلة السفاري
هذه البلد إذا ذهبت إليها ستخرج في رحلة سفاري لأنها مكان خلاب تحوي بعض الأماكن الرائعة. وهناك منظمات أفريقية مسؤولة عن الرحلات.
المتنزهات التي تذهب إليها هذه الرحلات المنظمة، تحوي تنوعاً بيولوجياً كبير جداً. ستجد حيوانات برية مثل الفيل والزرافة ووحيد القرن والظبي الأسود والفهود وغيرها من الحيوانات المتنوعة.
من أشهر متنزهاتها يدعى Akagera. ففيه بحيرات ومستنقعات وجبال خضراء خلابة. Akagera من أجمل المتنزهات والغابات الموجودة في أفريقيا.
تأتي الناس خصيصاً لرؤية قرد mini، فرواندا مكان معيشة هذه الفصيلة من الشمبانزي، وهذا النوع مضحك جداً حيث يعيشون بهناء ويلعبون.
عدا عن الغايات والوديان والبحيرات والجبال والتلال، يمكنك أن تزور حديقة البراكين الدولية الموطن الأصلي للغوريلا الجبلية حيث تعيش هناك.
يمكنك زيارة بحيرة كيفو وهي من أكبر بحيرات أفريقيا وسادس بحيرة فيها، مساحتها 90 كيلومتر على طول الحدود مع الكونغو.
قريب منها تجد مجموعة من التلال المهيبة الخضراء، ويمكنك أن تزور جزيرة نابليون بالمراكب، وترى خفافيش الفاكهة الموجودة فيها.
وعلى هذه الجزيرة شواطئ وألعاب مائية. وعليك بزيارة غابة nyungwe وهي من الحدائق الجميلة جداً التي تحوي مناظر طبيعية جميلة.
وفي الجنوب الغربي من دولة رواندا، غابات استوائية كثيرة، وفيها تنوع بيولوجي كثيف. كشجر السرخس العملاق، وفواكه كثيرة وطيور غريبة ملونة، وفراشات كثيرة في كل مكان.
في الحديقة ستجد جسراً معلقاً على ارتفاع خمسين متراً، تصعد عليه وترى المنظر من فوق كم هو خلاب.
عموماً في رواندا المواصلات جيدة وخاصة الموتورسايكل.
عفيفي: الموتورسايكل أهم وسيلة مواصلات في رواندا، وتعتبر الوسيلة العامة بالنسبة لهم.
عدا أن رواندا تهتم بوسائل المواصلات، وتحاول بناء شبكة مواصلات جديدة.
الطعام في رواندا
لدى رواندا أطباق عديدة متنوعة، فلو أنك نباتي ستجد الأطعمة التي تحبها، ولو أنك لست نباتياً ستجد أيضاً أطعمة تحبها.
مثلاً لديهم الموز الأخضر المقلي ويضعون اليقطين مع الفاصولياء والبطاطا في طبق واحد.
وإذا كنت تحب الأكلات التي تحوي لحوماً ستجد أكلات مشهورة لديهم مصنوعة بلحم الماعز.
ولا تنسى أكلات السمك المتنوعة فهم يهتمون بالسردين والسمبازا الصغير.
ستجد في دولة رواندا أفضل قهوة في العالم، لكن سكان البلد لا يحبون شرب القهوة بل يحبون شرب الشاي.
حيث أن 99% من إنتاج القهوة في رواندا يتم تصديره و1% فقط يتم استهلاكه محلياً.
تطور التعليم
تطور التعليم عما سبق، ولن أتكلم في التفاصيل لكن سأقول بعض الأمور، التعليم تطور جداً والتكنولوجيا دخلت المدارس.
ربع ميزانية الدولة تذهب إلى التعليم، والتعليم مجاني. ولديهم برنامج تأهيل للمعلم ليتأكدوا أن المعلم يجب أن يعرف عمله جيداً.
الحياة السياسية والإجتماعية
رواندا الآن هي الأولى عالمياً في تمكين المرأة.
لكن منذ أكثر من عشرين سنة كان الرجل من قبيلة الهوتو يقتل إمرأته من قبيلة التوتسي دون عقوبة. وذلك لأنه إن لم يفعل فقبيلة الهوتو ستقتله.
ففي تلك الأحداث احتجزوا 200 ألف إمرأة من قبيلة التوتسي ليستغلونهم جنسياً. وهذه الحادثة لم يكن المتهم الوحيد فيها الهوتو.
بل القوات الفرنسية أيضاً، التي دخلت لنشر الأمن والسلام، فهم متهمون بالتورط في ذلك.
وبعد أكثر من عشرين سنة، رواندا تغيرت تماماً. فحسب تقرير الأمم المتحدة هي الأولى في العالم بتمكين المرأة في البرلمان.
ففي عام 2008 كان عدد السيدات في البرلمان 49% وكانت السويد حينها 47% وفنلندا 41%.
وفي عام 2013 وصلت نسبة السيدات في البرلمان الرواندي إلى 64% بينما في عام 1990 17%.
فيلم Hotel Rwanda يقدم قصة حقيقية عن الإبادة الجماعية التي حصلت عام 1994، وهناك شخص في الفندق أنقذ 1200 إنسان من القتل.
الفندق اسمه دوميل كولينز وهو الأن الفندق الأشهر في كيغالي. الناس يذهبون خصيصاً ليشاهدوا هذا الفندق الذي شهد تلك الأحداث.
وأنا عن نفسي أتمنى بلدي أن تأخذ دولة رواندا كمثل وتسير عليه. لم لا؟