صدرت الطبعة الأولى من رواية الحي اللاتيني عام 1953 وصدرت الطبعة الثانية والعشرون عام 2014.
تتحدث هذه الرواية عن شاب عربي من لبنان يلتقي مجموعة من الشباب في باريس جاء بهم نفس الهدف.
وهو إكمال تعليمهم والحصول على شهادات عليا، ولا يكاد يصل إلى الحي المخصص للطلبة حتى ينبهر بما يراه.
من بنايات وفنادق ومطاعم ومكتبات خصصت للطلبة، فيشعر بما توليه فرنسا للعلم ولطلاب العلم من أهمية كبيرة.
وفي هذا الحي اللاتيني سيعيش فصولاً ليست الأطول ولكنها الأعمق في حياته.
الحي اللاتيني وحياة الشباب
يتفق الشباب جميعاً بلسان الحال أنهم قصدوا باريس أيضاً للهروب من واقعهم في بلدانهم العربية.
فهم يعانون في بلدانهم الكثير من القيود ويذوقون ألوان الحرمان، ووجودهم في باريس يحررهم على حد تعبيرهم من هذه القيود.
ويوفر لهم متعاً مختلفة تطفئ ظمأهم وتشبع حرمانهم دون قيود أو حرج، فهذه دور السينما تفتح أبوابها كل مساء.
وخشبات المسرح توفر عروضها لعشاق الفن والمكتبات تزخر بألوان الكتب والعلاقة بين الفتيان والفتيات مظهر من مظاهر الحياة العادية للفرنسيين.
وقد انبهر الشباب العربي بهذه الحرية بعيداً عن عيون الرقابة الشرقية، فهي ولادة جديدة لهذا الشاب العربي اللبناني.
وفعلاً فقد أتاح لنفسه أن يستنشق عبق الحرية في عاصمة الأنوار وتعرف إلى فتيات أدهشته جرأتهن وجمالهن وثقافتهن وتحررهن.
وعانى أيضاً من مكر بعضهن.
كتب الحرية
في لقطة جميلة، وهو يمشي في الشارع والجو ممطر، لمح فتاة تسير تحت خيوط المطر وهي تقرأ في كتاب غير آبهة بما حولها.
وقد شدته هذه الصورة وأثارت إعجابه وبدأ يحدث نفسه، أنه هنا في صفحات هذا الكتاب سيجد راحة ضميره.
إن الكتاب وحده سيحرره من قيود هذا العالم المعذب الذي يعيش فيه.
ومثل هذه الفتاة لن يعبأ بعد بالمطر ولا بالعواصف ولا بأوراق الخريف المتساقطة ما دامت الكلمة التي يقرؤها ستقيه من كل شيء.
إن نور الحرف هو الذي سيشق له طريق الخلاص.
لا تضيع هدفك
وانتبه للهدف الذي من أجله أتى، فبدأ يهتم بإعداد رسالته ويقتني ما طاب له من الكتب.
وينصرم العام الأول متأرجحاً بين استغراقه في اللذة تارة واجتهاده في طلب العالم أخرى، ثم يعود ليقضي الصيف مع أهله في لبنان.
ولكن نظرته للأمور أصبحت مختلفة، فالجو يضيق به ويكاد يختنق بهذه القيود. وبعد عودته إلى باريس يكب على رسالته.
ويمضي معظم وقته في البحث والدرس والكتابة ويلتقي بأصدقائه، ولم تعد فتيات باريس لاحقاً أكثر ما يشغل بالهم.
بل إن أوضاع بلادهم وما تعانيه من أنواع التخلف والاستعمار آنذاك والاضطرابات السياسية وغيرها وما تنتظره منهم هذه البلدان.
تنتظر منهم العمل والتضحية، ويغدو ذلك أول رحلاتهم وأكبر همومهم.
الحب في الحي اللاتيني
تتخلل رواية الحي اللاتيني علاقة رومانسية مميزة يصف الكاتب سهيل إدريس تفاصيلها وأعماقها وصفاً دقيقاً يستثير في القارئ عواطف شتى.
ويعطي الكتاب بعداً آخر ويطبعه بطابع التشويق والسلاسة.
المصادر
.
يوتيوب قناة مصابيح من حبر / سهيل إدريس
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com