إسلامالحياة والمجتمعتعليم

ما حكم شبكة الخطوبة بعد فسخ الخطوبة

حكم شبكة الخطوبة عند فسخ الخطبة مع الدكتور عبد الله رشدي بسم الله الرحمن الرحيم، ما الذي سنفعله بالهدايا و شبكة الخطوبة قبل وبعد الزواج؟

هناك عدة حالات عندما يرتبط اثنان ببعضهما: الخطبة ثم عقد الزواج ثم الدخول أو البناء.

شبكة الخطوبة والهدايا

شبكة الخطوبة والهدايا

عندما يرتبط اثنان بخطوبة وقد جاء الخاطب ليجلس مع عائلة المخطوبة ويتحدث معهم ويتفقوا على الحاجات المطلوبة للزواج.

وضمن اتفاقهم أنهم يطلبون ذهباً أو ألماساً بقيمة معينة، وحينها يحضر الخاطب الذهب الذي اتفقوا عليه وهذه هي شبكة الخطوبة.

وبعد ذلك وخلال فترة الخطبة، يقدم الخاطب عدة هدايا أخرى، كذهب وساعة وهاتف وحلوى أو خروفاً في العيد، على قدر محبته لخطيبته.

ثم بعد ذلك يفسخا الخطوبة لخلاف ما، فيقرر أحدهما أن يترك الآخر، الخاطب أو المخطوبة. أياً كانت الجهة التي ستفك الخطوبة، فما الذي سيفعلونه بكل تلك الهدايا و شبكة الخطوبة ؟

الذهب والشبكة يشتريه الخاطب لأنه عرفياً جزء من المهر. فلا تستحق المرأة شيئاً من المهر إلا بعد عقد الزواج، حينها تستحق نصفه، ومع الدخول أو البناء تستحقه كاملاً.

فلو أن اثنين كانا مخطوبين، وفسخوا الخطوبة قبل الدخول فالذهب الذي هو جزء من المهر، لا تأخذ المخطوبة منه شيئاً.

سواء كان السبب في فسخ الخطوبة هو أو هي لا علاقة لذلك. فيأخذ الخاطب الذهب جميعه.

أما الهدايا الأخرى التي أحضرها، كالسيارة والهاتف أو أي شيء اشتراه ليس بصفته جزء من المهر، وإنما اشتراه لأنه سوف يتزوجها.

فتكون بمثابة هبة مشروطة قد اشتراها، لأنه لو لم يكن سيتزوجها ما كان ليشتريه لها، فما اشتراه إلا ليودها ويتقرب منها ومن أهلها، بمبدأ تهادوا تحابوا.

وهذه الهدايا لها عدة أحكام:

فالحنفية يقولون أن الهدايا المأكولة أو المستهلكة، كطعام وملابس ونحوه لا تعود للخاطب. والهدايا القائمة بعينها كالسيارة الهاتف والساعة، تعود للخاطب، لأنها هدايا مشروطة بإتمام النكاح.

الشافعية يقولون أن كل الهدايا التي قدمها وحتى المأكولة أو الملبوسة تعود للخاطب.

والحنابلة يقولون أنه لو كان الرجوع عن الخطوبة من جهة الخاطب فلا شيء له، وإن كان من جهة المخطوبة فتعيد كل ما قدمه. وهذا كلام منطقي.

شبكة الخطوبة وعقد القران والدخول

بعد أن يتم عقد القران، ويحصل بينهما خلاف لأي سبب أدى لطلاقهما، فإن كان أحضر لها بعد عقد القران هدايا بمليار جنيه وشقق وعقارات وإلخ.

ثم أرادت أن تطلق منه بعذر أنها لا تحبه أو له رائحة، أو لم يكن الرجل الذي ظنته، أي سبب لديها يجعلها تحجم عن إتمام العلاقة الزوجية مع الخاطب.

حينها تعيد المهر كاملاً بما فيه شبكة الخطوبة، لكن الهدايا التي أحضرها بعد الزواج لا تعود. مثل سيارة أو قصر أو أي شيء.

فهي هدايا لازمة أي ليس لأحد الزوجين حق الرجوع عن الآخر. أي ليس من حقه أن يطلب هداياه، عدا عن الهدايا السابقة في الخطبة.

والمهر هو أي شيء  تقدمه للزوجة قبل الزواج كي تتزوجها، فإن اشترط والدها أنه يريد شقة لابنته باسمها، فهي جزء من المهر.

إن كتب عليه والدها نصف أو كيلو من الذهب، فهذا من المهر. إن طلب كتابة مؤخر بقيمة مليون جنيه، هذا من المهر.

كل ما هو يمثل مقدم ومؤخر و شبكة الخطوبة وشقة اشترطت عليك وما في حكمها، كلها من المهر.

وعندما يحصل الطلاق ننظر، من الذي طالب بالطلاق، لو كان الزوج هو الذي سيطلق فلا يأخذ شيئاً من المهر الذي دفعه.

وإن كانت الزوجة فتعيد المهر الذي دفعه.

النفور بين المتزوجين

بعض الأزواج والزوجات لا يتقون الله، كأن تظهر أن الزوجة سيئة الطباع نحوه وونحو أهله، ويريد أن يطلقها لأنه لا يطيقها.

ورغم أنها تقوم بحقوقها وواجباتها الزوجية، لكن المشاكل دائمة بينهما، فهل هذا سبب أن يجعلها الزوج تطلب الطلاق حتى لا تطالب بالمهر؟

لا، لأنها طالما لم تمنع نفسها عنه في الحقوق الزوجية، وطالما تحسن قدر المستطاع حتى لو لم يتوافقا في الطباع والمشاكل دائمة.

ذلك لا يعد مبرراً لأن يأخذ الزوج شيئاً. ولو أن الزوجة وجدت أنها لن تقدر على المعيشة مع الزوج ولن تطيقه وكرهته.

ويتخاصمون يومياً، والرجل يعمل بما يرضي الله في الواجبات التي عليه والمسائل الشرعية، إنما الانسجام غير موجود بينهما وينفران من بعضهما.

فلا نطلب من الزوجة أن تطلق وتعيد المهر كاملاً.

هناك بعضهم يريد أن يطلق، ورغم أنها لم تخطئ في شيء، لكنه لم يعد يريدها، فيقوم بأعمال منفرة ليجعلها تتنازل عن كل شيء فمن يصنع ذلك فهو يأكل حراماً.

وبالمقابل يمكن للزوجة أن تكون قد كرهته مع أنه لا يصنع شيئاً خاطئاً، ولا أحد يقدر أن يجبرها أن تعيش مع من لا تحبه.

فتقوم بأفعال تجعله يطلقها كي لا يحصل منها على شيء من المهر ونحوه، فهذا مال حرام أيضاً. وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به.

انتبهوا أن يفعل أحدكم ذلك، فإن نفر أحدكم من الآخر، يطلق ويخلع بسلام.

أسئلة خاطبين انفصلوا عن بعض

بعض الشباب والبنات يقولون لك أنا كنت مخطوبة لأحدهم وأحبه ثم لم استرح معه، أو خطبت فتاة وأحببتها وتحبني لكني لم أسترح لها. 

فلو ترك أحدهما فسيتألم الآخر فما العمل؟ هل حرام أن ننفصل؟

لا، ليس حراماً. بل بالعكس أقول: ارحم نفسك وارحمها واتركها. أو ارحمي نفسك وارحميه واتركيه. 

لأنكما إن لم تكونا تطيقا بعضكما الآن في الخطوبة، فليس سوياً أن تتزوجا ويصبح لديكما أطفال، ومن ثم تهرولون إلى المحاكم لطلب الطلاق.

فالأفضل أن تفسخا الخطوبة قبل أن تخوضا التجربة، وعندما تجد نفسك لست ملهوفاً إلى الخطيبة، ابعد مباشرة.

وعندما تجدين نفسك أنك تملين من خطيبك، اعرفي أنه ليس هو المناسب لك. فلا ينفع أن تكملا حياتكما وإلا ستصبح الحياة بعد ذلك جحيماً.

هل الانفصال خيانة

إن ظن أحدكما أن الآخر تركه فهو يخونه، فليس في الحب خيانة، بل تغير في المشاعر، ولا يكون العيش بالإكراه.

فلا يقول الخاطب أو الخطيبة أنه تركني وخانني حسبي الله ونعم الوكيل فيه أو فيها، كل ذلك ليس له علاقة بالشرع بتاتاً.

أنت تحمل مشاعرك على الشرع، وتحاول أن تجد لك ملجاً شرعياً، ليس للشرع علاقة بذلك، لأن الشرع ينظر للطرف الآخر أيضاً.

وليس من حقك لأنك تحبها تجبرها على العيش معك رغماً عنها. هذا كلام خاطئ وغير واقعي.

خلاصة

فكما وضحت في كلامي السابق، فإن شبكة الخطوبة قبل الزواج لها وضع يختلف عن وضعها بعد عقد القران والدخول.

لأنها جزء من المهر، وقبل عقد القران لا يحق للخطيبة شيء منها، بينما بعد عقد القران مباشرة يصبح حقه من المهر النصف حتى لو تطلقا بعد ساعة.

ومجموع ما دفعه من قيمة المهر و شبكة الخطوبة يحق له النصف. فإن تم الدخول والنكاح وبعدها بيوم تم الطلاق مثلاً، وجب لها بذمته المهر كاملاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى