تغذيةصحة

أسباب تشتت الذهن وعدم التركيز

هل شعرتم يوماً بعدم التركيز؟ أو تشتت الذهن ؟ دعوني أخبركم كيف تتخلصون منه.

شرود الذهن عموماً هو غياب الوعي وسرعة النسيان وتشتت الانتباه، ويحدث هذا عندما تكون الخلايا الدماغية متعبة ومتعطشة للطاقة.

أسباب تشتت الذهن العضوية

أسباب تشتت الذهن العضوية

تعتمد هذه الخلايا العصبية عادة على الجلوكوز أو حمض اللاكتيك ( حمض اللبن) في حصولها على الطاقة.

إلا أن تناول هذه العناصر يسبب بعض الآثار الجانبية، كالخلل الإدراكي و تشتت الذهن .

والجيد في الأمر أن بمقدور الجسم الاعتماد على نوع آخر من الوقود وهو الكيتونات التي تحد من استهلاك الجلوكوز.

أي أنه لدى وجود كلا الكيتونات والجلوكوز في الدم والأوعية الدموية، نجد أن الدماغ لن يلجأ إلى الجلوكوز.

لأن الكيتونات تمنع لجوء الدماغ للجلوكوز، أما في بقية الجسم فالأمر على العكس.

فلو حاولتم الوصول إلى مرحلة الكيتو أو تناول الكيتونات ثم تناولتم بعض الكربوهيدرات وأصبح في الدم نسبة من الجلوكوز.

عندها يتم كبت الكيتونات وسيعتمد الجسم على الجلوكوز للطاقة، أما بوجود الجلوكوز والكيتونات معاً في الدم فإن الجسم يفضل الكيتونات.

القصور الإدراكي و تشتت الذهن

القصور الإدراكي وتشتت الذهن

في حالات القصور الإدراكي وشتات الذهن، فإن الخلايا العصبية بسبب التقدم في العمر أو تناول الجلوكوز باستمرار.

فهذا يسبب دمار الخلايا العصبية في عدة أجزاء من الدماغ كالقشرة الأمام جبهية والحصين الهيبوكامبوس كما أنه يسبب تشتت الذهن.

إليكم حل بسيط لتلافي دمار الخلايا العصبية، وهو البدء بزيادة نسبة الكيتونات، حيث تقوم الكيتونات بمهام عديدة:

تزود الخلايا العصبية بحاجتها من الغذاء.

تؤثر على قنوات البوتاسيوم حيث ترتبط هذه القنوات بشكل وثيق بعملية التواصل بين الخلايا العصبية وبذلك تزيد نسبة التواصل.

ولهذا احرصوا على الإكثار من البوتاسيوم سواء بالغذاء أو من المكملات فهو بمثابة المادة الأولية لهذه العملية.

وكذلك المتقدرة ( مصنع الطاقة في الخلية) عندما تحرق الكيتونات فهذا يؤدي إلى انخفاض نسبة المخلفات.

عندما يحرق الجسم وقود الجلوكوز ينتج عن ذلك نسبة كبيرة من المخلفات كفائض.

أما مع الكيتونات فالحال مختلف فهي أكثر فعالية وقدرة على استخلاص الطاقة من الكالوري.

كيف تتولد الكيتونات

الأمر بسيط بتخفيض نسبة الكربوهيدرات إلى ما تحت 50 جرام، وبالنسبة للبعض يجب أن تكون النسبة 20 جرام أو أقل عند تباطؤ الأيض أو عند التقدم في السن.

تأثير الصيام المتقطع

إليكم أمر آخر بغاية الأهمية وهو أن عليكم زيادة ساعات الصيام، لأن الصيام المتقطع ضروري جداً لإصلاح التلف الدماغي.

لا تقتصر فائدة الصيام على توليد المزيد من الكيتونات ولكنه يفعّل أيضاً بعض الجينات التي تحفز نمو الخلايا العصبية.

كما أنه يعزز من حالة الالتهام الذاتي وهي حالة يتم فيها تطهير الدماغ وبقية الجسم من البروتين التالف، فهي تساهم في تنظيف الجسم وتؤدي مهمة فعالة.

وهكذا نجد أن الصيام شديد الأهمية ويجب أن يمتد على الأقل 18 ساعة يتخلله فرصة لتناول الطعام كل 6 ساعات.

وينبغي أن يتلازم مع تخفيض الكربوهيدرات لحل مشكلة تشتت الذهن وبما أن الكيتونات تحد من استهلاك الجلوكوز فستحتاج لتناولها أيضاً.

مكملات الكيتونات

مكملات الكيتونات غالية الثمن بعض الشيء، ويوجد مصدر غير مكلف وفعال للحصول عليها وهو زيت MCT.

يلجأ البعض إلى زيوت MCT لتزويدهم بنصف كمية الدهون اللازمة في الحمية الغذائية، وهذا ممكن.

ولكن إذا اخترتم ذلك يجب أن تفعلوه بالتدريج، فالإكثار منه دفعة واحدة قد يتسبب بحدوث الإسهال والتشجنات.

عليكم التدرج بملعقة صغيرة ثم ملعقة كبيرة ثم زيادة الكمية بالتدريج على مدى الأسابيع.

ولكن لحالات تشتت الذهن والمشكلات المعرفية عليكم اتباع الصيام وتخفيض الكربوهيدرات معاً، وللحصول على نتائج أسرع يمكن تناول زيت MCT.

يمكن تناوله عدة مرات يومياً لضمان وجود الكيتونات في الدم التي سيحرقها الدماغ بغض النظر عن كمية الجلوكوز في الدم.

عوارض تشتت الذهن

إليكم أموراً أخرى يمكن فعلها أيضاً للتخلص من هذا العرَض، فهو في الحقيقة عرض وليس مرضاً فهو أحد أعراض تلف بعض الخلايا الدماغية.

النوم

فالحرمان من النوم يسبب تشتت الذهن بكل تأكيد، بسبب ما يترتب عليه من آثار على الكورتيزول والتوتر وسكر الدم، كما أنه مدمر للدماغ.

التفكير الكثير

نظراً لما نمر به هذه الأيام وكمية الضغط التي نشعر بها، فمن الطبيعي أن نستمر في تحليل الأمور.

أو التفكير في حل المشكلات طوال الوقت حتى أثناء النوم وأثناء التمارين أو أثناء التنزه في الطبيعة.

فيبقى المرء عالقاً بأفكاره في محاولة تحليل كل شيء إلى حد لا يطاق.

من المهم جداً أن تخصصوا وقتاً قصيراً من اليوم حتى ولو ساعة وتوقفوا عن التفكير، اخرجوا إلى الطبيعة وشتتوا انتباهكم.

مع أن الأمر صعب لأن الفكر يكون عالقاً في مشكلات عدة لذلك من الصعب التخلص من ذلك،لكن يجب أن تحاولوا التوقف عتن التفكير كي تستردوا تركيزكم.

مايكروبيوم الأمعاء

هناك صلة وثيقة بين ميكروبات الأمعاء والوظيفة الإدراكية، لأن هذه الميكروبات تنتج الأحماض الأمينية التي تتحول لاحقاً إلى نواقل عصبية.

وهكذا فإن هناك قناة بمثابة خط سريع بين الأمعاء والدماغ ذهاباً وإياباً. يجب أن تتذكروا هذا دائماً.

عندما لا تكون الأمعاء على ما يرام يجب معالجة المشكلة بأخذ المعززات الحيوية البروبيوتيك وتصحيح  النظام الغذائي.

وستلاحظون تحسناً كبيراً في الوظيفة الإدراكية، كما أن هناك بعض الصلات التي تربط بين مرض الزهايمر والصحة المعوية.

المصادر

قناة دكتور بيرج بالعربي


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى