تغذيةصحة

أضرار الحليب بين النظرية والإثبات العلمي


سأستفيض اليوم في المعلومات عن موضوع أضرار الحليب أو اللبن إن كان مسرطناً أو مسمماً أو يسبب هشاشة عظام.

وأعطي الدلائل العلمية وسأرد على كل شخص جادل في هذا الموضوع وخصوصاً من ينسب نفسه إلى قطاع الطب.

ولديهم مقاطع فيديو مع الأسف بعد أن سمعتها اكتشفت أن هؤلاء يحفظون دون أن يفهموا.

أضرار الحليب بين الحقيقة والإشاعة

أضرار الحليب بين الحقيقة والإشاعة

قبل أن أبدأ بمناقشة طرحهم وما الرد عليه في الجزئية العلمية تحديداً، سأتحدث لكم عن ثلاث أشياء مهمة للأمانة العلمية.

فأنا كشخص لا أحب الحليب ولا أشربه، ولكن ليس خوفاً من هشاشة العظام أو موضوع السرطانات أو أنه مسمم وآكل المنتجات الأخرى من لبن زبادي وجبنة ونحوها.

بالنسبة للجزئية الثانية وهي جزئية مهمة فكما اليوم خرجت لأنفي أضرار الحليب وخصوصاً لكبار السن فهو ليس مسرطناً ولا مسمماً ولا يسبب هشاشة العظام.

بل أن الدراسات تقول على أنه لا يوجد له فائدة لغاية اليوم مثبتة من استهلاكه لكبار السن.

بمعنى استهلاك الحليب لا يمنع هشاشة العظام ولا يمنعك من الكسور ولا يؤدي إلى تحسن الصحة بأي شكل من الأشكال فالأمر موضوع ذوق لا أكثر.

الأمر الثالث المهم فدائماً نتذكر أن المادة الغذائية أياً كانت حليب أو ماء أو تمر أو عسل أو أياً كانت الاعتدال والتوازن  هو المطلوب: كلوا واشربوا ولا تسرفوا

فإن أعطيتك لتشرب ستة ليترات من الماء ستموت وسأخرج ببحث أن الماء مسمم يسبب الموت.

نظريات الحليب من الناحية العلمية

لنبقى في الأمر المهم سأناقش بشكل علمي بداية، وبعدها سأناقش بعض الأفكار البسيطة التي لا أستطيع تجاهل الحديث فيها فلنبدأ:

النظرية الأولى

ظهرت هذه النظرية في بدايات 2009 بناءً على أرقام الإحصائيات في بعض الأماكن في بعض الدول.

النظرية: الحليب حامضي ودخوله في مجرى الدم يتسبب في سحب الكالسيوم من العظم لمعادلة حموضة الدم ويسبب هشاشة العظام.

الدليل: الدول الأوروبية الأكثر استهلاكاً للحليب هي الأكثر عرضة لكسور الحوض في كبار السن.

طبعاً هذه النظرية هي الركيزة الأساسية التي اعتمد عليها من خرج بنظرية أن الحليب مضر والحليب مسمم والحليب يحوي مشاكل.

لنرى العلم فعلياً ماذا يقول وسأحضر عدة مراجع وليس كلها لأنها كثيرة، لكن سأكتفي بتسلسل المراجع البحثية التي تقول عكس هذا الكلام.

الدراسة الأولى

الرد الأول على هذا الكلام في عام 2011 وكان مفاد البحث على أن تناول الأكل الحمضي لا علاقة له في معدل حموضة أو قلوية الدم.

وبالتالي الدليل العلمي لا يساند النظرية أن امتصاص الكالسيوم من العظم إلى الدم لمعادلة الحموضة.

وفي نفس الدراسة قالت على أن الدراسات الإحصائية التي أشارت إليها هذه النظرية على انتشار هشاشة العظم فقدت مصداقيتها تماماً عندما طبقت في المدن الحضارية.

وانحصرت نتائجها في القرى والأماكن الفقيرة نسبياً مما يدل على وجود عامل آخر في هذه المناطق وكانت التوصية على أن الحليب ومنتجاته يبقى مصدراً غذائياً للبروتينات والمعادن الأخرى.

الدراسة الثانية

في عام 2016 خرجت دراسة أيضاً وقالت على أن الناس الذين لا يتحملون اللاكتوز لا يجب أن يتوقفوا عن تناول منتجات الحليب كاملة.

لكن يتوجب عليهم التوقف عن تناول الحليب كحليب، لكن لو أكلوا اللبن أو الجبنة فلا مشكلة لديهم.

وقالت نفس الدراسة أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين استهلاك منتجات الحليب وتطور مرض الروماتيزم.

وقالت نفس الدراسة على أن استهلاك منتجات الحليب لا يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

الدراسة الثالثة

في عام 2017 خرجت دراسة بحثية قالت على أن الدراسات الإحصائية ليست دقيقة وتواجه عقبات في توحيد نوعية الغذاء على أنه سبب في ظل التنويع في الاستهلاك الغذائي ضمن الفئة المدروسة.

والمفروض أن تكون دراسة العادات الغذائية لمدة أطول، ويجب أن تكون قبل حدوث الكسور وعدم فعل ذلك يؤدي إلى نتيجة متحيزة.

أي أن فعلياً لو رأينا أناساً بغض النظر عن عاداتهم الغذائية الثانية ونمسك فقط في الحليب ونراهم قد أصابهم كسر في الحوض تكون الدراسة أكيد متحيزة.

وأضافت نفس الدراسة أنه حتى تاريخه لا يوجد دليل قطعي على ضرورة تعديل الاستهلاك المرتفع من حليب البقر.

الدراسة الرابعة

إذن، بعد كل هذه الدراسات فإن كنتم لستم مقتنعين فلنرى دراسات عام 2019 والتي بدأت في النرويج في شهر كانون ثاني.

ومفاد هذه الدراسة أنه لا توجد أي علاقة بين استهلاك الحليب ومخاطر الإصابة بكسور الحوض في النرويج رجالاً ونساءً.

الدراسة الخامسة

أما الدراسة الثانية والتي قامت أيضاً في عام 2019 فمفادها أنه لا يوجد علاقة بين ارتفاع استهلاك الحليب ومنتجاته مع مخاطر هشاشة العظام وكسر الحوض لكن قللت نسبياً انكسار الفقرات.

فيما يخص دراسة كثافة العظم كانت النتائج متباينة وغير متطابقة ولا يتم على أساسها التوصل إلى نتيجة قطعية في هذا الخصوص.

أظن أن موضوع هشاشة العظام وموضوع قلوية الدم وسحب الكالسيوم فهذه النظريات نفتها الدراسات العلمية من عام 2011 وحتى يومنا هذا.

النظرية الثانية

البقر تم حقنه بهرمونات النمو لزيادة إنتاج الحليب، وهرمون النمو سبب في تكاثر الخلايا السرطانية في الإنسان.

بالنسبة لهذه النظرية فهرمون النمو الخاص بالبقر مختلف تماماً عن هرمون البشر. ومن يقولون بهذه النظرية يدل على أنهم حافظين وليسوا فاهمين.

العلم عندما تحدث على Insulin growth Factor 1 وهو هرمون جداً مهم لنمو الخلايا أما فيما يخص هرمون النمو فالبقري لا يؤثر على الإنسان.

الهرمون هو عبارة عن مفتاح يفتح الخلية التي تناسبه، وفيزويولوجية البقر وخلايا البقر جداً مختلفة. يعني لا  يؤثر هرمون إنساني على البقرة كما يؤثر هرمون بقري على الإنسان.

لنرى الأبحاث ماذا تقول عن هذا الأمر وما أثر الحليب المحقون إن كان بهرمونات أو بغير هرمونات على مواضيع السرطانات المختلفة إن كانت سرطان ثدي أو بروستاتا أو قولون.

في بحث عام 2019 كانت استنتاجه أن نتائجه تطابق ما سبق من أبحاث وتدعم نظرية أن استهلاك الحليب ومنتجاته تزيد معدل Insulin growth Factor 1 في الإنسان.

وهذا الكلام جداً مهم لأن المعارضين لهذا الموضوع وجدوه فرصة للقول أنه سرطاني لأنه يحفز الخلايا السرطانية.

ولكنهم لم يقولوا أنه يعارض نظريتهم أن وجود Insulin growth Factor 1 وخصوصاً في الأطفال مطلوب للنمو وللتطور.

فإن تحدثنا على الكبار فهي حالة أخرى، لكن من قال أنه مسرطن ومسمم قالت أنه من عمر ستة أشهر فما فوق وهذا الكلام غير سليم طبعاً.

تأثير Insulin growth Factor 1

لنرى فعلياً مدى تأثير Insulin growth Factor 1 على مختلف أنواع السرطانات بالأبحاث:

سرطان الثدي

بالنسبة لسرطان الثدي فآخر بحث في عام 2019 قال أن الدراسات الشمولية والتوزيع الجغرافي للمرض لا تساند أي رابط ما بين سرطان الثدي والحليب أو منتجاته.

ويتوجب متابعة الدراسة لتشمل أكبر عدد من المشاركين ومن مختلف دول العالم للوصول إلى رابط مباشر.

يعني لا رابط مباشر ما بين استهلاك الحليب أو منتجاته وما بين سرطان الثدي.

سرطان البروستاتا

أما بالنسبة لسرطان البروستاتا فكانت الدراسات والنتائج متضاربة وهذا الكلام من عام 2018 ولغاية اليوم.

الدراسة الأولى كانت في عام 2018 قالت على أن هناك بروتين يسمى لاكتوفيرين Lactoferrin وهو بروتين طبيعي في الحليب قد يكون واعداً كمضاد طبيعي لسرطان البروستاتا.

أي أن الحليب يمكن أن تكون فيه مادة مضادة للسرطان، لكن في عام 2019 خرجت دراسة أخرى تقول:

من المحتمل إيجاد علاقة بين كثرة استهلاك الحليب وسرطان البروستاتا وتطوره وبناءً عليه نوصي بخفض الكميات المستهلكة للرجال.

أي أنه من المحتمل ولا يعني إيقافه بل تخفيض كميته.

لكن في الدراسة تلتها في 2019 قالت أنه بالرغم من وجود بعض البيانات التي تشير إلى أن الاستهلاك الزائد من الحليب قد يكون مرتبطاً بسرطان البروستاتا إلى أن الأدلة البحثية غير متطابقة.

لكي نثبت شيئاً يجب التكرار وإثبات ما سبق فلا يجوز أن تكون حالات فردية أو دراسة فردية ونأخذ بها.

سرطان القولون

ما علاقة Insulin growth Factor 1 والأشياء الهرمونية ومنتجات الحليب بسرطان القولون؟

في 2019 كانت آخر دراسة عن سرطان القولون وجدت على أن استهلاك الحليب ومنتجاته وبكثرة مرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بسرطان القولون بكل أشكاله التشريحية وأماكنه

الحاصل في موضع السرطانات أنه لا يوجد دليل علمي واضح وثابت للقول أن هذا مسرطن أو معالج للسرطان.

 كلها ما زالت أبحاثاً وما دامت أبحاثاً فهذا يعني أنها فرضيات ولم تثبت هذه الفرضيات.

نظرية المضادات الحيوية

لنتكلم في موضوع المضادات الحيوية التي يعطونها للأبقار والماشية فيجب أن نفهم مبدأ المضادات الحيوية التي تعطى للحيوانات فهي نفسها التي تعطى للإنسان .

بداية المضاد الحيوي يعطى للبقرة والماشية وقت المرض فقط وليس أنها تحقن بشكل دائم به.

وكما جسم الإنسان يأخذ المضاد الحيوي ويتعالج به ويتخلص منه في غضون خمسة أيام نفس الكلام ينطبق على الماشية وكذلك البقر.

والرقابة صارمة جداً في موضوع المضادات الحيوية وإعطائها للأبقار وفحص منتجات الأبقار وفحص الحليب وفحص الأجبان واللحوم وكل شيء من أجل أمر السلامة.

وهذا الكلام مثبت علمياً ولا يوجد عليه كلام أو جدل حتى من الناس الذين هاتروا في هذا الموضوع.

إذا كنتم خائفين من أمر المضادات الحيوية فالأولى أن تكونوا كبشر لا تسيئوا استخدامها.

فليس بمجرد أن تمرض تبلع المضاد الحيوي بدون استشارة الطبيب ودون أن تنهي الجرع لأن هذا أخطر بكثير من المضاد الحيوي الذي تتناوله.

اللاكتوز وعدم تحمله

اللاكتوز هو عبارة عن سكر طبيعي موجود في حليب البقر والإنسان منذ ولادته يكون لديه إنزيم اللاكتيز في أمعاده ليكسره ويحوله إلى سكر.

وعندما يكبر الطفل ويبدأ بالانقطاع تدريجياً عن الحليب ويتجه إلى الغذاء الآخر، فعلياً هذا الإنزيم يصيبه الضمور وتبدأ كميته بالتناقص.

فالناس فعلياً يمكن أن يصيبهم عدم تحمل اللاكتوز بسبب عدم استمرارهم لشرب الحليب، وهذا يشبه أمر الزائدة الدودية والتي كان لها وظيفة ولم تعد لها وظيفة هذه الأيام.

فهل هناك أناس يخلقون بعدم تحمل للحليب؟ نعم هناك 5% من سكان العالم يخلقون بعدم تحمل الحليب و 65% من سكان العالم يكتسبون عدم تحمل اللاكتوز بسبب نقص الإنزيم.

كمية الحليب الآمنة

ما هي كمية الحليب الآمنة المعتدلة التي يمكن للإنسان البالغ أن يشربها دون أن يصاب بأي أضرار جانبية؟

الجواب جداً بسيط، إن كنت تشرب كأساً أو كأسين أو خلطته مع القهوة في اليوم فأنت في أمان.

كل الدراسات أصلاً التي خرجت للمهاترة خرجت في أمر استهلاك ليتر فأكثر في اليوم وهو أمر لا أظن أحداً يفعله بهذه الكثرة.

حكم عقلك

بقي أمر أريد أن أتحدث فيه وهو أمر المنطق، والسبب في أني أريدكم أن تحكموا عقولكم حتى لو أنكم لا تقرأون البحوث وتفكرون قليلاً في الأمور التي تطرح.

الحمضيات وهشاشة العظام

في أمر هشاشة العظام وأن الحليب حمضي ويجعل الكالسيوم يمتص من العظم ويذهب في مجرى الدم ليعادل الحمضية والذي قلنا عنه أن لا أساس علمي له.

هل فكر أحدكم على أن الكالسيوم أصلاً موجود في الحليب، أي لا يحتاج فعلياً الجسم أن يخرجه من العظم ليعادل حمضية أو قلوية الدم.

والأولى لو كانت نظرية الحمضية والقلوية صحيحة، أننا نتأثر بهشاشة العظام بأكل الفواكه الحمضية  من ليمون أو برتقال أو تفاح.

والغريب في الأمر أن البعض الذين سببوا هذه البلبلة كلها أصلاً من الناس الذين يشجعون على الحموضة ويشجعون الناس على شرب خل التفاح دون التفكير في هشاشة العظام.

منتجات الحليب الأخرى

الأمر الثاني الذي أريد التحدث فيه أننا لنفترض جدلياً أن البقر مليء بالهرمونات والحليب مليء بالهرمونات.

ألم يفكروا أن الناس الذين تتابعونهم والذين خرجوا بهذه الحجة هم أنفسهم الذين يشجعونكم على أكل اللبن الزبادي وعلى الزبدة وخلط الزبدة.

فهي كلها منشؤها بقري وكلها محقونة بالهرمونات ولا أظن أنهم سمعوا عن كلمة organic أو عضوي قبل ثلاث سنوات من اليوم.

منظمة الصحة العالمية

بالنسبة لموضوع مسرطن أو غير مسرطن قامت منظمة الصحة العالمية ومنظمة البحث الأمريكية ومنظمة الغذاء والدواء بتصنيف وهي جداً واضحة في هذه الأمور.

ولا دخل للحليب ومشتقاته في أي لحظة من اللحظات من أي تصنيف فيها حتى على سبيل الاحتمالية والسبب أن الدراسات لم تثبت هذا الكلام بأي شكل من الأشكال كما ذكرت سابقاً.

الأمر الضروري الذي يجب أن نفهمه على أن هذه المنظمات التي نتحدث عنها ليست دول حكومية بل منظمات دولية ليس لها أي مصلحة.

بالعكس فإن الدول تحب أن تقول منظمة عالمية أن هذا مسرطن أو لا كالتبغ والكحول لتفرض عليه ضرائب وتربح منه أموالاً في حال احتجت للعلاج في وقت من الأوقات.

مقارنة الإنسان بالحيوان

بعض المنتسبين أو الناسبين أنفسهم للعلم خرج بجدل غريب الأطوار على أن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يشرب حليب حيوان آخر.

وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً فلا يجب مقارنة الإنسان بخلقته وبهيئته وتسلسله الغذائي .

أمر ثاني مهم، كون الضباع مثلاً تأكل الجيف لا يجعل من الإنسان يأكل الجيفة ويقول ما دامت الضباع تأكلها فأكيد أنها مفيدة.

والأمر الأهم إن كنت ستأخذ على هذا المقياس فالإنسان هو الكائن البري الوحيد القادر على الاصطياد من البحر وتناول السمك وثمار البحر.

هذا لا يعني أنها مسممة ولا أنها مضرة أو تسبب هشاشة عظام أو هسس في الدماغ.

خاتمة

إن شاء الله أكون قد غطيت كل الأسئلة الموجودة في بالكم وأعطيتكم الإثبات العلمي وأريكم على أن الناس يخرجون بموضة هدفها هو خلق المتابعات والفزع والحصول على المال.

كلوا واشربوا ولا تسرفوا

وإن شاء الله تظلوا بصحة وسلامة وأنا أشكر كل شخص شاهد هذا الفيديو وخرج مثلي ليتحدث عن الصخب الذي حدث على أن الحليب مسرطن أو مسمم.

لأن هذا الكلام كله خزعبلات وفارغ وإن شاء الله تظلوا دائماً بصحة وسلامة.

مصادر ومراجع

Milk and acid-base balance

Effects of Dairy Products Consumption on Health

Is milk a kindness or a curse

Milk drinking and risk of hip fracture

Effects of Milk and Dairy Products on the Prevention Fractures in Europeans and Non-Hispanic Whites from North America

Association of dietary intake of milk and dairy products with blood concentrations

Milk and yogurt intake and breast cancer risk

Association between Dairy Product Consumption and Colorectal Cancer Risk

Bovine Milk Lactoferrin Selectively Kills Highly Metastatic Prostate Cancer

Dairy Products: Is There an Impact on Promotion of Prostate Cancer

Milk and Dairy Product Consumption and Prostate Cancer Risk and Mortality

Cow’s Milk Consumption and Health: A Health Professional’s Guide

Consumption of milk and dairy products and risk of osteoporosis and hip fracture

National Drug Residue Milk Monitoring Program

Risk Management of Animal Drug Residues in Milk and Milk Products

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى