شخصياتقصص وحكايات

ارطغرل العقاب الجارح مؤسس الامبراطورية العثمانية 

ارطغرل العقاب الجارح : في فترة من الزمان كان الظلم مخيم على هذا المكان، لم يتوقع أحد أن تقوم هذه الدولة الإسلامية من القبائل، لتحكم العالم على مدار ستمائة عام.

وذلك من ثمرة رجل عظيم آمن بالله ورسوله، فسار في طريق المصلحين، وأراد أن يعد قبيلته إعداداً محكماً وأن يربيّهم على القيم والمثل.

ويزرع فيهم الإيمان والعمل الصالح، لتنبت منهم نبتة ستكون شجرة يحتمي بها الناس فيما بعد، ذلك الصالح هو أرطغرل.

الإنسان المسلم والرجل المربي، الذي أخرج جيلاً مميز القوام، والذي حفظ الأقوام.

فكان نتاج سعيه في سبيل الله هو خروج الإمبراطورية العثمانية العظيمة، التي ظلت شامخة على مدار ستمائة سنة.

في هذه الصفحة الذهبية من التاريخ سنعرض قصة أرطغرل القصة الحقيقية التي لم تروى.

ارطغرل العقاب الجارح

ارطغرل العقاب الجارح

أرطغرل العقاب الجارح هو الأمير الغازي القَيوي التركماني، يعني إسمه في التركية الرجل العُقاب أو الطير الجارح البطل.

يعود أصل أرطغرل إلى قبيلة قايه من قبائل الأوغوز الأتراك، المكونة من أربعة وعشرين عشيرة، تتفرع إلى ثلاث إمارات يطلق عليهم اسم بوزوق لار.

هناك رأيان حول تحديد والد أرطغرل بين سليمان شاه وغوندوز آلب، ويرجح المؤرخون أن والد أرطغرل هو غوندوز آلب، لأن سليمان شاه كان ذكرى باقية من اسم فاتح الأناضول.

ومما يؤكد هذا الرأي، هو اكتشاف عملة معدنية مصكوكة من عصر عثمان بن أرطغرل، نقش عليها اسم أرطغرل واسم والده غوندوز آلب.

إلا أن بعض المؤرخين يصرون على أن أرطغرل هو بن سليمان شاه.

والد أرطغرل العقاب الجارح سيد قبيلة قايه، وهو رجل يحمل قيماً وأفكاراً ورثها من أجداده.

وسارت عليها قبائل التركمان، قام بتربية أولاده على قيم مثلى كالشجاعة والدين ونصرة المظلوم.

وفي تلك الفترة كانوا يقطنون منطقة تسمى خِلاط، الواقعة في طرف بحيرة وان ، على الساحل الشمالي الغربي منها، وكانوا يبحثون عن أراضٍ يقيمون بها بعيداً عن هجمات المغول الوحشية، التي اجتاحت تلك المناطق.

ولادة ارطغرل العقاب الجارح

ولادة ارطغرل العقاب الجارح

ولد أرطغرل عام 1191 في مدينة خِلاط، ونشأ في كنف والده ووالدته وهو ثالث أبناءهم، ولكنه يختلف عن إخوته بصفات قيادية، كالإصرار والشجاعة والإقدام.

وفي عام 1227 تزوج من السلطانة حليمة وتشير الروايات أن والد حليمة هو السلطان غياث الدين مسعود، من سلاطين السلاجقة.

كان للسلطانة حليمة شأن وتأثير كبير في تاريخ قبيلة قايه وتأسيس الدولة العثمانية، فهي سلطانة ترعرعت ونشأت في قصور السلاجقة من سلالة سلجوقية.

ثم انتقلت إلى خيمة السيادة في قبيلة قايه، بجانب الأم هيما وبصحبة زوجها أرطغرل.

كانت قبيلة قايه تستوطن في بلاد ماهان قرب بلخ ، عندما ظهر جنكيز خان وأخرج منها السلطان علاء الدين خوارزم شاه، فتفرق أهلها.

وترك والد أرطغرل البلاد مع من تركها من الملوك وغيرهم، فقصد بلاد الروم ثم قصد صوب حلب ، وهي مدينة سورية لها أثر كبير في نفوس الأتراك، وكان لها دور في قيام الدولة العثمانية.

ومضت الأيام ومات والد أرطغرل ، فأراد الإبن بعد وفاة أبيه أن يكمل مسيرته في البحث عن وطن آمن، بالرغم من كثرة المخاطر، بينما أخوانه أرادوا العودة إلى موطنهم الأصلي بحثاً عن الأمان والسلام.

كان لظهور المغول أثر كبير في إزاحة عدد كبير من أتراك آسيا، الذين يعيشون في مناطق تركستان و أفغانستان إلى الغرب.

وكان من هذه المناطق الأناضول، فأدى هذا إلى زيادة تتريك الأناضول وأسلمتها، حيث كان معظم هؤلاء المهاجرين من الأتراك المسلمين.

وخلال القرن الثالث عشر، عمت الاضطرابات والفوضى في كل من السلطنة السلجوقية والإمبراطورية البيزنطية، مما أدى إلى ضعف السلاجقة.

وبعد الحملة الصليبية الرابعة عليها، عام 1204 وعندما استولى الصليبيون على القسطنطينية أزالوا السلطنة السلجوقية تماماً.

مشاركة ارطغرل الأولى في معركة السلاجقة

مشاركة ارطغرل الأولى في معركة السلاجقة

سار أرطغرل مع القبائل التي انضمت معه إلى جنوب الأناضول، عند حدود بيزنطة وقبل أن يصل إلى وجهته شاهد جيشين مشتبكين، فوقف على مكان مرتفع من الأرض وراقب المعركة.

ولكنه آنس الضعف في أحد الجيشين فدبت فيه النخوة الحربية، ونزل هو وفرسانه مسرعين لنجدة الضعيف، فأعمل فيهم السيف والرمح ضرباً ووخزاً، حتى هزمهم شر هزيمة.

وبعد أن تم النصر علم أرطغرل أن الله قيّده لنجدة جيش دولة السلاجقة، بقيادة السلطان علاء الدين ققباد، وذلك في معركة ياسيجين، على جيش السلطان جلال الدين الخوارزمي.

ارطغرل العقاب الجارح وأرض في الأناضول

وبعد هذا الإنتصار الكبير، ارتبطت علاقة قوية بين السلطان علاء الدين معأرطغرل العقاب الجارح ، وأصبح تبعاً للدولة السلجوقية في قونية، وهي مدينة تركية.

منح البات شاه السلجوقي أرطغرل حدوداً صغيرة جداً في سوغوت في تركية، ليتمكن من صيانة الحدود وتوسيعها، فاستوطن أرطغرل وعشيرته في القسم الشمالي الغربي من الأناضول.

وعام 1231 قدّرت مساحة هذه الإقطاعية ما بين 1000 إلى 2000 كيلومتر مربع، ولكنها كانت حجر أساس الدولة العثمانية، التي ستقوم على يد ابنه عثمان غازي.

ولادة عثمان بن أرطغرل

ولادة عثمان بن أرطغرل

في عام 1258 الموافق 656 للهجرة، ولد عثمان بن أرطغرل، في مدينة سوغوت، وهو نفس العام الذي اقتحم به هولاكو بغداد ودمرها.

ولكن المغول والعالم لم يعلم أن هذا المولود سوف يبعث الروح من جديد في هذه الأمة ويجدد لها دينها، ويؤسس دولة تتصدى لكل الدول، وتصبح أقوى امبراطورية في تلك المرحلة.

وفاة ارطغرل الصقر الجارح

وفاة ارطغرل

أوصى أرطغرل ابنه عثمان بضرورة الإهتمام بأولياء الله من العلماء، وحذره من الظلم وأمره بالعدل، فجمع عثمان مع صفاته القيادية التي صقلها في ميادين الجهاد والمعارك، العلم والفقه الإسلامي.

وبعد حياة طويلة عاشها أرطغرل ما بين الجهاد والفتوحات والتربية، لم تعد عظامه قادرة على حمل جسده، وتوفي عام 1284 عن عمر يناهز التسعين.

فحمل الراية ابنه عثمان وسار نحو تأسيس الأمبراطورية العثمانية.

لم يكن أرطغرل أميراً مشهوراً ولا فارساً أسطورياً، ولم يطمح حتى في الدولة التي كانت فيما بعده، ولكنه كان قائداً شجاعاً حكيماً، ومربياً في المقام الأول.

كانت هذه لمحة قصيرة عن حياة القائد أرطغرل، الجذر الذهبي للدولة العثمانية.

مقتطفات للقراءة حول ارطغرل

ازدادت قوة أرطغرل مع مرور الوقت بانضمامه إلى أمراء الحدود أو قادة الجبهات الآخرين من ذوي الخبرة.

وأصبح أمير منطقة حدود صامصا شاويش الذي كان أول من استخدم لقب شاويش في الدولة العثمانية.

وآيكوت آلب وآقجة كجا وقره تكين، وقونور آلب الذي هو أول قائد عسكري تركي خدم في الدولة العثمانية بُعيد قيامها.

ظل أرطغرل أمير منطقة حدود في خدمة السلاطين السلاجقة، ووفقاً للروايات التراثية استمر ولاء أرطغرل للسلاطين السلاجقة المتعاقبين.

وأعلن ولاءه للسلطان غياث الدين كيخسرو الثالث، وقدم له هدايا وافرة عندما زار الحدود الغربية مع بيزنطة عام 1279م، وبعد هذا التاريخ سلّم أرطغرل قيادة قبيلة قايه إلى عثمان.

وعهد أرطغرل بابنه عثمان إلى الشيخ إده بالي من نسل بني تميم ، كي يعلمه ويرشده طوال حياته ويربيه معنوياً.

فكان عثمان يذهب إلى شيخه دائماً باستمرار ويسأله الدعاء، اتفقت الآراء أن عثمان غازي بن أرطغرل أصبح أميراً على القبيلة.

فتابع مسيرة أبيه في استمرار الفتوحات ضد البيزنطيين بدلاً من التناحر مع قبائل التركمان المجاورة عقب سقوط الدولة السلجوقية.

فقام بإيصال مساحة الأراضي من بعد والده من 4800كم2 إلى 16000كم2، في عام 1299 ميلادية وعاصمتها مدينة سكود، وصكت أول عملة في عهده.


المصادر

 

وثائقية أحداث وحقائق / YouTube


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى