البحث في نظرية التطور وجائزة نوبل : منذ بداية نقدنا للعلم الزائف، كان هناك اعتراض يتكرر بكثرة، خلاصته سؤال وجه إلينا، لماذا لا يتقدم كل شيخ، ويبرز رسالته عن التطور، ويأخذ جائزة نوبل؟
أي بمفهوم سؤال هؤلاء الأشخاص، أنني بمجرد أن أرسل بحث علمي مدعوم بالأدلة، أسقط فيه نظرية التطور، ستتلقفه مجلات، مثل مجلة الطبيعة nature ومجلة العلم science
وتأخذني لجنة جائزة نوبل بالأحضان، ويقولون لي، جزاك الله خيراً، أين كنت منذ زمن طويل، أنقذتنا من الضلال، وبينت لنا بطلان نظرية التطور، ومكافأة لعملك، سأمنحك جائزة نوبل.
هي فكرة رائعة، لما لا أفعلها بالفعل، ولكن قبل أن أتعب نفسي، وأخوض هذه التجربة، سنخوض معاً قصة البحث المتعلق، بوظائف يد الإنسان، المنشور في مجلة plos one عام 2016 ونتدارس بعدها، احتمالية حصولي على جائزة نوبل.
بحث عن اليد وفقاً إلى نظرية التطور
فريق باحثين صينيين، أجرى تجارب تفصيلية، بين فيها مدى دقة عمل اليد، وملائمتها للقيام بالنشاطات اليومية، التي يحتاجها الإنسان.
البحث حافل بالتجارب، والرسومات التوضيحية، والتحاليل والمعادلات، ولكن الباحثين تجرأوا وأعملوا عقولهم، فلم يقفوا عند الحدود التي وضعتها المادية.
والتي تمنع العقل من أن يستنتج، الاستنتاج الواضح من العلم، وهو أن هذه الأيدي عظيمة التركيب، لا بد لها من خالق، خلقها عن إرادة، لغايات محددة، وكتب الباحثون كلمة خالق creator ثلاث مرات في البحث.
الخاصية الميكانيكية
كتب الباحثون الصينيون، في الموضع الأول في بحثهم: إن العلاقة الوظيفية الواضحة في اليد، تشير إلى أن الخاصية الميكانيكية الحيوية.
لهذا البنيان من الأوتار الضامة بين العضلات والمفاصل، هي التصميم المناسب، الذي وضعه الخالق، كي تؤدي اليد وظائفها اليومية، بشكل مريح.
ابداع الخالق
وكتبوا في الموضع الثاني: لا شك أن التناسق في اليد، يشير إلى سر إبداع الخالق، كأن الباحثين ذهلوا لما رأوا هذه العظمة في الخلق.
يمكنك أن تفتح كتاب التشريح، وتتصفح فيه فصل تشريح اليد، أو فيديو عن التشريح، فنحن نتكلم هنا، عن اليد من الرسغ فقط، لأنه كان موضوع بحث الفريق الصيني.
اقرأ عن عدد العظام في اليد، وهم 27 عظمة، وتركيب العظام الثمانية في الرسغ، والتي تمكن يدك، من القيام بأنواع الحركات المختلفة.
انظر إلى أنواع العضلات في هذه اليد، الإبهام مثلاً، هو يحتاج إلى أربع عضلات، حتى يقوم بحركاته، ووظائفه المختلفة.
تأمل الغضاريف، التي تمنع احتكاك العظام ببعضها، وتأمل الأوتار والأربطة، التي تربط بين العظام المختلفة، وبين العظام والعضلات، لتسمح لليد بعمل الحركات المختلفة.
كل منها في مكانه المناسب، متداخلة مع شبكة الأوعية الدموية والأعصاب، وتأمل كيف أن اليد مربوطة في الساعد، وعضلاته بشبكة من الأربطة.
تشعر بهذا إذا قبضت أصابعك وبسطتها، هذه اليد المغطاة بالجلد، هي عالم مذهل، وكلما تعمقت فيه، تكتشف المزيد من الأربطة، والعضلات وغيرها.
شبكة مترابطة متداخلة متكاملة منتظمة، كل شيء فيها يؤدي وظيفته، فهي عالم مذهل، قلما نتفكر فيه، فكيف إذا انتقلت إلى علم وظائف الأعضاء.
لترى كيف يمكن هذا التركيب البديع، اليد للقيام بكل ما يحتاجه الإنسان من حركات، وهو موضوع بحث فريق العلماء الصينيين، فحق لهم أن يقولوا في بحثهم، لا شك أن التناسق في اليد، يشير إلى سر إبداع الخالق.
تصميم الخالق
وفي ختام البحث قال فريق الباحثين هذا، أنه قد تعين دراستنا على تحسين فهمنا لليد البشرية، وعلى التأكيد، أن هذا البنيان الميكانيكي، هو التصميم الملائم، الذي وضعه الخالق.
لأداء بارع، ووظائف عديدة، بعد إعادة التصميم التطورية، التي حدثت ليد أجدادنا، على مدى ملايين السنين.
إذاً فإن الباحثون لا ينكرون تحدر الإنسان، عن أسلاف حيوانية، ويستخدمون كلمة التطور، ولكن ينصون على أنه لا بد من عمل للخالق، في تصميم اليد.
جريمة إنكار التطور والاعتراف بالخالق
اكتشف الدكتور جيمس ماكنري، هذه الجريمة بعد شهرين، من نشر البحث الصيني، وهو مختص في التطور الجزيئي، في جامعة مانشستر.
أي هو أحد المستفيدين من نظرية التطور، والذين يرون مصائرهم، معلقة بالخرافة، فسقوطها سقوط لهم، كما بينا سابقاً.
قام ماكنري، بالغريد على تويتر قائلاً: إن مجلة plos one هي الآن أضحوكة، التصميم المناسب من قبل الخالق؟ هذا يجعل المجلة سخرية، وتغريدتي الأصلية، كانت عنيفة، لأن الخالقية ظلت تضايقني، لأكثر من عشرين عاماً.
ولكنه لم يناقش بشكل عملي، ولا فهم ولا تحليل، بل كان تعبير عن انزعاجه، وبعد ذلك، أطلق أصحاب نظرية داروين، تغريدة على تويتر، فضيحة كلمة الخالق، في البحث الصيني، على غرار فضيحة، ووترغيت.
وبدأ السجال تحت هذا الاسم، وخرجت كلمات أخرى، مثل يد الخالق وغيرها، وانطلقت محاكم تفتيش جماعة نظرية داروين، ووضعت مئات التعليقات والتفاعلات، على موقع المجلة الناشرة مستنكرة ومستهزئة، ومطالبة بسحب الورقة فوراً.
تبرير مجلة الطبيعة عن خطأ المقال
وطبعاً دخل على الخط مجلة الطبيعة nature فأجرت تحقيقاً، مع المؤلفين والمجلة، ونشرته في اليوم التالي، في مقال بعنوان، ورقة تقول أن يد الإنسان.
صممت من قبل الخالق، تشعل القلق، بحث خلقوي بوضوح، يدفع إلى مراجعة النفس، حول عملية تحرير، ومراجعة الأوراق العلمية.
وضمن محكمة التفتيش، قامت مجلة nature الإتصال مع سيونغ، العضو الرئيس في البحث العلمي، وسألته كيف كتب كلمة الخالق؟
فقال: في الواقع نحن لسنا متحدثين أصليين للغة الإنكليزية، كما أننا فقدنا تماماً، دلالات بعض الكلمات، مثل الخالق، أنا آسف جداً لذلك.
وعلق أحد التابعين لنظرية داروين، بول مايرز قائلاً: ليست هناك أخطاء في معلومات البحث، حسب ما أرى، لكن المؤلفين، عملوا قفزة مفاجئة في ملخص البحث، وفي استنتاجاته، بمعنى أنه لا مشكلة للمعلومات، ولكن في الاستنتاج.
المطالبة بسحب المقال من المجلة
وعندما انتشرت الفضيحة، بدأ بعض الدكاترة، الذين يراجعون أبحاث مجلة plos one عادة، ممن لم يمر عليهم، هذا البحث بالذات.
بدأوا يتبرأون من هذه الجريمة، وأن المجلة عليها أن تسحب المقال، وإلا استقالوا من عملية تحكيم أبحاثها.
وهدد آخرون، بأنه ما لم يسحب هذا البحث، فإنه وتلاميذه وزملائه في الأبحاث، سيضطرون للتوقف عن قراءة أبحاث المجلة كلها، وليس هذا البحث فقط.
يذكرني هذا حقيقة بأبي جهل، وأمية بن خلف، وسائر الجاهليين، عندما كانوا يهددون، بأنهم وعشائرهم، لن يتعاملون مع بني هاشم، ولا يتزوجون منهم،
ولا يزوجونهم، ولا يشترون منهم، ولا يبيعون لهم، إنكاراً عليهم، أنهم حموا النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا وللعلم بأن الباحث مايرز، هو باحث عريق، له حالياً ستة وثمانون بحثاً منشوراً، كما أن مجلة plos one هي مجلة مرموقة.
كانت قد منحت عام 2009 جائزة الابتكار في النشر، من جمعية ناشري مجمتع المهنيين والمثقفين، ومع ذلك، بمجرد أن ذكرت في صفحات المجلة، كلمة الخالق.
بعض التبريرات من بعض المنصفين
أصبحت المجلة محط حنق، وسخرية للتابعين إلى نظرية داروين، ويجب مقاطعتها تماماً، كما فعل اليهود، مع عبد الله بن سلام، حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عنه.
قالوا: خيرنا وابن خيرنا، سيدنا وابن سيدنا، وعالمنا وابن عالمنا، فلما عرفوا أنه أسلم، قالوا: شرنا وابن شرنا، وجاهلنا وابن جاهلنا.
ولكن لا يخلوا الأمر، في التابعين لنظرية داروين، من منصفين، فقد قال المنصفون، ومنهم دكتور البيولوجيا التطورية، مارك ليفنسون، من جامعة لوزان.
قال: أتفق مع الجميع تقريباً، في أنه من غير المناسب، ذكر كلمة الخالق، بحرف c كبير، في الورقة، وليس هناك عملية إنسانية، خالية من الأخطاء، ولكن من المهم الآن، هو كيف تتعامل المجلة، مع هذا الخطأ.
اعتذار المجلة على نشر هذا المقال
وتحت كل هذا الضغط، نشرت المجلة في نفس اليوم، إعلاناً بأنها عرفت عن الموضوع، وأنها تحقق فيه بعمق، ونشرت مرة أخرى في نفس اليوم أيضاً.
أنها تعتذر عن ورود كلمة الخالق، وما يدل عليه ذلك، بأن لغة المقال، لم يتم الانتباه لها، بشكل جيد من قبل المراجعين.
وفي اليوم التالي 2016 نشرت المجلة، أنها ستقوم بسحب الورقة كاملة، وأعلنت المجلة، أنها تعتذر عن الأخطاء، والسهو الذي أدى إلى نشر هذه الورقة.
وبالنسبة إلى الباحثين، فإن إلغاء الورقة، يعني تدمير جهودهم، التي بذلوها، وتحطيم مستقبلهم العلمي، وحرمانهم من الأبحاث في المستقبل.
بل وقد يعني إفلاسهم، ورميهم في الشارع، وربما يحصل أكثر من ذلك، كونهم في الصين، وتلقوا دعمهم من مؤسسة صينية.
محاولة ازالة المفهوم الخاطئ في المقال
فحاول الباحثون، إقناع الجميع، بأن المسألة هي غلطة لغوية لا أكثر، وأن الكلمة الصينية الأصلية، أخطأ المترجم بترجمتها، وأنها كانت تعني الطبيعة nature
وقال رئيس فريق البحث: إنما كان قصدنا، أن اليد قد صممت من قبل الطبيعة، أي هي نتاج التطور، وسنغير كلمة الخالق إلى الطبيعة، في النسخة المعدلة.
ونعتذر عن أي إشكال قد حصل، لقد صرفنا شهوراً في هذا البحث والتحليل، وكتابة الورقة، نرجوكم، هل من الممكن أن تقرأوها قبل أن تتخذوا القرار.
لكن التحقيقات أشارت، إلى أن المحرر الأكاديمي، المذكور في الورقة، رينزي هان، كان قد عمل سابقاً، في الكنيسة الإنجيلية الصينية، في مدينة أيوا.
ومع أن المجلة تابت وحسنت توبتها تطورياً، ولم تحذف كلمة الخالق فحسب، بل المقال كله، إظهاراً ولائها للتطور المقدس، وكفرها بالخالق.
إلا أن الموضوع علق بسمعتها، بحيث إذا كتبت عنها في ويكيبيديا مثلاً، ستجد وصف المجلة يكون، فضيحة كلمة الخالق.
ونزلت عوامل تأثير المجلة من 4.4 في عام 2010 إلى 2.8 تقريباً، في عام 2018 وهو معامل يدل على عدد مرات استشهاد أبحاثها.
هل تم النقاش بشكل علمي للموضوع؟
السؤال المهم هنا، هل تم من قبل الذين هاجموا البحث والمجلة، النقاش بشكل عملي، ليثبتوا أن تركيب اليد ووظائفها، لا تحتاج إلى خالق يخلق، عن علم وإرادة؟
هل نشر أي منهم طرحاً علمياً، ليثبت به أن هذا كله، يمكن أن يأتي بالصدفة والعشوائية، والانتخاب الأعمى؟ هل عامتهم قرأوا البحث أصلاً؟
لا طبعاً، فلم يكن هناك أي نقاش علمي لهذا الموضوع منهم، وإنما كان استهزاءً واشمئزاز، تأكيداً لقوله تعالى (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون)
ليس هناك أي طرح علمي، وإنما كان بناء على مقدمة، وكأنها مسلمة، فلا يجوز أبداً أن تذكر الخالق، وتشكك في آلهة الصدفية، واللاقصدية والعبثية.
لا يجوز أن تشكك في التطور (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) فلماذا هو من العجاب (وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم)
مفهوم نظرية التطور وجائزة نوبل
وبعد هذا كله، سنعيد السؤال الذي بدأنا به، لماذا لا يتقدم كل شيخ، ويبرز رسالته عن التطور، ويأخذ جائزة نوبل؟
كثيرون من المعترضين يطلبون منك، أن تنشر ورقة تسقط ورقة التطور، أو قسم من أقسامها، لا ورقة تذكر الخالق؟
كنا قد بينا سابقاً، أن نظرية التطور تعني ببساطة، أنه لا يوجد خلق، وأنها أفرغت من محتواها تماماً، وتساقطت أركانها تباعاً.
ومع ذلك، يعيد أتباعها تعريفها، ولا يبحثون عن تفسير، إلا تحت مظلة التطور، لأن اقصائها كلية، يعني ببساطة الإقرار بالخلق، فنشر ورقة في إبطال التطور، يعني ورقة تعترف بالخلق.
هناك باحثون من التابعين إلى نظرية داروين، قد شككوا في عشوائية التغيرات، وعملية الإنتخاب، وهناك أبحاث منشورة لهم، في مجلات كثيرة.
ولكن الذي لا يمكن أن يمس عندهم، هو شيء واحد، القول بالصدفية، وأنه لا يوجد خالق، أي يمكن كتابة أي شيء، ولكن في النهاية، يجب ذكر كلمة التطور evolution
لأنها تعني أنه لا خلق، ولا غاية، ولا حكمة، بل هي الصدفة المحضة، وينسبون الإرادة إلى أي شيء، البكتيريا والفيروسات، والصدفة وغيرها، دون ذكر الخالق.
بحث آخر يثبت عدمية الصدفة
أحمد إبراهيم، المتخصص في الصيدلة، كتب ورقة علمية، تثبت في ثناياها، وجود قصد وإرادة، في وجود الكائنات، مستخدماً عبارة تدخل واعي conscious intervention
دون التصريح بإسقاط نظرية التطور، ولا التصريح بوجود خالق، وأرسلها إلى احدى المجلات العلمية، فرفضها المراجع، الدكتور جيمس ماكنري.
وغرد على تويتر قائلاً: أُرسلت لي ورقة لمراجعتها هذا الأسبوع، وهي غريبة، ثم اكتشفت أنها خلقوية، تتحدث عن تدخل واع، تبدو علمية، لكنها مشوشة عند التدقيق.
حاول أحمد ابراهيم مناقشته على تويتر، فما كان منه إلا أن قام بحظره، ولاحظوا أنهم يقولون وجود خالق، هو شيء خارج عن عالم الطبيعة.
ويدعون أنهم يرفضونه لهذا السبب، كأن التطور الصدفي، هو فكرة من عالم الطبيعة، وقابلة للاختبار، كأن تكون خلية بالصدفة، ثم تطورت لكل أشكال الكائنات الحية.
السيطرة على كبرى المجلات وجائزة نوبل
نحن نؤكد على أن هذه المجلات العالمية، تحتوي في المقابل، على علم نافع، نستفيد منه، ونحن نستشهد بأبحاث من كبريات المجلات.
نستدل بالاكتشافات، والمعلومات، أما الاستنتاجات التي تحتاج العقل، فلا نتبعها، نأخذ الصواب، وندع الخطأ.
هل ما سبق يعني أن التابعين لنظرية داروين، يسيطرون بشكل كامل على المجلات العالمية؟ لا، ولكن أشهر المجلات، مسيطر عليها من قبلهم.
وجائزة نوبل أيضاً، مسيطر عليها من قبلهم، قد تقول أليس هذا دليل، على صحة نظرية التطور، ووجاهة المنهج المادي.
فأقول، في السنوات الأخيرة، أصبح للشذوذ الجنسي سيطرة وسطوة، بحيث أن الذي يستنكره، يجرم ويحبس، ويضطهد.
فهل هذا يدل على وجاهة الشذوذ؟ وعلى أن الشذوذ حق؟ بينما معارضة البشرية، قبل ذلك كانت باطلة، أم أن البشرية اليوم تعيش مرحلة من انتكاس الفطرة.
واختلال المقاييس، على الصعيد الأخلاقي والعملي، وكل الأصعدة (قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون)
إن الاستدلال على سيطرتهم على المجلات الأشهر، وعلى جائزة نوبل، هو مغالطة منطقية معروفة، بمغالطة اللجوء إلى سلطة.
وإذا استدللنا على صحة شيء، لكثرة أتباعه، أو سيطرتهم، سندخل في كرة ثلج متنامية، مبنية على الوهم، إن كثرة الأتباع تبهر المقلدين، وهذا يزيدهم وهكذا.
تسييس جائزة نوبل
نحن لم نتكلم بعد عن تسييس جائزة نوبل، وعدم حياديتها، ولكن يكفي ما بيناه لكم بالتفصيل، كيف أن الباحثين، الذين منحوا جائزة نوبل، للكيمياء العالم الماضي.
كانت أبحاثهم في الحقيقة، قد أثبتت خيبة نظرية التطور بجدارة، ومع ذلك، فقد عنون موقع جائزة نوبل بعنوان، هم تحكموا في قوى التطور.
واستخدم موقع جائزة نوبل، صور تطور الإنسان من القرد، للتعبير عن جائزة نوبل، وقلبوا الحقائق بالتفصيل.
عدا عن تسييس الفروع الأخرى من جائزة نوبل، مثل جائزة نوبل للآداب، ومنحها لمن يتميز في مهاجمة الإسلام، والسخرية من القرآن والنبي عليه الصلاة والسلام.
وجائزة نوبل للسلام، ومنحها لعتاة المجرمين، مثل مناحيم بيغن، وشمعون بيريز، واسحاق رافين، وأكابر مجرميها وغيرهم.
فعنوان الحلقة امنحوني جائزة نوبل، هو للسخرية فقط، وإلا فلا يشرفنا أن نحصل على هذا الاسم، الذي تلوث جائزة نوبل.
ولا شك أن هناك ممن حصلوا على جائزة نوبل للعلوم، أسهموا إسهامات حقيقية، ولكن الحصول هذه جائزة نوبل، ليس معياراً للصحة.
الأبحاث المنشورة ضد نظرية التطور
هناك أبحاث تحدثت عن نظرية التطور، مثل القائمة المنشورة من قبل معهد ديسكفري، وقد اطلعت على كثير من أبحاثها، وقمنا بفرزها.
منها من لم يذكر صراحة، في نقد نظرية التطور، ومنها عدد جيد، منشور في مجلات مقبولة، في مجتمع البحث العلمي، وذات معامل تأثير محترم.
وتنص بصراحة على نقض التطور، عن طريق الصدفة، وعلى وجود قصد وتصميم، في الكائنات، ولكن دون التجرؤ على التصريح، بكلمة الخالق، كما فعل الفريق الصيني.
وهنا نقول ملاحظة مهمة، نحن نتفق مع كثير من الأبحاث، من أن الكون لم يأتي بالصدفة، ولكننا لا نقلدهم في مصطلح التصميم الذكي.
فمبدأنا في عدم التقليد، ولا تأجير العقل، والذي استخدمناه مع الداروينيين، نستخدمه أيضاً مع أتباع التصميم الذكي.
حتى كلمة تصميم، هي كلمة اصطلاحية، تعبر عن عملية لها مراحلها وخطواتها المعروفة، فهي تقوم على البدء، بإعداد نموذج مصغر.
ثم تمر بمراحل مراجعة، وتصحيح وتجريب، وتغذية راجعة، إلى أن يصل المصمم، إلى انتقاء أوثق البدائل، أو الحلول التصميمية.
فالتصميم عملية بشرية، ناتجة عن عدم الإحاطة، بما آلت إليه الأمور، ولا تناسب العلم الإلهي المطلق، هي عملية، تمر بطورين، المبدأ ثم التنفيذ.
الإيمان بالله تعالى الخالق
نحن نؤمن برب يقول (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) والكون والحياة، دالان لا على تصميم ذكي، بل على خالق فاعل عليم، قدير حكيم.
فنحن نأخذ بالمعلومات النافعة، لأنصار التصميم الذكي، لكننا لا نقلدهم، ولا حتى في مصطلحاتهم، ومنهجنا مع الجميع (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
لهذا فإن اعتراض عدم نشر بحث يعارض فكرة التطور، هو يفترض أن المشكلة، مع أتباع العلم الزائف، هي مشكلة أدلة فقط.
بحيث أننا إذا جئنا بالدليل، وبالبحث العلمي، ستنتهي المشكلة، وقد تم توجيه الضربة القاضية، لنظرية التطور، سيضطر مجتمع العلم التجريبي، للاعتراف بسقوطها.
ما فعلناه في هذه الحلقات، أننا بينا لكم، كيف أن كل الحقائق العلمية في الكون، تدل العاقل على الخالق وصفاته، لكن المتكبرين ينكرون هذه الدلالات.
ومنهم من يستخدم هذه الحقائق نفسها، يستدلوا بها على العبثية والصدفية، فكيف ستقنعهم ببطلان نظرية التطور أو غيرها، من تخاريف العلم الزائف.
التي يحاولون بها سد فجوة إنكارهم لوجود الخالق، ما هو الدليل الذي سيخطئ النظرية لديهم، وقد جعلوها غير قابلة للخطأ.
بل حتى لو انهارت أركانها، افترضوا افتراضات جديدة أكثر كوميدية، ليبقوا على اسم التطور، وما هي السورة التي يجب أن نعرضها، حتى يكرم الجماد؟
حكمة الله تعالى في المشركين
عندما يقول الله تعالى، أن على القلوب أقفالها، هل تتوقع، أنه بمجرد عرض الحقائق، بأنهم يخرون للأذقان، يبكون ويخشعون.
إن هؤلاء مشكلتهم، ليست مشكلة دليل، ولا يناقشون الأدلة المجردة عن الهوا، والعقد وأمراض القلوب، وبالتالي فالدليل ليس دليل.
بل قد يكون دليل على العكس تماماً، فيصدق عليهم قول الله تعالى (لا يؤمنون ولو جائتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم)
لهذا من المهم أن نفهم هذا، حتى لا نقع بالخطأ، الذي يقع فيه من يرد على الإلحاد، وهو يعتبره خرافات عن الإلحاد.
كأن يرى أحدهم، أن هناك حجج لدى الملحدين، ليس عليها رد ساحق، من المؤمنين في الله تعالى، بينما في القرآن (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم)
ونقرأ أيضاً ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) وعندما ترى أن الملحدين لا يؤمنون، فهذا ليس لأننا لا نملك رداً ساحقاً، يزهق باطلهم.
بل لأنهم لا ينفع معهم هذا الرد، مهما كان واضحاً، كونهم ليسوا طلاب حق، وما داموا كذلك، فلن يتأثروا بالآيات الكونية، بل كما قال الله تعالى (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون)
المعجزات النبوية
الأنبياء عليهم السلام، لم يتمكنوا من هداية المشركين، لأن المشركين كانوا لا يتبعون الدليل، وإنما كان لدى الأنبياء، الرد الساحق لكل أباطيل المشركين.
بل إنه كانت هناك المعجزات الحسية، عصا تتحول إلى ثعبان مبين، بحر يشق فإذا كل فرق كالطود العظيم، ومائدة تنزل من السماء، ناقة تخرج من جوف صخرة، وقمر يشق، ومع ذلك (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون)
فعندما تقول لي انشر بحثاً علمياً، يثبت بطلان نظرية التطور، أو نظريات العلم الأخرى، فأقول لك أما للعقلاء، فكل ما هو منشور من علم حقيقي للتطوريين، أو لغيرهم، يبطل خرافة التطور.
وما نشرته من أبحاثي، في مجالي العلمي، يبطلها لما يدل عليه كل بحث نافع، أياً كان مجاله من إتقان وانتظام، في ظواهر الكون والحياة.
وأما لغير العاقل، من مرضى القلوب، فكأنه يقول، انشر بحثاً يقنع من لا يريد أن يقتنع، ويخضع للحق، من اتخذ إلهه هواه، وأغلق على نفسه، وتعصب على جهله، فلا نملك إلى أن نقول (وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون).
نظرية التطور وجائزة نوبل / الدكتور إياد قنيبي