منذ بداية الحرب التجارية على الصين في عام 2018 من قبل أمريكا ونحن نعلم أن السبب ليس مجرد الممارسات التجارية الغير عادلة التي تقوم بها الصين.
والتي تسببت بالعجز الاقتصادي الضخم بين أكبر اقتصادين في العالم، ولكن كنا نعلم أن هناك قضية أكبر وراء الحرب التجارية.
وهي أن الكثير من الساسة الأمريكيين خائفون من أن صعود الصين سيؤدي إلى نهاية الحقبة الأمريكية وهذا الخوف العميق لم يعبر عنه بشكل صريح إلى شهر مايو 2019.
عندما أجرى الرئيس دونالد ترامب لقاءً مع قناة فوكس نيوز وكشف فيه بشكل صريح عن نيته الحقيقية لشن الحرب التجارية على الصين.
وقد قال أن الصين لن تصبح أكبر قوة عظمى اقتصادية في العالم في عهده بسبب الحرب التجارية التي هو سعيد بها جداً.
وقال أن الصين تريد أن تحل محل الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى في العالم.
لماذا الحرب التجارية على الصين
في الإحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 2019 بعد لقاء دونالد ترامب خرج رئيس الصين وقال لا يوجد قوة يمكن أن تهز وضع هذه الأمة العظيمة.
في آخر 20 سنة في الصين لا يوجد فعلاً قوة بشرية قادرة على إيقاف الزحف الصيني العالمي وفي سنة 2000 مثلاً كان الاقتصاد الأمريكي أكبر من الاقتصاد الصيني بثمان مرات ونصف.
والصين كانت سادس أكبر قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا.
وفي عام 2005 الإقتصاد الصيني أزاح المملكة المتحدة وفرنسا ليبقى في المركز الرابع، ومن ثم تصدر إلى المركز الثالث مكان ألمانيا وأصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم مع الولايات المتحدة واليابان.
بعد خمس سنوات أخرى، أي في عام 2010 انقض الإقتصاد الصيني على الإقتصاد الياباني وأصبح ثاني أقوى اقتصاد في العالم.
وفي عام 2018 تقلصت تلك الفجوة والإقتصاد الأمريكي أصبح أكبر من الإقتصاد الصيني بدرجة ونصف تقريباً بعد أن كان بثمان درجات ونصف منذ ثمانية عشر عاماً.
ويبدو أن تخطي الإقتصاد الصيني نظيره الأمريكي أصبحت مسألة وقت، وأمريكا متأكدة من تلك الحقيقة وتحاول تأخير اليوم الكارثي لأبعد وقت ممكن.
وذلك بعد هيمنتهم على الإقتصاد العالمي لما يقارب 140 عاماً تقريباً بعد الإطاحة بالمملكة المتحدة.
تهديد الاقتصاد الأمريكي
في عام 2007 كلّف الكونغرس الأمريكي مجموعة من الاقتصاديين للإجابة على سؤال واحد: هل تشكل الصين تهديداً على الاقتصاد الأمريكي؟
جاءت الإجابة في تقرير مكون من ثلاث وستون صفحة وجاء به أن صناع القرار في الولايات المتحدة محقين بشأن القلق من صعود الصين كقوة اقتصادية في العالم.
وأن الصين ستتخطى الولايات المتحدة تجارياً وتصبح أكبر اقتصاد تجاري في العالم خلال سنوات قليلة.
وسيكون الوضع سيئاً إذا بدأت الصين بإنتاج وتصدير المنتجات ذات القيمة العالية مثل السيارات وأجهزة الكمبيوتر.
والقلق الآخر متعلق باستحواذ الشركات الصينية على الأمريكية بالإضافة إلى تراكم السندات الأمريكية في يد الصين.
وانتهى التقرير إلى نتيجة لم يرد أعضاء الكونغرس سماعها، وهي أنه من المتوقع بغضون عقد أو عقدين أن الاقتصاد الصيني يتجاوز الأمريكي ليصبح بالدرجة الأولى على مستوى العالم.
وهذا التقرير كان في عام 2007 وأول نبوءة له تحققت بعد ثلاث سنوات فقط عندما تجاوزت الصين الولايات المتحدة تجارياً.
منافسة في التجارة العالمية
في عام 2010 كان حجم التجارة العالمية للصين 3.2 تريليون دولار مقابل 3.1 تريليون دولار للولايات المتحدة.
وفي عام 2018 زاد هذا الرقم فكان حجم التجارة العالمية للصين 4.7 تريليون دولار مقابل 4.1 تريليون دولار للولايات المتحدة.
وحيث أن التقرير ذكر أن الأمور ستسوء إذا ما اتجهت الصين إلى إنتاج المنتجات عالية القيمة فقد كشفت الصين في 2015 عن استراتيجية صدمت الولايات المتحدة والدول الغربية.
وهي استراتيجية made in china 2025 صنع في الصين 2025.
وهي خطة استراتيجية لتحويل الصين من كونها مصنع لإنتاج المنتجات الرخيصة ومنخفضة الجودة إلى إنتاج منتجات وخدمات عالية القيمة وكثيفة التكنولوجية.
ولكن هذا سيتم في عشر قطاعات صناعات رئيسية وهي تكنولوجيا المعلومات وعلم الروبوتات والطاقة الخضراء وصناعات الفضاء.
وهندسة المحيطات والسفن ذات التقنية العالية وصناعات السكك الحديدية وصناعات الطاقة والمواد الجديدة والطب والأجهزة الطبية والآلات الزراعية.
عراقيل في طريق الصعود إلى القمة
صدرت توقعات صندوق النقد الدولي الذي يقول أن الصين ستصبح أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2030 ووفقاً لبيانات الصندوق قامت بلومبرغ برسم بياني يظهر تقدم الصين التاريخي في 2030.
وعلى الناحية الأخرى يبدو أن الصينين لم يعجبهم فكرة التركيز أنهم سيصعدون إلى القمة.
في أبريل من عام 2019 قال وزير التجارة الصيني السابق تشينغ مينغ أن الصين يجب أن لا تفترض أنها سوف تتفوق على الولايات المتحدة وتصبح أكبر اقتصاد في العالم
والصين لديهم مشاكل مهمة وهي استمرار مستويات النمو الإقتصادي بنفس قوتها لأن معدلات النمو بدأت تتباطأ في السنوات الأخيرة وتفقد قوتها.
من أعلى رقم للنمو الاقتصادي في عام 2007 كان رقم النمو الاقتصادي 14.2% إلى عام 2018 بدرجة نمو 6.6% ومن المتوقع في عام 2020 أن يحدث تباطؤ أكثر بسبب فيروس كورونا.
والمشكلة الأخرى أن الصينيين يعرفون أن قوة الأمة لا تقتصر على حجمها الإقتصادي أو ناتجها المحلي فقط وإنما الأمر متعلق بالمهارات الإنتاجية والتكنولوجية والإدارة والتطور.
ومتعلق بقوتها العسكرية والدبلوماسية التي تسمى بالقوة الناعمة والتطور في مجالات العلوم والثقافة والفنون وهم يرون أنهم لازالوا متخلفين في تلك النواحي عن معظم الدول الغربية.
الحرب التجارية على الصين مستمرة
وفي النهاية سيبقى الصراع محتدم بين أكبر قوتين اقتصاديتين على وجه الأرض، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية ستدافع عن هيمنتها الاقتصادية العالمية.
والصين ستزحف بهدوء إلى أن يحدث الإنحلال والذي يبدو أنها قدر وليس هناك محرر منه.
المصدر يوتيوب المخبر الاقتصادي
المصادر
Is China a Threat to the US Economy?
Trump Vows China’s Economy Won’t Surpass US on His Watch
Here’s How Fast China’s Economy Is Catching Up to the US
China won’t be number one on my watch, says Donald Trump
Trump Vows China’s Economy Won’t Surpass U.S. on His Watch
Will China Overtake US GDP? Depends How You Count
If China thinks it’s overtaking US any time soon, here’s a wake-up call
China will not surpass America any time soon
US economy to fall behind China within a year, Standard Chartered says
Yes, China will overtake the US but its economic growth will stop eventually. Here’s why