إسلام

الزوجة هي أقرب الناس إليك


الدكتور محمد راتب النابلسي- زوجتك هي أقرب الناس إليك

الزوجة هي أقرب الناس إليك ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: أكرموا النساء، فوالله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم.

فالزوجة رفيقة العمر، وشريكة العمر، ينبغي أن ترفق بها، والزوجة هي أقرب الناس إليك، وهي أولاهم بحسن معاملتك، فلا يوجد إنسان كامل.

والإنسان الحكيم يسعد، بزوجة من الدرجة الخامسة، من الإنسان دون الحكمة، يشقى بزوجة من الدرجة الأولى.

وصية الله سبحانه في الزوجة التي هي أقرب الناس إليك

لذلك إن أكبر عطاء إلهي هو الحكمة وقال تعالى (ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا) أكرموا النساء، فوالله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم.

استوصوا بالنساء خيراً، فقد كان النبي الكريم، يوصي بالمرأة، ومن أدق ما قرأت، عن قوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف)

قال بعض المفسرين، ليست المعاشرة بالمعروف، أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى منها، وهذا رفق بالإنسان.

التوسم بالابتسامة والضحك مع الزوجة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دخل بيته، بساماً ضحاكاً، ويقول عن النساء: إنهن المؤنسات الغاليات، فالحب تصنعه أنت بيدك، بالابتسامة وإلقاء السلام، والتسامح والتعاون.

كان عليه الصلاة والسلام، يكنس داره، ويرفو ثوبه، ويحلب شاته، وكان في مهنة أهله، فمعاملة الزوجة برفق، شيء رائع، وإن النبي صلى الله عليه وسلم، جعل الخيرية في البيت.

خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي

فرق التعامل في المنزل وخارجه

يمكن أن تكون أخلاق الإنسان خارج المنزل، تنضوي تحت مصلحته، أي لطفه وأناقته، وسلامه وابتسامته، فهي جزء من عمله، حتى ينتزع إعجاب الناس، ويحقق مصالحه.

وفي المنزل غير ذلك، ولهذا من بطولة المؤمن، أن يكون رفيقاً بأهله، يحتمل بعض الأخطاء، ولا شيء يعكر الصفاء، بينه وبين زوجته، فيتسامحون (وأتمروا بينكم بمعروف)

الرفق بالزوجة

(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) من معاني هذه الآية، أنك تتقرب إلى الله بالتخلق، بكماله، الله رفيق، يحب كل رفيق، فمن التخلق بكمال الله، أن تكون رفيقاً.

فإن كنت رفيقاً، كان الرفق وسيلة إلى الدخول على الله عز وجل، وتتقرب إلى الله بالتخلق بكماله، فإذا كان الله رفيقاً بعباده، كن رفيقاً بمن حولك، وأقربهم زوجتك.

كسر خاطر الزوجة وجرحها

السيدة عائشة رضي الله عنها، حدثت النبي صلى الله عليه وسلم، قصة طويلة، عن أبي زرع وأم زرع، وحدثته عن شجاعته وعن كرمه، وأنه كان زوجاً نموذجياً.

لكنها تأسفت أشد الأسف، حينما أعلمته في النهاية، أنه طلقها، فكان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بها، وقال: أنا لك كأبي زرع لأم زرع، غير أني لا أطلقك.

أحياناً لا يحلوا للزوج، إلا أن يمازح زوجته بشأن الزوجة الثانية، والطلاق، وهذا ليس مزاحاً، بل هو يقيم هوة بينه وبينها، ويجرحها، وقد يكسرها بهذا المزاح.

لذلك ترفق بهذه المرأة، التي جعلها الله هدية لك، فإن الإنسان يتبدى أوضح ما يتبدى، في بيته، وينبغي أن تكون بيوتات المسلمين، جنة بالود، ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.

إكرام وحب الزوجة

لو جئت بطعام نفيس، ولو أسكنتهن بيتاً فخماً، فهن يردن مودتك، ويردن الابتسامة والحب، فإن المرأة بالذات، مشاعر الحب تغلب عليها.

أطعمها طعاماً خشناً، وكن لطيفاً معها، أفضل ألف مرة، من أن تطعمها طعاماً نفيساً، ثم تقسو عليها، والحب بيدك، وهناك مقولات يقولها العوام.

أنه بعد فترة من الزواج،  يألف كل منهما صاحبه، وينعدم الحب بينهما، وهذا خلاف ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام:

الحمد لله الذي رزقني حب عائشة، فإن من سعادة المرء أن يحب زوجته، لأنها حليلته، ولأنها أم أولاده، والأمر بيدك فقط.

 الدكتور محمد راتب النابلسي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى