أخبار

القنبلة الذرية أخطر أسلحة البشرية

القنبلة الذرية قام العلماء بتطوير تقنيتها للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية، واستخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية مرتين ضد اليابان فأنهت بها الحرب.

لكن ما حدث بعد ذلك، ومع نشوب الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، أن نشأ سباق تسلح نووي عالمي تنافسي مرعب.

فكيف بدأ الأمر؟ وهل سينتهي هذا الخوف في وقت قريب دون أن يهدد البشرية وسائر الكائنات بالموت؟

ما هي القنبلة الذرية

بداية، لكي نتعرف على ماهية القنبلة الذرية وكيف تم اختراعها، علينا أن نعرف ما هو الانشطار النووي.

فالانشطار النووي هو انقسام لذرة مادة مشعة إلى ذرات أخف منها، مما يؤدي إلى إطلاق طاقة هائلة مدمرة.

وقد اكتشف علماء الفيزياء النووية الألمان في عام 1938 الانشطار النووي، مما أعطى إمكانية صنع أول قنبلة ذرية تستخدم هذه التقنية.

وبينما القنابل الذرية هي أسلحة تستمد طاقتها من تفاعلات الانشطار الننوي، فإن القنابل الهيدروجينية تعتمد الاندماج النووي، وهو نوع آخر من التفاعلات الذرية.

مخترعو القنبلة الذرية

بدأ العمل في مشروع سري في لوس ألاموس بولاية نيومكسيكو في تموز عام 1945على الانشطار النووي.

وتم تفجير أول قنبلة ذرية بنجاح في منطقة صحراوية نائية هناك، صنعت سحابة بشكل فطر بلغ ارتفاعها حوالي إثنا عشر ألف متر.

كان المشروع يدعى مشروع منهاتن، بذلت فيه الولايات المتحدة جهدها لتطوير القنبلة قبل أن يقوم العلماء الألمان باستخدام هذه التكنولوجيا في صنع سلاح خاص بهم.

استخدام القنبلة الذرية في الحروب

كما ذكرنا آنفاً أنه في عام 1945 تم تصميم القنبلة الذرية الأمريكية الأولى باعتماد الانشطار النووي لذرات اليورانيوم، لكنه تم صنع قنبلة أخرى معتمدة على انشطار ذرات البلوتونيوم.

وقد أمر الرئيس الأمريكي حينها هاري ترومان باستخدامهما لردع اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي كانت تهدد باحتلال بيرل هاربر.

وقد كانت أول قنبلة أسقطتها القاذفية الأمريكية على مدينة هيروشيما اليابانية ذات قوة تدميرية قتلت ثمانين ألف إنساناً على الفور ودمرت ما محيطه اثنا عشر كيلومتراً.

ولم يكن ذلك كافياً، فبعد ثلاثة أيام من المأساة الأولى سقطت القاذفة الأمريكية القنبلة الثانية على مدينة ناجازاكي قتلت أربعين ألف إنسان على الفور.

وقد مات بعد ذلك عشرات الآلاف من السكان بسبب التعرض للإشعاعات النووية، إضافة إلى التشوهات الخلقية التي أصابت الأجيال التالية.

حينها أعلن الإمبراطور الياباني هيروهيتو استسلام بلاده، مما أنهى الحرب العالمية الثانية، بانتصار الولايات المتحدة بشكل مرعب.

الحرب الباردة وسباق التسلح

كانت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية مباشرة.

حيث أن الاتحاد السوفييتي كان يفتقر إلى المعرفة والمواد الخام لصنع انشطار نووي لبناء قنابل ذرية ووضعها على  رؤوس حربية.

ولكن بعد سنوات قليلة حصل الاتحاد السوفيتي على مخططات لقنبلة من الطراز الانشطاري عبر استخدامه شبكة من الجواسيس الدوليين.

واكتشف السوفييت مصادر لليورانيوم في أوروبا الشرقية مكنتهم من اختبار أو لقنبلة نووية في عام 1949.

وعندما علمت الولايات المتحدة الأمريكية بذلك قامت بإطلاق برنامج في عام 1950 لتطوير أسلحة نووية حرارية والتي هي أكثر تقدماً.

ومنذ ذلك الوقت بدأ سباق التسلح، وأصبحت التجارب والأبحاث النووية أهدافاً للعديد من البلدان المتنافسة، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.

أدى ذلك إلى تطوير دول مثل بريطانيا وفرنسا والصين للأسلحة النووية، وتخزين العديد من الدول حول العالم للرؤوس الحربية النووية،

وفي عام 1962 بدا العالم على شفا حرب نووية تنهي الحياة على الأرض، حين وضع الاتحاد السوفييتي صواريخ باليستية تحوي رؤوساً نووية في كوبا متوجهة نحو الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث كانت جزيرة كوبا دولة تنتمي إلى المعسكر الاشتراكي وتؤيد الاتحاد السوفييتي وهي على مقربة من السواحل الأمريكية بما يقارب 145 كيلومتراً.

مما أدى إلى مواجهة عسكرية وسياسية عُرفت بأزمة الصواريخ الكوبية، فرضت حينها الولايات المتحدة الأمريكية حصاراً بحرياً حول كوبا، وكانت مستعدة لاستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.

استمرت الأزمة ثلاثة عشر يوماً ، وتم تجنب الكارثة حين وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على عرض قدمه الزعيم السوفيتي خروتشوف لإزالة الصواريخ مقابل وعدها بعدم غزو كوبا.

معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية NPT

عام 1968 تفاوضت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي على اتفاقية دولية لوقف انتشار الأسلحة النووية.

ودخلت معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية حيز التنفيذ في عام 1970، فقسمت دول العالم إلى مجموعتين، الدول المالكة للأسلحة النووية، والدول غير المالكة للأسلحة النووية.

وتضمنت مجموعة الدول التي تمتلك أسلحة نووية الدول الخمس التي أشهرت إمتلاكها أسلحة نووية في ذلك الوقت وهي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والصين.

ووفقاً لتلك المعاهدة وافقت الدول المالكة للأسلحة النووية على عدم استخدام هذه الأسلحة أو مساعدة الدول غير النووية على امتلاك أسلحة نووية في المستقبل.

كما اتفقت الدول على تقليص مخزونها من الأسلحة النووية بشكل تدريجي بهدف نزع السلاح فيما بعد بشكل نهائي.

في حين وافقت الدول غير المالكة للأسلحة النووية على عدم امتلاكها أو تطويرها لأي نوع من الأسلحة النووية والقنابل الذرية.

لكن عند انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات كان لا يزال هناك آلاف من الأسلحة النووية منتشرة في جميع أنحاء أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.

حيث تم العثور على العديد من الأسلحة في بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا، وقد تم تعطيل هذه الأسلحة وإعادتها إلى روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي.

الأسلحة النووية غير الشرعية

أرادت بعض الدول تطوير ترسانتها من الأسلحة بإضافة أسلحة نووية، فلم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وكانت الهند الدولة الأولى خارج معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي قامت باختبار سلاح نووي في عام 1974.

وكانت هناك دول أخرى غير موقعة على برنامج المعاهدة وهي باكستان وإسرائيل وجنوب السودان.

إذ إن باكستان لديها برنامج معروف للأسلحة النووية، ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، برغم الانكار الرسمي، ولا يُعرف أو يعتقد أن جنوب السودان يمتلك أسلحة نووية حتى الآن.

القنبلة الذرية وتهديدات كوريا الشمالية

في البداية وقّعت كوريا الشمالية على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها أعلنت انسحابها من الاتفاقية في عام 2003.

ومنذ عام 2006 أخذت كوريا الشمالية تجري تجارب على الأسلحة النووية علناً ففُرضت عليها عقوبات من دول وهيئات دولية مختلفة بسبب ذلك.

وقد اختبرت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين طويلي المدى عابرين للقارات في عام 2017، وزعمت أنها اختبرت قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها فوق صاروخ باليستي عابر للقارات.

وقد زعمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن لديها القدرة على بدء انتاج القنبلة الذرية في غضون مهلة قصيرة، رغم أنها من ضمن الدول الموقعة على المعاهدة.

ويبقى السؤال حائراً دون إجابة: متى سينتهي عصر القنبلة الذرية المرعبة، ومتى ينتهي العالم من تفكيك آخر صاروخ نووي، وهل جميع الدول ستلتزم بالمعاهدات!

متى تحصل البشرية على السلام، وتنعم الأجيال القادمة بأمان العيش دون تلوث الغبار الذري؟

المصدر

موقع History

اقرأ أيضاً… الاستمطار | كيف تتحول الظواهر الطبيعية إلى “سلاح بقوة القنبلة النووية”؟

اقرأ أيضاً… حرب تكسير عظام .. الآلة التي تخشى امريكا أن تمتلكها الصين؟ (اشباه الموصلات)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى