إسلامقصص وحكايات

اليهود وغزوات الرسول لهم عدالة أم ظلم

أسباب خروج اليهود من المدينة – عبد الله رشدي

أسباب خروج اليهود من المدينة - عبد الله رشدي

اليهود وغزوات الرسول لهم عدالة أم ظلم ؟ بعد أن تكلمت في الفيديو السابق عن قضية السيدة صفية رضي الله عنها، وهذه القضية من أشهر القضايا التي تستغل حالياً من قبل المبشرين والعلمانيين والملحدين وحتى النكرانيين الذين ينكرون السنة.

قضية اليهود في المدينة

من أشهر القضايا التي تستغل حالياً لإبراز صورة النبي صلى الله عليه وسلم بصورة سيئة مشينة. فتجد الملحد والعلماني والمبشر يقول كتبكم تقول ان بنيكم قام بكذا وكذا.

وتجد منكري السنة يقولون أن النبي قام بكذا وكذا، فبالتالي هذا الكلام مشين، فإما السنة غلط على رأي منكري السنة، أو عند العلماني والملحد والمبشر يقول أن الدين كله غلط وهذه ليست أخلاق نبي.

هذا يحصل في هذه القضية، وأنا أبحث عن كيفية التحدث عن قضية السيدة صفية، أقرأ تعليقات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي وتأتيني أسئلة كثيرة عن المواضيع الكثيرة.

ما يحدث أني وأنا أقرأ وجدت توجها لبعض الناس حديث يقولون أن سيدنا محمد لماذا عامل اليهود بقسوة؟ لماذا لم يحتوي اليهود؟

لماذا ذهب إلى المدينة التي كان اسمها يثرب، وكانت وطن اليهود وطرد اليهود وهجرهم، لماذا سيدنا محمد هجّر اليهود من وطنهم الأساسي واحتل مكانهم.

أليس يعني أن دين الإسلام قائم على فكرة الاحتلال وفكرة تهجير الناس وفكرة عداوة المخالف في العقيدة، فداعش تنفذ ما عمله النبي محمد أول الإسلام عندما طرد اليهود وهجرهم.

انتبهوا لهذه الفكرة كيف تسير.

فقررت أن بعد انتهيت من توضيح موضوع السيدة صفية، بعد أن وجدت الموضوع بهذه الشراسة، سأوضح كيف تعامل سيدنا محمد مع اليهود وما موقفه منهم فلما أجلاهم وحاربهم هل هذا عدل أم ظلم؟

الهجرة من مكة إلى المدينة

سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام خرج من مكة إلى المدينة أهل المدينة الأوس والخزرج دعوه لكي يقيم بينهم، فلما دخل سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام يعرف أن بها يهود.

كان سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام رجلاً محنكاً، وأول ما قام به أنه يجب أن يعقد وثائق سياسية تضبط العلاقة بين المسلمين وبين اليهود. فهما يعيشان في وطن واحد حينها.

ولذلك نقول أن أول نموذج للدولة المتكاملة أو الدولة الإسلامية التي تعتبر بالآخر كانت دولة المدينة على عهد سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام.

الوثائق السياسية

في كتاب موسوعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة للكاتب محمد حميد الله، ستجدون فيه وثائق النبي عليه الصلاة والسلام، وهو موجود بصيغة PDF على الإنترنت.

ستجدون فيه الوثائق السياسية بين سيدنا النبي واليهود.

الوثائق السياسية كانت تسير على نسق معين، وهو كالتالي:

ما تعلق بحرية العبادة

النبي صلى الله عليه وسلم كتب الوثيقة يقول فيها إن اليهود مع المسلمين أمة واحدة لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.

إذن، القضية الأولى قضية البعد الديني تجد أن النبي عليه الصلاة والسلام أوضحها بأن كل منهم حر بدينه، لا يضار أحد بدينه.

سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام ذهب المدينة وهو يمد يده للجميع.

ما تعلق بالقتال

قال أن اليهود مع المسلمين يشتركون في الدفاع عن هذه المدينة يحمون المدينة مما يحمي كل رجل منهم ولده وماله وأهله.

يعني أنهما معاً يداً واحدة فلو اعتدى أحدهم على هذه المدينة فجيشنا المكون من المسلمين واليهود سيرد العدوان.

ما تعلق بالجانب الاقتصادي

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمسلمين أموالهم ولليهود أموالهم، أي لا أحد أفضل من الآخر.

طبعاً أنا أقرّب القضية باختصار لكم.

بعد فترة من مكث النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة أكبر ثلاث قبائل لليهود والذين يدعون قبيلة قينقاع وقبيلة بني النضير التي منها السيدة صفية بنت حيي بن أخطب وبنو قريظة.

يقولون أن النبي غزا أي قام بغزو عليهم، فتأتيك كلمة الغزو التي نفهمها في الحضارات الحديثة التي هي اجتياح أو احتلال، يريد أن يفهمك أنه جاء يحتل هؤلاء الناس.

هل غزا النبي بحق أم بباطل

انتبهوا على هذه اللعبة وركزوا عليها، هل غزا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحق أم بباطل؟ هذا السؤال الذي أطرحه والذي أريدكم  أن تركزوا به.

هل غزاهم هكذا، تسبب بمشاكل مع اليهود وهو متفق معهم على العقود التي قلناها؟ هل قام باختلاق المشاكل؟ كما يقول اليوم المتصهينون العرب الذين ليس لديهم ملة ولا ضمير؟

وينادون بعودة اليهود للمدينة؟ المتصهينون الذين يبذلون كل ما لديهم ليعود اليهود، ويضعوا قدماً في جزيرة العرب؟

المتصهينون الجدد وهم لجان كثيرة الكترونية منتشرة في الفيسبوك والتويتر، تجدهم يضعون علم الصهاينة ويعملون لليلاً نهاراً يحاولون بكل الوسائل أن يثبتوا شيئين :

أحقية اليهود في المسجد الأقصى

وأحقية اليهود في المدينة النبوية.

أي يريدون ضرب الدين بكل وضوح. يعملون بكل وضوح وكشفوا أنفسهم كما قال ربنا سبحانه وتعالى: ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول.

كل الناس الذين تجدونهم يدخلون ليقولوا أن اليهود مظلومون ويجب أن نجعل لهم وطناً قومياً، وكل هذا الكلام الفارغ، فاعلموا أنهم كلهم يتلقون أموالاً.

قبائل اليهود في المدينة

لنعد إلى موضوعنا.

القبائل الثلاثة بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير ما حدث معهم؟

بني قينقاع

لما حصلت غزوة بدر، أصاب بنو قينقاع الحسد. فقد اعتقدوا في غزوة بدر أن القرشيين سيقتلون سيدنا محمد. وسيتخلصون من هذا الرجل، فلم يحدث بل انتصر سيدنا النبي على المشركين في غزوة بدر.

حينها أصاب بنو قينقاع الجنون وبدأوا بالتحرش والمعاداة وبدأوا بإظهار الجفاء والقيام بتحركات مواربة.

كما في العصر الحديث إن كان لديك معاهدة مع الدولة المجاورة، وتجدهم يحشدون على الحدود جيوشهم ويقومون بمناورات، فستنتبه أن الأمر ليس بآمن وستقف لهم بالمرصاد.

وهذا نراه في كل الدول اليوم، إذا قامت دولة بالقيام بمناورات بجانب حدود دولة أخرى، عندها سيكون احتمال الحرب قائماً، وهذا عرف عسكري معروف وليس مستحدثاً.

بدأ يهود بني قينقاع بحركات مشبوهة، والعربي لديه المرأة مقدسة، والعربي الصحيح تراه يسفك الدماء ولا يقبل أن تمس امرأته.

والذي حدث أن بني قينقاع كانوا تجار ذهب وصاغة، دخلت امرأة مسلمة عربية مختمرة تماماً ومغطاة، وجلست إلى أحد الصاغة تبيع وتشتري.

فقام بعض اليهود بالاستهزاء بها وبالإسلام، وربط طرف ردائها بغطاء رأسها، فحين قامت انكشف ظهرها، فصاحت واإسلاماه أو وامحمداه.

فجاء مسلم تعارك مع اليهودي وقتله، واليهود قتلوا المسلم، ونشأت معركة حينها، فسيدنا النبي قال لهم أننا كنا منسجمين فقمتم بخيانتنا في نسائنا، بهذا انتهى العقد بيننا وبينكم.

جاء عبد الله بن أبي بن سلول وكان زعيم المنافقين، فقال لسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أن هؤلاء كانوا حلفائي، وسيدنا النبي يعلم أنه ليس بشخص سوي.

لكنه قال له أنهم حلفائي ورجالي. تريد ان تحصدهم كلهم في غداة واحد؟ والله لا يمكن.

وسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام من كرم أخلاقه قال له عفوت عنهم لأجلك. هذه قصة بني قينقاع.

قصة بني النضير

ننتقل إلى يهود بني النضير، في سنة 4 من الهجرة، وقلت عنهم في قضية السيدة صفية في فيديو سابق، أن يهود بني النضير تعاونوا مع القرشيين والمكيين، وبدأوا يشرحون لهم ثغرات الدخول إلى المدينة.

وبدأ حيي بن أخطب وأخوه ورؤساء يهود بني النضير يتواصلون مع القرشيين، كيف يستطيعون التخلص من محمد، وما هي الثغرات العسكرية التي لديه للتخلص منه.

فعلم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، فكان هذا خيانة عظمى.

الخيانة العظمى عندما أكون معك في بلد واحد، وأتفاجأ بأن هناك كتيبة أو جزء من الجيش تعاون مع داعش أو مع دولة أجنبية وأحضرهم إلى منطقتنا، وأخبرهم عن ثغرات الحدود ونقاط الضعف.

والرسائل متواصلة من هذه الكتيبة مع البلد الآخر، فجزاؤهم إطلاق الرصاص عليهم.

سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام لم يقتلهم، بل أعطاهم مهلة عشرة أيام ليخرجوا سالمين، ومن يبقى منهم بعد ذلك لن يتحدث معه أحد.

وهذا كان سنة 4 هجرية، بعد عشرة أيام خرج اليهود من المدينة ومن ضمنهم حيي بن أخطب والد السيدة صفية، وذهب إلى خيبر وبدأ يتواصل مع يهود بني قريظة.

عندما أصبح في خيبر بدأ بالتحالف مع بني قريظة، اتفق معهم على التخلص من محمد نهائياً، ولا يمكن أن يبقوا متعايشين معه.

غزوة الأحزاب

كانت غزوة بني قريظة والتي هي غزوة الخندق سنة 5 من الهجرة، والتي كانت قبلها غزوة الأحزاب عندما تجمع العرب وذهبوا إلى المدينة ليدخلوا على محمد ويستأصلوه من المدينة عن بكرة أبيه.

كان من المسلمين سيدنا سلمان الفارسي فاقترح حيلة لم يعرفها عرب قبلاً، وهي حفر خندق حول المدينة. فالجهة التي يأتي منها العرب حفروا الخندق، واليهود يحمونهم من الجهة الأخرى.

وكانت هذه ثقتهم باليهود، وأعطوا اليهود ظهورهم، فقام اليهود بالتواصل مع القرشيين وقالوا لهم أن يأتوا من ناحيتهم لأنهم لن يصدوهم. ويسمحوا لهم بالتخلص من المسلمين ومن ثم يتقاسموا الغنائم.

شاء الله عز وجل أن الجموع لما تحركت نحو المدينة في سورة الأحزاب: اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً .

فالبرد والريح من شدتها في ذلك الوقت اقتلعت خيام المشركين من الأرض، فعادت القبائل العربية الى مكة والى بيوتهم.

سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال لهم بعد تلك المعركة من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة.

فطلعوا إلى بني قريظة الذين ارتكبوا الخيانة وقتلوهم، لأن جريمة ارتكاب الخيانة العظمى عقوبتها القتل. تسامح معهم المرة السابقة، لكن هذه المرة لم يتسامح معهم.

غزوة خيبر

غزوة خيبر كانت سنة 7 من الهجرة، كان من ضمن الفلول الذين خرجوا من بني النضير وذهبوا إلى خيبر كان كنانة بن الربيع والذي كان زوج السيدة صفية.

وكنانة كان في خيبر، فيهود خيبر جميعهم بدأوا يتواصلون ثانية بعد غزوة بني قريظة مع العرب ويعيدون الكرة من جديد ليتخلصوا من محمد.

تحقق النبي صلى الله عليه وسلم من خيانتهم، فخرج بجيش قوامه 1400 وانتصر في المعركة عليهم، كان هناك قوم بقربهم وهم يهود تيماء، فلما عرفوا أن النبي انتصر على أولاد عمومتهم بادروا إلى مصالحته.

فقام النبي بكرم أخلاقه صالحهم وأقر عليهم الجزية وليس عليهم القتال معهم وبدون خيانة، وكانت الجزية يؤديها الناس على اعتبار بأنهم ليسوا مطالبين في القتال في الجيش.

ولذلك لما حصل في خلافة عمر بن الخطاب في بعض الإمارات والدول أن جاءتهم الحرب والعدو قوي والمسلمون لم يكونوا يستطيعون حماية غير المسلمين في تلك البلاد.

قام الأمراء بإعادة الجزية لمن دفعها لهم، وأن يحموا أنفسهم بأنفسهم.

خاتمة

اليهود لم يكونوا مستكينين ومسالمين، ولم يقم المسلمون بالدخول عليهم بقتال وتخريب منذ أن جاؤوا المدينة.

وهذا الفيديو لتوضيح لكل الناس الذين يتكلمون عن غزوات الرسول وعما فعله لليهود، كي يكون كل مسلم على بينة ووضوح ولديه شموخ واعتزاز بدينه.

المسلمون ما بدأوا بعنف مع احد أبداً، لأن نص القرآن إليهم واضح: وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم  ثم قال بعدها ولا تعتدوا.

 فلا يأتي مختل عقلياً وفكرياً ونفسياً ويقول لك الإسلام يعتدي على الناس.

خير إن شاء الله وأراكم في فيديوهات لاحقة بإذن الله تعالى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى