إسلامقصص وحكايات

جزيرة الدجال | اسمعوا قصة الصحابي الذي وجد جزيرة الدجال | مع حسن هاشم

جزيرة الدجال

قصتنا اليوم حول حديثٍ أثار جدلاً كبيراً بين أوساط علماء المسلمين .. حديث الجساسة، الذي تناول رحلة أغرب من الخيال، رحلة تميم الداري الى جزيرة الدجال ، وقال فيها تفاصيل قصته في رحلة الى جزيرة نائية ولقائه بالدجال

قصة اليوم رحلة قام بها تميم الداري الى جزيرة نائية والتقى بحسب ما روي بأحد أكثر شخصيات العصور غموضا على الاطلاق ونقصد هنا المسيح الدجال او المسيخ الدجال

والاكثر من هذا هذه الرحلة ورد ذكرها في حديث شهير وهو حديث الجساسة الذي نقل إلينا على لسان فاطمة بنت قيس هذا الحديث ورد في اغلب الكتب التي تناولت الاحاديث النبوية

وسنروي هذه القصة كما ذكرت في الحديث وبعدها سنعرض بشكل بسيط بعض التفاسير التي وردت في خصوص هذا الحديث الشريف

تبدأ قصتنا مع تميم الداري الذي كان رجلا نصرانيا  فأسلم وبايع وحدث ان تحدث تميم مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام بما رأه في احد رحلاته ليسرد القصة نبينا الاكرم على المسلمين في احد اجتماعاتهم في المسجد النبوي

تبدأ القصة بأن تميم الداري كان في رحلة مع ثلاثين رجلا من عرب لخك وجذام على متن سفينة في عرض البحر فبقيوا في البحر شهرا يتلاعب الموج بهم حتى رماهم الموج الى جزيرة نائية

نزل تميم ومن معه الى الجزيرة فقابلتهم دابة ضخمة كثيفة الشعر لدرجة انهم لم يستطيعوا تبيان مقدمتها من مؤخرتها وسأل الرجال الدابة عن ماهيتها فأخبرتهم انها الجساسة فسألوها ومالجساسة ؟ إلا أنها لم تجبهم بل أخبرتهم ان ينطلقوا الى الدير القديم في الجزيرة ففيه رجل ينتظرهم ان يخبروه بما يريدوا ان يسمعوا

فزع تميم ومن معه من هذه الدابة واخذهم الظن انها من الجن او الشياطين، انطلق الرجال الى الدير ودخلوه ليصافهم ايضا مشهد غريب حيث وجدوا انسانا عظيم الخلقة مشدود بوثاق يجمع يديه الى عنقه وبين ركبتيه الى كعبيه  بالحديد،

 سأله الرجال من يكون فسألهم هو بدوره عن هويتهم فأخبروه انهم من العرب وقد تاهوا في البحر لشهر حتى رسوا على هذه الجزيرة واخبروه بلقائهم مع الجساسة فبدأ بإلقاء الاسئلة واول سؤال كان عن نخل بيسان ان كان مازال يثمر

 فأجابوه بالايجاب فأخبرهم انه يوشك على ان لا يثمر ثم سألهم عن بحيرة طبرية ان كان فيها ماء فأخبروه بغزارة المياه فيها فأنبأهم ان البحيرة سوف تجف ثم سألهم عن عين يقال لها عين زغر وهي عين تقع بجانب بحيرة طبرية 

وكان سؤاله ما إن كان في العين ماء و ان كان السكان المقيمين حولها يزرعون ويسقون زرعهم بهذا الماء فأجابوه أيضا بالإيجاب، الا انه هنا لم ينبأهم بمصير هذه العين لأمر ستعرفونه لاحقا في سياق المقال

وصل الرجل المقيد بالأسئلة الى السؤال الابرز فسألهم عن نبي أمي ليخبروه بأنه ظهر على العرب وانهم أطاعوه فأخبرهم أنه خير لهم أن يطيعوا هذا النبي ويؤمنوا بدعوته

وعند ذلك أخبرهم الرجل بهويته فأخبرهم انه المسيح والمقصود هنا بالطبع ليس عيسى بن مريم عليه السلام بل المسيح الدجال او المسيخ الدجال

اخبرهم ايضا انه سيؤذن له بالخروج وانه عند خروجه سيسير في الارض ويدخل اغلب القرى والمدن وعند دخوله أي قرية او مدينة سيحيلها خرابا ويهبطها في اربعين ليلة، ماعدا مدينين مكة وطيبة أي المدينة المنورة

فهذه المدينتان محرمتان عليه واخبرهم بأنه كلما اراد ان يدخل احدى هاتين المدينتين منعه احد الملائكة المكلف بحراستها وقطع عليه الطريق بسيف عظيم بل ان كل شعبة من شعاب هاتين المدينتين عليها ملائكة يحرسونها لينعموه من الدخول والتخريب

 وتقول الرواية عند وصول الرسول عليه الصلاة والسلام الى هذا المقطع قال ثلاثا هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة أ يقصد هنا ان طيبة هي المدينة المنورة بعد انتهاء الرسول من سرد ما سمعه من تميم الداري حول هذه الرحلة

اخبر الرسول الناس في المسجد ان ما أخبره إياه تميم الداري يوافق ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد حدثهم به قبل حتى ان يلتقي تميم وحتى قبل ان يسلم تميم

وافق الناس الرسول على ذلك، الرسول عليه الصلاة والسلام اخبرهم ان المسيح الدجال سيخرج من بحر الشام او بحر اليمن ليعود ويؤكد انه سيخرج من قبل المشرق وهو ما سنجد له ذكرا ايضا في موضوع صاف بن الصياد

الى هنا انتهت الرواية ورويناها لكم كما جاءت في اغلب الكتب وجاء بعدها التفاسير والربط لنبؤات المسيح الدجال لتميم ورفاقه وما تحقق منها، فيما يخص نخل بيسان فحسب المفسرين فإنه بالفعل النخل الذي كان يغطي مدينة بيسان ويؤتي ثماره قد اختفى

وذلك لان مدينة بيسان قد تعرضت للتخريب والهدم على يد اليهود عند احتلالهم فلسطين فقاموا بهدم المدينة القديمة وبنوا مدينة جديدة مكانها الا ان النخل لم يعد يؤتي ثماره

اما بحيرة طبرية فقد اثبتت الابحاث والدراسات ان مياه البحيرة قد نقصت بشكل كبير نتيجة الاستخدام المتزايد لها بل ان احد الدراسات الجغرافية اثبتت ان التربة التي تحيط بالبحيرة قد زاد امتصاصها للماء مما اسفر عن تفاقم ازمة مياه البحيرة التي اضحت مهددة بالجفاف بين يوم والاخر

اما عين زغر فبحسب المفسرين ان المسيح الدجال لم يأتي على ذكر اختفاء ماءها لسبب وجيه هو ان هذه العين بالتحديد هي كمؤقت لحياة الدجال وزواله  أي ان جفاف ماء هذه العين ونضوبها يعني انتهاء الدجال وقتله

وبتفسير اخر ان موقع هزيمة الدجال وقتله سيكون على ضفاف هذه العين وبالطبع النبؤة الابرز ألا وهي بعثة النبي الأكرم لا جدل فيه

هذه الرواية اثارت الجدل والنقاش بين جموع علماء المسلمين حيث ان فريقا من العلماء يقر بصحة الراوية وبالأخص انها ذكرت اكبر كتب الاحاديث

فيما يذهب الاخرون إلى عدم التصديق بهذه الرواية واعتبارها من الاسرائيليات و الاخبار الملفقة الاخرى التي وجدت طريقها إلى كتب المسلمين بشكل او بآخر

رغم هذا الاختلاف إلا ان المؤكد ان هذه الرواية وردت في كل الكتب المصدقة لها و المكذبة على حد سواء، ما يؤكد الحيز الكبير الذي اخذته هذه الرواية عند علماء المسلمين من مختلف المراجع والمذاهب

ويرى البعض انه قد يكون بالفعل تميم قد حدّث الرسول بهذه القصة إلا انه لا يمكن التأكد من حقيقتها وان الرسول عليه الصلاة والسلام قام بأخبار الناس بها لتبيان مدى التشابه الكبير بما اخبرهم به حول حقيقة المسيح الدجال وبما رآه وسمعه تميم الداري قبل اسلامه ولقائه بنبينا الأكرم.

هذه كانت قصة حديث الجساسة الذي تناول رحلة تميم الداري إلى الجزيرة التي لقيا بها المسيح الدجال بحسب ما روى.

ويبقى الجزم بحقيقة وقوعها من عدمها يبقى قائماً ويبقى العلم لله وحده

اقرأ أيضاً… اصحاب الاخدود والغلام ،اسمعوا العجب في قصة خلدها التاريخ | حسن هاشم

اقرأ أيضاً… السيدة فاطمة الزهراء | كيف ماتت؟ ولماذا دفنها الإمام علي سراً؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى