فيروس كورونا المستجد يرتبط بالحديد الموجود في هيموجلوبين كريات الدم الحمراء، مما يؤدي إلى تحرر الحديد المؤكسد وهو شاردة سامة بشكلها الحر.
وينتشر في النسيج الرئوي مسبباً تخريباً للنسيج في الرئتين، معطياً مظهر الزجاج المغبش في صورة الطبقي المحوري المأخوذة للرئتين.
وعندما يفقد الهيموغلوبين شاردة الحديد تصبح كريات الدم الحمراء غير قادرة على نقل الأوكسجين من الأسناخ الرئوية.
لأنها فقدت وظيفتها الأساسية المتمثلة بحمل الأوكسجين ونقله إلى أنسجة الجسم.
وهذا يعني أن أجهزة التنفس الاصطناعي المستخدمة في علاج المرضى المصابين بنقص الأكسجة غير مفيدة.
لأن المُسبِّب لنقص الأكسجة ليس ضعف وظيفة الأسناخ الرئوية، إنما بسبب خلل عمل الكريات الحمر، نتيجة ارتباط فيروس كورونا بالهيموغلوبين.
فيروس كورونا المستجد ونقص الأكسجة
إن ارتباط فيروس كورونا المستجد بالهيموغلوبين غير قابل للفصل، فالكريات الحمر التي فقدت وظيفتها بسبب فيروس كورونا لن تستعيد وظيفتها مطلقاً.
مما يدفع الجسم البشري لمحاولة مقاومة نقص الأكسجة من خلال تحريض نقي العظم لإنتاج كريات حمر جديدة فتيّة.
تحمل خضاباً جديداً فعالاً، وهذا يفسر العلامات المخبرية المرافقة لداء كورونا المستجد المتمثلة بارتفاع قيمة الهيموجلوبين (الخضاب) في الدم.
مع انخفاض في نسبة إشباع الدم بالأوكسجين، وهذا مؤشر هام على بدء انهيار الجسم البشري نتيجة الإصابة بوباء كورونا.
دور الكبد
بعد تحرر شاردة الحديد السامة بشكل واسع من كريات الدم الحمراء كلها، فإنها تنتشر في جميع أرجاء الجسم البشري.
بما فيها الرئتين معاً مسببة أذية كبيرة فيهما لأن الحديد عبارة عن شاردة سامة بشكلها الحر (غير المرتبط بالخضاب).
وهذا يفسر أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد تصيب الرئتين معاً، في حين من النادر أن يسبب الالتهاب الرئوي إصابة في الرئتين معاً.
يحاول الكبد التصدي لهذا الكم الهائل من شاردة الحديد السامة المنتشرة في الجسم البشري، ساعياً لتخزين الحديد في مخازن الحديد الموجودة في الكبد بشكل طبيعي.
إلا أن الكبد يعاني أيضاً من نقص الأكسجة بسبب تعطّل وظيفة الكريات الحمراء، المسؤولة عن نقل الأوكسجين لكل أعضاء الجسم.
مُعاناة الكبد من المرض يجعله يفرز أنزيماً (خميرة) تُشير إلى بدء اضطراب وظيفة الكبد أيضاً.
هذه الخميرة هي (ALT) وارتفاع هذه الخميرة يعدّ مؤشراً آخر لبدء انهيار الجسم البشري نتيجة الإصابة بوباء كورونا.
فيروس كورونا المستجد وانهيار كامل أعضاء الجسم
إذا لم يستطع الجهاز المناعي التدخل في الوقت المناسب، ومنع الفيروس من الاتحاد بخضاب الكريات الحمراء، والحيلولة دون تطور نقص الأكسجة.
فإن قصوراً (فشلاً) سيلحق بأعضاء عديدة في الجسم البشري، مما يفسر دخول المريض المصاب بهذا الوباء في مرحلة القصور متعدد الأعضاء بسرعة بعد بدء نقص الأكسجة.
أي أن العلاج بإعطاء التنفس الاصطناعي بواسطة جهاز التنفس الاصطناعي لن يكون مفيداً في السيطرة على الحالة.
لأن نقص الأكسجة ناتج عن سوء عمل الكريات الحمر، وليس بسبب اضطراب عمل الرئتين، وهذا يفسر وفاة المرضى بشكل سريع.
بعد إصابتهم بداء كورونا وتطور نقص الأكسجة لديهم، رغم وضعهم على جهاز التنفس الاصطناعي.
فيروس كورونا المستجد والعلاج بمصل البلازما
إن فهم الآلية الإمراضية لفيروس كورونا وتعطيله لعمل الكريات الحمر، يجعلنا نستنتج أن إعطاء المصل (البلازما).
الحاوي على أضداد الفيروس والمستخرج من دم شخص متعافٍ، لن يكون كافياً إذا تطور نقص الأكسجة عند المريض.
ما نحتاجه عملياً كريات حمراء طازجة تحمل خضاباً فعالاً، يجعل الكريات الحمر قادرةً على نقل الأوكسجين لكل أعضاء الجسم البشري.
أي أننا نحتاج لنقل الدم الكامل الطازج.
أما إعطاء البلازما الحاوية على الأضداد لوحدها، فهو حل مفيد في المراحل الأولى للمرض قبل تطور نقص الأكسجة.
فعالية الكلوروكوين
إن آلية عمل الكلوروكوين غير مفهومة بدقة، لكن يُعتقد أنه يمنع اتحاد فيروس الكورونا بالخضاب الموجود في الكريات الحمر.
أي بالطريقة نفسها التي يمنع فيها العامل المُمْرِض في الملاريا من التهام الخضاب الذي يُعدّ مصدر الغذاء الأساسي لطفيلي الملاريا.
أي أن الكلوروكوين يمنع فيروس كورونا من بتخريب خضاب الكريات الحمر، تماماً مثلما يمنع طفيلي الملاريا من ذلك.
وهذا يفسر فعالية الكلوروكوين في علاج الملاريا ووباء كورونا معاً، رغم أن العامل المُمْرِض لكورونا فيروسي، والعامل المُمْرِض للملاريا طُفيلي.
ما القصة مع هيدروكسي كلوروكوين
هيدروكسي كلوروكوين وهو مستخرَج أحدث من الكلوروكوين، يخفض درجة الحموضة، مما يُقلّل من تكاثر فيروس الكورونا.
لأن الوسط الحامضي غير ملائم لتكاثر الفيروس، أي أن الهيدروكسي كلوروكوين يملك ميزتين:
ميزة الكلوروكوين في منع الفيروس من الوصول إلى خضاب الكريات الحمر.
وميزة تخفيض الحموضة مما يُحدّ من تكاثر الفيروس.
أنواع العلاج المقترحة
الفهم العميق لما يحدث في الجسم البشري بسبب الإصابة بداء كورونا، يفتح مجالات متنوعة إضافية للعلاج، أهمها:
نقل الدم
نقل الدم لتعويض الكريات الحمر التالفة بسبب تخرب الخضاب المحمول فيها نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
استخدام مضادات الفيروسات القهقرية
(منها فيروس الإيدز) التي تمنع النمو الفيروسي والنسخ المتعدد للفيروس قد يكون له دور فعال في علاج وباء كورونا.
إعطاء الأوكسجين بضغط منخفض
إذا اضطر الطبيب لوضع المريض على جهاز التنفس الصناعي، فيحبذ عدم إعطائه الأوكسجين بضغطٍ عالٍ لأن ذلك يُفاقم الأذية الرئوية.
إنما يكفي إعطاء الأوكسجين بضغط منخفض، ريثما يتحرّض الجهاز المناعي لدى المريض ويهاجم الفيروس.
إضافة لضرورة نقل الدم الكامل الطازج لتزويد الجسم البشري بكريات حمر فعالة.
إعطاء البلازما
البلازما الحاوية على أضداد فيروس كورونا المستجد مفيد في المراحل المبكرة لتطور المرض قبل تطور نقص الأكسجة.
عند وصول المريض إلى درجة نقص الأكسجة يجب إعطاء الدم الطازج، ثم البلازما الحاملة للأضداد.
ملاحظة حول فيروس كورونا المستجد
إن تجربة نقل الدم للمريض المصاب بفيروس كورونا والموضوع على جهاز التنفس الاصطناعي تجربة آمنة، لا تحمل أية خطورة.
وقد تُعيد تأمين أكسجة أعضاء الجسم المحرومة من الأوكسجين الكافي، ريثما يتنشط الجهاز المناعي للجسم ويهاجم الفيروس.
ويتحرّض نقي العظم لتوليد كريات حمر جديدة تساهم أيضاً في نقل الأوكسجين لأعضاء الجسم، معاكسة بذلك ما أتلفه فيروس كورونا في كريات الدم الحمراء القديمة.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com