بدأ عرض فيلم مملكة السماء منذ السادس من أيار عام 2005 في صالات العرض الأمريكية.
الفيلم أخرجه المخرج البريطاني ريدلي سكوت، وكتب قصته وليام ماناهان وشارك في بطولته عدد كبير من مشاهير الممثلين البريطانيين والأمريكيين.
منهم أورلندو بلوم وإدوارد نورتون وديفيد ثيولس وليام نيسن وناتالي كاكس ومايكل شين، إضافة لعدد من الممثلين العرب.
منهم الممثل السوري غسان مسعود الذي قام بدور صلاح الدين والممثل المصري خالد النبوي.
وقد عرض الفيلم في العديد من دول العالم في الوقت الذي عرض فيه في الولايات المتحدة.
فيلم مملكة السماء في كلمات
الدعاية العربية للفيلم تُظهر وكأن فيلم مملكة السماء يطرح موضوع الحروب الصليبية، بينما يعالج القسم الأكبر منه حياة الصليبيين الأوروبيين في القدس والصراعات فيما بينهم.
فلم يتحدث عن صلاح الدين والحروب الصليبية إلا في النصف الثاني من الفيلم، فيما ركز على حياة الحدّاد (أورلندو بلوم).
الذي يتعرف بوالده (وليام نيسن) بعد سنوات طويلة، ويرفض أن يصحبه للأراضي المقدسة للدفاع عن المسيحيين وحماية القدس وخدمة الرب.
ولكنه يغير رأيه بعد أن يكتشف أن راهباً سرق صليب زوجته المنتحرة فيقتله ويلحق بأبيه ليصحبه للقدس ليكفر عن ذنبه.
يظهر البطل في الفيلم بأنه شخصية إيجابية تدعو لعمل الخير، لذلك يساعد السكان على زراعة أراضيهم واستخراج الماء من الأرض.
ويواجه في الواقع بالكثير من الصليبيين الذين يسخرون من توجهاته ويبحثون عن الثروة والنساء والسلطة. ويرى كيف يسيس الدين من أجل مصالح فردية لا علاقة به..
يناقش الفيلم كيف واجه الصليبيون المسلمين بقيادة صلاح الدين لكنه لم يعرض كيف يخطط المسلمون لمواجهة الصليبيين ولا وجهة نظرهم.
ويكتفي ببعض اللقطات التي لا تفي بالغرض، بحيث يعتقد مشاهد الفيلم أن صلاح الدين هاجم الصليبيين لأنهم نكثوا الهدنة فقط.
وقتلوا بعض المسلمين في الديار المقدسة. ورغم ذلك الفيلم يعد نقلة نوعية في التفكير السينمائي الغربي لنقل التاريخ بدون تزييف.
على الأقل بأقل قدر من الكذب رغم ما يشكله ذلك من نقد لاذع للمخرج والكاتب معاً.
التعليقات على الفيلم
في الولايات المتحدة كانت رد الفعل عنيفة ومعظمهم يهاجمون الكاتب والمخرج معاً وبعضهم أقل حدة في نقده للفيلم.
ليس لأن المسلمين ينتصرون في الفيلم، فهذه قضية لا تحتاج لنقاش لكن لأن الفيلم كشف زيف الكثير من الصليبين.
الذين جاءوا باسم الصليب والمسيح لينهبوا خيرات البلاد ويستعمروها وليس للدفاع عن الكنائس أو الحجاج المسيحيين أو قبر المسيح.
وعندما يأتي هذا النقد من كاتب غربي ومخرج غربي فله تأثير أقوى مما لو كان الفيلم عربياً ومخرجه عربي.
الصورة المبجلة عن الصليبيين في الفيلم اهتزت هنا رغم مبالغة الفيلم في إظهار نية أورلندو الحسنة في التعامل مع المسلمين.
فيلم مملكة السماء لم يرضِ كل الأطراف ولم يكن دقيقاً في نقل التاريخ، فقد أهمل الفيلم المسيحيين العرب الذين عانوا من الصليبيين وقاتل بعضهم بجانب صلاح الدين ضد الصليبين.
لكنه نجح فنياً وكانت معاركه مشوقة رغم المبالغة في وصف استبسال الصليبيين المحاصرين في الدفاع عن مدينة القدس.
رغم أنهم بعد استسلامهم تركوا المدينة وهاجروا شمالاً للمدن الأخرى التي كان الصليبيون ما زالوا بها مثل عكا.
مع أنهم حصلوا على عهد من صلاح الدين بعدم المساس بهم، وبقي معظم المسيحيين العرب في القدس مع صلاح الدين.
إشارة مبطنة
الفيلم يشير إلى أن المسلمين الذين يهاجمون المدينة لم يولدوا بها وليس لهم حق بها بل جاءوا من خارجها.
لكنه يطرح أيضاً على لسان أورلندو أن هذه الحروب يجب ألا تكون دفاعاً عن كنيسة أو كنيس يهودي أو مسجد.
ولكن عن الناس الذين في القدس، عن المواطنين، هكذا يشحذ أورلندو همم أبناء القدس للدفاع عنها.
لكن الفيلم لم يعرض كيف يشحذ صلاح الدين همم جنوده ولا كيف يخطط لهم ومعهم وكأن الفيلم كان يهدف فقط لتعريف المشاهد بالصليبيين وما تعرضوا له فقط.
صديق أورلندو في الفيلم يقول له بأنه جاء للقدس من أوروبا لأنهم قالوا له أنه ذاهب من أجل الله لكنه يكتشف الآن أنهم جاءوا من أجل الثروة والأرض.
دور الممثلين العرب
بعض الممثلين العرب في فيلم مملكة السماء بدون أن نشير لأسمائهم لم يوفقوا في نقل الصورة الحقيقية.
فقد كانت لغتهم غير واضحة وكان على المخرج أن يأتي بممثلين أكثر اتقاناً للغة حتى تصل كلماتهم واضحة للجمهور الغربي.
رغم كل هذه السلبيات يبقى الفيلم جيداً للمواطن الغربي لأنه يكشف حقيقة الصليبيين ويفند ادعاءاتهم بأنهم ما جاءوا لنصرة المسيح والله.
بل من أجل الثروة والأرض وهو ما يصعب تصديقه في أوروبا وأمريكا بعد قرون من الكذب والتزوير.
كما أنه لا يخدم السياسة الأمريكية التي تبحث عن مبررات دائماً لشحن الشعب الأمريكي ضد العرب والمسلمين.
لتبرر سياستها العدوانية تجاههم، والفيلم في النهاية يدعو للتسامح وعدم الاقتتال باسم الدين.
أبرز أحداث فيلم مملكة السماء
أبرز ما في الفيلم ليس انتصار صلاح الدين في الحرب مع الصليبيين ولكن التقاطه الصليب عن الأرض في إحدى الكنائس وإعادته لمكانه فوق الطاولة.
مشيراً إلى أن المسلمين ليسوا ضد المسيحيين، وأن حرية العبادة في بلاد العرب مفتوحة للجميع، وهو عكس ما كان يمارسه الصليبيون الذين قتلوا كل المسلمين في القدس بعد أن حاصر المسلمون المدينة.
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com
