إسلامقصص وحكايات

قصة دولة المرابطين 

دولة المرابطين : يظن البعض ان هذا اسم لاحد ما أو صفة معينة، في الحقيقة هذه دولة ومن العار على المسلمين أن لا يعرفوا ما هي دولة المرابطين.

هذه الدولة حقيقةً من أعظم الدول في تاريخ المسلمين، وحكمت المسلمين ١٠٠ سنة كاملة من سنة ٤٤٠ هجرية حتى سنة ٥٤٢ هجرية.

تقريباً من منتصف القرن الخامس إلى منتصف القرن السادس هجري، ولعل معظم الدول العربية الحالية لا يعلمون عنها شيئا لأن دولة المرابطين حكمت غرب أفريقيا.

حكمت المغرب وتونس والجزائر والسنغال وموريتانيا وغانا وبلاد ما غرب أفريقيا كانت تحت حكم دولة المرابطين، وللأسف لا نملك خلفية عن تاريخ هذه الدولة.

وكما ذكر أيضاً هذه دولة من أعظم الدول التي حافظت على الإسلام.

وحافظت على الشرع وعلى القرآن والسنة وأعادت للإسلام مجده وعزه وكرامته وأعادت له السيطرة على مناطق كثيرة في العالم.

كيف بدأت دولة المرابطين 

عندما نراجع بداية دولة المرابطين نجدها آية من آيات الله عز وجل، وهي تمشي تماماً مع المنحنى الذي نتكلم به.

فعندما نقرأ قبل دولة المرابطين سنجد أن الحالة في السنغال وبلاد المغرب العربي كانت متردية جداً، وللعلم فإن الإسلام دخل لهذه البلاد في عهد الخلافة الأموية.

ولكن مع مرور الأيام ومئات من السنين نجد أن الناس دخلوا في مرحلة من الجهل الشديد والبعد الكامل عن الدين وإن كانوا يحملوا عنوان المسلمين.

حيث أسماؤهم كمحمد وأحمد ولكنهم ابتعدوا عن الفطرة الإسلامية، حيث تجد أن لديهم قبلية الإسلام ولكنهم لا يعرفونه لدرجة أنك تجد أنه انتشر الزواج لأكثر من أربعة.

انتشر الزنا بشكل كبير جداً، الربا، الخمور، المعاصي بكل أنواعها حتى أن بعض القبائل بدأت تتوجه إلى عبادة الكباش.

وطبعاً سكان بلاد المغرب العربي والسنغال هم البربر، البربر ليسوا صفة بل هم قوم من الناس، وهذا الحديث عن تلك الفترة.

ولكن لا ننسى أن من البربر شخصيات بارزة وعظيمة كطارق بن زياد رحمه الله، وأيضاً هناك أقوام كثيرين.

ظهرت من هذه القوميات شخصية بارزة، شخصية غيورة على الدين، شخصية غيورة على الإسلام.

يحيى بن إبراهيم الجدالي

الجدالي يعني من قبيلة جُدال وجُدال هذه قبيلة بربرية، كان يحب الإسلام.

ولكن لم يكن لديه العلم فلا يستطيع أن يقول للناس أين الصواب وأين الحق، فماذا فعل يحيى بن إبراهيم الجدالي كي يغير الأوضاع؟

فهنا هداه الله وعلم أنه يجب أن يكون من صفات المسلم العلم ويجب أن يكون صاحب علم كي يجدد الأوضاع.

اتجه الجدالي إلى مدينة العلم في المنطقة وكانت مدينة القيروان في تونس، فذهب في رحلة حج وهو في طريقه ذهب للقيروان فالتقى شخص اسمه أبو عمران الفاسي.

وهذا الرجل كان من كبار شيوخ المالكية وكان من أعظم العلماء في هذه المنطقة، فكلمه عن الأوضاع وقال له:

لست أكلمك عن منطقة محددة بل عن دول كاملة في هذه المنطقة فأرسل لنا أحداً يعلم الناس.

فاختار له أحد من تلامذته يكتب إسمه بحروف من نور عبد الله ابن ياسين

عبد الله ابن ياسين

من أعظم الشخصيات في تلك المرحلة، عبد الله ابن ياسين حمل القضية على كتفه وقال الكلمة التي قالها الصديق رضي الله عنه قبل ذلك اقالتهم وحدي حتى تنفرد سالفتي.

عبد الله ابن ياسين كان شيخاً كبيراً وكان لديه طلاب علم وكان يقطن في مدينة القيروان وأحيانا في مدن الحضارة والرقي في الجزائر.

ترك كل هذا ومضى في غور الصحراء ومشى مع يحيى بن إبراهيم حتى وصلوا قبيلة جدالة في موريتانيا والسنغال.

وبدأ يعلم الناس دينهم ويعلمهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبدأ يقول لهم أن الخمر حرام والزنا حرام الزواج بأكثر أربعة حرام عبادة الكبش حرام.

وهنا نتساءل هل عظّمه الناس هل رفعوا قيمته هل قدروه؟

أبداً، شياطين الإنس والجن في هذه البلد رفضوا هذه الدعوة، وهذا كلام ليس غريب من قبله رفض الناس سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

وهذا ما يحدث مع كل الأنبياء والمصلحين والمجددين رفض الدعوة لله.

رموز الفساد دائماً تكره المُصلح، مهما كان المصلح مقنعاً، فالحجة العقلية غير مقبولة لدى الفاسدين دائماً، فوضوعهم بين خيارين.

إما الطرد والرجوع لبلدك أو تقتل هنا.

فطرد خارج المدينة، فكر كثيراً رحمه الله حتى قرر أن يترك البلد كلها وقرر الذهاب إلى أغوار الصحراء حتى وصل السنغال حتى وصل نهر السنغال.

فنصب خيمته وجلس بها ثم أرسل رسالة للقبيلة التي نزل عندها وقال لهم من أراد منكم أن يتعلم الإسلام فليأت لهذه الخيمة.

وحقاً بدأ البعض من الشبان بالقدوم إليه وبدأ بتعليمهم الدين وكيفية الصلاة والصيام وشريعة الدين وأركانه,والفروسية والجهاد.

وهكذا بدأ الشبان بنشر الدين والعلم حتى وصل عددهم ألف مسلم، ثم حدثت إنفراجة غير متوقعة حيث بدأ هؤلاء بالتوسع أكثر ونشر الدين بين القبائل.

عمر بن يحيى اللمتوني

وهنا ضمن من أسلم على يديهم أسلم رجل اسمه عمر بن يحيى اللمتوني من قبيلة لمتونة من قبائل البربر وهو سيد قبيلة لمتونة.

ذهب لقومه وقال لهم إن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تدخلوا الإسلام وفي لحظة واحدة أسلم من قبيلته 6000 ألاف شخص.

وهكذا حتى وصل عددهم إلى 12000 ألف مسلم، حتى استشهاد عبد الله بن ياسين رحمه الله المجدد في معركة مع الوثنيين الذين يعبدون الكبش دون الله .

وأيضا توفى رحمه الله عمر اللمتوني بعد شهرين من إسلام قبيلته، هنا أصبحت الدولة الإسلامية على المحك.

وظهر هنا شخصية عظيمة جديدة وهي أبو بكر بن عمر اللمتوني شخصية قيادية وتولى هو زعامة القبيلة.

وهنا بدأ ترتيب جديد وتكوين جديد حتى وصل عددهم 14000 ألف مرابط وهنا نشأ اسم دولة المرابطين.

المصادر

الدكتور راغب السرجاني


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى