كارثة المضادات الحيوية والبكتيريا المقاومة : في دراسة لعام 2016 ظهر أن عدد خلايا الميكروبات داخل جسم الإنسان، تساوي مرة وثلث عدد خلايا جسم الإنسان نفسه، فنحن عبارة عن كتل متحركة من الميكروبات، أكثر من كوننا بشراً.
المضادات الحيوية
أنا إمام الإمام، وسنتحدث عن موضوع المضادات الحيوية، من مستشفيات جامعة تشاريتي charite في برلين، من مؤتمر الطلاب الأوروبي السابع والعشرين، بعنوان الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.
ما هي البكتيريا
واحدة من هذه الميكروبات هي البكتيريا، والبكتيريا كائنات بسيطة، لا نستطيع أن نراها بأعيننا، تعيش في كل مكان، في التربة والهواء والماء، وفوق الطعام وعلى الجلد، وداخل أجسامنا.
يوجد من البكتيريا النافع والضار، ولكن الضار منها من الممكن أن يسبب أمراض خطيرة جداً، للنباتات والحيوانات والإنسان طبعاً.
في عام 1945 اكتشف ألكسندر فليمنغ alexander fleming السلاح الذي نستطيع أن نقاوم به الأمراض، التي تسببها البكتيريا، المضادات الحيوية.
الحرص عند استهلاك المضادات الحيوية
في نفس العالم الذي نال به ألكسندر فليمنغ alexander fleming جائزة نوبل، عن اكتشافه للمضادات الحيوية.
قال الطبيب ألكسندر جملته الشهيرة: منذ اللحظة، سيبدأ الناس يستخدمون المضادات الحيوية بشكل ليس صحيحاً، ويبدأ عصر من أضرار الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية.
وفعلاً في الحرب بين الإنسان والبكتيريا، كان الإنسان هو دائماً الطرف المتهور والمستهتر، والذي يستخدم أسلحته بشكل غير محسوب.
وكما قال ألكسندر فليمنغ، أصبح الإنسان يستخدم المضادات الحيوية بداع وبدون داع، وبدأت تباع في الصيدليات، مثل أدوية البرد والصداع دون جرعات محددة.
إحصائيات تناول المضادات الحيوية في العالم
في أمريكا لوحدها، يتم تناول 23 مليون كيلو من المضادات الحيوية كل عام، ونصف هذا الرقم يستخدمه البشر في باقي دول العالم.
نصف الحالات المرضية التي يتم تناول المضادات الحيوية في علاجها، لا تكون أصلاً أمراض بكتيرية، ولا تعالج من المضاد الحيوي.
والنصف الآخر من الكمية، يستخدم في مقاومة الأمراض البكتيريا، التي تأتي من النباتات، أو في مجال تربية الحيوانات، لزيادة وزنها وحمايتها من الأمراض.
ونصيب المواطن الأمريكي الواحد خلال العام من المضادات الحيوية، حوالي 22 وحدة والوحدة على شكل حقنة أو حبة.
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
على العكس البكتيريا في هذه الحرب، كانت منظمة وتصارع بقوة من أجل البقاء، حيث أنها كانت تظهر في جيناتها طفرات، تجعلها أكثر قدرة على مقاومة المضادات الحيوية، التي يخترعها الإنسان.
والبكتيريا أيضاً كانت تنقل الطفرات، التي تتشكل في جيناتها، تلك إلى الأجيال التي بعدها، أجيال كاملة من البكتيريا، كانت تتوالد ولديها المناعة والقدرة على مقاومة المضادات الحيوية.
البكتيريا كانت تصنع هذه الجينات، وتتكاثر وتحارب وهي تعيش داخل أجسامنا، وهذا النوع من جينات البكتيريا، اسمه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وكما أن البكتيريا العادية كانت تعيش في كل مكان، فإن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، تعيش في كل مكان ومنتشرة أكثر مما نتخيل.
أين تنتشر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؟
في دراسة طبية لعام 2011 ظهر أن نصف اللحوم التي نتناولها والموجودة في المتاجر، تحتوي على بكتيريا مقاومة، لثلاثة أنواع مختلفة من المضادات الحيوية على الأقل.
والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، تتكون وتتكاثر داخل المستشفيات، التي يتم فيها علاج الأشخاص من الأمراض البكتيرية.
في عام 1974 كان لدينا 2% من البكتيريا، التي تعيش داخل المستشفيات مقاومة للمضادات الحيوية، وفي عام 2002 وصلت النسبة إلى 57%.
هل تؤدي البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية إلى الموت؟
نحن عند تناولنا للمضادات الحيوية، لا نقضي سوى على البكتيريا العادية، وبالتالي تبقى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، أكثر قدرة على البقاء والانتشار.
وكل عام هناك 2 مليون مواطن أمريكي، يصاب بعدوى من بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، و90 ألف مريض منه يموت بسبب هذه العدوى.
نوع واحد فقط من أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، يقتل عدد أكبر من الذي يقتله مرض الإيدز، وشلل الرعاش وانتفاخ الرئة.
في كل عام هناك 10 مليون شخص حول العالم، يفقدون حياتهم نتيجة إصابتهم بعدوى من بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
من الناحية الاقتصادية، المريض المصاب بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية، يحتاج إلى الجلوس في المشفى لفترات طويلة.
ويغيب عن عمله لمدة أكبر، ويحتاج إلى عدد أكبر من الأطباء والممرضات، لعلاج حالته وبالتالي خسارة اقتصادية أكبر.
في عام 2008 خسرت أمريكا بسبب تغيب المرضى عن أعمالهم، بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، 38 مليار دولار أمريكي.
هذا إضافة إلى 20 مليار دولار أمريكي، تكلفة علاج المرضى المصابين بالعدوى، وكلما كانت البكتيريا تستطيع التغلب على عدد أكبر من المضادات الحيوية.
كلما اضطر الإنسان أن يقوم بالأبحاث لاكتشاف مضادات حيوية، غير المضادات التي أصبحت البكتيريا متغلبة عليها سابقاً.
خطر عودة مرض الطاعون والجذام
وبعيداً عن المقاومة التي تقوم بها البكتيريا للمضادات الحيوية، فإن المضادات الحيوية في حد ذاتها كدواء، ومواد كيميائية تدخل على أجسامنا، بشكل غير محسوب.
من الممكن أن تؤدي إلى أضرار وآثار جانبية خطيرة جداً، وهي من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى دخول الأشخاص إلى المشفى.
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، هي عدو للإنسان، ولا يملك الإنسان أمامها أي سلاح، رغم أن هناك أمراض تغلب عليها الإنسان، وبقيت من التاريخ ولم تتكرر.
ولكن قد نراها مرة أخرى، مثل الجذام والطاعون، والسل الرئوي، وقد يقف الطب كله من أول علاج للجروح البسيطة، إلى حد العمليات الجراحية الكبيرة.
التي كانت تستلزم أن يأخذ المريض مضادات حيوية، حفاظاً على صحته وسلامته، من الممكن أن تختفي وتصبح شبه مستحيلة.
دورك أن تستخدم المضادات الحيوية بالشكل الصحيح فقط، والقاعدة الأولى لاستخدام المضادات الحيوية، هي أن لا تتناولها، والقاعدة الثانية، لا تتناولها بكثرة.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com