الحياة والمجتمعكتب إلكترونية

كتاب الشيطان يحكم نشر الإدمان و الإباحية

كتاب الشيطان يحكم : في عصرنا العجيب، تنوعت صنوف الادمان، ادمان الحشيش والهيروين، والكوكايين، والماكس والسجائر، والخمور، لكن هناك إدمان جديد ظهر مع العصر.

هناك نوعية من الكتب تعيش مع الزمن، مهما مرت السنوات، ستجد أن هذه النوعية تتحدث عن أفكار، كأنها تحصل في العصر الذي نعيش فيه.

مصطفى محمود، في كتاب الشيطان يحكم الذي نشره عام 1970، كان يتحدث عن بعض الخواطر لديه، عن المشاكل التي تحصل في المجتمع في ذلك الوقت.

ولكن كل الأشياء التي قالها في كتابه، تنطبق على كل شيء يحصل في زمننا، مهما تغيرت الأحداث والأشخاص.

كتاب الشيطان يحكم الشيء التافه

كتاب الشيطان يحكم

في عام 1919 وبعد الحرب العالمية الأولى، مات ملايين الناس، بسبب شيء بسيط جداً، شيء صغير، لا تستطيع أن تراه في العين المجردة، ماتوا بمرض الانفلونزا.

تخيل لو قلت لك، أنني أراك عبارة عن حشرة، غالباً عندما تسمع هذاِ، ستفكر أنني أصفك بالشخص التافه، وأنني أقلل من قيمتك.

والحقيقة أنه من الطبيعي، أنك يجب أن ترد علي، سواء أن تشتمني أو غيرها، ولكن سنتحدث عن الموضوع بشكل مختلفالإباحية

حشرة البق، هي التي تحمل مرض الملاريا، وهذا المرض في عام 2017 قتل 435 ألف شخص، حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية.

لو قال لك أنك تافه، فاعرف أن هذا الشخص، شخص جاهل، لأنك في يوم من الأيام، من الممكن أن تقوم بشيء مؤثر، يغير من الناس، سواء كان سلبي أو إيجابي.

مصطفى محمود، يرى أن فكرة أن تكون شخص لديه حكمة، يعتمد بشكل كبير أن تفهم العالم الذي حولك، أنك تستطيع أن تحترم أي شيء، حتى لو كان صغيراً.

عالم الغيب

مع التقدم السريع في التكنولوجية، أصبح لدى الناس حالة من الاستسلام التام، إلى العلم والماديات، كل شيء هو شيء ملموس، ويستطيع أن يفهمه.

ولكن الجزء الروحاني والدين، هذا الجزء غير مفهوم، مصطفى محمود كان لديه كتابات، لها علاقة بالجزء لمادي، وقد اعترف أنه شخص مادي، وبعيد عن الجزء الروحاني.

ولكنه تغير مع الوقت، وأصبح الجزء الروحاني، يؤثر على الطريقة التي يكتب بها الناس، الذين ليس لديهم اقتناع بالروحانيات، وأنه هناك دين أو إله.

هم ينظرون لك كشخص لديك إيمان بدين معين، إنك تؤمن بأشياء غير موجودة، ومؤمن بالغيبيات، ولكن لو جلس أحدهم مع نفسه، وفكر.

سيعرف أن العلم الذي يبني عليه كل شيء في حياته، هو العلم المادي، وهو مبني على النظريات، وكل نظرية تحتمل الصح أو الخطأ.

وفي نفس الوقت هناك أشياء كثيرة يؤمن بها، موجودة في العلم، ولم يرها قبل ذلك، يعتبرها من المسلمات، ويقع في نفس الفخ، فهو ببساطة مؤمن بعالم الغيب.

قطار اللذة

لو حاولنا أن نقارن حياتنا بحياة أجدادنا، غالباً نحن نعيش مثل الملوك، لو كان لديك حصان وقطعة أرض في ذلك الزمن، فأنت ملك، وتعيش مرتاحاً جداً.

ولكن في عام 2019 إذا كان لديك حصان وقطعة أرض، فغالباً أنت من عامة الشعب، أو من الطبقة السفلى من الشعب.

معظم الناس الآن باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، لديهم كل وسائل الترفيه، التي من الممكن أن تجعلهم يعيشون، ويشعرون بلذة الحياة.

هذه الأشياء كلها لم تكن موجودة عند أجدادنا، ومع مرور السنوات، تكون متوفرة، عند معظم الناس، فجعلت حياتنا حياة مادية، معتمدة على الرغبات والشهوات، والمتع المزيفة.

ولكثرة الترفيه، في كل الطبقات، أصبح مستوى الرضى يقل، والشخص الذي يستمتع بأشياء معينة، مع الزمن لن يستمتع بها كما كان.

أصبح هناك حالة من عدم الرضى، ومن البؤس، لو أردت أن ترتاح نفسياً، وتشعر بالرضى، يجب أن تعرف.

أن الدنيا هي متاع، هي تشبه محطة القطار، تقف فيها لمدة بسيطة، وتأخذك إلى مرحلة أخرى، لو فكرت في الطريق، لن تشعر أبداً بالسخط، وعدم الرضى.

أفيون هذا الزمن

الإدمان اليوم، بدأ يأخذ شكل جديد، ليس من الشرط أنك تشرب السجائر، أو المخدرات، أو تأكل كثيراً حتى تكون مدمناً.

المادة المخدرة الجديدة، التي تجعل معظم الناس، يعيشون في حالة من الإدمان، هي وسائل الإعلام.

مصطفى محمود، كان يتحدث في الكتاب، عن التلفاز والسينما، والراديو والأفلام الإباحية، التي تعرض في السينما.

كل هذه الوسائل موجودة إلى الآن، وبدأت تتطور بشكل كبير، وتصل إلى مرحلة، أنها موجودة في كل منزل، وهي لا تسرق الوقت والمجهود فقط، ولكنها تغير طريقة التفكير.

كل الأفلام والمسلسلات، وكل شيء على الانترنت، يعتمد على فكرة مصطفى محمود، ويسميها التدليك العاطفي، التي تعتمد على كلمات الحب والجنس والقتل.

وكل الأشياء التي تثير المشاعر لديك، حتى تبقى جالساً أكبر فترة من الوقت، تشاهد هذه الأشياء لكي يكسب هو.الإباحية

وعلى سبيل المثال، أشهر مسلسل يعرض الآن، ستجد أن المسلسل هذا، يعتمد على المشاهد الإباحية، وحتى لو كنت تشاهده من أجل الأحداث الممتعة.

لكن سيكون لديك في المحصلة، فكرة أن مشاهدة أي مسلسل، تتواجد فيه المشاهد الإباحية، هي فكرة عادية جداً، لأنك مع الوقت تعودت على هذا الشيء.

في العالم العربي، الناس تشاهد شهر رمضان، بشكل مختلف، الإعلام نجح أن يستغل فكرة التدليك العاطفي، والمشاعر لدى الناس، بأنه يستطيع أن يغير قناعات الناس عن شهر رمضان.

أصبح الشهر، من شهر تتعبد الناس فيه، إلى شهر ينتظر الناس به، المسلسلات والمقالب، وأصبح فرصة كبيرة للممثلين، والشركات، أن يكسبوا مكاسب خيالية.

مصطفى محمود، يرى أن أفضل طريقة لحل هذه المشكلة، هي أن يكون هناك إعلام موازٍ، يحاول محاربة الإعلام الموجود الآن، ويهدم الأفكار التي يبنيها لدى الناس.

الخلاصة

الشخص الذي لديه حكمة، هو الذي يستطيع أن يحترم كل الناس، وكل شيء حوله، وهو الذي يرى كل شيء صغير، ولا يعتبره أنه تافه.

العالم الذي نعيش فيه، لا يعتمد فقط على الجزء المادي، هناك أشياء روحانية، ومن الغيبيات، لن يصل إليها العلم أبداً.الإباحية

كلما تطورت التكنولوجية ووسائل الترف لدى الناس، كلما أصبح لديهم حالة من عدم الرضى، والحل هو الجزء الروحاني، أن تفكر بنفسك، أنك في هذ الدنيا، لفترة صغيرة.

نحن الآن في عصر الإدمان، الذي يدخل إلى كل منزل، ويغير من طريقة التفكير، نحن نعيش في عصر الإدمان البريء.

المصادر

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى