لا شك أن تربية أبناء تختلف عن تربية البنات، فمن المهم جداً أن يعرف الآباء والأمهات كيف يربوا أبنائهم على الرجولة .
وقد وصلتني مجموعة أسئلة، وهي كلها تصب في هذا الاتجاه، كيف نربي أبنائنا على الرجولة؟
أحد الأسئلة يقول: متى نغرز قيم الرجولة في الطفل؟ وهل نبدأ من عمر ثلاث سنوات مثلاً؟
والسؤال الثاني: هل من العادي أن ندع الولد يقبل يدي أو رأسي؟ وهل هذا يتنافى مع التربية على الرجولة أم لا؟
والسؤال الثالث: ابن يعمره ستة سنوات، وهو كثير البكاء، ودائماً أقول له لا تبكي هذا منافي لتصرفات الرجولة، فهل هذا يتنافى مع التربية على الرجولة أم لا؟
السؤال الرابع: إن تحمل المسؤولية أظن أنها أهم صفة من صفات الرجولة.
المسألة فعلاً مهمة جداً، فقد عرضت علي مشاكل كثيرة، في مثل موضوع تربية الأولاد على الرجولة.
مثلاً واحدة من الأمهات كانت تشتهي ولداً، فرزقها الله ثلاث بنات، فالبنت الثالثة كانت تلبسها لباس الأولاد.
وقصة عكسية كمثال، إحدى الأمهات رزقها الله ثلاثة أولاد، فكانت تلبس الأخير حلق البنات، لأنها قد اشتهت البنات.
ومرت الأيام على الطفل الثالث، عندما كبر، أصبح ليناً جداً، واتجه باتجاه الأنوثة، حتى في تصرفاته.
والأم ندمت على مثل هذه القرارات التي اتخذتها، فأحياناً الانسان بحكم العاطفة، يتصرف بطريقة خاطئة.
فتكون التربية على الرجولة، تربية سيئة، لذلك من المهم أن نستدرك هذا الأمر من البداية.
متى نغرز قيم الرجولة في الطفل؟
هل نبدأ من عمر ثلاث سنوات بغرز قيم الرجولة؟ نعم طبعاً، ولكن نحن نربي أبنائنا بطريقة خاطئة.
مثل التي سألت عن ابنها كثير البكاء، وتقول له الرجل لا يبكي، فهذا غير صحيح، فالبكاء ليس بعيداً عن صفات الرجولة.
فإن الرجل إنسان ولديه مشاعر، مثل المرأة، ولكن الظاهر العام بحدود 80% من نسبة النساء في العام، يبكون أكثر من الرجال.
لأن المرأة سريعة الانفعال، وسريعة الدمع، وعلمياً فقناة الدموع عند المرأة، هي أوسع من قناة الرجل، بثلاثة أضعاف.
لذلك المرأة تنزل دمعتها بسرعة، فلا نقول أن البكاء لا يعني الرجولة، فهذا غير صحيح، فمن المفروض بدل أن نقول ذلك.
يجب أن نعلم الطفل كيف يعبر عن مشاعره، لأن البكاء هو عبارة عن تعبير عن المشاعر، فإذا بكى الطفل سواء كان ولد أو بنت، فنعطيه فرصة أن يحزن.
ونعطيه فرصة للقلق، وللبكاء، ونجعله يبكي، ويعبر عن مشاعره، لا نحرمه ونقول البكاء ضد الرجولة.
الضحك والبكاء هما من نعم الله عز وجل، وقد ذكرهم في القرآن (وأنه هو أضحك وأبكى)، فالبكاء نعمة مثل الضحك.
فمن المفروض أن نربي الطفل من عمر ثلاث سنوات على الرجولة، ونعرف الذكر أنه ذكر، والأنثى أنها أنثى.
صفات الأطفال في مرحلة المراهقة
العنف
وتظهر على الطفل الذكر في هذا العمر، العنف الواضح، ليظهر نفسه أنه أقوى شخص، وسببه
هرمون الرجولة في الجسم، وخصوصاً في مرحلة المراهقة.
الكذب
والطفل في هذه المرحلة أيضاً، يكثر من الكذب، فيشعره ذلك بالقوة وأن لا أحد شعر بكذبه.
السرقة
وبهذا العمر أيضاً، يفكر الطفل أن السرقة هي من الرجولة، أي يستطيع أن يسرق دون أن يلاحظه أحد.
لذلك يشتكي بعض الأمهات والآباء، من سرقة أولادهم للأشياء، فهذه كلها من العلامات التي يظنها الطفل أنها من الرجولة.
أهم مفاهيم التربية على الرجولة
الحب
فيجب أن نغرز الحب في الطفل، فكثير من الأمهات والآباء، يستهينون بقيمة الحب الذي يجب أن يعطوه للطفل.
وبرأيهم أنه يجب أن يتعلم فقط، العلم ليس هو المشكلة، فهو سيتعلم، ولكن الحب يجب أن يأخذه أولاً.
الارتباط
أي الارتباط العاطفي، بين الأم والطفل، منذ ولادته حتى الستة سنوات، فكثير من الآباء والأمهات بحكم عملهم.
يرسلون الطفل إلى الحضانة، وهذا يتنافى مع التربية على الرجولة، فإذا كانوا مضطرين على إرساله، ولكن أن يكون فوق الثلاث السنوات.
التقليد
من عمر ستة سنوات إلى أربعة عشر عاماً، يبدأ الطفل يتحرك، ويتعرف على العالم المحيط، ويميز ويفهم الأمور.
وهنا ينشأ حب التقليد، فوجود الأب أو العم أو الجد أو الخال كرجل يحمل صفات الرجولة، وهم قدوة في هذه المرحلة.
فيبدأ يتحدث مثل الرجال، ويلبس مثلهم، فيشعر بالتمييز عن الأنثى، لذلك غياب الأب جسدياً في هذه المرحلة خطير، على تنشأت الطفل على الرجولة.
إذا أردنا أن ننشأ طفل ونربيه على الرجولة، لا بد من وجود الأب الجسدي، وإذا كان الأب كثير السفر، أو الأسرة متفرقة، أو يدرس في الخارج مثلاً.
فلا بد أن نجد بديل رجل في حياة الطفل، قد يكون الجد أو العم أو الخال، أو معلم المدرسة جيد، أو مدرب.
القدوة
لا بد من وجود قدوة لهذا المراهق، من عمر أربعة عشر عاماً فما فوق، ويفضل أن يكون الأب، فإذا لم يكن الأب يمكن أن يكون العم.
ويمكن تجزئة القدوة، كأن يكون الأب قدوة في التجارة، والعم قدوة في الصلاة مثلاً، الخال قدوة في الرياضة.
وهذا مهم جداً لأننا من الصعب أن نجد شخص كامل، إذا هذه المراحل العمرية مهمة جداً، ففي منطقة معين، هناك عدة قيم لهذا الموضوع.
تحمل المسؤولية
أي أن هذا الانسان لديه شعور أنه يستطيع أن يفعل شيء، لذلك ترى الرجل يبادر دائماً، فإذا تعرض أحد من أهله إلى اعتداء فهو يتحرك، فهي صفة من صفات الرجولة لا شك في ذلك.
والقرآن الكريم تناول صفات الرجولة، فإذا أخذنا المنهج القرآني، واعتمدناه في تربية الأولاد على الرجولة، سيكون هذا شيء رائع، فمن صفات الرجولة في القرآن الكريم:
المبادرة إلى الخير
(وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى) إذا من صفات الرجولة أنه يسعى، حتى يبلغ قومه، فهذا معناه أنه يريد أن يخبر بالأمور الخيرة.
كأن نعلم الطفل إذا كنت تسير ورأيت رجلاً أعمى يقطع الشارع، فساعده، أو امرأة تسير ومعها أكياس مليئة بالأشياء الثقيلة، فساعدها، أنت تصلي ولديك صديق لا يصلي، فانصحه بالصلاة مثلاً.
الصدق
(من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا عليه) فمن الرجولة أن تكون صادقاً، لمواجهة الحقيقة والناس، حتى لو كان يركب الخطأ يجب أن يعتذر، ويواجه.
ذكر الله
(رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) وهي نقطة مهمة للأولاد فوق الأربعة عشر عاماً، كأن تقول له، كن ناجحاً بكل شيء.
ولكن هذا النجاح بأي عمل، لا تجعله يلهيك عن ذكر الله، فالرجل له صفة ضبط النفس، ولكن الرجال بشكل عام لديهم شهوة للمال.
فإذا أخذته شهوة المال، ولهته عن ذكر الله، فهو ليس من الرجال، ومن يحافظ على الصلاة أيضاً هو من الرجال، حسب التعبير القرآني.
إقام الصلاة
وكلمة إقامة أي أعطى حق للوضوء، ولأركان الصلاة، من قراءة فاتحة وركوع، هذه من صفات الرجولة.
إيتاء الزكاة
ومن صفات الرجولة أيضاً، إيتاء الزكاة، فالقرآن الكريم يلفت نظرنا إلى معان، غير الموجودة اليوم.
فالرجولة ليست بالشارب والعنف والضرب والقتل والتمرد، بل هي موجودة في اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ويذكرون الله.
الخوف من الله
(يخافون يوماً تتقلب الأبصار) أي أن الرجل هو الذي يستعد إلى اليوم الآخر، ويخاف الله عز وجل.
وهذا منهج تربوي كامل، والذكور في هذه الحالة يصلون إلى التربية الصحيحة ليصل إلى الرجولة.
هل يتنافى تقبيل الولد للرأس واليد مع الرجولة؟
لا لا يتنافى مع الرجولة أبداً، بل بالعكس هذا يعلمه على الاحترام.
ولا بد من استثمار الأندية والمراكز، مثل تدريب الولد على أنواع الرياضة القوية، كالجودو والكاراتيه والتايكواندو، والأهم هو البناء الداخلي للطفل، حتى يكون رجلاً.