تبدأ أحداث قصة أوليفر تويست فى إصلاحية للأحداث، عندما ولدت امرأة طفلاً هزيلاً شاحب اللون يتأرجح بين العالم والعالم الأخر.
وبعد أن أبدى الصغير تمسكه بالحياة وفي اللحظة التي وضع فيها في يدي أمه فارقتها الحياة. وهكذا كانت ولادة أوليفر تويست بطل الرواية ليكبر فى الإصلاحية جاهلاً أي شيء عن والديه.
عدا ما قالته الممرضات العجائز عن أمه، أنها سارت مسافة طويلة كي تصل حيث ولدته.
طفل هزيل وجائع
وكان طبيعياً أن يولد هزيل شاحب اللون نحيلاً جداً وأقل من متوسط الطول، فى ظل سوء التغذية. هذا إلى جانب أنه يتيم وحقير فى نظر مسؤولي الإصلاحية.
يعمل بمهانة ويضرب هو وأقرانه إذا اشتكوا الجوع، كما أنه درب نفسه على استدعاء دموعه عند الحاجة في ظل معاملة الكبار القاسية.
كما واجه هو ورفاقه نظاماً يجبرهم على كسب قوتهم مقابل ثلاث وجبات طعام بسيطة جداً تبقيهم على قيد الحياة.
لا تزيد عن حساء خفيف يومياً مع بصلة مرتين فى الأسبوع، ونصف كعكة في أيام الأحاد تجعل الواحد منهم يفكر فى طعام رفيقه النائم بجواره ليلاً.
المزيد من الطعام
اختير أوليفر تويست نيابة عن رفاقه لطلب المزيد من الطعام، ولكنه ضرب بعنف أمام الجميع وعومل بقسوة لجرأته تلك ثم سجن.
وفي اليوم التالي علقت لافتة على الباب تعلن عن مكافأة خمس جنيهات لمن يأخذ أوليفر تويست من الإصلاحية، للتخلص منه بشكل قانوني.
عند الحانوتي
اغتبط السيد بامبل المسؤول في الإصلاحية عندما جاءه الحانوتي سوربري ليأخذ أوليفر ليعمل معه وأملاً فى المكافأة. كان سوربري رجلاً طويلاً نحيلاً يرتدى بدلة سوداء مهترئة.
وفي الوقت نفسه متعهد نقل الموتى من الإصلاحية راضياً في كون أجساد أولئك الموتى ضئيلة بسبب الجوع فلا تكلفه خشباً كثيراً من أجل توابيتهم.
أنهى السيد بامبل إجراءات خروج أوليفر لينتهي الفتى إلى المبيت مرعوباً بين توابيت الموتى فى ليلته الأولى عند الحانوتي.
هروب أوليفر إلى لندن
ولم تكن معاملة أوليفر فى بيت الحانوتي بأفضل من الإصلاحية سواء من الحانوتي أو زوجته أو من قبل نوح كلايبول وشارلوت اللذين يعملان مع الحانوتي.
وإثر مشادة بين أوليفر ونوح الذي تعمد إهانة أوليفر، ضرب أوليفر بمهانة من جديد وسجن، ولكن أوليفر الذي كاد يتفجر غيظاً فر في فجر اليوم التالي إلى لندن التي تبعد حوالى 70 ميلاً.
ليعيش حياه ثانيه مليئة بالأحداث والمفارقات، ولتنقلب به الأحوال اعتماداً على ميول وطباع من التقى بهم.
التقائه بعصابة لندن
يتعرف أوليفر تويست وهو فى طريقه إلى لندن على جاك دوكنز، الذي يعرفه بدوره على فاغن اليهودي العجوز البخيل ذو الوجه الشرير وشعره الأحمر الكثيف.
وشيئاً فشيئاً يكتشف أوليفر أنه وقع فى براثن عصابة تستغل الأطفال في سرقة المارة، وتمارس أعمالاً إجرامية بقيادة العجوز.
ويشاهد تدريبهم في كيفية سرقة علب التبغ وكتب الجيب ودبابيس القمصان ومناديل الجيب وغيرها، ثم دفعوه على محاكاتهم في التدريب.
وأوحى اليه فاغن انه بعمله هذا سيكون من العظماء، وظل أوليفر يسأل نفسه كيف سرقة جيب رجل عجوز تجعل منه عظيماً.
كما تعرف أوليفر على فتاتين بيث ونانسي، وكان للأخيرة دوراً كبيراً فى مجريات حياته، إذ كثيراً ما ساعدته وأشفقت عليه، وكثيراً ما تعرضت للعقاب بسببه.
القبض على أوليفر تويست
ومع أول عملية سرقة في الطريق، يخرج فيها أوليفر مع اثنين من الصبية لحساب فاغن، ويشارك أوليفر كمراقب.
تحدث مفاجأة غير متوقعة تجعل الجميع يبتعد عن المنطقة بأسرع مما يتطلب الأمر بما فيهم أوليفر ونظراً لقلة خبرته فى مثل هذه الأحداث.
فقد اعتُقد أنه اللص فيقبض عليه بعد أن يجرح، وعندما يفتشه الشرطي لا يجد معه شيئاً من المسروقات.
ورغم ذلك حكم على أوليفر بالسجن ثلاثة أشهر.
لولا شهادة صاحب المكتبة الذي رأى كل شيء وجاء إلى المحكمة طواعية ليشهد ببراءة أوليفر تويست قبل تنفيذ الحكم.
السيد براون لو
هذه الأحداث جعلت السيد براون لو، الرجل الطيب الذي تعرض للسرقة، يشفق على أوليفر الجريح والمنهك والمهان، فيأخذه معه إلى مسكنه للعناية به.
وعندما استيقظ أوليفر بعد مدة طويلة أدرك أنه كان لديه حمى، ورغم العناية الفائقة إلا أنه كان يعانى من الإنهاك والضعف.
وأحس أوليفر بعد ثلاثة أيام بالسعادة، لأنه ينتمي إلى هذا العالم من جديد ولأن آثار الحمى بدأت تفارقه.
استمع السيد براون إلى قصته وأشفق عليه وأبقاه تحت رعايته، ولكن يد الحظ التي امتدت إلى أوليفر لم تدم طويلاً، فقد كانت أعين العصابة تبحث عنه لإعادته الى الحظيرة.
عودة أوليفر إلى العصابة
نجحت العصابة في خطف أوليفر، عندما كان في مهمة للسيد براون لو، ثم سلبت ما بحوزته من نقود وأشياء تخص السيد براون، وبعد أن سدت عليه طريق العودة في ظل معاملة قاسية وتدريب آخر من نوع خاص.
أجبر أوليفر من جديد على المشاركة في عملية سطو على أحد المنازل، وفيها تم إدخاله لصغر حجمه من أحد الفتحات، لفتح الباب الرئيسي، ومن ثم سرقة المنزل بواسطة أفراد العصابة.
وتفشل العملية ليدفع ثمنها وعاقبتها أوليفر أيضاً، أدرك أوليفر أن عملية السطو فشلت، وأنه أصيب وأغمي عليه، وقد تم نقله إلى البيت الذي حاولوا سرقته.
وعوضا عن أن يشوا به إلى الشرطة، فإنهم مدوا إليه يد العطف والحنان، لما رأوا فيه من بؤس وضعف ظاهر على وجهه وبدنه.وامتدت هذه الرحمة لمدة ثلاث أشهر حتى أصبح أوليفر محبوب جداً من العائلة.
وهنا في هذا البيت المجلل بالرحمة، يكتشف أوليفر حقيقة أمه، وأن له أخ من أبيه أكبر منه يدعى مونكس، وأن أخاه ما هو إلا ذلك المجرم الذي ينتمي إلى عصابة اليهودي فاغن.
تلك العصابة التي ارتكبت الموبقات والقتل ووقعت مؤخراً في يد العدالة لتنال جزاءها.
نهاية رواية أوليفر تويست
الأسرة التى رعت أوليفر كانت على صلة بالسيد براون لو، الذي رعى أوليفر بعد أول حادث سرقة حضرها، وكاد أن يكون ضحيتها، لولا شهادة صاحب المكتبة الذي برأته.
تبنى براون لو أوليفر وشمله برعايته، وساهم براون لو وآخرون في كشف اللثام عن حقيقة أوليفر تويست.
حيث اكتشف أن والده كان رجلاً ميسور الحال، وأنه وقع في حب أمه التي توفي والدها عنها فى ذاك الوقت وكان أوليفر هو ثمرة ذلك الحب.
واستطاع السيد براون لو إرجاع جزء من إرث أوليفر تويست الذي بات سعيداً بحياته الجديدة.