تغذيةصحة

هل تعاني من الاكتئاب والقلق واضطراب النوم؟


الدكتور جميل القدسي- الأعشاب والعناصر المهمة لعلاج الحالات النفسية

اليوم سيكون لدينا موضوع هام جداً، لأنه في انتشار مستمر، وتشير بعض الدراسات إلى أنه في عام 2030، قد يصل عدد المصابين بمرض الاكتئاب والقلق والخوف والتوجس والوسواس إلى 50%

أي من بين كل مائة شخص، هناك 50 مصابين و50 غير مصابين، وليس هذا فقط في الحقيقة، هناك مجموعة من الدراسات، تؤكد أن كثير من الأمراض، تترافق مع الاكتئاب والقلق.

مثل القولون العصبي، وهو يصاب به تقريباً 20% من الناس حسب الدراسات، وهي تجرى على البالغين، والآن بدأت الاصابة تظهر عند الأطفال.

وكذلك الاكزيما، تعتبر من الأمراض التي تترافق مع الاكتئاب، ومرض صداع الشقيقة المزمن، والأمراض التي فيها آلام مزمنة، مثل بعض أنواع السرطان أو التهابات المفاصل.

هذه الأمراض تكون فيها آلام مزمنة، قد تؤدي بصاحبها إلى القلق والتوتر والاكتئاب، والكثير من الأمراض الهرمونية.

مثل قصور الغدة الكظرية، وزيادة نشاط الغدة الدرقية وقصورها، ومرض السكري نفسه، يترافق مع الاكتئاب.

تقييم الاكتئاب والقلق والخوف بالصورة الصحيحة

كثير من الناس مصابون بالاكتئاب، دون أن يدرون، لأن بعضهم لديهم فكرة عن الاكتئاب من الاعلام، وبعض المؤلفين يكون ليس طبيباً، فهو يفترض الاكتئاب بصورة معينة، تختلف عن الواقع.

هناك كتاب مهم اسمه علم النفس لكتاب السيناريو، لأننا في كثير من الأحيان، نرى القصة تكتب بطريقة معينة، ولكن التطور ليس تطور طبيعي.

التطور أو التحول أو المشكلة النفسية، أو العقدة أو الخلل النفسي، يكون عند الإنسان بهذا الشكل، الذي يتصوره كاتب السيناريو.

ولهذا ننبه، على أنه من الضروري، أن نعرف الأعراض الحقيقية، ولذلك جاء أحد عالم بريطاني كبير، اسمه هاميلتون.

هاميلتون هو عالم قديم من السبعينات، وضع مقياس يعتبر من أعلى المقاييس، التي تستخدم في معظم مراكز العالم، لتقييم الاكتئاب.

أعراض الاكتئاب

هناك أعراض كثيرة، فإن ضعف الذاكرة والنسيان، وضعف التركيز والتشتت، والتردد وصعوبة اتخاذ القرار، يعتبرون من أعراض الاكتئاب.

وعدم الشعور بالسعادة، والشعور الدائم بالحزن والاكتئاب، وعدم الشعور بأي مشاعر إيجابية، بأي وقت ولا بطعم الحياة أو لذة الحياة.

وهناك من الأعراض التفكير بالموت، حتى أن بعض الناس يفكر بالانتحار، وقد ينتحر فعلاً، وكثير من المرضى يكون لديه تعب غير مفسر، حتى لو نام لمدة كافية.

وقد يشكو من الإرهاق وآلام الجسم، وعدم الرغبة بشيء، ويفقد الاهتمام بفعل أي شيء في حياته وعمله، وهي من أهم أعراض الاكتئاب.

ولذلك هؤلاء الأشخاص الذين يكون لديهم تعب شديد، ويفكرون بالانتحار، لا ينصح بإعطائهم الأدوية المضادة  للاكتئاب، لأنها قد تنشطهم فيذهبون إلى الموت بأيديهم.

الشعور بالخوف والخوف من المستقبل، وكثير من الناس لديهم هذا الشعور، وأحياناً يكون الخوف غير واضح السبب.

ومن الأعراض اضطرابات الشهية للطعام، فبعض الناس تزداد لديهم الشهية على الطعام، ويعضهم تقل لديهم.

وبعضهم يحدث لديهم اضطراب في العلاقة الجنسية، فلا يكون لديهم رغبة بها، ويفقد كل الاهتمام بها خصوصاً بين الزوجين.

مقياس الشعور بالاكتئاب والقلق

هناك مقياس بريطاني، يعتمد على تسعة أسئلة، وهو يكون عبارة عن مسح شامل، لبيانات محددة عن المريض، ومن هذه الأسئلة المطروحة:

هل فقدت الاهتمام بالأشياء؟

هل تشعر بعدم السعادة؟

إذا أجاب المريض على هذين السؤالين، يتابعون الأسئلة التالية، وإذا أجاب على خمسة أسئلة من أصل تسعة، فهو مصاب بالاكتئاب.

وتحسب درجة الاكتئاب، بناءً على درجة تكرار هذه الأعراض، لأن هناك أعراض تكرر مرة في الأسبوع، وأخرى مرة في الشهر، ومنها يشعر بها كل يوم.

قد يصنف الاكتئاب، بأنه شديد إذا كان بشكل متكرر يومياً، وخفيف إذا كانت موجوداً لمرة ويختفي في المرة الأخرى، وهناك اكتئاب متوسط، واكتئاب شديد، وشديد جداً.

والطب الحديث له تصنيف في هذا المجال، بحيث أن الاكتئاب له أعراض، والقلق أعراض أخرى، والخوف أعراض مختلفة، والوسواس القهري له أعراض أيضاً.

ونادراً ما تجد مريض اكتئاب، لديه خوف فقط مثلاً، بل قد تتحول لديه الأعراض من اكتئاب، إلى الخوف والقلق.

أسباب الاكتئاب والخوف والأفكار السيئة

لدينا في مبدأ العلاج، الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: فإذا أصيب دواء الداء برء بإذن الله عز وجل، إذاً يجب أن نعرف ما هي آلية المرض، وكيف يحدث حتى نصيبه بشكل دقيق.

الطب الحديث طرح نظرية الحمض الأميني الواحد، mono amine وهي تقول، أن دماغ الإنسان يتكون من خلايا عصبية، وهي ليست ملتصقة مع بعضها البعض.

ويحدث التنبيه من جسم الخلية العصبية إلى نهاياتها، ثم تنقلها خلية عصبية أخرى، رغم أن هناك فراغ بينهما.

الله سبحانه وتعالى من رحمته وحكمته وفضله علينا، يقول (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وهذه من النعم، التي لا نشعر بها ولا نبصرها.

ويقسم في سورة الحق (فلا أقسم بما تبصرون ولا ما تبصرون) الله سبحانه وتعالى، خلق ناقلات تنقل التنبيه من حافة الخلية، وتطير إلى حافة الخلية الأخرى.

النواقل العصبية في الدماغ

وعندما تمت دراسة هذه الناقلات، وجدوا أنها عبارة عن مواد كيميائية، وأسموها النواقل العصبية.

وهذه النواقل العصبية هي الأدرنالين، والأستيلكولين، والأدرينالين الدوبامين، والجلايسين، والسيروتونين، وغيرهم.

وعند دراسة الأمراض النفسية، مع حركة النواقل العصبية، وجدوا أنه عند الشعور بالاكتئاب، ينخفض مستوى السيروتونين، وعند الشعور بالقلق، وجدوا أن الأدرينالين يرتفع.

ولهذا اعتمدوا في العلاج للمرضى، أنه عندما يكون السيروتونين منخفض المستوى، يتم رفع مستواه، وإذا انخفض مستوى أي من هذه النواقل العصبية، يتم رفعه.

كيف يتم رفع مستوى الأدرينالين والسيروتونين؟

عندما تتم الحركة بين الخلايا العصبية، عن طريق النواقل العصبية، يتم تثبيط الإنزيم وتفكيكه، بمجرد وصوله، وبذلك يتم خفض مستوى الناقل في الخلية.

لهذا يقوم العلماء، في مرحلة وصول الناقل إلى الخلية، وقبل تفكيكه، بمنعه من ذلك، فيبقى الناقل العصبي موجود، في المنطقة بين الخلايا، ويعطي التأثير الأفضل.

وكل النواقل العصبية، تصنع من حمضين أمينيين، التيروزين، وهو يدخل في عملية كيميائية، فيتحول إلى الدوبا، وهذا يتحول إلى الدوبامين.

والدوبامين، هو الناقل العصبي، الذي يحدث فيه خلل في حالة انفصام الشخصية، وفي مرض الباركنسون.

والدوبامين يتحول بدوره إلى نور أدرينالين، والأدرينالين يتحول بعدها إلى أدرينالين، وهذا المسار مرتبط بالحمض الأميني، التيروزين.

لهذا سميت نظرية mono amine، أي الحمض الأميني الوحيد، الذي تصنع منه النواقل العصبية.

والحمض الأميني الثاني، هو تريبتو فام، وهو يتحول إلى خمسة هيدروكس تريبتو فام، وبعدها يتحول إلى خمس هيدروكس تربتامين، والذي هو نفسه السيروتونين.

الأدوية وتأثيرها على النواقل العصبية

وهذه النواقل العصبية الموجودة في الدماغ، والتي تنقل التنبيه من خلية عصبية إلى خلية عصبية أخرى، وتنخفض في توازنها، أو تختل في توازنها بزيادة أو نقصان.

قال العلماء حينها، أنه يمكن صنع أدوية، تزيد هذه النواقل العصبية، وبعد فترة وجدوا، أن هذه النواقل العصبية التي زادوها، عن طريق الأدوية، قد استنفذت.

لأن الأدوية تعطي المفعول الجيد في البداية، ثم يتوقف مفعولها، مع تقدم الوقت، وهذه الدراسات أجريت في عام 2004.

منها تقول أن السيتالوبرام، وهو أحد الأدوية، الذي يستخدم في علاج الاكتئاب، والسيتالوبرام، وهو متطور عن الأول.

لا يعطون أكثر من 9% تحسن عن البلاسيبو، والذي هو الدواء الوهمي، فإن البلاسيبو يعطي تحسن 43%، والأدوية السابقة 52%.

وفي دراسة أخرى بنفس العام، وجدوا أن هذه الأدوية عند المسنين، تجرى على الشباب المصابين بالاكتئاب.

فتخيلوا الناس المسنين المصابين بالاكتئاب، كانت نسبة التحسن بتناولهم البلاسيبو 0%، أي أنه لا يجدي نفعاً.

الخلل في العناصر المهمة في الأطعمة

ليس الخلل هو فقط في النواقل العصبية، إنما كما نقول دائماً، الخلل الأساسي يحدث، في العناصر التي تدخل في طعامنا.

ولذلك الآن أصبح مثبتاً، أن نقص الزنك مثلاً، يؤدي إلى حدوث الاكتئاب، ونقص المغنيزيوم كذلك الأمر، ونقص النحاس والحديد.

ولذلك معظم النساء في فترة الحيض، تفقد كمية كبيرة من الدم والحديد، وتصاب بالاكتئاب، نتيجة لذلك.

ونحن نرى أنه من الضروري، تعويض هذه العناصر، لأن الكثير من النواقل العصبية، معتمدة على هذه العناصر المهمة.

بدليل أن نقصها في الجسم، يؤدي إلى الاكتئاب، وتحسينها يحسن من القلق والخوف، والوسواس والأفكار السلبية وغيرها.

وفي نظام الغذاء الميزان، لا ننصح بأخذ هذه العناصر، على شكل حبوب، لأننا نعلم أن خلق الله، متوازن وموزون.

الكيمياء الدماغية هي من التعقيد، بحيث أنها تقوم بمنظومة كاملة، ودخول عنصر واحد، لا يستطيع أن يضبط هذه المنظومة، بكل آلياتها.

وفي الدماغ، يحصي العلماء أن هناك 73 ناقل عصبي، ومنهم يقول 80 ناقل عصبي، فالموضوع أعقد بكثير.

خلق الله الأطعمة والأعشاب متوازنة العناصر

الأدوية المصنعة في المختبر، والتي تباع في الصيدليات، لا أعتقد أن فيها هداية، وإدراك كما هو خلق الله سبحانه وتعالى.

وقد وصلت إلى نتيجة، أن خلق الله فيه هداية، لأن الله صنعه وأعطاه الهداية، ولذلك كان فرعون يسأل موسى وهارون (فمن ربكما يا موسى).

ويجيبه نبينا موسى إجابة مذهلة (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هداه) فهو ليس مثل صنع الإنسان، وهذه أمثلة عن الموضوع.

المتأمل لعشبة الميرمية مثلاً، فيها مادة اسمها ثوجون، وهذا الثوجون إذا نزعناه من عشبة الميرمية، وأعطيناه لطفل صغير، سيصاب بمتلازمة صرع متتالية، وقد يموت.

لأن مادة ثوجون، مادة سامة وخطيرة، ولكن الميرمية بكل عناصرها مجتمعة، تصنف بأن ليس لها أي تأثير جانبي.

ومثل الثوم، الذي وجد به تأثير كبير على ارتفاع ضغط الدم الشرياني، والدراسات أثبتت، أن الثوم عند الناس مرتفعي الضغط، بشكل متوسط أو خفيف، يساهم في خفضه.

وفوجئوا أن الناس الطبيعيين، الذين ليس لديهم ارتفاع في الضغط، عند تناولهم الثوم، الضغط لا يتأثر بارتفاع أو انخفاض.

والذي علم الثوم على هذه الآلية، هو الله سبحانه وتعالى، الذي قدر فهدى (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى).

(أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تتذكرون) (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) لهذا نحن نؤمن كما رأينا في الدراسات.

أن الأدوية التي يصنعها الإنسان، حتى تغصب الناقل العصبي على الارتفاع، ليست حكيمة، وهي دواء مفرغ، لا يعالج المنظومة الكلية في الدماغ.

وهذه الأدوية اضافة إلى تأثيرها المحدود، فهي لا تعطي كدواء وهمي، أكثر من 10%، وعند المسنين 0%.

استعمال السماد الكيماوي والمبيدات الزراعية وأضرارهما

والموضوع أكبر من أن أعطي عنصر دوائي معين، وهذه العناصر تنقص، إن تغير الزراعة حالياً، أصبح يحمل مصائب كبرى.

مثل إضافة السماد الكيمياوي على التربة، فحسب دراسة أجريت، منذ عام 1845 إلى 2005، تابعوا فيها عدة محاصيل.

وجدوا أنه منذ عام 1845 إلى 1960، أي 115 عاماً، نظراً لعدم استخدام السماد الكيمياوي، واستخدام المواد العضوية، وفضلات الحيوانات، لم يحدث أي نقص في العناصر.

ومن عام 1960 إلى 2005، منذ بدء استخدام الزراعة الصناعية، والسماد الكيماوي، بدأ فقدان أربع عناصر، بشكل مخيف.

الحديد والزنك والمغنيزيوم، والرابع هو النحاس، وهذا يفسر لما أصبحت الخضروات، بلا طعم ولا رائحة، ولما كانت صحة أجدادنا أفضل.

ويفسر أيضاً لما أصبح الآن هناك أطفال، مصابين بمرض السكري والتوحد، وفرط النشاط وضعف التركيز، وهذا مثبت علمياً، أن هذه الأمراض سببها نقص هذه العناصر.

الأعشاب الطبيعية علاج الاكتئاب والقلق والخوف

هناك آليات كثيرة تحدث، الموضوع ليس عنصر واحد ناقص، إنما هناك عناصر نعرفها، وأشياء لا نعرفها.

ونقول أننا بإذن الله، نساعد الناس في التخلص من هذه الأعراض، القلق والخوف والتوتر، وضعف الذاكرة والتركيز، والشعور بالحزن، والعجز الجنسي، بطريقة بسيطة.

ننصح باستخدام خلاصات عشبية، مثل خلاصة إكليل الجبل والخزامى، التي تفيد في تحسين المزاج، وتحسين الاكتئاب.

وخلاصة الزنجبيل، وننصح بخلاصة البابونج والمليسة والريحان، وكل هذه تثبت الدراسات، أن فيها عدد هائل من المركبات.

وننصح أن تكون محفوظة مع زيت الزيتون الطبيعي، وخل التفاح الطبيعي، لأنهما يحتويان على مواد فعالة أخرى.

فوائد الأعشاب بالدليل القرآني

ومعنى الخلاصة، هي أي أن نأخذ كمية كبيرة من العشبة، لنستخرج منها ملعقة أو ملعقتين، وذلك لأننا ندرك أن غذائنا العادي، أصبح بعد اضافة السماد الكيماوي.

يفقد بين 50 إلى 75% من عناصره، وفي دراسة أجريت على قمة تربة الأرض، كانت هي الغنية بالعناصر الكاملة.

بحيث يكون بها ديدان الأرض وفطريات الأرض، وقشرتها، وكمكونات مع بعضها، تساهم في زيادة النسب الصحية، للعناصر الموجودة في التربة.

من أجل أن تدخل إلى النباتات، وتستفيد منها النباتات، وبالتالي نستفيد منها أيضاً، ويكون الطعام غني بعناصر الفيتامينات.

ولذلك نؤمن بقول الله سبحانه وتعالى (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون).

لهذا عندما ننصح بعشبة، فهي تكون خلاصة كاملة موزونةٍ، ويكون جزئها الزيتي محفوظ بالزيت، وجزئها المائي محفوظ بخل التفاح الطبيعي، وتكون العشبة مزروعة زراعة طبيعية.

وقد أثبتت الدراسات، أن الأعشاب لها تأثير محسن للمزاج، ويخفف القلق ويحسن الذاكرة، مثل عشبة الخزامى، التي تزيد القدرة على دراسة المعادلات الرياضية.

وخصوصاً مع زيت الزيتون، الذي يوجد فيه أوميغا 3 وأوميغا 6 وأوميغا 9، وهي زيوت مغذية للدماغ، وتحافظ على غشاء الخلايا العصبية، وفعالية عملها.

علاقة الشيطان بتغيير نظامنا الغذائي

وموضوع الشعور بالقلق والاكتئاب والخوف، ليس فقط بسبب نقص عناصر الحديد والزنك، والمغنيزيوم والنحاس.

الكثير بل الآلاف من الدراسات، تؤكد أن نقص العناصر الواصلة للدماغ، سيجعل الدماغ ميالاً للخوف، والقلق والاكتئاب.

وضعف التركيز واضطرابات الشهية، واضطرابات النوم وفقدان الرغبة الجنسية، والتعب والشعور بالعجز والفشل، والإحباط والرغبة في الموت.

ونحن في النظام الغذاء والميزان، وباعتمادنا على الدليل العلمي، والفقهي بالقرآن والسنة في صحيحها، رأينا أن الشيطان يساهم بدور كبير، في حدوث هذه الأعراض.

ومن يقرأ القرآن بتمعن، يجد أن الشيطان كان حريصاً، على تغيير خلق الله في الطعام، إذا قرأنا سورة النساء (وإن يتبعون إلا شيطاناً مريدا).

(لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله).

تسلط الشيطان على الإنسان

إن مصلحة الشيطان بتغيير خلق الله في الطعام، لأن الله سبحانه وتعالى، لما خلق آدم جعله تمثال من صلصال، وجعل إبليس يطوف به، وهو مخلوق من النار.

والنار هي مصنوعة من الحرارة والضوء، فتكون موجات كهرومغناطيسية، وتستطيع أن تخترق أجسامنا ببساطة.

فهو يطوف به ويدخل من قبله ويخرج من دبره، والقرطبي في تفسيره يصف هذه الحالة، بأن ابليس يحدث آدم عليه السلام، وهو مازال تمثالاً.

يقول: ما لشيء خلقت؟ ثم يقول: لئن سلطت عليك لأهلكنك، ولئن سلطت علي لأعصينك.

والله سبحانه وتعالى يقول عن إبليس، في القرآن (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه) والشيطان مخلوق بترددات، إذا افترضنا ذلك.

فقد يكون من تردد خارج نطاق رؤية الإنسان، فإن الإنسان لا يرى الأشعة الفوق بنفسجية، ولا يرى الضوء ما تحت الأشعة الحمراء.

ولهذا يقدر العلماء، أن عدد الموجات التي لا نراها كبيرة جداً، وقد يكون الشيطان في مثل تردد، أعلى من هذه الأشعة، أو أقل، وهذا مجرد افتراض.

ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: وإن منكم إلا ومعه قرينه من الشيطان، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير.

ونفس الفعل بالأمر تكرر، في القرآن الكريم (ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)

الشيطان وعلاقته بأمرض الاكتئاب والقلق

وعند العودة إلى مقاييس الاكتئاب عند العلماء، مثل مقياس هاملتون، ونرى الأعراض والبنود التي ذكرت في هذه المقاييس.

نفاجأ بأن كلها، أو معظمها، أعراض ذكرها القرآن الكريم، وأن الشيطان هو المسبب، ولذلك عندما نرى الصورة كاملة.

نعتقد أن الشيطان كان حريصاً على تغيير خلق الله، لأنه عندما تنقص العناصر الواصلة للدماغ، التي تحدثنا عنها سابقاً.

يصبح الدماغ ميالاً للاكتئاب، والقلق والخوف والوسواس، وضعف الذاكرة، وضعف التركيز، واضطرابات الشهية والنوم، والانتحار.

يسهل على الشيطان السيطرة على الإنسان، في هذه الظروف السيئة جداً، لذلك أنظروا مثلاً، من الأعراض ضعف الذاكرة والنسيان.

وفي القرآن الكريم (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) (فأنساه الشيطان ذكر ربه) (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).

(استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله) وهذا عرض من أعراض الاكتئاب، وضعف التركيز والتشويش، وصعوبة اتخاذ القرار.

والله سبحانه وتعالى، يقول (وليلبسوا عليهم دينهم) أي التباس، وتشوش، وصعوبة في اتخاذ القرار.

أي الأشياء الواضحة، يشوش عليه الشيطان، ويكرهك بها، والأشياء السيئة والعمل السيء، يزينه لك (وزين لهم الشيطان أعمالهم) (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً).

وفي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وحببنا فيه) إذاً هناك من يكرهنا في الحق.

ويكمل (وأرنا الباطل باطلا وألهمنا اجتنابه وكرهنا فيه) أي هناك من يحببنا في الباطل، وهذا يتوافق مع الآيات الكريمة التي ذكرناها.

ذكر الاكتئاب في القرآن الكريم وفي الحديث

الشعور بالاكتئاب والحزن، ذكر في سورة المجادلة (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا) وبدقة اللغة ليَحزُن.

الحُزن في اللغة، أي شخص حزين، والحَزن أي المبالغة في الحزن، ويصل إلى درجة الاكتئاب، وكلمة الاكتئاب كلمة مستحدثة.

وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزن، أي الاكتئاب

والتخويف.

(إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) شعور الإنسان بالخوف من المستقبل، وخوفه على عائلته وعلى صحته، ومن الأمراض بشكل عام.

الشعور بالعجز والفشل، والإحباط والإرهاق (وكان الشيطان للإنسان خذولا) فكأن الذين وضعوا مقاييس الاكتئاب، أخذوه من القرآن فعلياً.

لذلك أعتقد أن الموضوع، ليس فقط نقص العناصر، بل هي جزء من السبب، ولكن قرين الإنسان أو شيطانه، يساهم في تفاقم الأعراض كلها.

والشيطان الآن، هو الذي يوسوس للإنسان بأن المكسب والربح، كله سيأتي عندما يضع السماد في أرضه، ليعطي بذاراً أكثر وربحاً أكبر.

ولكن على حساب النوعية، والله سبحانه وتعالى، ذكر ذلك في القرآن في سورة البقرة (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم).

(وفي السماء رزقكم وما توعدون) فإن الرزق موجود، ولكن الشيطان يزين للإنسان تغيير خلق الله في الطعام، ويجعله يضع السماد والمواد الكيماوية.

تفسير الحلال الطيب في القرآن

وهذه القصة التي أرويها لكم، ذكرت في القرآن في سورة البقرة، فالآية بدأت بالطعام، لأن أساس موضوع القلق والخوف، والوسواس هو نقص العناصر الواصلة للدماغ.

والذي يؤدي في النهاية لنقص النواقل العصبية، وهذا جاء بتزيين وتغيير، في خلق الله في الطعام، والآية تقول:

(يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان) في بداية بحثي بحثت في الحلال الطيب.

ومعظم التفاسير تقول: أن كلمة حلال طيب، أي لا تشبه شائبة، وهذا التفسير كتبه ابن كثير والقرطبي، قبل ألف عام، وقبل السماد الكيماوي، والتلاعب في التربة والزراعة.

ولا تشوبه شائبةِ، أي لا نضيف له سماد كيماوي ومبيدات حشرية، ولا يوجد فيه تلاعب في الجينات، ولم تضف إليه هرمونات، ولم يتم تغيير توازنه الذي خلقه الله عليه.

وفي نفس الوقت، مصدره رزق حلال، وليس رزق حرام، ولا تتبعوا خطوات الشيطان، تابعة لتفسير (ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)

أي خطوات الشيطان بتغيير خلق الله (إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء) ومنه الأفكار السيئة، مثل الأشخاص المصابين بالوسواس.

(وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) ومن ذلك الشك في العقيدة، مثل الاعتراض على تقديرات الله سبحانه وتعالى، كأن تقول لما يا الله فعلت بي هذا، ولم تفعل بغيري.

الشعور بالخطر وارتفاع الأدرينالين والكورتيزون

ونقول هذا، لأن الشيطان يقوم بهذه الطريقة، وعندما تشعر بأنك ستموت، أو أحد من عائلتك مريض، أوقد يصيبك حادث أو يتشوه وجهك.

فأنت هنا تشعر بالخطر، ومن المعروف علمياً، عند الشعور بالخطر، يفرز هرموني الأدرينالين والكورتيزون، وهما يساهمان في هدم خلايا الجسم، من أجل توليد الطاقة.

ونحن نعيش في حياة بضغوطات كبيرة، فيتم فرز هرمون الأدرينالين والكورتيزون، بشكل أكبر، وهذا يزيد من الشيخوخة المبكرة عند الإنسان.

فإذا كانت حياتك مليئة بالقلق والاكتئاب والوسواس، لن تنفع الأعشاب، لأن هناك إفراز مستمر في الأدرينالين والكورتيزون.

لأنهما سيهدمان الجسم، وبهذا تدور في حلقة مفرغة، والحل أن هناك نقص كيميائي كبير، لعدد هائل من العناصر الواصلة للدماغ، الحديد والزنك والمغنيزيوم والنحاس.

فيجب تناول الأعشاب المستخلصة، التي تحدثنا عنها، وهذا لا يكفي لأن هناك شيطان، اسمه قرين للإنسان، منذ الولادة إلى الموت.

فائدة قراءة سورة البقرة

تستطيع أن تطرد هذا القرين، بدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت، الذي تقرأ فيه سورة البقرة.

وفي حديث آخر، يقول صلى الله عليه وسلم: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة، أي السحرة والسحرة يتعاملون مع الشياطين.

وكل الآيات التي ذكرناها، هي في سورة البقرة، عن الأطعمة والشيطان، والذي يعلمه للناس، وكيف يعدنا بالكفر والفحشاء.

لهذا كل شخص يشعر بالاكتئاب، نقول له، الزم قراءة سورة البقرة، وبهذا تعيش بدون وجود الشيطان، ومن ثم تبتعد عن الأفكار السيئة والشيطانية.

لهذا فإن الأشخاص مرضى القولون العصبي والشقيقة، والاكزيما والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتية، والاكتئاب والوسواس والخوف.

ننصحهم بقراءة سورة البقرة يومياً، فهي تأخذ من الوقت نصف ساعة، وستتبدل حياتك 180 درجة، وهذا لا يحتاج إلى تجريب، فهي مثبتة في الأحاديث.

وأنا كطبيب عندما بدأت أربط علاقة الطعام، ونقص العناصر الواصلة للدماغ، وأربط الأعراض المستخدمة، في مقاييس الاكتئاب مع القرآن.

أجد أن الشيطان له دور كبير، مع كل هذه الأعراض، والوسواس والاكتئاب، والحزن والخوف، والقلق ومعظم الأمراض.

ومن كان مصاباً بهذه الأمراض، وأراد تفصيل هذه الأمور، يستطيع أن يدخل إلى موقع بالانس دوت كوم، فلدينا أجوبة مباشرة، عن طريق وضع الأسئلة المختلفة.

ونوجه الناس إلى ما يجب أن يفعلوه، ونساعدهم إذا كان لديكم مشكلة غذائية، ونعطي النصائح الغذائية.

ونقول، ليست الجينات التي نحملها في أجسامنا، هي سبب أمراضنا، بل هي نمط حياتنا،

فإذا استطعنا أن نغير نمط الحياة الذي ذكره القرآن، نجد أفضل نتائج صحية.

 الدكتور جميل القدسي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى