العناية بالذاتصحة

هل تعاني من قلة النوم ؟


ما الذي يحصل في الجسم من قلة النوم؟

هل تعاني من قلة النوم ؟ هل تستيقظ من النوم، وأنت تشعر بأنك لم تنم كفاية؟ هل تشعر بالتعب كل يوم؟ وطوال الأسبوع؟ وهل هذا طبيعي؟

لا، الحقيقة هو ليس طبيعياً، لأنك تستدين، أي تأخذ قرض كبير، اسمه دين النوم عليك، فإذا لم تنم بشكل كاف هذا يعني الكثير من المشاكل.

الدماغ يحسب الوقت، الذي ضاع بدون نوم، بدقة عالية، وسواء كنت طفلاً، أو كبيراً في السن، فجميعنا نحتاج إلى النوم.

والحديث الذي يقول، أن الانسان البالغ، لا يحتاج إلى ساعات نوم طويلة، هو حديث غير دقيق أبداً، فانت تحتاج أن تنام كل ليلة، من 6 إلى 8 ساعات.

وأقل من ذلك، يعتبر دين عليك، ولا تقل سأعوض في نهاية الأسبوع، أو الذي بعده، لأن الدماغ لا يعمل بهذه الطريقة.

تأثير قلة النوم على خلايا الدماغ

الطريقة الوحيدة حتى تتجنب الاقتراض من صحتك، هو أن تنام لمدة كافية كل ليلة، وهناك مشكلة، أن الدين في النوم، لا يؤدى بعد ليلته.

أي الذي ذهب من الخلايا في الدماغ، لن يعود مرة أخرى، والطريقة الوحيدة التي تستطيع بها أن تتجنب هذا الدين، هو النوم الكافي.

يقضي الإنسان ست وثلاثين بالمائة من حياته في النوم، أي إذا عشت تسعين سنة، تكون قضيت اثنان وثلاثين سنة، منها في النوم.

ما الذي يحصل عندما ينام الإنسان؟

عندما ينام الجسم، فإن الدماغ لا ينام، بل إن بعض مناطق الدماغ، تكون أكثر نشاطاً، وفي هذه المناطق، تنشط الوصلات العصبية، وتقوم بوظائف مهمة، لا يمكن أن تقوم بها وأنت مستيقظ.

في دراسة في جامعة روتشستر، على مجموعة من فئران المختبر، اكتشفوا أن الفئران عندما ينامون، يزداد إفراز سائل، يسمى السائل المخي الشوكي.

وهذا السائل المخي الشوكي، ينظف الدماغ من السموم ،ومن أخطر تلك السموم، هي بعض أنواع البروتينات، التي تسبب مرض الزهايمر.

لذلك احدى وظائف النوم، أنه ينظف الخلايا من المخلفات، لكي تبدأ بترميم الدماغ، عندما يستيقظ الإنسان.

الساعة البيولوجية في الجسم

كلنا سمعنا عن الساعة البيولوجية في الجسم، وتسمى ساعة الجسم، ولكن كيف تعمل هذه الساعة،

هذه الساعة، تتأثر بكمية الضوء، الذي يدخل إلى العين.

وبالتالي تقوم الخلايا، بإفراز هرمون الميلاتونين، الذي يسمونه هرمون النوم، فإذا كان الضوء شديداً، تقلل الخلايا من إفراز الميلاتونين.

وإذا انخفض الضوء، أو اختفى، ترتفع نسبة الميلاتونين في داخل الجسم، لو وضعنا 24 ساعة في يومنا، على ساعة الجسم لوجدنا التالي.

الساعة 3.30 ظهراً، يكون الجسم في حالة ردت فعل سريعة، أي يستطيع أن يتفاعل مع الأحداث بسرعة، وهذا وقت مناسب للأنشطة والأعمال الذهنية.

في الساعة 6.30 مساءً، يرتفع مستوى ضغط الدم، إلى أعلى مستوياته، وهذا وقت مناسب للجلوس في هدوء، والاسترخاء تجنباً لرفع ضغط الدم.

في الساعة 2.00 بعد منتصف الليل، هو الوقت المناسب للنوم العميق، يفترض أن يكون الشخص نائماً قبله بساعات.

الساعة 4.30 فجراً، ينخفض مستوى ضغط الدم، إلى أدنى مستوياته، وهو أفضل وقت للحركة والرياضة.

الساعة 6.45 صباحاً، يكون ضغط الدم في حالة تأهب للارتفاع، وهو أفضل وقت، لبدء الأعمال اليومية.

ما هي أقسام النوم؟

يقسم النوم إلى مرحلتين رئيسيتين:

مرحلة نان رين

وهي المرحلة، التي لا تتحرك فيها العين وقت النوم، وفيها ثلاث مراحل:

مرحلة الدخول إلى عالم النوم

يبدأ الدماغ في هذه المرحلة، يتأرجح بين النوم واليقظة، فتشاهد صور لأشخاص، وتمر عليك مواقف اليوم، أو أيام سابقة، وتشعر أنك تسقط من مكان عالٍ، فتخاف وتستيقظ فجأة.

مرحلة النوم الخفيف

العين فيه تتوقف عن الحركة، ودرجة حرارة الجسم تنخفض، وتنتظم دقات القلب مع التنفس، ويبدأ نشاط الدماغ يقل.

مرحلة عمود النوم

وهي مرحلة مهمة لتقوية الذاكرة، وخصوصاً الذاكرة اللفظية، أي إذا كنت تريد تعلم لغة جديدة، يجب أن تنام لوقت زائد.

مرحلة النوم العميق

هنا يبدأ الدماغ، بإرسال إشارات كهربائية متقطعة للجسم، وتسترخي العضلات، وينخفض مستوى ضغط الدم، ويبدأ التنفس يعتدل.

ولذلك إذا استيقظ الإنسان، في هذه المرحلة، لا يستطع أن يتوازن، ولا أن ينتبه إلى الأشياء من حوله.

واكتشف العلماء في السنة الماضية، أن من أسباب هرم الدماغ وضعفه، مع كبر السن طبعاً، أن الإنسان لا ينظم نومه، طوال مرحلة الشباب.

وبالتالي لا يصل إلى حالة النوم العميق، والذي يحصل، أن الدماغ يضعف ويشيخ، إلى أن تتهاوى الذاكرة.

ما الذي يجعلنا مستيقظين ولا ننام؟

هناك أسباب للسهر انتشرت عبر الزمنٍ، بين 1800 وعام 1900 كان هناك الصوص، وتأخر القطارات، والحشرات.

وبين 1900 و2000 كانت الأسباب التأخر في الشوارع من الزحمة، والطائرات والانترنت، والمقاهي والسمنة.

وبين عام 2000 و 2016 ظهرت أشياء كثيرة الهواتف الذكية، وهاري بوتر، والألعاب، والأزمة الاقتصادية، واليوتيوب وسناب شات.

في مرحلة حركة العين السريعة، تظهر الأحلام، وكل العضلات، تكون في حالة استرخاء تام، والعين تتحرك بسرعة، أي نكون في عالم آخر، لا ننتبه للعالم من حولنا.

وقبل مدة اكتشف العلماء، أن الأعصاب في هذه المرحلة، تقوم بإعادة عرض بعض الأشياء، التي تعرضنا لها طوال اليوم، وخاصة المتعلقة بالتعلم.

وتوصلوا إلى نتيجة، أن الناس الذين في هذه المرحلة، يكونون أكثر قدرة، على تعلم اللغات والمهارات، وحل المشكلات.

ماذا يحصل عندما لا ينام الإنسان لمدة كافية؟

في عام 1986 انطلق مكوك الفضاء تشالنجر، يحمل خمسة رواد فضاء، وبعد أقل من دقيقتين من انطلاقه ،انفجر في الجو، ومات كل الرواد.

وبعد سنتين ورد في تقرير لجنة التحقيق، أن فريق العمل المسؤول عن المهمة في ناسا، قضوا مدة طويلة لا ينامون فيها، حتى أن أغلبهم نام لساعتين فقط، في اليوم الذي سبق الإطلاق.

بسبب قلة النوم، صار لديهم هبوط في مستوى التركيز، والإدراك وضعفت جودة القرارات المتخذة، وبالتالي اتخذوا القرار الخاطئ بإطلاق المكوك.

في عام 1986 في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حدث انفجار في أوكرانيا، أدى إلى كارثة انسانية، تعرف بكارثة تشرنوبل.

والذي حصل يومها، أن موظفي المناوبة الصباحية، لم يجروا اختبارات السلامة، وتركوا المهمة لموظفي المناوبة الليلية، وعادة يكون هؤلاء أقل تركيزاً.

لأن ساعتهم البيولوجية غير منظمة، وعندما حصل التسرب، ارتبك فريق العمل، وأغلقوا المفاعل، فارتفعت درجة الحرارة بداخله، وانفجر.

مما أدى إلى حدوث أكبر كارثة نووية، في تاريخ البشرية، وتم إعلان منطقة تشرنوبل، منطقة منكوبة.

عام 1989 بعد منتصف ليل أحد الأيام، حدث تسرب في ناقلة النفط العملاقة، اكسون فالديز، عندما اصطدمت بالحيد البحري، بالقرب من الاسكا.

مما أدى إلى كارثة بيئية في تلك المنطقة، وبعد التحقيق، اكتشفوا أن طاقم السفينة، أمضى ثمانية عشر ساعة، في عمل متواصل بدون نوم.

النوم والسمنة

هل تعرفون أن الناس الذي ينامون، أقل من خمس ساعات في اليوم، أو الذين ينامون في النهار، ويسهرون في الليل.

معرضين للسمنة أكثر من غيرهم، بنسبة 50% لأنه عندما يضطرب نوم الإنسان، يفرز الجسم هرمون غريلين.

وهو هرمون الجوع، وعندما يفرزه الجسم، يجوع الإنسان للسكر، لهذا يأكل أكثر، ويتعرض إلى أخطار السمنة.

النوم في النهار وقلة المناعة

الوقت الطبيعي لنوم الإنسان، هو الليل، هل تعلمون ما الذي يحصل للناس، الذين ينامون في النهار بدل الليل؟

عندما يدرك الدماغ، بأن الشمس طلعت، من خلال العين، يحاول أحدنا أن ينام، والدماغ يقول له: لا هذا وقت الاستيقاظ، ولكنه يصر على النوم.

حتى يتعب الدماغ ويستسلم، وعندما تتكرر هذه المشكلة، على مدى الأيام والسنين، يضعف جهاز المناعة، وترتفع نسبة احتمال اصابة هؤلاء الناس، بمرض السرطان.

ولأن قلة النوم، تؤدي إلى الإجهاد، ويقوم الجسم بإفراز الجلوكوز في الدم، حتى يعوض التعب، ومع الوقت، يبدأ الجلوكوز يملأ الأوعية الدموية.

وتزداد احتمالية اصابة الإنسان بمرض السكري، وتبدأ قدرة الأوعية، على تحريك الدم بشكل فعال، تضعف مع الوقت، فيصاب الإنسان بأمراض ضغط الدم.

ما هي الحلول الموجودة غير الأدوية لحل مشكلة النوم؟

من الحلول البسيطة، والتي يستطيع أي أحد أن يفعلها، هي أن يجهز غرفة نومه، مثل أن تكون مظلمة وهادئة وباردة.

لأن الأشعة الزرقاء، التي تخرج من الشاشات، تمنع تدفق هرمون النوم في الجسم، مثل التلفاز والأجهزة الذكية، الموبايل.

وقبل قليل، تحدثنا عن الساعة البيولوجية في الجسم ،فإن أسوأ شيء يخربها، هو المنبه، في الساعة، أي عندما يرن المنبه، وتضغط عليه حتى يرن بعد دقائق.

وبهذه الطريقة تبقى ساعتك البيولوجية، غير منتظمة، لذلك فإن تحديد وقت للنوم، وآخر للاستيقاظ، مهم جداً حتى في الإجازة.

التمارين اليومية مفيدة للصحة بشكل عام، وأهم شيء، أنها تحسن من عمل الدورة الدموية، التي تحسن من النوم.

ولكن آخر وقت للتمارين، يجب أن يكون قبل النوم بستة ساعات، كحد أقصى، حتى يبرد الجسم ،لأن الجسم الساخن، لا ينام بسهولة، ولذلك ترون الشخص الذي لديه حمى، لا ينام،

لا تنم في وقت النهار

إذا كنت مضطراً إلى النوم في النهار، حاول أن لا تزيد القيلولة عن 30 دقيقة، ويجب أن تنتهي قبل الساعة الرابعة عصراً، حتى تنظم النوم في الليل.

آخر كوب قهوة، أو أي مشروب فيه كافيين، يجب أن تشربه قبل الغداء، لأنه يبقى في الجسم، من 5 ساعات إلى 14 ساعة، حسب جسم الإنسان.

العلماء يبحثون حالياً، عن موضوع جين للنوم، ويحاولون من خلال الهندسة الجينية، أن يتحكمون فيه، وهذا يعني، أن الإنسان يتخلص من كل مشكلات النوم للأبد.

هناك من الناس من يتفاخر، أنه لا ينام كفاية، ولكن هذا غير صحي، كأن يتفاخر شخص بالعادة السيئة، وللأسف قلة النوم، أصبحت دليل على أن الإنسان جاد ومجتهد.

ولذلك حتى نغيير من هذه العادة السيئة، نحتاج إلى تغيير ثقافتنا، وأن نفهم ما هو النوم، وما الذي يحصل في أجسامنا، عندما لا ننام بشكل كافٍ.

 برنامج لحظة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى