إسلامالحياة والمجتمع

أسباب العنوسة في المجتمع وطرق الحل


الدكتور محمد النابلسي- رسالة من القلب لكل قلب رحيم

أسباب العنوسة في المجتمع وطرق الحل : المرأة نصف المجتمع، والمرأة المؤمنة أحياناً، تمر بالإحباط، لأن فصلها الأول والأخير، أن تكون زوجة لرجل قوي كريم، مؤمن طاهر.

أردد هذه المقولة  دائماً: من مشى بتزويج رجل بامرأة، كان له بكل كلمة قالها، وبكل خطوة خطاها، عبادة سنة قام ليلها وصام نهارها.

أدخل هذا العمل الصالح في برنامجك اليومي، ألك قريبة ألك أخت، تعرفها شريفة طاهرة صادقة، مؤمنة تائبة، دل عليها اسعى إلى زواجها.

الأمور التي من الممكن أن تسببها العنوسة

إما أن يكون المجتمع منضبط بالزواج، أو منفلت بالسفاح، وصدقوا ولا أبالغ، ضيقنا سبل الزواج، فانفتحت أبواب الحرام.

كلما رخص لحم النساء، غلا لحم الضأن، وكلما اتسعت  الصحون على السطوح، ضاقت صحون المائدة، وكلما قل ماء الحياء، قل ماء السماء.

في الإسلام المرأة أخت أو بنت أو أم أو زوجة، وكلها علاقات مقدسة، لا يوجد في الإسلام خليلة، ولا عشيقة ولا امرأة، تعيش بثدييها وتمتهن الدعارة.

الشقاء في المجتمع

هذا كله جاءنا من عالم الغرب، قال تعالى (يخرجنكما من الجنة  فتشقى) وباللغة وبحسب السياق اللغوي، يخرجنكما من الجنة فتشقيا.

شقاء الرجل شقاء حكمي لزوجته، وشقاء المرأة شقاء حكيم لأبيها، وأمها وأولادها، وأخواتها وإخوتها ولمن حولها.

الله عز وجل يقول (سيهديهم ويصلح بالهم) صلاح البال، أن تكون الزوجة على ما ينبغي، والبنت على ما ينبغي والابن.

ولو حققت كل أنواع النجاح في الأرض، ولم يكن أولادك كما تتمنى، فأنت أشقى الناس.

مهمة المجتمع في السعي للزواج

دعونا من سماع المواعظ، إلى عمل وحركة، ومسعى وجهد، وتعبد وإنجاز، نريد الواقع، لماذا واقع المسلمين لا يرضي، ولماذا ينصرف الشباب عن الزواج؟

الله عز وجل يقول (وأنكحوا الأيامى منكم) إنه أمر في القرآن الكريم، من قبل خالق السماوات والأرض، والأمر موجه إلى الجماعة.

فهي مهمة المجتمع، أفراداً وجماعات وحكاماً، أن يسعوا إلى تسريع الأسرة، وتيسير السبل وخفض النفقات، ورفع الدخول.

إما أن يكون النكاح، أو أن يكون احدى الدول العربية مثلاً، سبعون ألف بيت دعارة، لأن سوق الزواج متوقف.

العنوسة تفشت، ففي كل منزل عدة فتيات، لا يأتي من يقول ما عندكن من بنات، هذه مسؤوليتنا جميعاً.

أفضل شفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح، نحن ألفنا أن نصلي قيام الليل، وأن نشعر بلذة القرب من الله، ونعطي مبلغ في يد فقير.

لكن هل نوعت أعمالك الصالحة، هل جعلت من أعمالك الصالحة أن تدل على فتاة مؤمنة، تنتظر شاب كريم لا تناقش معه بشيء، وتنجب منه ابناً، يكون ثمرة عملها الصالح.

العمل الصالح ومهمة التزويج

هناك تفكك أسري، الأخت تتزوج، فتزهو على أخواتها الغير متزوجات، وأخواتها العانسات، ينتظرن في المنزل.

سمعت مرة كلمة، كيف أن الإنسان حينما يقوم بعمل بطولي، يشعر بنشوة مع الله سبحانه، فيجب أن تنوع أعمالك البطولية.

العمل الصالح هو علة وجودنا في الأرض، فما رأيت أتفه من إنسان غارق في النعيم، لا هدف له ولا يعبأ بأحد.

ما لم تحمل هموم الأمة والعوانس، وهموم الفتيات المؤمنات العفيفات، اللواتي ينتظرن الأزواج، كيف يرضى الله عنك.

لو كل شخص تمنى على الله، أن يجعل زواج فتاة من قريباته على يده، وكل شخص لديه أخت وابنة اخ أو اخت، ويعرفها طاهرة نقية، ليسعى بزواجها.

وهي لا تطالبه بشيء، إلا أن تكون أم لطفل يملأ البيت سعادة، فكلما حقق الإنسان مصالحه الشخصية، وانسلخ من المجتمع يصغر من عين الله، وكلما همه ما يعانيه المجتمع يرتفع عند الله، لذلك كن إنساناً عميم الخير.

لا يعيب على الإنسان تزويج أخته

وإذا لم يحل النكاح محل السفاح، فهناك مشكلة كبيرة، الفتاة تنتظر الزوج ولا يأتي، فتدخل في تفسيرات خرافية، بالسحر والكتبة.

عندما تنشغل فتاة لهدف عظيم، ليست عند إذن تنتظر الزوج فقط، بل تنتظر رحمة الله، ومعرفة الله.

قد يكون هناك شاب يبحث عن زوجة، وأخوها يكون صديقه، فيشعر بالحرج إذا دل عليها لصديقه، نقول أن سيدنا شعيب، عرض ابنته على سيدنا موسى عليهما السلام.

فإن العنوسة هي مشكلة كبيرة، ومأساة، فالشباب هم عماد الأمة ومستقبل الأمة، فيا أيها الشباب، ابحثوا عن زوجة صالحة.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: حق المسلم على الله، أن يعينه إذا طلب العفاف، فاطلب من الله العون، ولا تضع حسابات كثيرة في عقلك.

تسهيل الزواج من قبل الأهل

هناك فتن كبيرة جداً اليوم في المجتمع، فيجب البحث عن الزوجة في سن مبكرة، وعلى الآباء أن يسهلوا طرق الزواج، ويتساهلون بالطلبات.

لعل الله يرحم الأمة، بتخفيف نسب العنوسة فيها، والفتاة المؤمنة إذا عرفت ربها، كانت أكبر من أكبر مشكلة تعاني منها، والعكس صحيح.

وعند تربية الفتاة على معرفة الله وطلب الآخرة، وفهم كتاب الله والدعوة إلى الله، الفتاة صحيح أنها تتمنى الزواج، ولكن يكون همها الأول أن تعرف الله.

يملأ فراغها، وتصبح إنسانة مقدسة، ويصبح لها هم أسمى من الدنيا، في مقابل معرفة الله والسعي لخدمة عباده.

أما أن كل فتاة تنتظر الخاطب، فهذا غير معقول وصعب جداً، لأن الأمور ليست في يد الإنسان، وكل إنسان يسأل الله شيئاً، سيعطيه الله إياه.

ما أمرنا إلا أن ندعوه ليستجيب لنا

ما أمرنا أن نستغفره إلا ليغفر لنا

اطلبوا من الله أن يجري عليكم، هذا الخير، أن تزوج فتاة ممن تلوذ بك على يديك، ولعل الله سبحانه وتعالى، يخفف عن المسلمين همهم وغمهم.

 محمد راتب النابلسي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى