الحياة والمجتمعحول العالم

أصل كلمة البرتقال وعلاقتها بدولة البرتغال


خالد الحضري- من أين جاءت تسمية فاكهة البرتقال؟

اليوم سنتحدث عن البرتقال، حيث قد طُلب مني أن أتحدث عن البرتغال ،وأصل كلمة برتقال، وهل هذا أخذ من ذاك أم ذاك أخذ من هذا.

ولكن موضوعنا اليوم سنوسعه قليلاً، لذلك سنجزم في مسمى البرتغال، ونقول أن أصله ليس كلمة برتقال، لأن كلمة برتقال لم تكن فصيحة منذ الأزل، وإنما أدخلها العرب حديثاً.

معنى كلمة برتغال

وهي مقسمة إلى قسمين، بورتو في اللغة الإسبانية والبرتغالي، واللغات التي اندرجت من اللاتينية، معناها ميناء، فهي مثل بورت في الإنجليزية والفرنسية.

أما غال، فهي تعني بلاد الغال، وهي معروفة منذ دخول المسلمين إلى الأندلس، كان هناك قوم أو مملكة تسمى مملكة الغال، لذلك فإن البرتغال تعني ميناء الغال.

كيف يسمى البرتقال بالبرتغالية أو الاسبانية؟

في الاسبانية يسمى مارنجا، وفي البرتغالية يسمى لارنجا، وفي الفرنسية أورانج، وفي الأنجليزية أورنج، ومن هنا أتى اللون الأورانج.

ما هو أصل فاكهة البرتقال؟

أصل البرتقال من جنوب شرق آسيا، ففي الهند، نجد أن اسمه مارنجي، ومنذ زمن بعيد، كان يأتي عبر القوافل التجارية، ويصل حتى إلى اليونان، وكان يمر على العرب.

ولكن لم يكن نقل البرتقال كما هو، لأنه يفسد بسرعة، لذلك كانوا يأتون بالنارنج، وهي فاكهة أخرى، من عائلة الحمضيات تستخدم في التداوي.

ففي المغرب يسمى النارنج، وتوضع أوراقه في الشاي لتحسين النكهة، وقديماً كان يستخدم في الطب أيضاً.

البرتقال وتسمياته عند العرب

اليونانيون سموه نالتيوس، ومعناه ترياق السموم، أما العرب فمسوه بأسماء كثيرة منها، النارنج والطورنج، والاترنج والإطرنج، والإترنجة والمتك والكباد، والشخاخ والإشخاخ، حسب توزعها في المناطق.

وكذلك سمي باسم تفاح العجم والتفاح الماي، وليمون اليهود، لأن اليهود كانوا يحملونه في أعيادهم، وهو موجود في التوراة.

حتى أن المتنبي يقول:

بعيد أنت من شرب الشمول jورنج الهند أو طلع النخيل

وقد عاب عنه بعض اللغويين، استخدام كلمة طورنج، فيقولون: أن تورنج كلمة ليست فصيحة، ويفضل لو قال النارنج.

وقال آخرون، أن الاسماء عندما تدخل اللغة، تصبح فصيحة، وخصوصاً إذا اصطلح عليها العرب، لذلك فإن الطورنج معروف عند الكثير من العرب.

لماذا تسمى بالبرتقال؟

لأن البرتغاليين عندما وصلوا إلى الصين والهند، وأنشأوا مراكزهم فيهم، أصبح نقل الكثير من الفواكه كأشجار، بطريقة سهلة، وبأسطول قوي إلى البرتغال.

في القرن السادس عشر، عثر البرتغاليون على نوع حلو من البرتقال، وأتو به إلى اسبانيا والبرتغال، وهناك انتشر وعرف باسم لارنجا دي تشاينا.

ثم انتقل إلى البرازيل، وهي حالياً الأولى في تصدير البرتقال في العالم، ولازالت الهند والصين، تصدران الأطنان الكثيرة في السنة.

كيف وصل البرتقال إلى العرب وسبب التسمية؟

ثم انتشر في الدول الإسلامية، عندما وصل إلى شمال افريقيا، سموه أهل المغرب تشينا، وإلى الآن في لهجة بورتوريكو، يسمى تشينا أيضاً.

أما الدول المشرقية، عندما وصلهم سموه البرتقال، على اسم البرتغال، حيث أن بعضهم يقول، أن المسلمين عندما دخلوا إلى الأندلس، وجدوا بلاد الغال يزرعون البرتقال، وفي الغالب هذا ليس صحيحاً.

لأنها لم تنتقل من الصين، إلا بعد سقوط الأندلس بمائة سنة، وبعد خروج البرتغاليين بحملاتهم التجارية، أتوا بهذا النوع من الحمضيات.

والبرتقال شجرة تنبت في الأماكن الحارة، مهما كانت التربة، لذلك نجدها في جميع العالم تقريباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى